طب شعبي
الاستراتيجية العالمية للطب الشعبي
وهي وثيقة وضعتها منظمة الصحة العالمية كاستراتيجية لفترة 2002-2005 وتتألف من 70 صفحة تقريباً ، ويوجد على موقع المنظمة نسخة مترجمة إلى اللغة العربية.
تبدأ الوثيقة بالنقاط الرئيسية التي تعرف الطب الشعبي وتدرس استعماله الواسع والمتنامي ، وأسباب هذا الاستخدام الواسع ، وتقارن بين الحماس المبالغ فيه والشك الغير مبرر ، وتتحدث عن التحديات في تطوير الطب الشعبي ، وماهية دور منظمة الصحة العالمية ، وعن شبكة العمل وعن استراتيجية التنفيذ.
ومن فصول الوثيقة : التحديات : من حيث السياسة الوطنية وقضايا السلامة والجودة وإتاحة الطب الشعبي للمحتاجين بكلفة ميسورة ، والاستعمال المرشد .. وفصل الدور الحالي لمنظمة الصحة العالمية: تطوير الطب الشعبي ودمجه مع الأنظمة الصحية الوطنية ، التأكيد على الطب الشعبي المناسب والسليم والفعال ، زيادة إتاحة المعلومات عن الطب الشعبي ..وفصل الموارد الوطنية والدولية للطب الشعبي : وكالات الأمم المتحدة ، المنظمات الدولية ، المنظمات غير الحكومية ، الروابط المهنية العامة ، الروابط المهنية الدولية والوطنية ، المبادرات النوعية ..خطة العمل : السياسة ، السلامة ، الإتاحة والتيسير ، الاستعمال المرشد..
منسقة فريق العمل للطب الشعبي من قسم السياسة الدوائية والأدوية الأساسية في منظمة الصحة العالمية هي الدكتورة زيوري زانغ ، وقد صدرت هذه الوثيقة بعبارة :
هذه أول استراتيجية عالمية حول الطب الشعبي لمنظمة الصحة العالمية وقد وضعت مسودتها عقب مشاورات موسعة ، وإن هناك الكثير من التعديلات والتغييرات على المستوى الإقليمي قد تكون ضرورية لكي تأخذ الإخراجات على هذا المستوى أهمية ذات قيمة في استخدام الطب الشعبي والطب البديل والتكميلي . وبالإضافة إلى ذلك يجب ملاحظة صعوبات فيما يتعلق بالمصطلحات الدقيقة لوصف المعالجات والمنتجات الخاصة بهذا النوع من الطب ، وكثيراً ما تشكل مصدوقية المعطيات المتعلقة بالموضوع مشكلة أخرى ، وإن المنهجيات في جمع المعطيات لا تعتمد الدراسات المقارنة ، وليست ذات متثابتات واضحة ومحددة.
ومن المؤسف أن المنطقة العربية هي أقل المناطق مساهمة في وضع هذه الوثيقةوالأبحاث التابعة لهذا المجال الواعد في الطب صحياً واقتصادياً ؛ رغم كثرة الحديث عن الطب الشعبي فيها وكثرة الممارسات بغض النظر عن نجاعتها و سلامتها.
ومن المعلومات المفيدة في هذه الوثيقة التنبيه إلى سعة انتشار ممارسة الطب الشعبي والبديل في دول العالم كافة بما فيها الدول الغربية ، فبلغت نسبة السكان الذين يستخدمون الطب البديل مرة على الأقل 48% في أستراليا ، و 70% في كندا ، و 42% في الولايات المتحدة ، و 75% في فرنسا. وهذا يترافق مع انفاق هائل على سوق الطب البديل ؛ 2700 مليون $ في الولايات المتحدة مثلاً . وينتشر الطب الشعبي في الدول الفقيرة بسبب توفره وقلة كلفته في حين أن انتشاره في الدول المتقدمة يعزى لظهور الآثار الضائرة للأدوية الكيماوية والشك حول أساليب تسويق الأدوية.
والجدل حول الطب الشعبي شديد وغير منطقي أحياناً فهنالك من يرفض متابعة أدوية عشبية تقوي المناعة حتى عند مرض الإيدز بحجة أن ذلك يصرف النظر عن معالجات أكثر جدوى ، وعلى المستوى القانوني نجد أن 25 دولة فقط من أصل 191 دولة عضوة في منظمة الصحة العالمية طورت سياسات تعتني بالطب البديل.
وتلفت الوثيقة النظر إلى القدرات الكامنة والواعدة في كثير من مناحي الطب الشعبي ولكن قلة إجراء الأبحاث حولها أحاط آثارها الجانبية بالغموض وتعسر تحديد الممارسات الأكثر سلامة وفعالية.
ولاحظت الوثيقة أن هنالك دراسات مطبوعة وغير مطبوعة عن الطب الشعبي في مختلف البلاد ولكن من الواجب الحث على أبحاث السلامة والنجاعة مع التأكيد على ضرورة تحقيق النوعية في البحث .
وهذا الأمر يدفعنا إلى تأكيد الدور المهمش لوزارات الصحة والتعليم العالي والزراعة ، وكليات الطب والصيدلة والزراعة في متابعة أبحاث الطب الشعبي علمياً بالتعاون مع المراكز الدولية وعدم ترك الأمر بيد الهواة وغير المختصين
ومن نجاحات الطب الشعبي المؤكدةاستعمال الوخز بالإبر لإزالة الألم واستعمال الأرطُماسيا السنويةArtimesa annua في علاج الملاريا واستعمال عشبة القديس جون لتدبير الاكتئاب الخفيف والمتوسط دون حدوث الآثار الجانبية المعهودة لمضادات الاكتئاب.
جدول الحاجات الأساسية لضمان السلامة والنجاعة والجودة في الطب الشعبي البديل والتكميلي ؛ فقرة المستوى الوطني :
- تنظيم وتسجيل وطني للأدوية العشبية
- مراقبة السلامة للأدوية العشبية وغيرها
- دعم البحوث السريرية
- وضع معايير وطنية ومنهجيات ودلائل تقنية لتقييم السلامة والنجاعة والجودة
- وضع دستور للأدوية الوطنية ودراسة النباتات الطبية
وهذه الوثيقة هي واحدة من العديد من الوثائق النافعة والمهمة التي تنشرها منظمة الصحة العالمية بخصوص الطب الشعبي ؛ فمن الوثائق المهمة كتب أفرودات نباتات طبية مختارة أعدها مائة خبير من أربعين بلداً وقد صدر ثلاث مجلدات منها حتى الآن ونشرت مجلة خدمة المعلومات الدوائية فقرات مختارة لبعض النباتات المذكورة فيها ، ومن الوثائق المهمة دراسات قانونية عن الطب الشعبي ، وغيرها.