شوفة (قرية)
يلفظ اسم "شوفة" بضم اوله وفتح ثالثه وهي من جذر الكلمة العربية " شاف " و " تشوف" و " شوفا " بمعنى اشرف ونظر وتطلع أي " المشرفة" على الشيء، والمرتفعة .
تقع قرية " شوفة" في الجنوب الشرقي من طولكرم وعلى مسافة 3 كيلو مترات منها تقريبا، وترتفع حوالي 300 متر عن سطح البحر . مساحة اراضي القرية " 11690" دونما، وتحيط بأراضي قرية شوفةه اراضي قرى كل من كفر اللبد وسفارين وكفر صور والراس وفرعون وذنابه وطول كرم . ويزرع في اراضي قرية شوفة الحبوب والفول والكرسنة والخضار وغيرها وفيها اشجار الزيتون (2300) دونم اللوز والتين والعنب وبعد النكبة بدا اهل شوفة يهتمون بزراعة الاشجار الحمضية أيضا. كانت تشرب القرية من مياه الأمطار وتوجد بئر نبع عمقها 95 مترا على مسيرة ساعة من القرية تستعمل مياهها لزراعة الخضرة ويشرب منها عدد ضئيل من السكان، ثم تم إنشاء حاووز للماء في القرية لتزويد السكان باحتياجاتهم المائية .
كان في شوفة في عام 1922 (207)نسمات وفي عام 1931 بلغوا 259 نسمة بينهم 130 من الذكور و 129 من الاناث لهم 47 بيتا وفي 1_4_1945 كان بها 370 مسلما بعضهم من ال البرقاوي واخرون لا يعرفون عن أصلهم شيئا وفي 28_11_1961 بلغوا (503) أشخاص _249 من الذكور و 254 من الاناث. ويوجد في شوفة مسجد أثري على الطرف الغربي من قلعة البرقاوي في القرية، ولم يؤسس البريطانيون ايام حكمهم المخزي لفلسطين مدرسة فيها وبعد النكبة اقيم في القرية مدرستان واحدة للبنين بها 45 طالبا والثانية للبنات ضمت 32 طالبة (احصاءات عام 1966_1967المدرسي ).
إن أقدم الدلائل الأثرية التي حصلنا عليها من قرية شوفة، تدل على أنها كانت مسكونة في الفترة الرومانية ثم الفترة البيزنطية، وقد كانت تقع في أراضيها أو بالقرب منها ما يعرف اليوم "بخربة سمارة" التي تدل الآثار بها على أنها كانت ثكنة عسكرية للجيش الروماني في الفترة الرومانية في فلسطين، ولا زالت هذه الخربة معلما أثريا بارزا من أثار المواقع الرومانية في محافظة طولكرم. كما ويحيط بالقرب من قرية شوفة، لا سيما في الجهتين الجنوبية والغربية مجموعة من الأبراج الرومانية، التي كانت تستخدم للمرابطة واتقديم الخدمات في الطرق الرئيسية التي يستعملها الرومان في غاياتهم المختلفة، وهذا يدل على أن شوفة كانت تقع بمحاذ1اة طريق روماني هام في تلك الفترة.
وفي قرية شوفة لا زالت قلعة آل البرقاوي شاهدا قويا على تاريخ القرية، فقد كانت مقرا لعدد من زعماء آل البرقاوي الذين عرفوا بقوتهم واشتهارهم في الفترة العثمانية على فلسطين، وتعتبر قلعة البرقاوي في شوفة من المعالم الأثرية الهامة في شوفة وبمحافظة طولكرم، ومن المفترض أن تقوم وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع مشروع الأمم المتحدة الانمائي بترميم هذه القلعة وتأهيلها لبعثها من جديد واستغلال مساحاتها الشاسعة كمباني تسهم في إثراء وتحسين الاقتصاد السياحي في شوفة ومحافظة طولكرم أيضا، وذلك اعتبارا من نهاية عام 2004م، كما هو مقرر.
كما تعتبر شوفة مركزا لال البرقاوي منذ زمن قديم ومازالت بقايا حصونهم وسورهم مائلة للعيان إلى يومنا هذا والي هذه الحصون لجا الشيخ عيسى البرقاوي ومعه بعض زعماء الثورة الفلسطينية التي قامت ضد المصريين في القرن الماضي واخيرا هدمه ابراهيم باشا بن محمد علي باشا. وقد امتد نفوذ ال البرقاوي إلى قرى سفارين وذنابة وكفر اللبد وقاقون وبرقةوالمدحردة وغيرها . نزح البعض من ال البرقاوي بزعامة الشيخ موسى اخي الشيخ عيسى المتقدم ذكره ومعه بعض انصاره واقاربه عن شوفة ونزلوا قرية ذنابة وبقي الشيخ عيسى في شوفه .
