عباس السيد

عباس السيد
عباس السيد من داخل قاعة المحكمة عام 2010.png
عباس السيد من داخل قاعة المحكمة عام 2010
وُلِدَ
عباس محمد مصطفى السيد

(1966-05-13)مايو 13, 1966
الجنسيةفلسطيني
التعليمبكالوريوس، في الهندسة ميكانيكية، ماجستير في الاقتصاد، ماجستير في الدراسات الإقليمية
المدرسة الأمجامعة اليرموك، كلية الدعوة الجامعية للدراسات الاسلامية، جامعة القديس أبو ديس
المهنةقائد كتائب القسام في الضفة الغربية
اللقبعملية تفجير هشارون مول، عملية عيد الفصح
الحزبحركة حماس
الديانةمسلم

عباس السيد ويُلقب بـ"أبو عبد الله" (و. 13 مايو 1966) سياسي وقائد عسكري فلسطيني، وأحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وكان قائد كتائب القسام في الضفة الغربية. نفذ العيديد من العمليات ضد اسرائيل وهو مقعتل منذ 8 مايو 2002 وحُكم عليه بالسجن لمئات السنين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

عباس السيد أثناء دراسته تخصص الأجهزة الطبية في الولايات المتحدة
عباس السيد أثناء دراسته تخصص الأجهزة الطبية في الولايات المتحدة

ولد عباس محمد مصطفى السيد في مدينة طولكرم بالضفة الغربية في 13 مايو 1966، حصل على الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينته، وأنهى الثانوية العامة في الفرع العلمي بتفوق في مدرسة الفاضلية.

سافر بعدها إلى الأردن ودرس في جامعة اليرموك الأردنية بتخصص هندسة الميكانيك وتخرج عام 1989.

خلال حياته الجامعية عرف عباس بشخصيته القيادية، فانتخب رئيسا للجمعية العلمية الطلابية لدورتين متتاليتين، وساهم في تأسيس نادي "الرأي والرأي الآخر". وعلى خلفية نشاطه الملموس حجزت المخابرات الأردنية على جواز سفره ثم رحلته إلى الضفة الغربية.

في الضفة نشط عباس السيد في نقابة المهندسين، وعمل في شركة "الأنترميد" لتصليح الأجهزة الطبية، فانتدبته الشركة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، فسافر لمدة عام وأنهى تعليمه المتخصص في أجهزة التنفس الاصطناعي في 1992.

قرار لجنة المناقشة للماجستير التي نالها عباس السيد في الاقتصاد الإسلامي
قرار لجنة المناقشة للماجستير التي نالها عباس السيد في الاقتصاد الإسلامي في 2022

لاحقاً خلال اعتقاله حصل عباس على شهادتي ماجستير الأولى من جامعة القديس أبو ديس في تخصص الدراسات الإقليمية بتقدير جيدا جدا عام 2012، والثانية الثانية فحصل عليها من كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية في بيروت عام 2022، بتقدير ممتاز وكان عنوان رسالته "العملات الافتراضية المشفرة: ماليتها – حكم تعدينها (البيتكوين أنموذجا)".[1]

نشاطه السياسي والعسكري

بعدما عاد عبّاس إلى الضفة من الأردن التحق بصفوف حركة "حماس"، وكان مسؤولاً فيها عن ملف الحركة الطلابيّة. كما نشط في نقابة المهندسين في مدينته.

وعندما عاد من أميركا، في 1992، كانت "كتائب القسّام" قد خطفت ضابط حرس الحدود الإسرائيليّ يدعى نسيم طوليدانو، بغرض مبادلته مع أسرى فلسطينيّين، وحين لم تستجب "إسرائيل"، جرى قتله. على إثرها رحّلت "إسرائيل" 415 فلسطينيّاً من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، من الضفّة والقطاع، إلى الحدود اللبنانيّة، فيما عُرف بإبعاد "مرج الزهور"، ظنّاً منها أنّها تجتثّ بذلك الحركات الإسلاميّة المقاومة من جذورها. وعلى النقيض من إرادة "إسرائيل"، كان الإبعاد فرصةً ذهبيّةً لتلك التنظيمات كي تعيد بناء نفسها. ولم لم يكن عبّاس ممن جرى إبعادهم، إذ لم يكن معروفاً وقتها. لكن بعد إبعاد "مرج الزهور"، شعر عبّاس بأنّ على عاتقه مسؤوليّة ملء الفراغ الذي أحدثته الضربة في واقع الضفّة الغربيّة.

الاعتقال الأول

خلال تلك الفترة، اعتُقل السيّد اعتقاله الأوّل، في 21 يونيو 1993 وكان ذلك بداية الانتباه الإسرائيليّ لنشاطه الحركيّ، وجرى التحقيق معه حينها على خلفيّة الاشتباه بضلوعه في تشكّيل "كتائب عبد الله عزّام". إذ كان يُراد لـ"كتائب عبد الله عزام" أن تكون بمثابة الجناح العسكريّ لـ"حماس" في الضفّة، غير أنّ خلاياها في الضفّة الغربيّة، وفي طولكرم تحديداً، تكشّفت قبل أن تباشر العمل.

