عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود
عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود أمير سعودي، الأبن الثالث والثلاثين في سلسلة أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود الذكور . ولد في الرياض عام 1942 م/1361 هـ. ولة من الأخوه الأشقاء الذكور الأمير بدر بن عبدالعزيز والأمير عبدالأله بن عبدالعزيز تولى إمارة منطقة تبوك في عام 1980 م/1400 هـ كأول منصب حكومي له إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز. عين من قبل الملك فهد بن عبد العزيز أميراً لمنطقة المدينة المنورة عام 1985م/1405 هـ على إثر وفاة أخيه الأكبر وابن خالته في نفس الوقت الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز الذي كان أميراً للمدينة المنورة منذ العام 1965 م. بعد خلع أخيه الأكبر الأمير ماجد بن عبدالعزيز من إمارة منطقة مكة المكرمة اختير أميراً وكان ذلك عام 2000 م له أبن واحد هو الأمير فيصل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مولده ونشأته
ولد صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز سنة 1362 هـ 1943 م، ونشأ في رعاية والده. تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ عبد الله عبد الغني خياط، وخاصة القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينية، ثم انتقل إلى مدرسة الأنجال في الرياض، فدرس المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالقوات البحرية السعودية عام 1374 هـ، وسافر إلى بريطانيا للدراسة.
توليه الإمارة
تولى إمارة تبوك سنة 1400 هـ، واهتم بتطويرها، وتنمية الحركة الاقتصادية فيها، وشجع المستثمرين على الاستفادة من طبيعتها الزراعية وإقامة المزارع، فصارت تبوك من مناطق الإنتاج الزراعي المتميز، تصدر منتجاتها الكثيرة والمتنوعة إلى داخل المملكة وخارجها، كما اهتم بتطويرها من الناحية العمرانية، فاتسعت المدينة في عهده، وظهرت فيها مناطق سكنية جديدة، وطرق واسعة، وأعيد تنظيم الشوارع الرئيسة القديمة، ونظمت مداخل المدينة تنظيماً جديداً يشعر القادمين إليها بالقفزة الحضارية الكبيرة.
وعندما توفي أمير المدينة المنورة عبد المحسن بن عبد العزيز، صدر الأمر السامي بتعيينه أميراً للمدينة خلفاً له سنة 1406 هـ، وكانت المدينة في المرحلة الأولى من الطفرة العمرانية، حيث بدأ تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لتوسعة المسجد النبوي، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، وتجديد المساجد التاريخية، فأشرف على هذه الحركة. وعلى غرار ما حدث في تبوك شجع على إقامة مؤسسات ضخمة للاستثمار العقاري والزراعي، ورأس أكبر مؤسسة لذلك، وهي مؤسسة طيبة للاستثمار، فأصبحت المدينة مركز جذب للمستثمرين، وظفت فيها أموال كثيرة، وقامت مشاريع عمرانية ضخمة، وارتفعت في المنطقة المركزية مجمعات سكنية وتجارية عملاقة، تضم كل منها عدة مئات من الشقق والمحلات التجارية، وفق أحدث ما وصلت إليه التقنية العمرانية، وظهرت على هامش مشاريع تطوير المنطقة المركزية مشاريع أخرى مساندة، وخاصة في مجال صناعة مواد البناء وخدماتها، وانتشر البناء في جميع أنحاء المدينة.
وقد اهتم الأمير عبد المجيد بالتخطيط المستقبلي للمدينة بشكل يواكب التطوير الضخم الذي حصل في المسجد النبوي والمنطقة المركزية، ووجّه أن يكون التخطيط شاملاً للجوانب العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، ومساوياً للنمو السكاني المتزايد. وما زال يرعى باهتمام كبير قيام المؤسسات الاقتصادية الناجحة في جميع الميادين التجارية والزراعية والصحية والعقارية، فضلاً عن الجمعيات الأدبية والثقافية وجائزة المدينة المنورة، ويحرص على تفقد المشاريع والأعمال التطويرية، ويقوم بجولات ميدانية على مواقع العمل داخل المدينة المنورة وفي ريفها الواسع.
