عماد الدين بن يونس
عماد الدين بن يونس (535هـ/1140م - 608هـ/1212م) فقيه شافعي بالعراق. كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف، وكان له صيت عظيم في زمانه، وقصده الفقهاء من البلاد الشاسعة للاشتغال عليه، وتخرج عليه خلق كثير صاروا كلهم أئمة مدرسين يشار إليهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
هو أبو حامد محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد، الملقب عماد الدين الفقيه الشافعى.
ولد بقلعة إربل سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (535هـ/1140م) في بيت صغير منها، وهم أهل بيت خرج منهم جماعة من الأفاضل. وكان مبدأ اشتغاله على أبيه بالموصل، ثم توجه إلى بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية على السديد محمد السَّلمَاسى وكان معيدًا بها، وسمع الحديث بها من أبى عبد الرحمن الكشهميهنى لما قدمها، ومن أبي حامد الغرناطي، وعاد إلى الموصل ودرس بها.
وكانت إليه الخطابة في الجامع المجاهدى مع التدريس في المدرسة النورية، والعزية، والزينبية، والنفيسية، والعلائية، وتقدم في دولة نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل تقدمًا كبيراً، وتوجه عنه رسولاً إلى بغداد وغيرها أكثر من مرة. وتولى القضاء بالموصل سنة (592هـ) لمدة يسيرة ثم عزل عنها، وكان شديد الورع والتقشف لا يلبس الثوب الجديد حتى يغسله، ولا يمس القلم للكتابة إلا ويغسل يده، وكان دمث الأخلاق، لطيف الخلوة، ملاطفًا بحكايات وأشعار، وكان كثير المباطنة لنور الدين صاحب الموصل ، يرجع إليه في الفتاوى ويشاوره في الأمور، وكان مكمل الأدوات، غير أنه لم يرزق سعادة في تصانيفه، فإنها ليست على قدر فضائله، فمن تصانيفه: كتاب "المحيط في الجمع بين المهذب والوسيط" في المذهب الشافعي ، وشرح "الوجيز" للغزالى، وصنف جدلاً، وعقيدة، وتعليقه على الخلاف لكنه لم يتمها.
وفاته
توفى بالموصل سنة ثمان وستمائة (608هـ/1212م).