صلاة التسابيح
هذه المقالة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومُناسبات
|
صلاة التسابيح من أنواع صلاة النفل، وهي أربع ركعات بتشهد واحد أو بتسليمتين، وتسمى: صلاة التسابيح أو صلاة التسبيح؛ لاشتمالها على التسبيح الذي يكون فيها، وصيغة التسبيح التي دل عليها الحديث هي: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، وفي رواية بزيادة: «ولا حول ولا قوة إلا بالله»،[1] ويتكرر هذا التسبيح خمسا وسبعين مرة في كل ركعة، فيقوله المصلي بعد قراءة الفاتحة والسورة خمس عشرة مرة، ثم يقوله في الركوع عشرا ثم في الاعتدال بعد الرفع من الركوع عشرا ثم في السجود عشرا ثم في الجلوس بين السجدتين عشرا ثم في السجدة الثانية (جلسة الاستراحة) عشرا، فالمجموع خمسا وسبعين تسبيحة في ركعة، ومثل ذلك في كل ركعة من باقي الركعات الأربع، وهذه الكيفية رواها أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم من أصحاب السنن، وفي الروايات الأخرى عن عبد الله بن المبارك: أن التسبيح خمس عشرة مرة قبل القراءة، ثم عشرا بعد القراءة. ومن استطاع أن يصليها في كل يوم مرة فليفعل، وإلا ففي كل جمعة مرة، وإلا ففي كل شهر مرة، وإلا ففي كل سنة مرة، وإلا ففي العمر مرة. وهي مستحبة عند الجمهور خلافا لأحد قولين عند الحنابلة بأنها غير مستحبة؛ لعدم ثبوت الحديث عند أحمد، قالوا: وإن فعلها إنسان فلا بأس؛ لأن النوافل والفضائل لا يشترط ثبوت الحديث فيها.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حكمها
ذهب الجمهور إلى أن صلاة التسبيح مستحبة، وفي أحد قولين عند الحنابلة بعدم استحبابها؛ لأن أحمد بن حنبل لما سئل عنها قال: لم يثبت عنده شيء فيها، وعلى هذا فلا بأس في فعلها؛ لأنه لا يشترط في فعلها ثبوت الحديث، قال ابن عابدين قوله: وأربع صلاة التسبيح إلخ.. يفعلها في كل وقت لا كراهة فيه، أو في كل يوم أو ليلة مرة، وإلا ففي كل أسبوع أو جمعة أو شهر أو العمر، وحديثها حسن لكثرة طرقه، ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى ومن ثم قال بعض المحققين: لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين، والطعن في ندبها بأن فيها تغييرا لنظم الصلاة إنما يأتي على ضعف حديثها فإذا ارتقى إلى درجة الحسن أثبتها وإن كان فيها ذلك.[1]
وقال الصاوي في حاشيته: وصفة صلاة التسابيح التي علمها النبي لعمه العباس، وجعلها الصالحون من أوراد طريقهم، وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب: أن يصلي أربع ركعات في وقت حل النافلة ليلا أو نهارا، والأفضل أن تكون آخر الليل خصوصا ليلة الجمعة خصوصا في رمضان. يقرأ في... ثم قال: والأفضل في مذهبنا أن يسلم من ركعتين ثم يأتي بالركعتين الأخيرتين بنية وتكبير، ويفعل فيهما كما فعل في الأوليين، ثم بعد السلام من الأربع يدعو بالدعاء الوارد في الحديث: "اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني بها عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها حسن ظن بك، سبحان خالق النور".[3]
قال شهاب الدين الرملي: وصلاة التسبيح مرة كل يوم، وإلا فجمعة، وإلا فشهر، وإلا فسنة، وإلا فمرة في العمر، وهي أربع بتسليمة وهو الأحسن نهارا، أو بتسليمتين وهو الأحسن ليلا كما في الإحياء، يقول في كل ركعة بعد الفاتحة وسورة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله الله أكبر، زاد في الإحياء: ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، وفي كل من الركوع والاعتدال وكل من السجدتين والجلوس بينهما والجلوس بعد رفعه من السجدة الثانية عشرا، فذاك خمس وسبعون مرة في كل ركعة علمها النبي صلى الله عليه وسلم العباس وذكر له فيها فضلا عظيما، وما تقرر من سنيتها هو ما اقتضاه كلامهما وجرى عليه المتأخرون، وصرح به جمع متقدمون.
