عطر امرأة (فيلم)
عطر امرأة | |
---|---|
اخراج | مارتن برست |
انتاج | مارتن برست |
بطولة | آل باتشينو |
تاريخ الطرح | 23 ديسمبر 1992 |
المدة | 157 دقيقة |
البلد | الولايات المتحدة |
اللغة | أنجليزية |
عطر امرأة (Scent of a Woman) فيلم أمريكي درامي بطولة آل باتشينو بدور عميد متقاعد اعمى يرافقه شاب أثناء قضاء الأخير للإجازه الصيفيه من الجامعه ,الفيلم هو الفيلم الوحيد الذي اخذ فيه آل باتشينو جائزة الأوسكار لأفضل ممثل.
فيلم عطر امرأة للمخرج مارتن برست من الافلام التي قدمت سينما عالية وممتلئة بالرسائل المهمة والمحببة والمتنوعة، وهو من إنتاج عام 1992 ورشح حينها لعدد من جوائز الاوسكار والتي ظفر بها الممثل الرائع – ال باتشينو – كأحسن ممثل. قدم الفيلم رسالة تحدثت عن كل شيء وعن اللاشيء عبر وصفات متنوعة الجمل ومصنوعة باحكام، بنية حوارية استغنت عن تقنيات الاكشن وتنقلت بين فكرة الدفاع عن القيم الإنسانية ومحاربة فكرة الهروب إلى الموت عبر شخصية الكولونيل الذي يظهر في الربع الأول من الفيلم كشخصية عصابية مسحوقة بالحرب، فهو كولونيل متقاعد خرج من الحرب بعاهة العمى وترسبات أخرى تجعله يصل إلى قناعة ان لامعنى لحياته فيقرر انهائها، ولكن قبل هذا عليه ان يرتشف من رحيق العالم اخر قطراته، ويقرر ان يقوم برحلة – ولانه اعمى – يستعين بمكتب التشغيل الذي يرشح له من يساعده في هذه الرحلة وهو طالب جامعي الذي يمر هو الاخر بفترة عصيبة في الكلية، إذ يوضع في مأزق الوشاية باحد زملائه أو الطرد من الكلية، ولانه بحاجة إلى المال يوافق على العمل كدليل لرجل اعمى... يقوده إلى المطار ويوصله إلى الفندق ومن ثم يعود إلى كليته، ومن المرافقة الأولى يصطدم برجل اعمى... عصابي عنيف وذكي وسريع في اتخاذ القرارات بل هو مقبل على الحياة يحبها ويفلسفها بكلمات بسيطة مليئة بتراكمات خبرته العسكرية والعاهة والوحدة، وعبر بناء ارسطي زاوج المخرج ارادات متناقضة (الكولونيل - الطالب) العصابية ازاء الشفافية. في هذه المزاوجة نجد ان رسالة الفيلم وعبر متناقضات سلسة، قدمت قصيدة إنسانية تتحدث عن معنى وهدف الوجود، يجب ايجاد المعنى وسط كل هذا الغموض وتتوالى الاحداث بدرامية تبدأ من مشهد الرقصة التي تجمع الكولونيل مع امرأة جميلة يسحبه عطرها إليها التي تعتذرلانها لاتعرف الرقص، لكنه يقنعها بانه يستطيع ان يعلمها الرقص وسط دهشة الجميع إلى مشهد محاولة الكولونيل الانتحار بعد أن يرتدي كامل بزته العسكرية المزينة بمختلف الميداليات والاوسمة التي نالها في حروب كثيرة والى مشهد سياقة الفيراري السريعة بالنسبة لرجل اعمى وصولا إلى مشهد المحاكمة ودفاع الكلونيل عن الشاب امام مجلس انضباط الكلية. لقد كان الفيلم مجموعة افكار تتمحور حول ثيمة الدفاع عن القيم وفكرة الضمير والاخلاق وفكرة التبني وطرح الجامعة كرمز من رموز قيم المجتمع التي تنحاز إلى تكتل الجميع ضد ارادة الحرية التي يجسدها الطالب وفي مشهد خارق نرى أجمل خطبة يقدمها الممثل ال باتشينو استطيع تسميتها انها درس بالغ في التمثيل من خلال اعمق التعابير الإنسانية وسط صمت وذهول التكتل القاسي ضد إنسانية بسيطة تحاول جاهدة المحافظة على كينونتها وسطهم فكانت المعونة القائمة على الإنسانية التي ادرك الجنرال انها اجدى من الانتحار. عموما كان فيلم عطر امرأة قصيدة إنسانية عصابية مليئة باكثر مافي الاعماق من جنوح وتشبث بالحياة ومايناقضها في الجانب الاخر من رفض لها، كذلك كان درسا في التمثيل والإخراج المؤثث القائم على الاختصار في المشاهد وعدم الاطالة من خلال اللقطات القصيرة والتركيز على الانفعالات العامة للابطال، كذلك يمكن ان يكون صرخة في وجه الحرب وادانة لما يمكن ان تحدثه في مستقبل اجيال عديدة فهي رسالة مبطنة ادانت الحرب بشكل غير مباشر عبر التركيز على الجوانب الجمالية التي تحاول أن تسرقها اثارها المدمرة.