عبد المهدي المنتفكي
عبدالمهدي المنتفكي. ..
هو السيّد عبدالمهدي بن السيّد حَسن بن السيّد عيسى آل شُبّر المعروف بـ(السيّد عبدالمهدي المنتفكي) ولد في سنة 1889م, في الشطرة في جنوب العراق في أطراف الناصرية . نشأ عبدالمهدي في بيئة عشائرية ملتزمة بالدين فهو من أسرة علوية عريقة سكنت تلك البقاع وانصهرت مع المجتمع المنتفكي, حيث يشكل (لواء المنتفك) آنذاك منطقة واسعة واتحاد عشائري . كانت لأسرة السيد عبدالمهدي المنتفكي ديوانا لوالده السيد "حسن"
غادر إلى مدينة النجف الأشرف وحط رحاله فيها, فدرس العلوم الإسلامية, فدرس المنطق والفقه وكتب التفسير والحديث .
أهلته هذه العلوم إن يعود إلى قريته وهو على جانب كبير من العلم والثقافة .., وقد أنشأ في ديوان والده "مكتبة واسعة", ضمت العديد من المصادر التاريخية والعلمية, حيث استوهت أبناء منطقته, كذلك الرحالة الأجانب الذين يجوبون أهوار العراق ويحلوا ضيوفا عنده .. كان والدة السيد حسن المنتفكي من دعاة الاستقلال, حيث أنتسب إلى جمعية الصلاح التي مقرها مدينة البصرة, والتي كانت تضم شخصيات نافذة في المجتمع العراقي, مطلع القرن الماضي, وكان شيوخ تلك المناطق الممتدة من أبو صخير إلى شط العرب منتمين الى هذه الجمعية وكانوا يتمتعون بشيء من الاستقلال . لضعف الإدارة العثمانية حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م ودخول الجيش البريطاني واحتلاله العراق, حيث التجأت الإدارة البريطانية المحتلة إلى الاستعانة بشيوخ العشائر الموالية لها في إدارة مناطقهم حتى قيام ثورة العراق الكبرى 1920م, والتي شملت العراق بأكمله .., فكان السيد عبد المهدي المنتفكي من دعاة الثورة ضد بريطانيا في لواء المنتفك آنذاك, وبذل نشاطا واسعا في التحفز على إعلان الجهاد في عشائر المنتفك , فكانت مدينة قلعة سكر أول بلدة ظهرت فيها بوادر التحرك ضد الانكليز, وبدعوة السيد عبد المهدي المنتفكي, والشيخ موحان الخير الله (شيخ الشويلات), حيث اجتمعوا مع رؤساء العشائر في موقع يسمى "المصيفي" "مؤتمر المصيفي", وكتبوا ميثاق الثورة وكان من خمس نقاط منها: المطالبة باستقلال العراق, والمحافظة على المؤسسات الحكومية, وإتباع ما يأمر به العلماء المجتهدون, وان تتعهد كل قبيلة بالمحافظة على الطريق الذي يخترق حدودها, وتأليف هيأة محلية في كل بلد يحتله الثوار .., وقد وقع على الميثاق كل من "السيد عبد المهدي المنتفكي", و"موحان آلخير الله", و"السيد دخيل سيد فياض",و "إبراهيم آل يوسف", و"خيون العبيد", و"صكبان العلي", و"سلمان الشريف", و"مزعل آل حميده" ..,كما وقع عليه رؤساء الشويلات وقره غول وخفاجة وبني سعيد .., وبعد انسحاب القوات الانكليزية من الغرّاف, أُنتخب السيد حسين الشعرباف في اجتماع عام مع ثلاثة من الوجهاء هم: السيد هادي والسيد مهدي والسيد عبد المهدي المنتفكي, والسيد حسن لمساعدة الشيخ "خيون العبيد", الذي أُنتخب حاكما للغرّاف,حتى تشكيل الحكم الوطني الملكي في العراق بتاريخ 23 آب عام 1921م.
