عبد القادر بلعربي موسى
حكيم ألادي نجم الدين ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
عبد القادر بلعربي موسى Abdulkadir Balarabe Musa | |
---|---|
حاكم ولاية كادونا | |
في المنصب أكتوبر 1979 – 23 يونيو 1981 | |
سبقه | إبراهيم محمود ألفا |
خلفه | أبا موسى ريمي |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | 21 أغسطس 1936 كايا، ولاية كادونا، نيجيريا |
توفي | 11 نوفمبر 2020 (عن عمر 84) كادونا |
القومية | نيجيري |
الحزب | حزب الفداء الشعبي (PRP) |
الأنجال | قاسم |
الجامعة الأم | جامعة أحمدو بلو |
عبد القادر بلعربي (بَالَارَابَى) موسى (Abdulkadir Balarabe Musa) (21 أغسطس 1936 - 11 نوفمبر 2020)، سياسي يساري ماركسيّ من نيجيريا. كان حاكما/مُحافظا سابقا لولاية كادونا القديمة (ضمت ولاية كاتسينا الحالية) أثناء الجمهورية النيجيرية الثانية، في الفترة من أكتوبر 1979 حتى اتهمه حزب الأغلبية، الحزب الوطني النيجيري، في 23 يونيو 1981 ونجح في إقالته.[1] وأثناء الجمهورية النيجيرية الرابعة، كان زعيم مؤتمر الأحزاب النيجيرية (CNPP) وهو ائتلاف لأحزاب المعارضة.[2]
لـُقـِّب بأفقر السياسيين المخضرمين في نيجيريا وأول حاكم تنفيذي عُزِل من قبل مجلس نواب الولايات في نيجيريا. يثني النيجيريون على الحاج "بلعربي" لفلسفته السياسية وإخلاصه وبساطة حياته في وجه الفساد السياسي الذي اتصف به نظراؤه من سياسيي الجمهوريات النيجيرية السابقة والحكام. كما أن مواقفه من القضايا الوطنية النيجيرية غالبا ما تخلو من الإثنية وتتميز بالحلول العملية. فكان آخر من حمل أفكار الزعيم مالام (المعلم) "أمينو كانو" وتلاميذ مدرسته السياسية والاجتماعية المعروفة بـ طلقاوة(Talakawa).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
وُلِد الحاج "بالارابَيْ موسى" في 21 أغسطس من عام 1936م في بلدة "كايا" في "كادونا". والتحق بالمدرسة الابتدائية في "كايا" من عام 1943 إلى عام 1947، وانتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة "زاريا المتوسطة" من عام 1947 إلى عام 1952. ثم التحق بمعهد الإدارة (المعروفة بـجامعة أحمدو بلّو حاليا) في مدينة "زاريا" شمال نيجيريا من عام 1952 إلى عام 1953. دخل "بلعربي" الخدمة المدنية ككاتب من الدرجة الثالثة, حيث عمل ككاتب الحسابات من عام 1953م إلى عام 1955م, ومدرّسًا من 1955 إلى 1960 – بما في ذلك تدريسه في معهد الإدارة. وفي عام 1960 حصل "بلعربي" على منحة لدراسة المحاسبة في لندن، وشغل أثناء دراسته فيها مناصب إدارية مختلفة متعلقة بالمحاسبة لاكتساب مؤهلات وخبرات إضافية. عُيِّن "بلعربي" بعد عودته إلى نيجيريا محاسبًا في مؤسسة صناعية دفاعية في كادونا. ونُقِل لاحقًا إلى هيئة الإذاعة لشمال نيجيريا (Broadcasting Corporation of Northern Nigeria) كسكرتير الهيئة وكبير محاسبيها. وفي عام 1974 نُقل إلى مجلس إدارة الشركة في "جوس" الواقعة في إقليم الحزام الأوسط (أو شمال وسط نيجيريا).
