عبد الكريم بلحاج
عبد الكريم بلحاج | |
---|---|
وُلِدَ | 1966 |
الجنسية | ليبي |
عبد الكريم بلحاج مواليد 1966 بالعاصمة الليبية طرابلس أمير الجماعة السلفية المقاتلة سابقا وقائد الثوار بمدينة طرابلس الذي قاد أروع هجوم وأصعبه لإنهاء حكم العقيد القذافي بعد أربعين سنة من الملك العضود والتفرد بالقرار والتنكيل بالمعارضين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
عبد الحكيم لخويليدي أو عبد الحكيم بلحاج هو أحد أبناء الحركة الإسلامية بليبيا ، خريج مدرسة هندسية وأحد أبرز شبان الجهاد الأفغاني ممن غادروا الجماهيرية سنة 1988 إبان تصاعد العداء ضد الإتحاد السوفيتي في العالم اثر المجازر البشعة ضد الشعب الأفغاني.
عرف عبد الحكيم بلحاج بأنه رحالة مجاهد أو مجاهد رحالة بعد تجربة قادته لحوالي 20 دولة من أبرزها باكستان وأفغانستان وتركيا والسودان، رافق فيها شيخه عبد الله عزام وآخرون كثر من أمراء الجهاد .
عرف عنه انتمائه المبكر للتيار الإسلامي أيام الدراسة بالثانوية قبل أن يؤسس بنفسه الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي تزعمت معارضة حكم العقيد القذافي وآلت على نفسها أن تكون سببا في إسقاطه رغم الهزات العنيفة التي شهدتها المسيرة والانتصارات الجزئية للعقيد في مواجهة الشبان الإسلاميين الثائرين ضد حكمه "الجماهيري" الشمولي في شرق البلاد.
في سنة 1993 استقر عبد الحكيم بلحاج في مدينة بنغازي شرق ليبيا حيث مقر الحركة السنوسية مستفيداً من كره سكان المنطقة لنظام العقيد القذافي وشرع في تجنيد عدد من شباب المنطقة لمشروعه السياسي الرامي الي قلب نظم الحكم في ليبيا، وأوعز الي فتيانه بدخول اللجان الثورية للحصول على التدريب والأسلحة للقيام بانتفاضة مسلحة للقضاء علي نظام العقيد الممسك بزمام الأمور، وبعد سنتين من العمل السري اكتشفت السلطات الليبية مكانا للمقاتلين بالشرق الليبي كان معدا للتدريب بقيادة الضابط الليبي المنشق صالح الشهيبي .
وقد كان اكتشاف الجماعة بداية خريف ساخن بينها وبين العقيد القذافي الذي أستخدم طيرانه العسكري لضرب مواقعها ببعض الجبال ودك حصونها ولما تعلن بداية التمرد على نظامه.
بعد سنتين من المواجهة تمكن نظام العقيد الليبي معمر القذافي من قتل أبرز قادة الجماعة بعد عبد الحكيم بلحاج وهو الشيخ صلاح فتحي سليمان.
فر العديد من مقاتلي الجماعة الإسلامية الي العاصمة البريطانية لندن التي استقبلتهم اثر خلافها مع العقيد القذافي وحاولت استغلالهم كورقة سياسية للمساومة وابتزاز العقيد.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 صعدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة اللهجة ضد الإسلاميين عموما والعائدين من أفغانستان خصوصا، وشاءت الأقدار أن يسقط الرجل الثائر بأيدي المخابرات الأمريكية فبراير سنة 2004 بينما كان ينوي مغادرة ماليزيا باتجاه السودان.
بعد تحقيق سريع سلم عبد الحكيم بلحاج الي نظام العقيد القذافي الذي يعتبره من أبرز معارضيه وأحد الزنادقة المطلوبين لحكمه كما يطلق عادة علي المعارضين الليبيين وخصوصا من أنصار التيار الإسلامي بشقيه السلفي والأخواني.
دفع الشيخ عبد الكريم بلحاج فاتورة المعارضة من جسده وحريته ، ورمت به قوات القذافي خلف القضبان لسنوات طويلة في سجن أبو سليم الشهير ، غير أن جهود الداعية الليبي والقيادي المعارض للقذافي الشيخ علي الصلابي حملت للرجل قدرا آخر رغم المشقة وطول الطريق.
استغل الصلابي مستوي الانفتاح النسبي الذي عاشته ليبيا خلال السنوات الأخيرة من حكم العقيد لتمرير مشروع المصالحة بدعم من نجل العقيد سيف الإسلام القذافي وبعض رفاقه من الليبراليين والإسلاميين القاطنين بالعاصمة البريطانية لندن تحديدا.
وساعدت المراجعات الجريئة لعبد الحكيم بلحاج الصلابي وعدد من رفاقه في إقناع العقيد بسلامة توجه المجموعة وضرورة طى صفحة الماضي والإفراج عن الإسلاميين المحتجزين لديه.
كان عبد الحكيم بلحاج من أكثر عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة توازنا وكان يري أن مواجهات 1995 مع النظام الليبي سابقة لأوانها وأنها فرضت من قبل الأجهزة الأمنية الليبية رغم أن كل أحرار ليبيا كانوا يدركون أن رحيل العقيد القذافي يحتاج الي حمل السلاح وأن الحسم العسكري هو الوحيد القادر على زعزعة نظام شمولي تحكم في رقاب العباد أكثر من أربعين سنة.