أُستدعي السيد عبد المهدي إلى بغداد, للاشتراك في وزارة جعفر العسكري الثانية, التي شكلها في 21 تشرين الثاني عام 1926م , حيث شغل السيد عبد المهدي منصب (وزير المعارف) ,ومن خلال عمله بالوزارة أرسل أول بعثة دراسية للخارج, لأجل الدراسة كما ساهم باستخدام عدة مدرسين عرب من مصر, لغرض التدريس في مدارس العراق . في عهدة وهو وزير للمعارف تم أستقدام أربعة مدرسين من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م, لأجل تدريس التاريخ والتربية والرياضيات في المدارس الثانوية, ودار المعلمين العراقية أسوة بالمئات من المدرسين والخبراء أمثالهم .
من الذين أستقدمتهم الحكومة العراقية, وبإيعاز من السيد عبد المهدي المنتفكي وزير المعارف في تلك الفترة : الدكتور زكي مبارك وأحمد حسن الزيات, وأمين الريحاني ومحمد علي الحوماني وأمين سعيد . وقد ذكر الباحث (عدنان عبد غركان) في كتابة (تأريخ مدينة الرفاعي): (( السيد عبد المهدي رسول العلماء ..)), حيث يذكر دور السيد عبدالمهدي في ثورة 1920 قائلاً:
اما السيد عبد المهدي السيد حسن الملقب بالمنتفكي فقد كان رسول العلماء حيث ذهب إلى بغداد واجتمع في الكاظمية مع ايه الله الشيخ مهدي الخالصي وجماعة اخرين من رجال الكاظمية وبغداد فوجدهم على جانب عظيم من التهيؤ لطلب الاستقلال وكان ذلك عام 1920 ولما كان السيد عبد المهدي ممن ينشدون هذه الغاية السامية وقد جاء إلى الكاظمية بعد ان وصلت إلى المنتفك فتاوي الشيرازي ليتصل مع رجال الدين فقد زاد ايمانه بوجوب الجهاد واصبح بركانا متهيئاً للانفجار فاتصل مع رسل النجف الاشرف وزعماء الثورة في الشامية وابي صخير ثم اشار عليه الامام الخالصي واصحابه في بغداد من الذين يطمأن لهم ومن اخلاصهم للقضية ان يعود إلى لواء المنتفك ليفاتح العشائر بوجوب الثورة . ترك السيد عبد المهدي الكاظمية قاصداً المنتفك يوم 23 رمضان عن طريق القطار الذي اقله اخر قطار من السماوه والرميثة سالماً دون ان يتعرض له الثوار فوصل الناصرية في اليوم التالي واول عمل قام به هو مفاتحه الاصدقاء المقربين اليه لاخذ رأيهم في الثورة ضد السلطة البريطانية بغية الحصول على الاستقلال التام فلقى منهم التأييد ثم ذهب إلى الشطرة ومنها إلى الرفاعي وفي منطقة (ابو هاون ) اخذ يعمل باتصالاته مع رؤساء العشائر واخذ يبعث اليهم المقربين منهم والمجاورين وكل ما جاء احدهم فاتحه بالامر وبعد اخذ موافقتهم يقسمون امامه بالقرآن الكريم بأنهم سيثورون ضد لانكليز وسوف يبقون مثابرين على الجهاد حتى يحصلوا على غايتهم وهي الاستقلال التام توافدت من الرفاعي عشائر بني ركاب والشويلات الى مدينة الشطرة ومنها إلى الناصرية ...
وقد أشار المؤرخ عبد الرزاق الحسني إلى المبشرين بالثورة أمثال الشيخ باقر الشبيبي والسيد عبد المهدي المنتفكي والشيخ محمد حسن حيدر وعبد الكريم الحسيني ... وتداول الشيخ فريق الفرعون تفاصيل وافيه عن جهود السيد عبد المهدي في تحريض الناس على الجهاد ضد السلطة المحتلة . متزوج من أربعة نساء من ضمنهن سيدة سورية توفي عام1972 عن عمر ناهز (83 ) عام .
من أولاد السيد عبدالمهدي المنتفكي الدكتور (عادل عبدالمهدي) - رئيس مجلس الوزراء العراقي 2018 الى 2020 م .