عباءة الإخفاء
لكن يمكنك الآن أن تصدق، فقد توصل فريق بحثي من جامعة طوكيو في اليابان إلى نموذج أوّلي من عباءة الإخفاء!
تعمل عباءة الإخفاء اليابانية على أساس التمويه البصري، لكن بأسلوب أكثر تعقيدا من عباءة هاري بوتر السحرية.
تشبه العباءة التي اخترعها الفريق الياباني أغطية السيارات الحديثة أو معاطف المطر (وحيث إن أغطية السيارات قماشية ولا تتوافر لدينا معاطف المطر، فكّر في المشمع الذي تفرشه على الغسيل في يوم ممطر، لكنه أرقّ وأخفّ وأكثر مرونة)، وهي مصنوعة من مادة خاصة سنتعرف عليها بعد قليل. إذا ارتدى شخص ما العباءة ونظر إليه شخص آخر من موقع معين، فسيرى ما خلف العباءة كما لو كان الشخص خفيا (كما يظهر من الصورة)، أما إذا كان الشخص الناظر في موقع آخر فسيرى الشخص وهو يرتدي عباءة فضية اللون. ورغم أن عملية الاختفاء مازالت محدودة بزاوية رؤية معينة، إلا أن صنع عباءة كهذه يستحق التقدير كخطوة أولى نحو صنع عباءة الإخفاء الكاملة التي لا تقل كفاءة عن عباءة هاري بوتر.
تعتمد عملية التمويه البصري الذي تعمل به العباءة علىتقنية تدعى الواقع المحسّن augmented-reality technology، وهي تقنية ظهرت لأول مرة في الستينيات على يد باحث يدعى إيفان سوثرلاند وطلابه من جامعتي هارفارد ويوتاه. تعمل هذه التقنية على تحسين وإثراء تجربة الرؤية. تخيل مثلا أنك تسير في أحد الشوارع، ثم تظهر لك في مجال رؤيتك أرقام البيوت ومعلومات مثل عناوين المطاعم و دور السينما القريبة (انظر الصورة)، ثم تمر بمحطة أوتوبيس فتظهر لك مواعيد وصول الحافلات التي تنتمي إلى خطوط الأوتوبيس المختلفة وهكذا. بالطبع يتطلب هذا الأمر ارتداء نظارة خاصة توفر لك عرض هذه المعلومات وبالطبع كمبيوتر قوي يحتوي على البيانات اللازمة ويولّد هذه التجربة البصرية.
قام الفريق البحثي الياباني بتطوير هذه التقنية إلى تقنية الواقع البديل Altered Reality التي استخدموها لصنع العباءة. ولكي يصبح الشخص خفيّا فإنه يحتاج إلى الأشياء التالية: العباءة المصنوعة من مادة عاكسة للضوء ، و كاميرا فيديو ، و كمبيوتر، و بروجكتور ، ومرآة خاصة. سنلقي نظرة الآن على كل من هذه الأشياء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العباءة
تصنع العباءة من مادة خاصة تعكس الضوء بطريقة معينة، حيث تكون مادة العباءة مغطاة بآلاف من الكريّات الصغيرة. عندما يسقط الضوء على إحدى هذه الكريّات فإنه ينعكس في نفس الاتجاه الذي أتى منه بالضبط. بينما في الحالة العادية يتشتت الضوء المنعكس كما يظهر في الصورة. وهذا يجعل سطح العباءة يعمل كشاشة سينما.
كاميرا فيديو
تستخدم كاميرا فيديو توضع في خلفية العباءة لالتقاط صورة حية لما خلف الشخص، وتقوم الكاميرا بإرسال الصورة الملتقطة إلى الكمبيوتر. بالطبع يجب أن تكون الصورة الملتقطة في شكل رقمي (ديجيتال) وليس تناظري ليستطيع الكمبيوتر التعامل معها.
الكمبيوتر
يقوم الكمبيوتر – الذي يجب أن يكون قويا وسريعا بما يكفي –بإجراء سلسلة من الحسابات المعقدة ومعالجة الصورة بطريقة مناسبة ويقوم بإرسالها إلى البروجكتور لتُعرض على العباءة.
بروجكتور
يقوم البروجيكتور بتكبير الصورة وإطلاقها في اتجاه المُجَمِّع، والبروجكتور يجب أن تكون له مواصفات خاصة، بحيث لا تزيد الفتحة الخاصة به في حجمها عن رأس الدبوس .
المُجَمِّع
يحتاج النظام إلى مرآة من نوع خاص تقوم بعكس الصورة التي يطلقها البروجيكتور على العباءة، ولجعل الصورة المنعكسة عن العباءة تسقط على عين المُشاهد. يطلق على هذا النوع من المرايا ..المُجَمّع.
وكما نرى في الصورة، فإن النظام يعمل كالتالي: تقوم كاميرا الفيديو بالتقاط المشهد خلف الشخص الذي يرتدي العباءة. يقوم الكمبيوتر بمعالجة الصور التي تصل إليه من الكاميرا لتبدو حقيقية يرسلها إلى البروجيكتور. البروجيكتور يستقبل الصور ويرسلها إلى المجمع. يعكس المجمع الصورة إلى الشخص الذي يرتدي العباءة. تعمل العباءة كشاشة سينما لتعرض المشاهد التي تدور خلف الشخص الذي يرتديها، وبالتالي فإن الشخص يبدو خفيا.
بالطبع لن يصبح لابس العباءة خفيا إلا إذا أحضرت المشاهد وجعلته يقف في موضع معيّن لتوحي له بهذا الإيحاء! وعلى هذا فليس هذا النظام بالكفاءة المطلوبة.
إلا أن هذا النظام يمكن أن تكون له فوائد أخرى: فمثلا يمكن استخدام نظام شبيه لجعل الجراحين يرون ما خلف أيديهم وما خلف الأدوات التي يستعملونها أثناء إجراء العمليات الجراحية.
يمكن أيضا استخدام هذا النظام لخلق منظر خارجي في الغرف التي لا نوافذ لها. يمكن أيضا جعل أرضية الطائرة شفافة وهذا سيسهل كثيرا على الطيارين أثناء عمليات الهبوط. وهناك العديد من التطبيقات الشبيهة.
أما عن عباءة الإخفاء الحقيقية فلازال أمامها المزيد من البحث لتصل إلى أرض الواقع!