صناعة الألماس في إسرائيل
سالي سعد ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
صناعة الألماس في إسرائيل هي لاعب عالمي هام في قطع الألماس للبيع بالجملة. وفي 2010، أصبحت إسرائيل مقر نظام شهادة عملية كمبرلي.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجانب الاقتصادي
يعد الالماس من أنفس وأغلى المعادن في العالم وأمام ذلك فهو يعد أيضا من أخطر التجارات في العالم لعلاقته بالحروب والسلاح والتجارة غير المشروعة ، وتعد اسرائيل من اكبر الدول المصدرة للالماس برغم انها لا تستخرج هذا المعدن من الاراضي التي تحتلها الا انها تستورد هذا المعدن النفيس من عدة دول في اوروبا وامريكا وافريقيا.
وتمتلك اسرائيل بورصة للالماس في مدينة رامات جان الاسرائيلية قرب تل أبيب، وتحتل اسرائيل مركز متقدم في صناعة صقل الالماس والاحجار الكريمة والملونة لانها تستخدم اجهزة متقدمة في هذا المجال بل والعمل على تطوير هذه الاجهزة فمثل تستخدم أجهزة لقطع الالماس بالليزر وماكينات تلميع آليا ونظم تصميم بمساعدة الكمبيوتر وتعمل التكنولوجية الاسرائيلية على تطوير هذه الاجهزة دائما وأيضا لتاريخ اسرائيل الكبير في هذا المجال من قبل قيام الدولة ، ويوجد بها ايضا مكاتب لممثلي الشركات العالمية في مجال التعدين الالماس وممثلين لشركات تجارة الالماس الخام والمصقول .
وصناعة الالماس وتصديره من اهم الصناعات بالنسبة للدولة العبرية لان صادراته من اعلى العائدات في الدولة فعلى سبيل المثال وصلت صادرات الالماس سنة 2011 الى 30.1 % من اجمالى الدخل وفي اخر نقرير لصادرات الالماس في اسرائيل لسنة 2014 الصادر عن وزارة الاقتصاد الاسرائيلية جاء فيه انه برغم الصعوبات التي واجهتا اسرائيل هذا العام من خلال الحرب على غزة الى ان صادرات الالماس ارتفعت 0.6 % الى 6.3 مليار دولار العام الماضي بينما بلغت الصادرات من الألماس المصقول والخام معا 9.3 مليار دولار ارتفاعا من 9.2 مليار دولار في 2013 ، وصناعة الالماس تساهم بنحو 800 مليون دولار سنويا في إحداث توازن في ميزان المدفوعات الاسرائيلي ، وقطاع صناعة الالماس في اسرائيل يساهم سنويا بمبلغ مليار دولار في ميزانية الدفاع الاسرائيلي .
وفي محاولة من اسرائيل لايجاد معادن نفيسة في الاراضي التي تحتلها فإن الحكومة الاسرائيلية سنة 2012 أعطت لشركة شيفا ياميم لاستخراج المعادن والألماس ترخيص لاجراء اختبارات جيولوجية بالقرب من مدينة حيفا واذا اسرائيل نجحت في استخراج معدن الالماس من هذه المنطقة فسوف تكون من رواد تصدير الالماس المصقول وغير المصقول في آن واحد وبالفعل في نهاية سنة 2014 اعلنت الشركة في بورصة تل ابيب ان الهدف الرئيسي من العملية تم بنجاح وان العينات التي تم فحصها من هذه المنطقة تم العثور فيها على ما يقرب من 168.51 قيراط من الياقوت وغيرها من المعادن النفيسة حسب ما جاء في بيان الشركة .
وعالميا بناءا عن بيانات مجلس الألماس العالمي فإن صادرات اسرائيل من الالماس المصقول سنويا من مجمل الصادرات العالمية في مجال تصدير الالماس حوالي 50 مليار دولار سنويا ، ومن اهم منافذ التصدير بالنسبة لاسرائيل الولايات المتحدة الامريكية التي تصل الصادرات اليها من الالماس المصقول الى 2.4 مليار دولا سنويا وبنسبة 50% من الالماس الذي يتم شراؤه في امريكا من حيث القيمة الدولارية يأتي من اسرائيل ، واسرائيل من الدول المشاركة في عملية كيمبرلي منذ بدأها عام 2003 وعقد مؤتمر لمنطمى العملية سنة 2010 في اسرائيل.
