علي بن وفا
علي بن وفا (مات سنة 544هـ) استلم قيادة الحشاشين بعد وفاة بهرام سنة 530 هـ بدمشق فعظم أمر أبي الوفا هذا بسبب مساندة الوزير المزدقاني له، حتى أصبح حكمه في دمشق أكثر من حكم صاحبها تاج الملك بوري. حاول تسليم دمشق إلى الصليبين، فكاتب أبو الوفا زعيم الحشاشين في الشام الفرنج على أن يسلم إليهم دمشق، ويسلموا إليه عوضها مدينة صور، علم تاج الملك بوري صاحب دمشق بهذه المؤامرة، فبادر بالتخلص من أصحابها، ومن كل من ساهم فيها، وبدأ بوزيره أبي علي طاهر بن سعيد المزدقاني، فاستدعاه إليه فحضر، وخلا معه فقتله تاج الملك وعلق رأسه على باب القلعة، ثم نادى تاج الملك في البلد بقتل جماعته، فثار بهم أهل دمشق فقتلوا منهم ستة آلاف نفر. أما الصليبيون فلقد وصلوا على الميعاد المقرر بينهم. وحاصروا دمشق استعداداً لأخذها، لكنهم علموا أن تاج الملك قد بطش بحلفائهم فأرسلوا إلى أعمال دمشق لجمع الميرة والإغارة على البلد فلما سمع تاج الملك بذلك أرسل أميراً من أمرائه يعرف بشمس الخواص فلقوا الفرنج وقاتلوهم، وانتصر شمس الخواص لجأ بعده علي بن وفا إلى قلعة صافيتا وتحالف مع الصليبين في معركة أنب وقتل فيها.