ومن السمات الملحوظة في إدارته المتابعة الدؤوبة، والحرص على لقاء المسئولين عن الإدارات، ومنحهم الثقة والصلاحيات اللازمة للأداء الناجح، ومتابعة إنجازاتهم فيها، والحرص أيضاً على لقاء وجوه أهل المدينة والمثقفين في مجلسه الخاص، وزيارتهم في المناسبات، وخصص فترة يومية للقاء عامة الناس والاستماع إلى قضاياهم، والتوجيه بحل مشكلاتهم على الفور. يلمس فيه كل من يلقاه الخلق العالي والتواضع الكبير. وفي عام 1420هـ صدر الأمر السامي بتعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة.
الحالة الإجتماعية
متزوج وله من الأبناء الأمير فيصل.
الهوايات
الفروسية – السباحة – التنس – الصيد بالصقور – قراءة المذكرات.
الوظائف والمهام التي تقلدها
عين سموه أميراً لمنطقة تبوك في الفترة من 2/5/1400هـ حتى 15/6/1406هـ وقد تحقق لهذه المنطقة العديد من المنجزات التنموية والاقتصادية والاجتماعية خلال فترة عمله وشهدت المنطقة نهضة زراعية طموحة.
رأس سموه خلال تلك الفترة رئاسة مجالس العديد من الشركات والجمعيات الخيرية وساهم سموه في دعم تلك الجمعيات لتحقيق رسالتها النبيلة وأهدافها التي تخدم التنمية ومنها رئاسته لمجلس إدارة شركة تبوك للتنمية الزراعية نادكو وكذلك مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية في تبوك.
في 15/5/1406هـ عين سموه بمرتبة وزير أميراً لمنطقة المدينة المنورة التي من أهم مناطق المملكة ففيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزورها كل عام الملايين من الزوار وضيوف الرحمن وشهدت المدينة المنورة خلال فترة توليه إمارتها أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف حيث أشرف سموه إشرافاً مباشراً على هذه التوسعة إضافة لتطوير المنطقة المركز حول الحرم.
رأس سموه مجلس إدارة شركة طيبة للاستثمار والتنمية العقارية بالمدينة المنورة إضافة إلى رئاسته لعدد من الجمعيات الخيرية.
عين سموه أميراً لمنطقة مكة المكرمة في 16/8/1420هـ بمرتبة وزير.
الرئيس الفخري لشركة جدة القابضة للتطوير والرئيس الفخري للمشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ورئيس مجلس الفروسية بمنطقة مكة المكرمة والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى الربو بالمنطقة والرئيس الفخري لجمعية البر والرئيس الفخري للمستودع الخيري بمنطقة مكة المكرمة والمستودع الخيري بجدة والرئيس الفخري للجنة مساعدة السجناء المعسرين والمعوزين بجدة والرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمكة المكرمة ورئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة والرئيس الفخري لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة ورئيس النادي العلمي بجدة ورئيس مجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة وغيرها من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية المختلفة في المنطقة.
أهم إنجازاتـه
1- المدينة المنورة : كلف سموه بالإشراف على تنفيذ أكبر توسعة للحرم النبوي الشريف في التاريخ التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين حيث تابع سموه تنفيذها حتى إنهاءها.
أنشأ أول جمعية خيرية بالمدينة المنورة وهي الجمعية الخيرية للخدمات الإجتماعية لمساعدة الفقراء والقضاء على مشكلة غلاء المهور.
إنشاء جمعية للثقافة والفنون بالمدينة المنورة.
إقامة معرض دائم للصناعات الوطنية بالمدينة المنورة.
2- تبـوك :
وضع الأفكار والدراسات الخاصة بالبنى التحتية لمنطقة تبوك.
نادى سموه بفكرة الحزام الأخضر حول منطقة تبوك وكان من أهم المشروعات التي حظيت بها المنطقة.
حققت منطقة تبوك نهضة زراعية متطورة وساهمت في دعم الأمن الغذائي من خلال الرؤى التي وضعها سموه في هذا الجانب.
