طابعة 3D تصنع سيارة فورمولا بحجم 0.3 ميلي

عادة ما نقدر النماذج الفنية الصغيرة التي يصنعها النحاتون وتحتوي على الكثير من التفاصيل وتبرز مهارتهم العالية، لكننا بالتأكيد سننبهر بنموذج سيارة "فورمولا ون" يحتوي على كافة تفاصيل السيارة الحقيقية وحجمه لا يتجاوز 0.3 مللم صنع بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد.

3dmodule.jpg

كان العلماء في معهد فيينا للتكنولوجيا قد تمكنوا من صنع نموذج لسيارة "فورمولا 1" يبلغ حجمها 0.28 مللم وذلك باستخدام أسرع طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم. وحتى يمكن تخيل حجم السيارة فيمكن القول أنها أقل من خُمس مللم، وحجم محركها يماثل نقطة التوقف التي تكتب في نهاية السطر. وقد استغرق بناء السيارة بواسطة الطابعة 4 دقائق فقط لصنع 100 طبقة نانومترية، وهو ما يُعد قفزة تكنولوجية كبيرة عن التكنولوجيا المستخدمة سابقا في الطباعة الثلاثية الأبعاد. وقد استخدم في صناعة النموذج الدقيق أسلوب الطباعة ثنائية الفوتون والتي تعتمد على أشعة ضوء عالية التركيز للتشكيل ثم وضع جزيئات الراتنجات في الأماكن المحددة بدقة ليتكون النموذج المجسم. ويشير الجزء الخاص بثنائية الفوتون في اسم الطابعة إلى كيف أن الراتنجات تصبح صلبة فقط عند اصطدام جزيئي فوتون بها في نفس الوقت. وتعد الطباعة ثلاثية الأبعاد في طور النمو رغم أن الطابعات التجارية منها والصناعية تغزو الأسواق.

Original37.jpg

وتفتح التكنولوجيا الجديدة الباب لعالم تكنولوجيا النانو في المجال الصناعي والعام بالعديد من التطبيقات لها في مجال العلوم والطب، فعلا سبيل المثال قد نتمكن في المستقبل من طباعة كافة الأشياء المستخدمة في حياتنا اليومية.. بدءً من الأكواب وحتى الأحذية الرياضية. كما أن التطبيقات الطبية لتكنولوجيا الطباعة النانو هامة حيث استخدمت في مجال صحة الأسنان وإعادة بناء العظام، مثل حالة السيدة التي تم إعادة بناء فكها بواسطة تخيله وطباعته بشكل ثلاثي الأبعاد. لكن الطريقة المعتادة في الطباعة غالبا ما تتطلب بناء النموذج في شكل طبقات فوق بعضها في حين أن تقنية التكنولوجيا ثنائية الفوتون تعمل عبر كافة طبقات النموذج في نفس الوقت. وذكر بروفيسور يورغان ستامبفل، مع معهد علم المواد والتكنولوجيا بفيينا، أنه حتى الآن التقنية المستخدمة في الطباعة بطيئة حيث أن عادة ما تقاس سرعة الطوابع بمعدل مللم/ثانية لكن طابعة المعهد يمكنها عمل 5 أمتار في ثانية واحدة.