سليم باشا زكي
سليم فريد زكي باشا (و. 1891 - ت. 4 ديسمبر 1948)، كان حكمدار القاهرة وأول رئيس لجهاز أمن الدولة المصري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
كان والده موظفًا حكوميا مرموقاً التحق بالمدرسة الحربية بعد حصوله على الشهادة الابتدائية سنة 1908 و لكنه تركها قبل أن يتم الدراسة بها والتحق بمدرسة البوليس وتخرج فيها برتبة الملازم فى يوليو 1913.
هو أول ضابط مصرى يلتحق بجهاز الأمن السياسى بعد عام 1919م .. بعد ان كان حكراً على الضباط الاجانب فى فترة سيطرة الاحتلال الانجليزى على مصر احس الانجليز بضرورة الاستعانه بضباط من ابناء هذا البلد لاحكام السيطره على جميع النواحى الأمنيه فيها .. فكان هذا الرجل المعروف بميله للأنجليز بحكم نشأته الارستقراطيه. كان من شروط معاهدة 1936م تمصير بعض الوظائف الكبرى فى مختلف الوزارات و من ضمنهم وزارة الداخليه فأصبح اللواء سليم زكى "حكمدار القاهره" أول رئيس لقسم المخصوص بجهاز الأمن السياسى او ما يعرف بأسم جهاز امن الدوله حاليا كان قسم المخصوص تابع للسراى مباشرة و لا يخضع لوزارة الداخليه فى شيء .. يتلقى أوامره من قائد البوليس الملكى او الملك شخصياً.
تكوين الجهاز ايامه
تكون جهاز الأمن السياسى من أربع شعب رئيسية هى: الشعبة الأولى: تختص بالهيئات والجمعيات السياسية والجرائم السياسية. الشعبة الثانية: تختص بشئون العمال ونقاباتهم و الحركات الشيوعية. الشعبة الثالثة: الشئون العربية و شئون فلسطين والصهيونية. الشعبة الرابعة: شئون الأجانب على ارض مصر. بالطبع يخدم كل هذه الاقسام قسم الأرشيف السرى المخزن الأسود للمعلومات الأكثر سواداً .. أقدم أرشيف للأمن فى مصر والعالم العربى .. يحوى الكثير مما لا يصدقه عقل من ملفات تضم معلومات عن أكثر من 150 ألف شخصية من السياسيين و العماملين بالعمل العام فى مصر منذ ثورة 1919 وحتى يوليو 1952.و على هذا .. فإن مسئولية سليم زكى كانت معرفة كل شىء عن اى شيء فى أى وقت .. بالطبع للاستخدام وقت اللزوم .. من نشاط الأحزاب و الجماعات السياسية الى مراقبة التنظيمات الشيوعية و جماعة الإخوان المسلمين. من متابعة نشاط الأمن السياسى فى ذلك الوقت سنجد أن أهم القضايا التى واجهت سليم زكى تتلخص فى ثلاث قضايا اغتيال هي:
- اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر آنذاك.
- اغتيال أمين عثمان باشا.
- اغتيال اللورد موين على يد عصابة شتيرن الصهيونية .. "فضيحة لافون".
بحكم موقعه .. تابع سليم زكى نشاط جماعة الإخوان المسلمين مثلها مثل أى حزب سياسى.. من بين تقارير الأمن السياسى نجد الكثير عن نشاط الأمام حسن البنا .. حيث كان سليم زكى هو الوسيط بين النحاس باشا وبين حسن البنا عقب حادث 4 فبراير 1942م "حصار الانجليز لقصر عابدين".
ثمة علاقه غريبة ربطت بين سليم زكى وحسن البنا .. حيث كان يستعين الأول بالثانى دائما لتهدئة ثورة الطلاب والجماهير عندما تشتد المظاهرات .. فيصطحب سليم زكى حسن البنا فى سيارة الحكمداريه المخصوصه "سياره حكوميه مكشوفه مكتوب عليها اسم سليم من 4 جهات" و يطوفان الشوارع لتهدئة المتظاهرين بما لحسن البنا من ثقل عند جمهور الشباب .. نفس السياره التى لقى فيها سليم زكى مصرعه لاحقاً. سؤال مفتوح : اذا كان الأخوان المسلمين هم من قام بمثل هذه التظاهرات كما تخبرنا بعض المصادر "غير المحايده" .. فكيف يضحى كبيرها بسمعته و لا اقول بنفسه مصطحباً عدو الشباب الأول فى مثل تلك السياره المكشوفه لتهدئة عموم الناس .. مع العلم ان الأستخدام العشوائى للقنابل من قبل المتظاهرين كان شائعاً وقتها كما سنعرف لاحقا فى هذا المقال.