انضمامه إلى الحركة اليسارية في شمال نيجيريا
يعتبر الحاج "بلعربي موسى" تقدميًا في أفكاره في مجتمع شمالي "محافظ". وكان من أشد المعارضين للنظام الطبقي وأسلوب الحياة الباذخة للحكماء التقليديين والنخبة الحاكمة في شمال نيجيريا. تشكّلت أيديلوجية "بلعربي" وأفكاره السياسية في فترة مبكرة من حياته من خلال تعاليمه الإسلامية وإلمامه بقراءة الصحف الرئيسية وقتذاك لتحسين مستواه من اللغة الإنجليزية (لأن لغة تعليمه كانت الهوسا والعربية)، وعلى رأسها صحيفة "The West African Pilot" المملوكة للزعيم النيجيري "نمدي أزيكوي"، أول رئيس لنيجيريا. ذكر "بلعربي" في عام 2004 أن إحدى الحوادث التي أثرت فيه قد وقعت في عام 1949 عندما حصل على نسخة من الصحيفة عبر صديقه الإيبو (إحدى العرقيات الرئيسية بنيجيريا) في مدينة "زاريا"، حيث كادت إدارة مدرسة الابتدائية أن تطرده من المدرسة بعدما وجدتْ الصحيفة معه بدعوى أن بحيازته "أدبا شيوعيا".
ومن هنا بدأ قراءة الأدب الشيوعي رغم أن ذلك جريمة جنائية في نيجيريا وقتذاك. وجعلته الحادثة "فضوليًا ومصممًا على اكتشاف ماهية الشيوعية", خاصة وأن فهمه لها في تلك الأيام هو أن "الشيوعية تعني المساواة بين البشر." اطلع "بلعربي" من الصحف على أخبار تشكيل "اتحاد العناصر التقدمية الشمالية" (Northern Elements Progressives Union=NEPU) في مدينة "كانو" في 8 أغسطس 1950. وكان أول حزب سياسي في شمال نيجيريا بقيادة الاشتركييبن البارزين مثل "أمنو كانو". وقد حدّد بيان الحزب الموسوم بـ "إعلان سوابا" أن هدفه الرئيسي: "تحرير عامة الناس" أو "طلقاوة "Talakawa" كما يطلق عليهم في شمال نيجيريا. اقتنع "بالارابي" ببرامج حزب "NEPU", وانضمّ إليه سرًّا رغم خطورة ذلك، إذ كان انتقاله إلى "جوس" في عام 1953 كان بسبب إقالة رَجُلٍ من الإيبو من المنصب (تولاه بلعربي) وسجن ذلك الرجل لأن بحوزته أدبا شيوعيا.
انقسم أنصار حزب "NEPU" فيما بينهم بعد صراعات داخلية بين قياداته, خاصة بين الزعيمين "أبا مايكوارو" و"أمينو كانو". وقد انتصر "أمينو كانو" بعد حوار لافيا لعام 1953 وسيطر على قيادة الحزب، حتى وإن كان مؤيديه الذين انتصروا له هم أنفسهم من انقلبوا عليه في عام 1964 وشكّلوا هيكلا موازيا باسم "منظمة حرية العناصر الشمالية". وبحسب بعض الروايات، كان "بلعربي" ضمن العناصر التي انقلبت على الزعيم "أمينو كانو" حتى وإن تعاونا فيما بعد.
وقد انتُخِب "بلعربي" أيضا مستشارًا في مجلس الحكم المحلي في مدينة "زاريا" (بعد تركه للخدمة المدنية في عام 1975), وبرز رئيسا للمجلس لكن القوى المهيمنة رفضت رئاسته.
تأسيس "حزب الخلاص الشعبي" (PRP)
لقد تحالف الزعيم "أمينو كانو" وأعضاء سابقون في حزب "مؤتمر الشعب الشمالي" على تأسيس حركة وطنية للم الشمل والتغلب على العقبات السياسية شكاوى العرقيات المختلفة التي أدّت إلى الانقسامات و"حرب بيافرا". ولكنّ هذا التحالف فشل بعدما حدث شجار في اجتماعه في سبتمبر عام 1978. فغادر نسبة مثقفون يساريون الحركة بسبب ما وصفوه بمحاولات التهميش والإقصاء. وأطلق "أمينو كانو" في 27 سبتمبر 1978 "حزب الخلاص الشعبي" (People's Redemption Party=PRP) بمشاركة يساريين آخرين بمن فيهم: "بلعربي موسى"، "أبو بكر ريمي"، "سابو باكين زوو"، "عبدالله عليو سميلا"، "مايكل إيمودو" ، "سولي لاميدو"، وعملاق الأدب الأفريقي "تشينوا أتشيبي".
وقد كُتب لحزب PRP نجاحا كبيرا من حيث الانتشار والتأييد الشعبي. بل في عام 1979 انتُخب "بلعربي" حاكماً لولاية "كادونا" تحت راية الحزب. وشهدت توجهاته السياسية أيضا مع كل هذه التغيرات تحولا ملحوظا؛ ما بين الاشتراكية والليبرالية اليسارية والديمقراطية الإنسانية.