اهتم سموه بالآثار الفنية في منطقة تبوك والتي تشكل حضارة هذه المنطقة ودعا إلى الاهتمام بها ومنها إحياء السكة الحديدية التي كانت تربط الدول العربية الشقيقة بالمملكة.
نادى بفكرة إنشاء ميناء تجاري في مدينة ضبا.
3- مكة المكرمة :
دعا سموه إلى إنشاء شركة جدة القابضة التي تنبثق عنها شركة جدة للخدمات وشركة جدة للسياحة وتهدف إلى الاهتمام بالمرافق الخدمية للمدينة بما يوفر للمواطن كل متطلباته واحتياجاته.
تبنى مشروع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز لتوطـين الوظائـف والهادف إلى إعـداد الكوادر السعودية وإحلالها في الوظائف في مختلف القطاعات.
تبنى سموه لجنة لتطوير الخدمات الإسعافية في منطقة مكة المكرمة من أجل أداء خدمة متميزة في هذا المجال.
تبنى سموه فكرة إقامة أول مشروع لرعاية المسنين وكبار السن في محافظة جدة ووجه بسرعة إنجاز هذا المشروع وفاءً وتقديراً لهؤلاء.
اهتم الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز بالتطوير الاقتصادي في منطقة مكة المكرمة عناية خاصة ، وساهم بصورة فاعلة في إنشاء مركز "خديجة بنت خويلد" في غرفة جدة للتجارة والصناعة المخصص لسيدات الأعمال، كما ابتكر ما أطلق عليه "الدائرة الاقتصادية بإمارة مكة المكرمة"، وتتصل هذه الدائرة بأمير المنطقة بشكل مباشر . والدائرة عبارة عن مجموعة تطوعية تتكون من نخبة من رجال الأعمال والأكاديميين المتخصصين في علمي الاقتصاد والاجتماع، وتقدم استشارات لتحسين البيئة الاستثمارية في المنطقة، بما يجعلها نقطة جذب سياحي وترفيهي وعلاجي ، ومركزاً للصناعات الصغيرة والمتوسطة، ونجحت هذه الدائرة في احتضان العديد من المشروعات الاقتصادية المبتكرة، كما حرصت على دعم المبادرات الاجتماعية مثل تقديمها العون في إنشاء الجمعية السعودية لمرضى الإيدز ، وتكوين مجموعة لتقييم التعليم الأهلي ، ولجنة للاهتمام بقضايا الشباب كان من أبرز توصياتها السماح للشباب بدخول المراكز التجارية .
وفــاتــه
أعلن عن وفاته رَسْمِيًّا في يوم السبت 18/4/1428هـ 5 مايو 2007م في الولايات المتحدة الأمريكية إثر مرض اللوكيميا (ابيضاض الدم) عانى منه طويلاً عن عمر يناهز خمسة وستين عاما.وكان المفروض أن يصلى عليه صلاة العصر من يوم الأحد 19\4\1428هـ. في جامع الإمام تركي بن عبد الله ولكن تأخر وصول جثمانه عبر طائرة خاصة إلى مطار قاعدة الرياض الجوية فقد أصدر الديوان الملكي تأخير صلاة الجنازة عليه إلى يوم الإثنين 20\4\1428هـ . صلاة الظهر في جامع الامام تركي بن عبد الله ثم بعد ذلك نقل جثمانه إلى مقابر العود التي دفن فيها رحمة الله ، وربما تكون الشهور الأخيرة من حياة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز هي الأهدأ في تاريخ عمله الحكومي في ختام مشوار جاوز ربع قرن من الإنجاز المتواصل ، فقد اعتاد السعوديون على النجاحات المتلاحقة والمشاريع الطموحة في عديد الميادين للأمير الراحل ، إلا أن العارض الصحي الذي ألمّ به وفرض عليه رحلة علاجية طويلة خارج المملكة ، أخفى الحضور المتميز لأمير منطقة مكة المكرمة.
المصدر
الموقع الرسمي لامارة مكة المكرمة: http://www.makkah.gov.sa/browse.php?scope=59a7af5&asSC=94