شمس النهار (مسرحية)
شمس النهار هي مسرحية تعليمية من تأليف توفيق الحكيم. كتب الحكيم هذه المسرحية في أواخر مراحله الأدبية المختلفة، وتميزت أعماله في تلك الفترة بالاقتراب من خشبة المسرح ببث فنون من الفرجة بها، ومزجهابشئ من الذهنية، وأيضًا اهتم في العمال هذه المرحلة بمواكبة التغيرات المتسارعة، وحركات التجديد والتجريب في المسرح العالمي.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ملخص المسرحية
ترفض الأميرة ابنة السلطان نعمان شمس النهار الزواج إلا من رجل يأتي لها يقنعها بحجة قوية أنه يستحق أن يكون لها شريكا في العمر.
تفتح الأميرة باب التقدم لكل رجال البلاد على اختلاف درجاتهم الاجتماعية: الوضيع قبل النبيل والفقير قبل الغني، مع شرط بسيط بتوقيع عقوبة الجلد على من يفشل في إقناع الأميرة بالزواج منها.
يتقدم عشرات الوجهاء والأغنياء وترفض الأميرة في كل مرة، ثم في النهاية ينجح أحدهم في أن يستوقفها بحجاجه العقلي حين يقول لها إنه جاء ليتزوجها لا ليسعدها ويغير حياتها بل لكي تقوم هي بتغيير حياته لأنه لا يصلح لشيء في الدنيا وأنه يريد أن يتزوجها ليعطها الفرصة كي تستمتع هي بأن "تصنع منه" شيئا نافعا.
تنال حجته إعجابى الأميرة وتخرج مع الرجل في رحلة خطبة قبيل الزواج كي تصنع منه شيئا مفيدا ليتضح أنه هو الحكيم الماهر الخبير العارف الذي صنع منها إنسانا جديدا وعلمها من الزهد والحكمة والترشيد والإقناع ما لم تعرفه في القصور الملكية.
وفي منتصف الرحلة يلتقيا مع أمير شاب غافل يمرح الفساد في ملكه فتنجح شمس النهار في أن تنقل ما تعلمته من حكمه إليه وتغير عقله وتصنع منه إنسانا جديدا. عند هذه المفارقة تقع شمس النهار في حيرة بين محبة من علمها وصنع منها شيئا وصار جديرًا بأن يتزوجها حتى أنها لتبهج نفسا برؤيته وقد صار إنسانًا جديدا، أو يكاد.
يفترق ثلاثتهم، وفي لحظة الوداع ينصح المحب العاشق الذي صنع من الأميرة أن تعود شمس النهار إلى بلادها لتنشر فيها العدل والحكمة والرشد بعد أن عرفت الحياة على حقيقتها ورأت في العالم الواقعي الفساد والسرقة والخداع وذاقت الخوف والجوع بعد أن كان كل شيء مجابا في قصرها المشيد.[2]
الأشخاص
- الأميرة شمس النهار
- السلطان نعمان (والد شمس النهار)
- قمر الزمان
نقد وتحليل
تبدو قصة المسرحية ساذجة وبسيطة للغاية، وفي المقدمة ينوه توفيق الحكيم لهذه المسرحية لقلت إنها تجربة ساذجة في الأدب. فالمسرحية في ظاهرها بسيطة لا حبكة فيها، والحوارات، من القراءة السريعة، ليست سوى ديالوج مباشر يخلو من عمق أو يكاد، كما يعوز نهايتها حبكة أكثر إقناعا ودرامية.
مقدمة الحكيم:
" ده مسرحية تعليمية . . . والأعمال التعليمية في الأدب والفن ، من " كليلة ودمنة " إلى "حكايات لافونتين" إلى مسرحيات " بريخت " وغيرها من آثار هذا النوع ، إنما تهدف إلى توجيه السلوك الفردي أو الاجتماعي . . وهي في أحيان كثيرة لا تخفي مقاصدها . . وتتخير من العبارات ما يصل توا إلى النفوس ويرسخه في الأذهان . . وتنتقي من وسائل التعبير أوضحها وأبسطها . . وتتخذ أحيانا من وضع الحكمة والمغزى في صورة مباشرة سلاحا من أسلحتها . . وهي على خلاف الفن الآخر الذي يخفي وجهه ويدعك تكتشف ما خلفه، تكشف هي القناع وتقول لك: " نعم أريد أن أعظظك فاستمع إليّ ! " وإزاء هذه الصراحة منها نصغي إليها راضين . .وهكذا أصغينا ولا نزال نصغي إلى حكم" كليلة ودمنة " وعظات " لافونتين " ومسرحية" بادن " التعليمية لبريخت . .دون أن نضجر مما نسمع. .ذلك أن الوعظ في ذاته فن، ما دام قد قدم إلينا في شكل جميل. كل ما أرجو إذن لهذه المسرحية ؛ هو أن يكون مضمونها قد قدم في شكل غير ثقيل على النفس، وأن تحقق، ولو بقدر ضئيل ، ما تهدف إليه من مقاصد."
موضوع المسرحية أقرب لحكايات الأطفال ومسامرات هادئة في ألف ليلة وليلة، ليس لدينا زمان بعينه ولا مكان معلوم، والأميرة ابنة السلطان المسماة "شمس النهار" ترفض الزواج إلا من رجل يأتي لها بإقناع عقلي وحجة وبرهان تكون دليلا على أنه يستحق أن يكون لها شريكا في العمر.
ولكي يتحقق ذلك تفتح الأميرة باب التقدم لكل رجال البلاد على اختلاف درجاتهم الاجتماعية: الوضيع قبل النبيل والفقير قبل الغني، مع شرط بسيط بتوقيع عقوبة الجلد على من يفشل في إقناع الأميرة بالزواج منها.
يتقدم عشرات الوجهاء والأغنياء وترفض الأميرة في كل مرة، ثم في النهاية ينجح أحدهم في أن يستوقفها بحجاجه العقلي حين يقول لها إنه جاء ليتزوجها لا ليسعدها ويغير حياتها بل لكي تقوم هي بتغيير حياته لأنه لا يصلح لشيء في الدنيا وأنه يريد أن يتزوجها ليعطها الفرصة كي تستمتع هي بأن "تصنع منه" شيئا نافعا، يتضح فالنهاية أنه هو الحكيم الماهر الخبير العارف الذي صنع منها إنسانا جديدا وعلمها من الزهد والحكمة والترشيد والإقناع ما لم تعرفه في القصور الملكية.
وفي منتصف القصة يتقابلان مع أمير شاب غافل يمرح الفساد في ملكه فتنجح شمس النهار في أن تنقل ما تعلمته من حكمه إليه وتغير عقله وتصنع منه إنسانا جديدا، لم يقع الحكيم في النهاية الساذجة بأن تتزوج شمس النهار واحدا منهما بل يقرر الحكيم بأن يفترق الجميع.
يحقق تنويه الحكيم الصادق الذكي مصالحة سليمة بين الكاتب والقارئ، وكيف مد جسرا من التقدير العقلي ضمن به أن تصل كلمات الكاتب إلى عقل وروح المتلقي.
انظر أيضًا
المصادر
- ^ "تحليل مسرحية شمس النهار لتوفيق الحكيم". المسرح العالمي. 2017-06-12. Retrieved 2022-04-16.
- ^ "شمس النهار !". عاطف معتمد. 2022-04-14. Retrieved 2022-04-16.