عبد الرؤوف كارة
عبد الرؤوف كارة (و. 1980ت - ) عسكري ليبي، وقائد قوة الردع الخاصة. يعرف كارة بانتماءه للتيار السلفي، وكانت قوات الردع الخاصة بالأساس ميليشيا سلفية "مطاوعية" على الطريقة الوهابية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد ركزت نشاطها الشُرطي على محاربة مروّجي المخدّرات والخمور ومرتكبي جرائم السرقة والخطف وحتى تجارة العملة. كما قامت بدور مهم في القبض على خلايا نائمة تتبع تنظيم داعش، مما أكسبها شعبية اجتماعية كبيرة خصوصا في منطقة سوق الجمعة. وعرف عن كارة تكراره القول بأنه غير معني بالسياسة وإنما بالعمل على حفظ أمن الناس. وهو يتبع مفهوم الولاء السلفي التقليدي لولي الأمر. لذلك اعتبر المجلس الرئاسي هو ولي الأمر الحالي بدلاً من المؤتمر الوطني المنحل بحكم "اتفاق الصخيرات".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السيرة
لم يكن عبد الرؤوف كارة ابن منطقة سوق الجمعة من وجوه ثورة 17 فبراير البارزة في الأحداث عام 2011، لكن برز اسمه عندما شكل كتيبة النواصي، التي ركزت على محاربة مروجي المخدرات والخمور، مما أكسبه شعبية بين العائلات التي تخشى على أبنائها من تعاطي المخدرات، وثمة من يتهمه في حادثة التسمّم الجماعي بسبب تناول مئات الأشخاص خمورا مغشوشة في مارس 2013 إلى وفاة عدد كبير منهم، غير أنّه نفى مسؤوليته عن ذلك، ثم شكل «قوة الردع الخاصة» واتخذ من قاعدة معيتيقة مقرا له، كما انضم إلى عمليّة «فجر ليبيا» عندما سيطرت على طرابلس عام 2014.
وكانت العلاقة بين كارة والمفتي السّابق الصادق الغرياني قد تدهورت في ديسمبر 2015، عندما داهمت قوات كارة كتيبة التوحيد المنتمية لتنظيم داعش وقتلت آمرها مراد القماطي بمنطقة الفرناج في طرابلس، كما انقطع حبل الوصال بينه وبين عبد الحكيم بلحاج القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، بالرغم من أن كارة كان عضوا في المجلس العسكري لطرابلس بقيادة بلحاج، حتى أن الأخير يفضل السفر من مطار مصراتة وليس من مطار معيتيقة التي يسيطر عليه كارة.
وبعد تفكك قوات "فجر ليبيا" ركز كارة على محاربة الجريمة وقامت قوّته بعمليات نوعية في هذا الصدد وكان يردد أنه لا يملك أجندة سياسية وإنما يهتم بحفظ الأمن في العاصمة
وشارك في الهجوم على منطقة ورشفانة، واتهمه عضو المؤتمر الوطني السابق جمعة السايح بتدمير بيته في طرابلس في أبريل 2016، وبتدمير 52 بيتا في ورشفانة، وقبل ذلك اتهمه عضو مجلس النواب علي التكبالي باقتحام بيته في طرابلس ونهبه في نوفمبر 2014، وشارك محسوبون عليه في حصار وزارة الخاجية في أبريل 2013 للمطالبة باصدار قانون العزل السياسي، وقمع المظاهرات التي كانت تطالب بفك الحصار على مقرات الدولة واعتقل العديد من المتظاهرين.
ويعتبر كارة بنظر خصومه، شخصاً يتزعم "ميلشيا" مسلّحة، ويتصرّف خارج القانون سارقا دور الدّولة.
وبالرغم من علاقته الجيدة مع المؤتمر الوطني السابق وحكومة الإنقاذ السابقة، إلا أنه وطّد علاقته مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بمجرد وصوله إلى طرابلس، وتولى تأمين قاعدة أبو ستة البحرية التي كانت مقرا للمجلس الرئاسي، قبل أن ينتقل إلى مقره الرسمي بطريق السكة، وآخر مبادراته مداهمة سوق الذهب في طرابلس وإغلاق المحلات في يوليو 2016، بحجة متاجرتهم بالعملة الصعبة بعد تجاوز سعر الدولار خمسة دينار لأول مرة في تاريخه، وهي مبادرات تلقى استجابة من المواطنين في بلد تفككت فيه كل المؤسسات الرسمية، وهو ما يذكرنا بزمن الفتوات عندما تنهار الدولة.