ومن زعماء هذه العائلة الشيخ ناصر البرقاوي الذي تصفه الوثائق التاريخية ب"فخر المشايخ" مما يدل على علو منزله، وهو المدفون بالقرب من قلعة البرقاوي في شوفة، ومن أعيان هذه العائلة،غازي وابن اخيه الشيخ خليل صاحب قلعة المدحرة وقد حاربا نابوليون في حملته على فلسطين واستشهد فيها الثاني والشيخ عيسى شيخ وادي الشعير الذي اعدمه ابراهيم باشا مع قاسم الاحمد في دمشق عام 1250 هـ وغيرهم، ومن وجهاء آل البرقاوي المعروفين الذين كانت سكناهم في مدينة طولكرم، الأستاذ والمربي الفاضل المعمر، الأستاذ خليل البرقاوي، "أبو زهير" صاحب كتاب "طولكرم مدينة لها تاريخ" وقد توفي خليل في مدينة طولكرم سنة 2003م . اختلفت الأقوال في نسبة ال البرقاوي فمنهم من قال أنهم نزحوا من الأندلس ونزلوا برقة من ليبيا _ ومنها اسمهم _ ثم نزحوا إلى برقة في قضاء غزة واخيرا استقروا في قضاء طول كرم وخرون يقولون انهم وابناء عمهم ال المقدم في طرابلس (لبنان) اشراف حسنيون.
ويرى المرحوم عيسى اسكندر المعلوف أن ال البرقاوي والشاعر والمقدم اصلهم من سلالة عبد الملك والد الامير شمس الدين بن المقدم متسلم سنجار في ايام نور الدين توفى شمس الدين في بعلبك سنة 574 هـ : 1178 م واشتهر بزمن صلاح الدين الأيوبي ولده عز الدين ابراهيم وانتقل بعضهم إلى نابلس، وسموا بال البرقاوي، وانتقل فرع ال لبنان فسموا بال الشاعر وحكموا بلاد جبيل والبترون والجهات الشمالية ثم انتقلوا إلى بلاد المرب وغلب عليهم لقب ( عدرا) جدهم وحكموا فيها وجاء بعضهم إلى طرابلس الشام وهم المعروفون فيها بآل المقدم الان .
أظهر آل البرقاوي بطولات في حروبهم مع الغزاة والطامعين في مناطق نفوذهم بمنطقة بني صعب (منطقة طولكرم بالمعنى الأقرب) مثل حربهم لنابوليون القائد الفرنسي، وابراهيم باشا القائد المصري الذي لم تقوى عليه حتى الدولة العثمانية، ومع الولاة العثمانيين الذين عرفوا بظلمهم وتشددهم في فرضهم الضرائب على السكان أحيانا، وآل البرقاوي اليوم منتشرون في مختلف نواحي وادي الشعير، فلهم قلعة في ضاحية ذنابة في طولكرم، وكذلك قلعة أثرية ثالثة في قرية كفر اللبد للشرق من مدينة طولكرم .
وبالإضافة إلى قلعة البرقاوي في الأثرية الكبيرة في قرية شوفة، هناك عدد من المواقع الأثرية ولتاريخية الواقعة بالقرب من القرية أو في مسطح القرية نفسها، أهمها التالية:
- خربة النصاري، أو خلة الكنيسة، أو تل الشومر : تقع في الجهة الشمالية الشرقية من شوفة .
- بئر العدس : تقع على وادي التين في الجهة الجنوبية من القرية، ولهذا البئر تاريخ لا يتجزء من تاريخ القرية .
- مجموعة أبراج رومانية متفرقة في الجهتين الجنوبية والغربية من شوفة.
- خربة دير ابان: تقع في الشمال من القرية ترتفع 351مترا عن سطح البحر وتحتوي على " اساسات وصهاريج واثار انقاض"و " دير ابان" ايضا قرية من اعمال القدس.
مباني عثمانية أثرية مختلفة في مسطح قرية شوفة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مراجعة وتدقيق
فراس عودة محمد دروبي للمراجعة والاستفسار يرجا مراجعة: feras_oudeh@hotmail.com mohammad_droubi@hotmail.com