طليحة بن خويلد الأسدي
طليحة بن خويلد الأسدي من قادة حروب الردة بعد وفاة سيدنا محمد سنة 11 هـ (632م). ادّعى النبوة في قومه بني أسد وتبعه بعض طيء وغطفان في أرض نجد، إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك. شارك طليحة في الفتوحات الإسلامية واستشهد في معركة نهاوند سنة 21 هـ - 642م.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإسلام ثم الردة
كان ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين. أسلم سنة تسع، ثم ارتد بعد وفاة رسول الله ، وتنبأ بنجد، وحارب المسلمين ثم انهزم على يد جيش خالد بن الوليد، وتفرق جنده فهرب ولحق بآل جفنة "الغساسنة" بالشام.
التوبة
عاد طليحة بعد ذلك وأسلم وحسن إسلامه، ثم اتجه إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق واستحيا أن يواجهه مدة حياته، وقد رجع فشهد القتال مع خالد بن الوليد، وكتب الصديق إلى خالد ان استشره في الحرب ولا تؤمره، وهذا من فقه الصديق وأرضاه، لأن الذي جعل طليحة يدعي النبوة حبه للرياسة والزعامة، ولذا سأل خالد أحد أتباع طليحة ممن أسلموا وتابوا معه: اخبرنا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي؟ فقال انه كان يقول: "الحمام واليمام والصرد الصوام، قد صمن قبلكم بأعوام، ليبلغن ملكنا العراق والشام".
ولما جاء وسلم على عمر قال له: "اغرب عن وجهي فإنك قاتل الرجلين الصالحين، عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم" فقال: "يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهني بأيديهما" فأعجب عمر كلامه، وأوصى الأمراء أن يشاور ولا يولى من الأمر شيئاً.
شهد معركة اليرموك وكذلك كانت وصية عمر إلى سعد بن أبي وقاص في القادسية، فلما كان يوم أرماث قام طليحة في بني أسد يدفعهم إلى القتال وإلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين يقول: "ابتدئوا الشدة، وأقدموا عليهم إقدام الليوث الحربة، فإنما سميتم أسداً لتفعلوا فعلة الأسد".
ثم بارز الفرس وقادتهم وعلى رأسهم "الجالينوس" فقتل منهم وأصاب. وفي يوم عماس كان مقداماً لا يهاب الموت، وهاجم الفرس وحده من خلفهم ثم كبر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس، فظنوا أن جيش الإسلام جاءهم من ورائهم.
وفي القادسية خرج هو وعمرو بن معد يكرب و(قيس بن المكشوح) للاستطلاع فأبى ان يرجع حتى يتم المهمة، واتهمه البعض بالغدر وعايروه بقتله عكاشة وصاحبه، لكنه أصر أن يكمل المهمة وحده دون عون منهم، فخاض في الماء يريد الوصول إلى معسكر رستم قائد الفرس، الذي يضم أكثر من ثمانين ألف مقاتل. وكذلك وهو يركب فرساً من خيلهم وكان يحب الخيل وأخذ يعدو به، وخرج الفرس في أثره يريدون القبض عليه أو التخلص منه، فقتل منهم اثنين من خيرة قادتهم وفرسانهم، ثم أسر الثالث وسار به حتى وصل معسكر المسلمين، فدخل على سعد فقال له سعد: "ويحك ما وراءك؟" قال طليحة: "أسرته فاستخبره فاستدعى سعد المترجم" فقال الأسير: "أتؤمنني على دمي إن صدقتك؟" قال سعد: "نعم". قال: "أخبركم عن صاحبكم قبل أن أخبركم عمن قبلي" ثم راح يحدثهم عن بطولة وشجاعة طليحة النادرة، واختراقه معسكراً فيه ما فيه من الجنود والقادة، وشهد له بأنه يعدل ألف فارس، ثم أسلم هذا الأسير، وحسن إسلامه، واستفاد منه المسلمون استفادة عظيمة نظراً لخبرته بمعسكر الفرس.
موته
قاتل طليحة في معركة نهاوند قتال الأبطال حتى نال الشهادة عام 21 هـ.