عبد الله عبد الجبار
عبدالله عبدالجبار (1919 - 2011) من طلائع النهضة الأدبية والعلمية والأخلاقية الاجتماعية في منطقة الحجاز بالمملكة العربية السعودية. وهو شخصية محتفى بها كثيراً في الأوساط الثقافية بالسعودية ومصر.
ولد عبدالله عبدالجبار في مكة المكرمة عام 1919 م، ويلقب بالأستاذ كونه أشرف على طلاب البعثات التعليمية من الحجاز في مصر في الأربعينات الميلادية. تخرّج من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. عُيّن مديراً للمعهد العلمي بمكة سنة 1947. ثم عين مديراً للبعثات السعودية في القاهرة سنة 1950 وكان له صالون أسبوعي شهير هناك.
ويصف الصحافي السعودي أحمد عدنان عبدالله عبدالجبار بأنه من أنبل وأثقف رجالات الحجاز وأكثرهم استقامة ونزاهة وترفّعاً عن الماديّات. بدأ حياته العمليّة أستاذاً مرموقاً للأدب العربي في المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة في مرحلة الثلاثينيّات والأربعينيّات الميلاديّة، واهتم – حينها – بالنشاط اللاصفي (وتحديداً النشاط الأدبي والثقافي لطلاب تلك المرحلة من خلال ما كان يُعرف – آنذاك – بالمسامرات الأدبيّة)، وصاحب هذا بزوغ نجمه كأديب وناقد ومؤلف عبر الصحافة السعودية.
في الخمسينيّات الميلاديّة نُقِلت وظيفته إلى القاهرة كمراقبٍ عام للبعثات السعودية، وضمّت تلك البعثات أولئك الطلبة الذين أصبحوا – فيما بعد – نخبة الإدارة العليا في المملكة كأحمد زكي يماني وإبراهيم العنقري وأحمد صلاح جمجوم وعبدالعزيز الخويطر وحسن نصيف وأحمد محمد علي وأمثالهم.
وأثناء وجوده في مصر اختارته جامعة الدول العربية في المعهد العالي للدراسات العربية التابع لها مُحاضراً في المعهد، وقدّم من خلاله محاضراته المشهورة (التيّارات الأدبيّة في قلب الجزيرة العربيّة) والتي تشمل الشعر والنثر، وتعتبر هذه المحاضرات – الكتاب لاحقاً – أول تطبيق لأسس ونظريات النقد الحديث على أدب الجزيرة العربية.
تولى أمانة "رابطة الأدب الحديث". اعتقل في القاهرة لمدة 10 أشهر بعد نكسة 1967 دون تهمة واضحة ليهاجر بعدها إلى لندن، ثم عاد إلى السعودية سنة 1987 مستشاراً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم مستشاراً ثقافياً لشركة (تهامة) للإعلان والعلاقات العامة.
وهو شخصية نضالية معروفة طالبت دوماً بالتغيير. يعتر العبد الجبار رائد النقد الحديث بالجزيرة العربية، وواضع أسس وقواعد المنهج النقدي فيها. يعتبر مؤلفيه؛ كتاب "التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية" طبع عام 1959 م بالقاهرة، وكتاب "قصة الأدب في الحجاز" والذي اشترك في تأليفه مع الدكتور المصري عبد المنعم خفاجي، وطبع بالقاهرة عام 1958، من المراجع التاريخية والموسوعية في الأدب الحجازي والسعودي الحديث.
من أعماله في القصة؛ "أمي" و"ساعي البريد"، وفي المسرح؛ "الشياطين الخرس"، كما قدم اعمالاً في الاذاعة أهمها "العم سحتوت"، اضافة إلى عشرات المقالات والبحوث التي نشرها في صحف الحجاز ومصر. كان أمينا عاماً لرابطة الأدب الحديث ابان اقامته في مصر منذ الأربعينات الميلادية.