عكرمة بن أبي جهل
هو عكرمة بن عمرو المخزومي القرشي الكناني، ويكنى بأبي عثمان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبه
- هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
- أمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
سيرته
تبدأ رحلة عكرمة عندما نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة. لقد كان أبو جهل والد عكرمة جبار مكة الأكبر وزعيم الشرك الأول وصاحب النكال الذي امتحن الله ببطشه إيمان المؤمنين فثبتوا واختبر بكيده صدق المؤمنين فصدقوا إنه أبو جهل وكفى.
معركة بدر
لما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر وأقسم باللات والعزى ألا يعود إلى مكة إلا إذا نزل ببدر فيقيم عليها ثلاثاً ينحر الجزور ويشرب الخمور وتعزف له القيان بالمعازف، فكانت المعركة فقاد أبو جهل هذه المعركة وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها ولكن اللات والعزى لم يلبيا نداء أبي جهل لأنهما لايسمعان ولم ينصراه في معركته لأنهما عاجزان، فخر أبوجهل صريعاً دون بدر ورآه ابنه عكرمة بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة انفرجت عنها شفتاه. عاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جثة سيد قريش في بدر فقد أعجزته الهزيمة عن أن يظفر بها ليدفنها في مكة وأرغمه الفرار على تركها للمسلمين فألقوها في القليب (بئر ألقيت فيها جثث المشركين من قتلى بدر) مع العشرات من قتلى المشركين وأهالوا عليها الرمال.
بعد أن ألقى المسلمون قتلة المشركين في القليب ناداهم النبى وقال : يا أبو جهل ابن هشام ياعتبة بن ربيعة ياشيبة ابن ربيعة وبدأ يسميهم واحدا واحدا وقال لهم هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا فإنى وجدت ماوعدنى ربى حقا. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه واقفا بجوار النبى وقال : يارسول الله كيف يسمعوك وقد جيفوا؟ فقال النبى : ياعمر ما أنت بأسمع لى منهم (أى هم يسمعونى أحسن منك ولكن لا يجيبون)
يوم أحد
خرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه زوجه أم حكيم لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف وتضرب معهن على الدفوف تحريضاً لقريش على القتال وتثبيتاً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل.
يوم الخندق
في يوم الخندق حاصر المشركون المدينة أياماً طوالاً فنفد صبر عكرمة بن أبي جهل وضاق ذرعاً بالحصار فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة ذهب ضحيتها عمرو بن ود.
فتح مكة
وجاء وعد الله الذي وعده رسوله في كتابه: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا"، فكان يوم الفتح فرأت قريش ألا قبل لها بقتال محمد وأصحابه، فأذعنت أي قررت على أن تخلي له السبيل إلى مكة لكن عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي المحمدي الكبير فهزمهم القائد المسلم خالد بن الوليد في معركة صغيرة قتل فيها من قتل ولاذ بالفرار من أمكنه.
جهاده
ولعكرمة في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله أبو بكر على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا وظهر عليهم عكرمة، ثم وجهه أبو بكر أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدع له بخير وسار إلى الشام.
يوم اليرموك
في يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً.
ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام بن المغيرة وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد قضى نحبه.
وحان وقت الرحيل
كان في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك، فقال: كنت جاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لاوالله أبداً. قالوا: فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل، وكان استشهاده في يوم اليرموك وقيل بأجنادين وقيل الصفر وكان ذلك في خلافة أبي بكر ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية.
لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.