مكث عبّاس في السجن 11 شهراً، تعرض فيها لتحقيق عسكريّ شديد. وبسبب عناده وصموده، لم يعترف بأي شيء خرج ولم تثبت عليه أي تهمة.

الاعتقال الثاني

الأسير عباس السيد، من داخل سجن عسقلان عام 1994.
الأسير عباس السيد، من داخل سجن عسقلان عام 1994.

عند خروجه من السجن، كانت الضفّة تشهد شيئاً من انتعاش العمل التنظيميّ لـ"حماس"، وذلك بعد عودة مبعدي "مرج الزهور". وخلال تلك الفترة، انتُدب عبّاس ليكون ناطقاً إعلاميّاً للحركة. لكنه سرعان ما اعتقل مجدداً في 22 نوفمبر 1994. وكان هذا الاعتقال ضمن حملة اعتقالاتٍ واسعة، شملت 22 شخصاً، وتعرّضت بسببها حركة حماس في محافظة طولكرم لضربةٍ قاسية، وتكشّفت فيها هياكل التنظيم.

وُجِّهت إلى عباس تهمٌ عديدة جرّاء ما لحقه من اعترافات: تمويل، وتنظيم، وعضوية جهاز عسكريّ، وتسليح، ومسؤولية "حماس"، وغيرها. وبغية انتزاع اعترافاتٍ منه، تعرّض لتحقيق قاسٍ لكنه لم يعد على الإسرائيليين بنتيجة. جرى على إثر ذلك تحويله إلى الاعتقال الإداري، فمكث في السجن 19 شهراً. لم يعترف عبّاس خلالها بشيء، "حتّى باسمه" كما تقول زوجته إخلاص.

ويروى أنه عندما كان يمرّ أسير على زنزانة تواجد فيها عبّاس، غالباً ما يجد عبارات خطّها على جدران الزنزانة مثل: "الإنكار أقرب الطرق إلى الدار، والاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم"، و"ألم الشبح يزول، وقبح المحقّق يختفي، لكن ألم الاعتراف باقٍ لا يزول فاحذروا الاعتراف"، كذلك "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".[2]

بعد خروجه من الاعتقال الثاني، لم يعد عباس إلى نشاطه مُباشرةً، إذ صرف جلّ وقته على أموره المعيشيّة. وافتتح شركة تبريد وتكييف، وعمل في إصلاح الأجهزة الطبيّة في العديد من مُستشفيات الضفّة. وتدريجياً عاد ليجتمع مع قيادات من حركة "حماس"، من بينهم جمال منصور. وتصدّر عباس الإعلام، وأصبح الناطق الرسمي لحركة "حماس" في محافظة طولكرم. حينها قامت أجهزة الأمن التابعة للسلطة باعتقاله لمدة تسعة أشهر، وتنقّل في سجون طولكرم وأريحا ونابلس، وفي سجن أريحا تعرض لتحقيق قاسٍ.

الانتفاضة الثانية

عندما اندلعت الانتفاضة الثانية عام 2000. كان عبّاس قائد حركة "حماس" في محافظة طولكرم وممثّلها في شمال الضفة الغربية، وشارك في تأسيس المكتب الإعلامي لها على مستوى الضفّة والقطاع. كما قاد عبّاس في تلك الفترة شبكةً واسعةً من العمل العسكريّ في محافظة طولكرم، وفي المناطق المحيطة بها. بحيث ارتكزت هذه الشبكة على مجموعة ضيّقة من المقربين، وانبثقت منها العديد من العمليّات النوعيّة، لكن نشاط عبّاس العسكري لم يكن معروفاً لدى الناس إذ عهدوه ناطقاً إعلاميّاً وممثلاً سياسيّاً للحركة.

وفي اعتقلت أجهزة السلطة الفلسطينية عباس مرة أخرى عام 2001، حين كان مطلوباً لدى الاحتلال. لكنه فرّ من السجن بعد أسبوعين، مما جعله مطارداً لدى السلطة أيضاً. وفي فبراير 2001، خرج عبّاس السيّد على الناس في مهرجان حاشد، مُلقياً عليهم نبأً انطلاق العهدة العشريّة، فيها جرى تبنّي عشر عمليّات فدائية قبل وقوعها ما أحدث حالةً من الرعب في قلوب الإسرائيليين ودَفَع الفصائل للمنافسة. جاء إعلان هذه العشريّة رداً على تصريحات أرييل شارون، رئيس حكومة الاسرائيلية وقتها، التي قال فيها إنّه سيعمل على إنهاء الانتفاضة خلال مئة يوم.

