عبد الرحمن بن رستم
عبدالرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية الاباضية في المغرب. اسمه عبدالرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى، من الفرس وهو أحد تلامذة أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وإليه تنسب الدولة الرستمية.
بويع له بالإمامة عام 160هـ وقيل 162هـ. وكان لهذا الامام ابنة تسمى أروى وقد خطبها حاكم الصفرية اليسع لإبنه مدرار وهدف هذا الإمام من هذا الزواج للمذكور توحيد الصلة وتقوية العلاقات بين دولته وبين الصفرية لأن الصفرية كانت قوية إذ كانت تحت حكم حاكم الصفرية ما يعد بعشرات الالوف من المقاتلة الموصوفين بالشجاعة والبسالة. أمل هذا الامام أن يأتي يوم ما على أولادها إن قدّر الله بحملها وهم على مذهب الاستقامة فيضمهم هو أو من يلي الأمر بعده إليه أو تتوثق علائق الوداد بين المملكتين، فلا يطرقه منهم طارق سوء ولا يأتيه من قبلهم ما يكدر راحته أو يوجب له قلقا أو خللا في داخليته، هذا ولما سيرة هذ الامام مشهورة بالعدل والاستقامة.
ولما أيقن رحمه الله بدنو الأجل وانقضاء العمر تأسّى بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقتفى أثره إعتناءً منه بشأن الإسلام والمسلمين. فجعل الإمامة شورى بين سبعة رجال ممن تفرّس فيهم الصلاح وما أحرزوه من كمال الإقتدار وهم ولده العلامة الورع عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم والعلامة مسعود الأندلسي وأبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني وعمران بن مروان الاندلسي وأبو الموفق سعدوس بن عطية وشكر بن صالح الكتامي والعلامة مصعب بن سدمان وكلهم أعلام في التقوى والصلاح. وكانت خلافته 11 سنة وكل من هؤلاء السبعة كان يرفض أن يكون الامر له ثم استقر الامر أن يبايعوا ابنه عبدالوهاب بالإمامة.
وكانت ولاية الإمام عبدالرحمن بن رستم رحمه الله تعالى من عام 160هـ - 171هـ. وأول من بايعه العلامة مسعود الاندلسي والذي كان مرشحا لهذا المنصب فحينما سمع بذلك رفضه ثم بايعه الحاضرون وحملوه إلى دار الإمامة في موكب حافل غصت به طرق المدينة وهناك تمت البيعة له من قبل العامة، وفرح الناس بذلك فرحا كبيرا.
وسار في الناس سيرة حسنة مثل أبيه حتى توفي رحمه الله تعالى عام 190 هـ.