نبذة تاريخية
ويعد الاسرائيلين من رواد هذه الصناعة منذ فترة الشتات في العصور الوسطى وحتى الان ففي اوروبا كانت تفرض على اليهود بعض القوانين للحظر في العمل في مهن معينة ولكن تجارة الذهب والالماس كانت خارج هذا الحظر وكانت ليس عليها أي قيود تجارية او نقابية فعمل بها أغلب اليهود في اوروبا ويعود توسع تجارة وصناعة الالماس ما بين الاسرائيليين الى الفترة التي تلي المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897 وكان الغرض من التوسع في هذه التجارة هو وجود مصدر مادي يساعد المنظمة على تنفيذ مخططتها .
وكما تذكر بورصة الالماس الاسرائيلية فإن اول مصنع تم بناءه على الاراضي المحتلة خاص بهذه الصناعة كان سنة 1937 أي قبل أعلان الدولة في مستوطنة بتاح تيكفا التي مول بناءها الملياردير اليهودي إدموند روتشبلد وتم بناءه من قبل مجموعة من الخبراء اليهود في هذا المجال ممكن جاءوا الى اسرائيل من بلجيكا هولندا للاستيطان في الاراضي المحتلة ، وساعد ايضا توسع هذه الصناعة في هذه الفترة تنازل حكومة الانتداب البريطاني عن الضريبة الجمركية على صادرات وواردات للالماس من والى الاراضي المحتلة وسنة 2003 ألقى نيكي اوبنهايمر رئيس مجموعة (دي بيرز واوبنهايمر) لاستخراج وصناعة الالماس خطاب في تل ابيب ضمن فاعليات مؤتمر الماس العالمي ال32 وشرح فيه كيف وافق جده الاكبر إرنست اوبنهايمر على نقل شحنة أول صفقة ضخمة من الالماس الخاص بمساعدة إدموند روتشيلد من لندن الى مستعمرة ناتانيا سنة 1940.
ومع ازدهار الصناعة وزيادة عدد المهاجرين تم انشاء عدة مصانع اخرى في تل ابيب وناتانيا على يد مهاجرين من بلجيكا وثم توحدت هذه المصانع لتصبح (رابطة صناعة الالماس في اسرائيل) وبعد سقوط مراكز صاعة الماس في اوروبا تحت سيطرة الاحتلال النازي أزدهرت أكثر الصناعة في المناطق المحتلة وبعد قيام الدولة ومع كثرة المهاجرين للدولة انتعشت الصناعة في هذا المجال وتطورت الالات المستخدمة وأصبحوا قادرين على تعليم اي فرد في عدة شهور فقط وتطورت بعد ذلك الرابطة لتصبح بورصة الالماس في اسرائيل وفي سنة 1960 تم بناء المقر الدائم لها في رامات گان. و لعلو كعب الإسرائيلين في هذا المجال فإن منصب رئيس الاتحاد العالمي لصناعة الالماس شغله عدة شخصيات اسرائيلية .
العلاقات الاسرائيلية الروسية
توجد عدة دول لتوريد الالماس الى اسرائيل اهمها روسيا وكندا وبعض الدول في غرب افريقيا اهمها الكونغو بناءا عن اتفاق بين هذه الدول كما هو موضح في موقع وزارة الاقتصاد الاسرائيلية و بورصة الالماس الاسرائيلية او عن طريق طرق غير مشروعة كما جاء في عدة أحداث مثل تزويد بعض دول أفريقيا بالسلاح الاسرائيلي مقابل الالماس.
ويرجع تاريخ واردات الالماس من روسيا الى اسرائيل الى فترة الهجرات لان اليهود الروس الذين هاجروا الى اسرائيل عملوا كوسيط بين البلدين لنقل الالماس الخام بينهم بأسعار قليلة جدا وجاء في صحيفة معاريف ان التوغل الاسرائيلي زاد في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسن الذي كان له وبعض المقربين منه صلة بهذه العمليات ، وفي بعض الاحيان كانت الاسعار أقل من الاسعار التي حددتها مجموعة دي بيرز وكان من اهم الشخصيات في هذه الفترة امبراطور الالماس الاسرئيلي ابراهام تراوب الذي كان من ضمن المهاجرين الى اسرائيل في الثمانيات من روسيا وكان له سيطرة كبيرة على صناعة الالماس ونوريده الى اسرائيل والذي قبض عليه بناءا على طلب السلطات الروسية بسبب تهريبه الماس خام بطرق مخالفة للقانون ويقال انه سقط بسبب صراع بين رجال الرئيس بوتين ورجال الرئيس السابق يلتسن واباطرة الالماس الاسرائيليين وهذا الحادث هز بورصة اسرائيل بشدة كما جاء في معاريف.