أول حاكم ولايةٍ معزول في نيجيريا
فاز "بالارابي موسى" في انتخابات 1979 بمنصب حاكم ولاية "كادونا" بـ 560,605 صوتا متفوقا على غريمه "لاوال كايتا" (مرشح "الحزب الوطني النيجيري" الذي يعود جذوره أيضا إلى "مؤتمر الشعب الشمالي") الذي سجل 551,252 صوتا. ويُعزى إليه تنفيذ عدد من البرامج التنموية ووضع حجر أساس لمشاريع عديدة من خلال إحضار المثقفين الوطنيين والأساتذة الجامعيين للعمل معه في حكومته. على أن حكمه لـ "كادونا" لم يدم طويلا؛ لأن حزبه لم يسيطر على مقاعد مجلس النواب لـ "كادونا". وبدلا من ذلك, كان أكثر من ثلثي مقاعد المجلس من نصيب "الحزب الوطني النيجيري" المحافظ والمفضل لدى الطبقة الحاكمة. فرفض النواب (المنتمون في أغلبهم إلى الحزب المعارض الرئيسي) الموافقة على قائمة المفوضين الذين عيّنهم الحاكم "بلعربي", وأثاروا عدة عقبات تشريعية لشل إدارته وسياساته الموالية لـ "طلقاوة" (عامة الناس).
ورغم كل العقبات, اعتمد "بلعربي" عمله الإداري والقيادي على مستشاريه (لرفض نواب مجلس الولاية تأكيد تعيين مفوّضيه), ونفّذ ما يمكنه تنفيذه من سياسات حزبه, بما في ذلك إلغاء الضرائب التي كان يدفعها الفلاحون وقتذاك, وحارب تراكم بدائي للثروة من قبل المسؤولين الحكوميين, كما أطلق إصلاحات تعليمية واسعة النطاق كبناء 100 مدرسة في عام فقط وتعزيز تدريس العلوم والاهتمام برفاهية المعلمين. إضافة إلى إنشاء صناعات زراعية في كل منطقة من مناطق الحكومات المحلية الـ 14 في ولاية كادونا القديمة. كانت نتيجة رفض انصياع "بلعربي" لمطالب مجلس النواب التي لا تتوافق مع برامجه؛ أن عزله النواب من منصبه كحاكم الولاية في مايو 1981, أي بعد 18 شهرًا فقط من تسلمه للسلطة. وكان عمره 45 عاما، وأصبح بذلك أول حاكم ولايةٍ معزول في تاريخ نيجيريا السياسي. وقد خلفه في المنصب نائبه الحاج "أبا موسى ريمي" الذي تعاون مع المجلس وخضع لأوامرهم.
معارضة الحكومات العسكرية
كان الحاج "بالارابي موسى" من بين السياسيين الذين اعتقلهم الحاكم العسكري (والرئيس النيجيري الحالي) "محمد بخاري" بتهمة الفساد, وذلك في انقلاب 31 ديسمبر 1983. وقد برّأته التحقيقات من ارتكاب أي مخالفات. وفي عهد الإدارة العسكرية للجنرال "إبراهيم بابنگيدا" يضاف قبض على "بلعربي" بتهمة إطلاق حزب سياسي عندما كان الحظر المفروض على السياسة الحزبية ساري المفعول؛ إذ كان "حزب الفداء الشعبي" (PRP) محظورًا من قبل الإدارة العسكرية, فأسس "بلعربي" حزبا جديدا باسم "حزب التحرير الشعبي" (Peoples Liberation Party) في لاگوس, وهو ما أدى إلى اعتقاله.
وقد شارك "بلعربي" أيضا في معارضة الميول غير المدنية للأحزاب السياسية الحاكمة في نيجيريا, وقاد عدة تحالفات سياسية لتوحيد الأصوات ضد العسكريين. فكان من أبرز السياسيين الشماليين الذين أيّدوا "حركة 12 يونيو" المعارِضة لإلغاء نتائج رئاسيات 1993 من قبل الحاكم العسكري "إبراهيم بابانگيدا" والتي فاز فيها الزعيم الجنوبي "مشهود أبيولا"، كما انتقد بشدة إدارة الجنرال "ساني أباتشا" وتحركاته القمعية.
