علي أحمد عتيقة
علي أحمد عتيقة (و. 1931 - ت. 1 يونيو 2014)، هو اقتصادي ليبي، وكان وزيراً للتخطيط والتنمية، ووزيراً لاقتصاد في المملكة الليبية. انتخب أميناً عاماً لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوبك).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
ولد علي عتيقة في مصراتة، ليبيا عام 1931، وحصّل دراساته العليا في الاقتصاد من جامعة وسكنسن الأمريكية عام 1959.
وزارة التخطيط والتنمية ووزارة الاقتصاد
شغل منصب وزير التخطيط والتنمية، ثم وزير الاقتصاد الوطني في المملكة الليبية. وعين عضواً في مجلس البترول الليبي حتى عام 1966. انتخب أميناً عاماً لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوبك) ومقرها الكويت، منذ أوائل السبعينات حتى الثمانينات من القرن العشرين.[1]
كان أبرز إنجازاته الخطة الخمسية 1973 /1968والخطة التي تلتها والمعدلة لها 1974/1969. وقد أفرد لها الدكتور علي عتيقة إحدى مؤلفاته العديدة. عقب استقالة حكومة عبد الحميد البكوش التي لم تدم طويلاً، اقترح الأستاذ البكوش أن يكلف الملك إدريس الدكتور علي أحمد عتيقة لتشكيل الحكومة الجديدة. ولكن الملك إدريس لم يستمع الى تلك النصيحة واختار بدلا منه ونيس القذافي وزير الخارجية في الحكومة المستقبلة والذي احتفظ بالدكتور علي عتيقة وزيراً للتخطيط والتنمية ليواصل مهمته النبيلة في تنفيذ تلك الخطة الطموحة التي كان من شأنها أن تغير وجه الحياة في ليبيا لو تم تنفيذها كما أرادها الدكتور عتيقة وكما إرادتها الحكومة الليبية في ذلك الوقت. غير أن القدر كان له مع ليبيا والليبيين شأن آخر.
أمين عام للأوبك
وقام الثوار باعتقال الدكتور علي أحمد عتيقة كما اعتقلوا جميع المسؤولين الكبار في الدولة وزج به في السجن دون أن توجه له أية تهمة ثم أفرج عنه بعد ذلك حيث انتقل الى الكويت ليعمل أميناً عاما لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول حيث استكمل بناء إداراتها المختلفة وتم توسيع عضويتها ليشمل الى جانب الدول المؤسسة الثلاثة ليبيا والكويت والمملكة العربية السعودية جميع الدول العربية الأخرى المنتجة والمصدرة للبترول.
يعتبر جيل علي عتيقة الرعيل الثاني من المسؤولين النفطيين العرب. فالرعيل الأول (عبد الله الطريقي وزكي اليماني وبلعيد عبدالسلام وعبد الرحمن العتيقي). انصب عمله من خلال منظمة أوبك على تحقيق ريع نفطي أعلى من الشركات. وتحقق هذا منذ أوائل السبعينات. وكانت مهمة الرعيل الثاني وضع الأطر اللازمة لإنشاء صناعة نفطية عربية وتأسيس شركات نفط وطنية. وآمن ككثير من المهنيين من أبناء جيله، بالعمل العربي المشترك كوسيلة لإخراج الدول العربية من حال التخلف. ولم يكن سهلاً تحقيق هذه الأفكار. فالعمل العربي المشترك صعب جداً، ومحبط في كثير من الأحيان، كما تظهر التجارب المعاصرة، بخاصة في قطاع النفط. إذ إن صناعة النفط العربية كانت وما زالت من مهام كل دولة على حدة، وتعتبر مهمة سيادية. لكن عتيقة ثابر على تحقيق أهداف المنظمة، بخاصة تأسيس المؤسسات المشتركة، إضافة إلى اقتراح وسائل عمل جديدة تخدم النشاط النفطي العربي المشترك.
انتهز عتيقة فرصة انتخابه أميناً عاماً لمنظمة أوبك التي تأسست من أجل دعم العمل العربي المشترك في قطاع النفط. وما ساعدها بعيد تأسيسها، ارتفاع الريع النفطي للدول الأعضاء، ما ساعد الدول في المساهمة بحوالى 4 - 5 بلايين دولار في الشركات المشتركة التي تم تأسيسها. لكن المنظمة واجهت تحديات جمة في عملية تأسيس الشركات. فقد اختلفت أولويات الأعضاء العشرة في عملية التأسيس ونسبة المشاركة ومحاولة استقطاب الشركات لفتح مقار في بلادها. وما زاد الصعوبات، بروز دور شركات النفط الوطنية في الفترة ذاتها (السبعينات)، ما أدى إلى تخوف بعضها من تأسيس شركات عربية تعمل في مجالها ذاته، مثل النقل البحري. وأدت هذه التحديات إلى حكمة كبيرة من جانب الأمين العام في الحصول على الموافقات اللازمة في الأوقات المحددة من حكومات ووزراء النفط في الدول العشر.