فبعد سقوط الشيوعية قررت روسيا تغيير سياستها بعدم نوريد الالماس الخام فقط بل وتوريد ايضا الالماس المصقول في محاولة منها لملئ خزائنا التي خرجت فارغة من براصن الشيوعية ولان صناعة الالماس لها عادئات كبيرة قررت روسيا خوض هذه اللعبة وطلبت من الاسرائيليين التعاون ووافق الجانب الاسرائيلي على ذلك وتعاون مع رجال الحكومة الروسية وتم نقل معدات ورجال للصناعة الى روسيا كان من بينهم تراوب وأقام اول مصنع لصقل الالماس في موسكو وبناءا عن تقارير التعاون بين البلدين فهناك اليوم ما يقرب من 30 ورشة لصقل الالماس في روسيا يمتلكها بشكل كامل او بالمشاركة اسرائيلين ويعمل فيها ما يقرب من 1500 اسرائيلي.
لكن في عهد بوتين تغير الوضع قليلا فأمر بوضع قوانين وقواعد في مجال تصدير الالماس والعمل على زيادة دخل الدولة منه وجاء في مجلة الاعمال الاسرائيلية في بداية حكم بوتين ان الروس حريصون على نقل تصدير الالماس المصقل للشركة الحكومية للتنقيب وتسويق الالماس (ألروسا ) والهيئة العالمية للالماس التي التزمت بشراء الماس روسي تقدي قيمته ب700 مليون دولار سنويا ، وشركة (الروسا)هذه لها تمثيل في بورصة اسرائيل منذ سنة 2000 لكنه مخيب لامال الاسرائيلين ووعدت الشركة بزيادة نشاطتها في اسرائيل ولكن هذا لم يحدث حتى الان حسب ما جاء في مجلة الاعمال الاسرائيلية وأخت هذه الشركة اهتمام بعض تجار الالماس الاسرائلين عندما عرضت روسيا بعض اسهم هذه الشركة للخصخصة.
عملت الحكومة الروسية على فتح تحقيقات خاصة بصفقات غير مشروعة مع عدة رجال اعمال اسرائيليين وبلجيكيين وبعد هذه المضايقات ضد الاسرائيليين ساءت علاقة المجلس الاعلى للماس والاسرائيليين نتيجة شطب 7 من أباطرة تجارة الالماس الاسرائيليين في الفترة ما بين 2000 الى 2003 مما ساعد على زيادة نشاط الروس في هذا المجال .
ونتيجة ذلك توجهت اسرائيل لفتح ابواب اماكن جديدة لاستيراد خام الالماس منها وكان أمامها كندا التي استعان اباطرة الالماس في اسرائيل بحاييم ايفين زوهر كي يقنع الشركات بها لزيادة مبيعاتها من خام الالماس في اسرائيل بهدف تقليل الاعتماد على المصادر الاخرى لتوريد الالماس لاسرائيل .
ومن أيرز الاسامي في مجال تجارة الالماس بين روسيا واسرائيل في هذه الفترة وحتى الان هو الملياردير ليف ليفايف صاحب شركة ليفايف لتجارة الالماس وشركة أفريقيا-إسرائيل للعقارات التي لها نشاط في تمويل بناء المستوطانات ولكنه أوقف هذا النشاط سنة 2014 نتيجة الضغوط الدولية على اسرائيل لوقف بناء المستوطنات حسب ما جاء في خبر نشرته يديعوت احرونوت في شهر اكتوبر الماضي وهو له علاقة مقربة مع عدة سياسين اهمهم الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، وهو له نسبة في بعض مناجم الالماس في روسيا ، وقامت ضده حملات مقاطعة سنة 2003 من قِبل اليونيسيف وعدة منظمات دولية في بيان أعلنته اليونيسيف ورفضت اي تبرعات منه لان واحدة من شركاته تقوم بتمويل بناء مستوطنات في الاراضي المحتلة وانتهاكات حقوقية في افريقيا وطالبت عدة فنانات من هوليوود رفع صورهم من على الاعلانات الخاصة بمنتجات الالماس الخاصة بشركته كما جاء في البيان الذي نشرته وكالة انباء أمريكا إن ارابيك، وتبع ذلك تهديد صدر من دبي بوقف التعامل في المشاريع الالماس الخاصة به ، كما باعت بعض الشركات الاجنبية اسمها في الشركة الاسرائيلية بضغط من بنوك نرويجية ، وفي نيويورك طلب بعض الحقوقيون بعدم مشاركة ليفايف في عروض الازياء ، واعلنت النرويج في بداية العام الماضي عدم التعامل مع الشركة بشكل تام وإزالتها من محفظة الصندوق السيادي النرويجي بسبب ابناء في شرقي القدس .
انظر أيضاً
الهامش
- ^ Miskin, Maayana (June 18, 2010). "Zimbabwe Diamond Activist Jailed before Israel Appearance". Arutz Sheva. Retrieved April 14, 2013.