قال ابن الصلاح: وحديثها حسن، وكذا قال النووي في التهذيب: وهو المعتمد، وإن جرى في المجموع والتحقيق على ضعف حديثها وأن في ندبها نظرا، وقد رد ذلك بعضهم بأنه لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين، والطعن في ندبها بأن فيها تغييرا لنظم الصلاة إنما يأتي على ضعف حديثها، فإذا ارتقى إلى درجة الحسن أثبتها، وإن كان فيها ذلك.[4]
وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: وأما صلاة التسبيح المعروفة فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها بخلاف العادة في غيرها، وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا وهي سنة حسنة هذا لفظه، وقال ابن الصلاح: إنها سنة وإن حديثها حسن وله طرق يعضد بعضها بعضا، فيعمل به سيما في العبادات، انتهى ما في المهمات.[5] وقال الخطيب الشربيني: وما تقرر من أنها سنة هو المعتمد كما صرح به ابن الصلاح وغيره.
وذهب الحنابلة إلى عدم سنيتها وجواز فعلها لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وذهب بعضهم إلى القول باستحبابها قال البهوتي في كشاف القناع: يفعلها أي صلاة التسبيح على القول باستحبابها كل يوم مرة، وذكر ابن حجر العسقلاني عن أحمد بن حنبل أنه رجع عن القول بعدم استحبابها، وقال الرحيباني في مطالب أولي النهى: ولا تسن صلاة التسبيح. قال الإمام أحمد: ما يعجبني، قيل لم قال ليس فيها شيء يصح ونفض يده كالمنكر ولم يرها مستحبة، قال الموفق: وإن فعلها إنسان فلا بأس لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. قال ابن قدامة: فصل: فأما صلاة التسبيح فإن أحمد قال: ما يعجبني، قيل له: لم؟ قال: ليس فيها شيء يصح، ونفض يده كالمنكر. وقد روي عن ابن عباس: وساق الحديث ثم قال: رواه أبو داود والترمذي، ولم يثبت أحمد الحديث المروي فيها، ولم يرها مستحبة، وإن فعلها إنسان فلا بأس؛ فإن النوافل والفضائل لا يشترط صحة الحديث فيها.[2]
عددها
أربع ركعات .
وقتها
يفعلها في كل وقت لاكراهة فيه, أو في كل يوم, أو ليلة, أو في كل أسبوع أو شهر أو سنة.
كيفيتها
صلاة التسابيح هي أربع ركعات يقرأ المصلي في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإن فرغ من القراءة يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة بعد قراءة السورة، ثم يركع فيقول هذا التسبيح وهو راكع عشر مرات، ثم يرفع رأسه من الركوع فيقول هذا التسبيح عشر مرات عند الاعتدال بعد الرفع من الركوع، ثم يهوي ساجدا فيقول هذا التسبيح وهو ساجد عشر مرات، ثم يرفع رأسه من السجود فيقول هذا التسبيح عشر مرات في الجلوس بين السجدتين، ثم يسجد السجدة الثانية فيقوله وهو ساجد عشر مرات، ثم يرفع رأسه فيقوله عشر مرات في الجلوس وهو جلوس الاستراحة وقيل لا بل هو جلوس التشهد حكاه الملا علي القاري في شرح الحديث. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، يفعل ذلك في الأربع ركعات، إن استطاع أن يصليها في كل يوم مرة فافعل، وإلا ففي كل جمعة مرة، وإلا ففي كل شهر مرة، وإلا ففي كل سنة مرة، وإلا ففي العمر مرة.