ومع ذلك، استطاعت أوبك تأسيس الشركات التالية في السبعينات:
- الشركة العربية البحرية لنقل البترول ومقرها الكويت
- الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) ومقرها البحرين
- الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) ومقرها السعودية
- الشركة العربية للخدمات البترولية، ويتفرع منها ثلاث شركات: الشركة العربية لصيانة وخدمات الآبار، والشركة العربية لجس الآبار والشركة العربية لخدمات الجس الجيوفيزيائي، ومقر الأربع ليبيا.
ويعتبر هذا إنجازاً مهماً لمنظمة أوبك على صعيد العمل العربي المشترك.
وواجهت أوبك وأمينها العام تحدياً مهماً بعد تأسيس الشركات، إذ إن لكل شركة جمعيتها العمومية التي تمثل المساهمين ومجلس إدارة يشرف على أعمالها. من ثم لم يتبق أي مسؤولية للمنظمة عن شركاتها. وتوصل عتيقة في حينه إلى قناعة بأن عليه الاستمرار في العمل المشترك ضمن الأهداف المرسومة للمنظمة في تشجيع العمل المشترك.
انطلق عتيقة في تأسيس برامج ومشاريع مشتركة جديدة لا تزال تعمل لأكثر من ثلاثة عقود. فاقترح فكرة عقد مؤتمر الطاقة العربي. وشكل المؤتمر منبراً لدرس مصادر الطاقة المختلفة ومناقشتها، من نفط وغاز وفحم ونووي، أو من الشمس والرياح. ولاقى الاقتراح معارضة في بادئ الأمر لأنه أوسع من مهمات المنظمة. وعقد المؤتمر الأول في أبو ظبي عام 1979، وسيعقد المؤتمر المقبل فيها أيضاً. ويشكل المؤتمر المنبر الوحيد لجمع الخبراء والمسؤولين العرب في مجالات الطاقة كلها. كما يساهم في إدارته، إلى جانب المنظمة، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والجامعة العربية.
ركز عتيقة جهوده أيضاً على التدريب، فعقد ندوات عن الصناعة النفطية للمسؤولين الجدد في شركات النفط الوطنية ووزارات النفط. وأقام دورات مختصة لمسؤولي الإعلام في القطاع النفطي والصحافيين النفطيين في وسائل الإعلام العربية. ولا تزال المنظمة تنظم هذه الندوات دورياً، كما اهتم بنشر الكتب والدوريات النفطية باللغة العربية.
اهتمت منظمة أوبك بالحوار مع الدول المنتجة والمستهلكة. فأقامت طوال سبعينات القرن العشرين وثمانيناته، ندوات مشتركة بالتعاون مع المؤسسات النفطية في كل من فرنسا واليابان والنروج. وكان الهدف من هذه الندوات التي شارك فيها عدد من وزراء النفط العرب، شرح وجهة النظر العربية في المجال النفطي. واقترح عتيقة على المجلس الوزاري للمنظمة المشاركة مع منظمة أوبك في تأسيس معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة برئاسة روبرت مابرو، اللبناني الأصل. واهتم المعهد بإصدار الدراسات والبحوث الطاقوية، واختير العام الماضي أحسن معهد للطاقة في العالم. كما تم تأسيس ندوة سنوية يشارك فيها خبراء في قطاعي الطاقة والاقتصاد من الدول المنتجة والمستهلكة، وتأسس أيضاً نادي أوكسفورد للطاقة، حيث يبحث الخبراء وكبار المسؤولين أمور الطاقة الملحة في حلقة صغيرة. ويذكر أن نوادي عربية وفرنسية وصينية مشابهة تأسست على ضوء تجربة نادي أوكسفورد، ويجتمع فيها الخبراء والمسؤولون عن كل منطقة للمناقشة أو للاستماع إلى محاضرات من جانب كبار المسؤولين.
أثار اهتمام المنظمة بالمؤتمرات والإعلام والتدريب، معارضة عدد من أعضاء المجلس الوزاري الذين ارتأوا أن المنظمة قد توغلت في مجالات واسعة خارج اختصاصاتها، واتخذوا قرارات لتقليص موازنتها السنوية. وقرر عتيقة على ضوئها الاستقالة، فقد كان واثقاً، على خلاف آراء بعض الوزراء، بضرورة العمل المشترك بمختلف أوجهه: التدريب والإعلام والمؤتمرات، إضافة إلى الصناعة.
الإقامة في الأردن
بعد ذلك استقر به المقام في العاصمة الأردنية عمان مستشارا للأمم المتحدة وناشطاً في شؤون التنمية الإقليمية ومسؤولا في منتدى الفكر العربي.
وفاته
توفي في عمان، الأردن في 2 يونيو 2014.[2]
المصادر
- ^ "النفط في أسبوع (علي عتيقة رائد الشراكة النفطية العربية)". جريدة الحياة اللبنانية. 2014-06-08. Retrieved 2014-06-15.
- ^ "ابراهيم محمد الهنقاري: الدكتور علي احمد عتيقة.. رجل التنمية في ليبيا.. في رحاب الله". ليبيا المستقبل. 2014-06-02. Retrieved 2014-06-15.