عبد الرحمن ميلاد

عبد الرحمن ميلاد.

الرائد عبد الرحمن سالم ميلاد (وشهرته البيجا، و. 1986 - ت. 2 سبتمبر 2024)، هو ضابط خفر سواحل ليبي، وكان رئيس أكاديمية الدراسات البحرية في جنزور حتى مقتله. يُعرف البيجا بأنه رجل تركيا ولُقب بامبراطور تجارة البشر، نظراً لتورطه في الكثير من عمليات الهجرة الغير شرعية على سواحل مدينة الزاوية الساحلية الليبية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

لقب "البيجا" الذي يحمله ميلاد مستوحى من شغفه بكرة القدم واللاعب الإيطالي روبرتو باجيو. وقد اكتسب ميلاد شهرته الدولية عام 2017 في استخدام العنف ضد المهاجرين الغير شرعيين وتورطه في عمليات تهريب مرتبطة بكتيبة النصر. بعد سجنه لفترة قصيرة في عهد وزير الداخلية فتحي باشاغا، سعى ميلاد إلى تحسين صورته، متخذاً موقفاً "يبدو فاضلاً" ضد الجريمة ومعارضة تهريب الوقود من زوارة. كما حاول تقديم نفسه بشكل رسمي أكثر كعضو في خفر السواحل. في السنوات التي تلت عام 2020، أصبح البيجا "ذخراً ثميناً لتركيا"، حيث ساهم في أمن قاعدة جنزور البحرية التي تسيطر عليها تركيا في ليبيا، حيث يتواجد مئات المرتزقة السوريين. ومع ذلك في الفترة بين عامي 2017 و2018، كان "البيجا" أكثر ارتباطاً بإيطاليا. لكن عام 2019، بدأ الإيطاليون بالأني بأنفسهم عنه، ووجودوا أن العلاقة به أصبحت "محرجة بشكل متزايد للرأي العام".[1]

وكان ميلاد من أشهر الشخصيات الأمنية في غرب ليبيا، تتهمه عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا بتزعم عصابة كبيرة للإتجار بالبشر، لا سيما أنه أحد قادة خفر السواحل الليبي في الزاوية التي تُعد من أهم مناطق انطلاق المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروپا. في يونيو 2018، ورد اسم البيجا في التقرير الصادر عن مجلس الأمن بوصفه "زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، ومتورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان"، فيما صدرت ضده مذكرة اعتقال من الإنتربول.

وفي الشهر نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضده مع 5 ليبيين آخرين بسبب ما قالت "تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين"، وهو الإجراء ذاته الذي أعلنت عنه بريطانيا في الوقت نفسه. وفي 14 أكتوبر 2020، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، ضبط البيجا، وسط ترحيب بعثة الأمم المتحدة في البلاد، إلا أنه أُطلق سراحه بعد أشهر.[2]

وتعاني ليبيا بين الحين والآخر من مشكلات أمنية في ظل انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدناً بالجنوب.


اغتياله

رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة والرائد ميلاد.

في 2 سبتمبر 2024، نقلت وكالة الأناضول الإخبارية، عن مصدر أمني مسؤول، لم تسمّه، إن مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيجا بمدينة جنزور، مساء اليوم السابق وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه وأردوه قتيلاً.[3] وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها حول الحادث. وفيما لم يوضح المصدر هوية مغتالي البيجا أو المشتبه بهم، إلا أنه أشار إلى أن "أعداءه كثر"، وفق تعبيره. بعد مقتل البيجا قطعت مجموعات مسلحة من مدينة الزاوية، مسقط رأسه، الطريق الساحلي الذي يربط طرابلس بمدن الغرب وصولاً إلى رأس جدير على الحدود مع تونس. وترددت أنباء عن تحرك أرتال عسكرية في اتجاه طرابلس خاصة باتجاه منطقة الصياد القريبة من كان الاغتيال.

نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، البحرية الرائد عبد الرحمن ميلاد، وأعلن عن تكليف وزارة الداخلية والأجهزة المختصة بفتح تحقيق عاجل في واقعة استهدافه. وقال الدبيبة إن الفقيد كانت له مساع محمودة لإعادة تأهيل الأكاديمية البحرية وتخريج دفعات جديدة منها بعد توقف دام أكثر من عقد، فضلاً عن مساعيه دوماً للصلح والمصالحة في مدينته الزاوية، وقدم تعازيه لأسرته ومدينته وزملائه ضباط الأكاديمية البحرية.[4]

المصادر

  1. ^ "مقتل رجل تركيا في ليبيا". تونس تليجراف. 2024-09-02. Retrieved 2024-09-02.
  2. ^ "اغتيال ضابط ليبي مطلوب للإنتربول في طرابلس". الجزيرة نت. 2024-09-02. Retrieved 2024-09-02.
  3. ^ "اغتيال "البيجا" أحد "ملوك" تهريب البشر في ليبيا". دويتشه ڤيله. 2024-09-02. Retrieved 2024-09-02.
  4. ^ "«الدبيبة» يُوعز بفتح تحقيق في اغتيال آمر الأكاديمية البحرية". عين ليبيا. 2024-09-02. Retrieved 2024-09-02.