رئاسيات 2003 وموقفه من "محمد بخاري" واعتزال السياسة
رافقت عودة الحكم المدني في نيجيريا في عام 1999 إعادة إطلاق الحاج بلعربي "حزب الفداء الشعبي" (PRP), كما تعاون مع أحزاب المعارضة الأخرى على تأسيس ائتلاف "مؤتمر الأحزاب النيجيرية" (CNPP) والذي أدى دورا بارزا في معارضة حكومة الرئيس السابق "أولوسـِگون أوباسانجو".
في عام 2003 خاض "بالارابي" سباق الانتخابات الرئاسية كمرشح حزب "PRP". ولكنه أخفق في المحاولة لحالته المالية, حيث لم يتمكن من تمويل حملته السياسية بما في ذلك تكلفة طباعة الملصقات. على أنه بالرغم مما عاناه الحاج "بلعربي" على يد إدارة "بخاري" العسكرية، فقد أعلن قبيل رئاسيات عام 2007 دعم حزبه "PRP" وائتلاف "CNPP" لـ "بخاري" ضد الحاج "عمر يرعدوة" مرشح "حزب الشعب الديمقراطي" (PDP) الحاكم (والفائز في تلك الانتخابات). وكان موقفه من "بخاري" أنه قد لا يكون الشخص الأمثل لقيادة البلاد، ولكنه الأخفّ ضررا بين المرشحين الباقين. وكان من بين المنتقدين البارزين لسياسات "بخاري" وطبيعة قيادته وأسلوب استجابته لقضايا وطنية.
اعتزال السياسة
كان الحاج "بلعربي" منذ عزله من رأس حكومة "كادونا" يعيش (حتى وفاته) في منزله القديم الذي اشتراه في عام 1970، بالتقسيط على 40 سنة، ضمن برنامج لإسكان موظفي الدولة، ويتكوّن من 3 غرف نوم في إحدى ضواحي مدينة "كادونا". وكان يقود سيارته "پيجو" القديمة في شوارع "كادونا" دون حراسة أمنية، تاركا أبواب منزله مفتوحا لجميع الزوار.
في 31 أغسطس 2018، اعتزل "بلعربي" الأنشطة السياسة بسبب مشاكل صحية، واستقال إثرها من منصب رئيس "حزب الفداء الشعبي" (PRP).
وفاته
تدهورت حالة "بلعربي" الصحية مؤخرا رغم جهود حكام ولاية "كادونا" في توفير العلاج الطبي له. وقد توفي بسبب نوبة قلبية في نومه حوالي الساعة الثامنة صباحًا في 11 نوفمبر 2020. ودُفن في مقبرة "أونغوان سَرْكِي" بعد إقامة صلاة الجنازة عليه في مسجد السلطان محمد بلو بولاية "كادونا" شمال غرب نيجيريا.
الهامش
- ^ "Nigeria States". World Statesmen. Archived from the original on 28 May 2010. Retrieved 27 April 2010.
- ^ Funmi Peter-Omale (4 February 2004). "Obasanjo's Policies Phantom, Says Balarabe Musa". This Day. Retrieved 27 April 2010.
- ^ Ibraheem Musa (2020-11-17). "Flashback to a Titanic Insight on the Titan, Abdulkadir Balarabe Musa". intervention.ng.
وصلات خارجية
- Alhaji Abdulkadir Balarabe Musa: Tribute to Audacity and Principle: https://bit.ly/3f4at9V
- Balarabe Musa Died Of Heart Attack, Says Son: https://bit.ly/3fbno9V
- Balarabe Musa’s Power of Example: https://bit.ly/2IJuiY0
- Borning, B. C. (1974). Book Reviews : African Revolutionary: The Life and Times of Nigeria’s Aminu Kano. By ALAN FEINSTEIN. (New York: Quadrangle, 1973. Pp. xvi, 299. Western Political Quarterly, 27(4), 758–760.
- Fagbadebo O. (2020) From Parliamentary to Presidentialism: Different Governing Systems and Practice with Similar Outcomes. In: Impeachment in the Nigerian Presidential System. Palgrave Macmillan, Singapore
- Independence: Balarabe Musa hits leaders over state of Nigeria: https://bit.ly/3lyx00S
- Revisiting of impeachment in Nigeria: https://bit.ly/38Qp088
- Seven Things You Might Not Know About Balarabe Musa: https://bit.ly/38PBlJG
- TRIBUTE: Balarabe Musa: Radical ex-governor who lived a spartan life: https://bit.ly/3f84XmD