عبد الغفار الأخرس
الأخرس معروف في أوساط بغداد الأدبية ، وأصله من مدينة الموصل في شمال العراق، وكان شعره يتميز بالسمو والرقة، وأخذ فنون الأدب والعلم على يد أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، كما أخذ عن غيره من العلماء الأعلام وكان معاصرا للشاعر عبد الباقي العمري، وله مناقضات مدونة ومعروفة مع الشاعر الأديب عمر بن رمضان الهيتي، وقد حدث بينهما من الهجاء ما حدث بين جرير والفرزدق، ولكن مع هذا كله فإن الأخرس لما مات صاحبه عمر الهيتي، رثاه بقصيدة عامرة الأبيات سامية المعاني. وكان يكثر الحضور لمجلس العلامة أبو الثناء الآلوسي وله من النكات والطرف ما جعله من ظرفاء بغداد المشهورين، كما كان له خط جميل ومن آثاره الخطية قصائد من شعره، ودون بخطه أيضا قصائد شعرية للمفتي عبد الغني آل جميل، ومنها التي نسبت لداود باشا، وتعد هذه المجموعة الأدبية من مجاميعه الشعرية النادرة التي تروي جزءا من تأريخ العراق هو في طي النسيان وهذه المجموعة التي دونها من القصائد بخطه والتي أنشدها المفتي عبد الغني أماطت اللثام عن شعر ذلك العصر والمتأثر بالوضع السياسي للبلد، وحزن الشعراء ونقمتهم على حال أهلهم وذويهم، فكان لشعر الأخرس وغيره من شعراء عصره الأثر المحمود في بث الروح الأدبية في السياسة، وأعلاء شأن الأمة، وأعلن الأخرس عن شعر وأدب المفتي عبد الغني آل جميل وتذمره وسخطه على سياسة البلد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قصائد من ديوانه
أمتدح الشاعر الأخرس الكثير من علماء بغداد ومنهم عبد الغني آل جميل فقال منشداً له:
أراني والخطوب إذا ألمت | رجعت إلى جميل أبى جميل | |
كأن الله وكله برزقي | وحولني على نعم الوكيل |
ثم قال:
كفاني المهمات (عبد الغني) | وذلك من بعض أفضاله | |
فإن نلت مالا فمن جاهه | وإن نلت جاها فمن ماله |
فرد عليه المفتي عبد الغني منشدا:
لقد طفت في شرق البلاد وغربها | وقاسيت في أسفارها كل شدة | |
فلم أر إلا غادرا أثر غادر | ولم أر إلا خائنا للمودة |
ثم أنشده :
دع العراق وما فيه لساكنه | وأرحل خل لئام القوم تأويه | |
ولا تقل وطني فيه ولا سكني | ما آفة المرء إلا حب ناديه |
ثم قال :
دع الزوراء إن رمت المعالي | وسر منها تجد عنها بديلا | |
فإن الحر لا يرضى بأرض | يرى فيها مهانا وذليلا |
من مؤلفاته
- ديوان الأخرس.
وفاته
توفي الأديب الشاعر عبد الغفار الأخرس عام 1290هـ/ 1872م، ودفن في مقبرة الحسن البصري المسماة مقبرة الزبير في مدينة البصرة.
مصادر
- البغداديون أخبارهم ومجالسهم - إبراهيم عبد الغني الدروبي - مطبعة الرابطة - بغداد - 1958م - صفحة 234.
- ديوان الأخرس - صفحة 291.