قال ابن عابدين: وهي أربع بتسليمة أو تسليمتين، يقول فيها ثلاثمائة مرة: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفي رواية زيادة: ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقول ذلك في كل ركعة خمسة وسبعين مرة، فبعد الثناء خمسة عشر، ثم بعد القراءة وفي ركوعه والرفع منه وكل من السجدتين وفي الجلسة بينهما عشرا عشرا بعد تسبيح الركوع والسجود، وهذه الكيفية هي التي رواها الترمذي في جامعه عن عبد الله بن المبارك أحد أصحاب أبي حنيفة الذي شاركه في العلم والزهد والورع، وعليها اقتصر في القنية وقال إنها المختار من الروايتين.[1]
والرواية الثانية: أن يقتصر في القيام على خمسة عشر مرة بعد القراءة، والعشرة الباقية يأتي بها بعد الرفع من السجدة الثانية، واقتصر عليها في الحاوي القدسي والحلية والبحر، وحديثها أشهر، لكن قال في شرح المنية: إن الصفة التي ذكرها ابن المبارك هي التي ذكرها في مختصر البحر وهي الموافقة لمذهبنا لعدم الاحتياج فيها إلى جلسة الاستراحة إذ هي مكروهة عندنا. ا هـ. قلت: ولعله اختارها في القنية لهذا، لكن علمت أن ثبوت حديثها يثبتها وإن كان فيها ذلك، فالذي ينبغي فعل هذه مرة وهذه مرة.[1]
جدول بيان عدد التسبيح
جدول بيان عدد التسبيح | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الكيفية الأولى
|
فاصل |
الكيفية الثانية
|
دعاؤها
وزاد الطبرانى : فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام .
" اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى ، وأعمال أهل اليقين ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وجد أهل الخشية ، وطلب أهل الرغبة ، وتعبد أهل الورع ، وعرفان أهل العلم حتى أخافك .
اللهم إنى أسألك مخافة تحجزنى عن معاصيك ، حتى أعمل بطاعتك عملا ً استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا ً منك ، وحتى أخلص لك في النصيحة حبا ً لك ، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها ، حسن ظنى بك ، سبحان خالق النور " .
- ثم يزيد بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمه .
القراءة في الركعات
ويستحسن أن يقرأ في هذه الركعات الأربع بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب .
فمثلا ً يقرأ في الأولى ( الزلزلة ) والثانية ( الكافرون ) والثالثة ( النصر ) والرابعة ( الإخلاص ) .
دليلها
1387 - حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري . حدثنا موسى بن عبد العزيز . حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس بن عبد المطلب ( يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل لك عشر خصال . إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته . عشر خصال أن تصلي أربع ركعات . تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة . فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم . سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . خمس عشرة مرة . ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا . ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا . ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا . ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا . ثم تسجد فتقولها عشرا . ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا . فذلك خمسة وسبعون في كل ركعة . تفعل في أربع ركعات . أن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل . فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة . فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة . فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ) [( أمنحك ) بمعنى أعطيك . وكذا أحبوك . فهما تأكيد بعد تأكيد . وكذا أفعل لك فإنه بمعنى أعطيك أو أعلمك . ( عشر خصال ) منصوب . تنازعت فيه الأفعال قبله . والمراد بعشر خصال الأنواع العشرة للذنوب من الأول والآخر والقديم والحديث . أي فهو على حذف مضاف . أي ألا أعطيك مكفر عشرة أنواع ذنوبك . أو المراد التسبيحات فإنها فيما سوى القيام عشر عشر . وعلى هذا يراد الصلاة المشتملة على التسبيحات العشر بالنظر إلى غالب الأركان . وأما جملة إذا أنت فعلت الخ فهي في محل النصب على أنها نعت للمضاف المقدر على الأول . أو لنفس عشر خصال على الثاني ] . قال الشيخ الألباني : صحيح
مرئيات
صلاة التسابيح .. الداعية امير منير. |
- ^ أ ب ت ث
{{cite book}}
: Empty citation (help) - ^ أ ب المغني لابن قدامة، فصل: صلاة التسابيح، ج1 ص437
- ^ حاشية الصاوي على الشرح الصغير، ج11 ص331 وما بعدها
- ^ نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، لمحمد بن شهاب الدين الرملي، باب صلاة النفل، ج2 ص123 و124
- ^ تحفة الأبرار بنكت الأذكار النووية للسيوطي، باب أذكار التسبيح، رقم: (58 و59).