ونفذ أولى هذه العمليّاتأحمد عليان، ثمّ لحق به محمود مرمش وقد نُسبت هاتان العمليّتان إلى عبّاس وخليّته.

على إثر ذلك، أعلنت "إسرائيل" قائمةً بالمطلوب اغتيالهم، وكان من ضمنهم عبّاس السيّد.

وفي 27 مارس 2002، وقع انفجار في فندق بارك بمدينة نتانيا أدى إلى مقتل 30 إسرائيلياً وجرح 200 آخرين، في عملية مثّلت مفترقا هاما في انتفاضة الأقصى، إذ أتت في سياق عمليات أدت إلى مقتل 135 إسرائيليا في شهر واحد، ومثلت العملية التي نفذت بإشراف عباس السيد تطورا نوعيا في هجمات حماس.

وأطلقت إسرائيل على هذه العملية اسم "مجزرة عيد الفصح"، وقالت إنها أعتى هجوم تعرضت له إسرائيل، وبدأت حكومة شارون في 29 مارس 2002 ما سمته عملية الدرع الواقي، وحشدت لها ما يقارب 30 ألف جندي لاحتلال ومهاجمة مدن السلطة الفلسطينية والقضاء نهائيا على انتفاضة الأقصى، وقد استمرت العملية حتى 10 مايو 2002.

الاعتقال الثالث والمحاكمة والسجن

استمرّت مطاردة عبّاس ثمانية أشهر، من أكتوبر 2001 إلى ماي 2002، تعرّض خلالها لعدّة محاولات اغتيالٍ واعتقال. وفي 8 مايو 2002، حلّقت الطائرة الإسرائيليّة في سماء مدينة طولكرم، تحديداً فوق سماء مُخيّمها. وحاصرت كتيبة الجيش الإسرائيليّة البيت الذي تواجد فيه عباس، بعد أن فرضت طوقاً على المخيم. وكان أسرة الرجل الذي استضاف عباس في البيت، الأمر الذي دفعه لأن يخرج إلى كتيبة الجيش بدون سلاحه الـ M18 مُقدّراً حُسن الضيافة، وخشية أن يؤدي اشتباكه معهم إلى إصابة أحد أفراد المنزل أو الحيّ.[3] وحُكم على عباس السيد بالسجن 35 مؤبدا و100 سنة أخرى، وفي السجن طرح مبادرة سميت "النطف المحررة"، وتقوم على تهريب نطف الأسرى إلى زوجاتهم لتحقيق حلم عزيز بإنجاب الأولاد، وقد أثمرت عن إنجاب الأسرى عشرات الأطفال.

كما ابتكر ما سمي بـ"الغرفة النموذجية" في السجن، بهدف تربية وإعداد من تُتوسم بهم القيادة، فتلقوا التدريبات المختلفة كالتدرب على اتخاذ القرارات وكيفية العيش كقائد، وتلقوا العلوم المختلفة كالإدارة والسياسة والفقه والأمن، كما حصل وهو خلف القضبان على درجة الماجستير، وقد تولى في السجن رئاسة الهيئة العليا لأسرى حماس بالسجون الإسرائيلية.

وتعرض عباس السيد في السجون الإسرائيلية للتضييق والتنكيل، من ذلك حبسه انفراديا لسنوات والاعتداء عليه ومحاولة اغتياله في مارس 0122، وإزاء ذلك مارس عباس حقه في الاعتراض والرفض بمختلف الوسائل، ومنها إعلانه الإضراب في الثامن من يوليو 2015، لينجح في إجبار سلطات سجن هداريم على إنهاء عزله وسوء معاملته وأنهى الإضراب على إثرها.

يحضر اسم عباس على نحو دائم في قائمة من ترفض إسرائيل الإفراج عنهم في أي صفقة لتبادل الأسرى، ومن ذلك رفضها لإطلاق سراحه ضمن صفقة شاليط التي سميت "وفاء الأحرار" عام 2011.[4]

الحياة الشخصية

تزوج عباس من إخلاص الصويص في أبريل 1993 وأنجبا ابنة اسمها مودة عام 1997، وابناً اسمه عبد الله. وخلال اعتقاله فقد والدته وشقيقته.

تولّت زوجته تربية أبنائه بعد اعتقاله عام 2002 وعاشت سنوات اعتقاله الأولى في منزل والدها، ثم عادت مع أبنائها إلى منزل زوجها في انتظار عودته إليهم.


المصادر

  1. ^ "الأسير عباس السيد.. مهندس العمليات الاستشهادية التي هزّت إسرائيل". الجزيرة.
  2. ^ "عبّاس السيّد: الرجل الذي سيعيش أكثر من "إسرائيل"". متراس.
  3. ^ "عبّاس السيّد: الرجل الذي سيعيش أكثر من "إسرائيل"". متراس.
  4. ^ "الأسير عباس السيد.. مهندس العمليات الاستشهادية التي هزّت إسرائيل". الجزيرة.