سمح للسجين عبد الحكيم بلحاج بلقاء رفاقه داخل معتقلات القذافي لقيادة حوار شامل حول الأسس الفكرية للجماعة ومراجعة الكثير من المفاهيم ، وكان سنده ورفيقه في الحوار الشيخ الصلابي القيادي بجماعة الأخوان المسلمين وأحد رموز المعارضة الليبية حاليا.
وقد انتهت المشاورات بتشكيل لجنة للحوار عهد إليها بمناقشة مجمل القضايا ، وضمت ممثلين عن الأجهزة الأمنية ومؤسسة سيف الإسلام القذافي والدكتور الصلابي وممثلين عن الجماعة المقاتلة.
بعد سنوات من النقاش والمراجعة خرجت نسخة الكتاب الأولى لعبد الحكيم بلحاج " دراسات تصحيحية " والذي أسس لمنهج إسلامي معتدل ، نال تزكية كبار العلماء مثل الشيخ القرضاوي والشيخ الددو وأحمد الريسوني وآخرين ..
ووجه عبد الحكيم بلحاج بانتقادات لاذعة من قبل بعض السلفيين وأقارب مقاتلي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة واتهم بالتخلي عن الثأر لرفاقه الذين سقطوا في مواجهة نظام العقيد الليبي بعد التغرير بهم ، غير أن القدر أنصفه وحمل له ما أراد في مواجهة كانت أبرز ملامحها دخول مخبأ العقيد الليبي معمر القذافي في باب لعزيزية بعد أن قاد بنفسه معكرة تحرير طرابلس.
في مارس 2010 أفرج عن القيادي عبد الحكيم بلحاج مع 214 مع سجناء سجن أبو سليم ضمن حادثة هي الأولي في تاريخ ليبيا ، وسط تغطية إعلامية عربية وعالمية للحدث الذي غير مسار التاريخ الليبي المعاصر وأسس لمراجعات فكرية في أكثر من دولة عربية بعد ذلك.
ومع بداية التحول التاريخي في مسيرة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة صعدت أوساط التيار السلفي الجهادي ضد عبد الحكيم بلحاج الذي اتهموه بخيانة المنهج والانحراف عن المسار بل الزندقة.
في سنة 2007 أعلن أيمن الظواهري رسميا انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الي القاعدة ليقطع الطريق أمام عبد الحكيم بلحاج الذي دخل في مسار المراجعات الفكرية، وليخفف من وطأة الفراغ السياسي الذي عانته منه مجموعات شبابية محسوبة علي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة تري أن بلحاج بات أقرب الي نهج جماعة الأخوان المسلمين من تنظيمه الذي أسس قبل دخوله المعتقل، وأن الإفراج عنه يعني ضربة موجوعة للفكر السلفي المتشدد بليبيا وجهود المواجهة القائمة مع العقيد القذافي.
واصل القيادي الليبي المعارض جهوده مع آخرين لترتيب الساحة الإسلامية وإعادة الأمل لضحايا السنوات السود والإفراج عن بقية المعتقلين إلي أن دقت ساعة الصفر بحلول ربيع الثورات العربية ليخرج بلحاج مع رفاقه من الإسلاميين والليبراليين مطالبا بالحرية ودولة القانون والمساواة.
ووجهت المظاهرات السلمية التي شاركوا فيها بعنف شديد وسقط العشرات في مدينة بنغازي معقل الثورة لتتحول المدينة الهادئة الي شرارة مرعبة للعقيد وأعوانه لكن كانت 2011 مختلفة تماما عن 1995 .
حمل عبد الحكيم بلحاج ورفاقه السلاح ضمن ثوار 17 فبراير ، ليكلف لاحقا من قبل المجلس الانتقالي الليبي بقيادة أبرز معارك الحسم في مواجهة العقيد، إنها معركة العاصمة الليبية طرابلس.
برز الرجل للأضواء من جديد، وحافظ على توازنه السابق وقرر بنفسه التوجه الي العاصمة الليبية طرابلس متسللا عبر ثبج البحر مع آخرين من رفاق السلاح متحدين جبروت الطاغية وكاسرين هدوء ليل المدينة الرتيب ومفجرين أعظم انتفاضة في وجه طاغية تعيشها دولة عربية في العصر الراهن.
كانت صيحات التكبير تسمع بقوة بأحياء تاجوراء وسوق الجمعة وشارع النصر ، وكان بلحاج ورفاقه يواجهون بأسلحتهم الخفيفة عتاد الكتائب لكن العزيمة مختلفة والإيمان بالله وعدالة القضية أبرز عوامل الحسم في معركة عروس البحر التي أنهت فعليا نظام العقيد القذافي.
وبعد يومين من المواجهة العنيفة أطل الرجل الوقور الهادئ عبد الحكيم بلحاج ثانية ولكن هذه المرة من ساحة باب لعزيزية وسط العاصمة الليبية طرابلس معلنا نهاية العقيد وأبنائه ومبرهنا علي صدق الوعد الذي قطعه مع آخرين قبل أسبوعين بصلاة العيد بطرابلس وهم في الزنتان والرجبان يواجهون بطش الكتائب ويدفعون بصدورهم المؤمنة شر أنصار الطاغية ويحمون آلاف المدنين.[1]