اذن حتى هذه اللحظه .. سليم زكى . حكمدار القاهره رئيس جهاز الأمن السياسى على وفاق مع القوى السياسيه الموجوده على الساحه ولا يوجد سبب مباشر فى العلن يدعو لاغتياله.
حادث كوبرى عباس
- مقالة مفصلة: حادثة كوبري عباس
فبراير 1946م سيظل شاهدا على خسة و نذالة نظام كان يحكم مصر فى يوم من الايام .. نظام امتهن الناس و كرامتهم و استهان بأرواحهم .. نظام انقلبت عليه انيابه ليذهب الى غير رجعه تاركاً نظام اكثر سوءاً و قسوه و جهل. بعد حصار الانجليز لقصر عابدين فى 4 فبراير 1942م لارغام الملك على قبول وزارة يقوم بتشكيلها مصطفى النحاس منفرداً .. تنامى الوعى الشعبى ضد الاحتلال و اعوانه .. و استمرت المظاهرات المندده بالوجود الانجليزى فى مصر .. خاصة بعد ظهور جماعة الأخوان المسلمين و انتشارها فى الجامعات و دورها البارز فى تنمية الوعى السياسى لدى الشباب. بعد رد الانجليز المتغطرس فى 26 يناير 1946م .. و الذى اكد على استمرار الاستقلال المنقوص لمصر بالتمسك بمبادىء معاهدة 1936م و اتفاقية الدفاع المشترك .. تحديدا فى يوم 9 فبراير خرجت مظاهره ضخمه من شباب جامعة فؤاد الأول "القاهره حاليا" مندده بموقف الانجليز المتعنت .. تظاهره طلابيه عاديه غير مسلحه يقودها طالب كلية الطب محمد بلال .. مواليد كفر الشيخ .. الخطيب المفوه و الذى ينتمى الى حزب الوفد و لجنة القمصان الزرقاء حتى العام 1940. رئيس الوزراء و وزير الداخليه محمود فهمى النقراشى باشا يعطى امراً مفتوحاً للتعامل مع المظاهره و السيطره عليه .. يتلقى الأمر حكمدارى القاهره و الجيزه راسل باشا و فيتز باتريك باشا و اللواء سليم زكى رئيس جهاز الأمن السياسى. ماذا فعل هذا الثالوث لمواجهة تظاهره طلابيه عاديه من شباب متحمس ؟؟ فتحت قوات البوليس الطريق امام المظاهره لتسلك الطريق من جامعة فؤاد الاول الى قصر عابدين عن طريق المرور بكوبرى عباس .. و عندما اصبح الطلبه فوق الكوبرى .. قامت قوات البوليس بمحاصرة الطلبه من الجهتين "بداية و نهاية الكوبرى" و اصدر اللواء سليم زكى الامر لجنوده بفتح الكوبرى .. مما ادى الى سقوط الطلبه فى النيل و غرق البعض بالفعل .. كما أعطى الاوامر لضباطه باستخدام الرصاص الحى لقمع الطلبه و السيطره على المظاهره .. و وقع الطلبه بين مطرقة قوات سليم زكى فى المقدمه و سندان قوات حكمدارية القاهره و الجيزه من الخلف .. و من يظل منهم فى مكانه سيتعرض للسقوط فى النيل و الغرق او القبض عليه بواسطة القوات المحاصره للتظاهره. لا يوجد توثيق مؤكد لعدد الضحايا و اسماؤهم .. لكن تدور الارقام فى اغلب المصادر حول 20قتل فردا او اكثر قليلاً و اكثر من مائتين من الجرحى. وأسفر ذلك عن الحادث عن احتجاجات واسعة على مستوى الجمهورية ليبدأ الاضراب العام من طلاب مصر يوم 21 فبراير1946م .. ثم التحام الطلاب مع القوات البريطانية في ميدان التحرير التي فتحت النار عليهم "كالعاده" فقام الطلاب بالرد عن طريق حرق أحد المعسكرات البريطانية .. وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وأسفرت احداث ميدان التحرير عن 28 قتيلًا و 432 جريحًا تقريباً. سؤال آخر خرج الطلبه فى مظاهرات احتجاج ضد الانجليز .. الملك كان ضد الانجليز .. محمود فهمى النقراشى فى احد الاجتماعات مع سلطات الاحتلال فقد اعصابه صارخا فيهم "اخرجوا من بلادنا ايها القراصنه" .. اذن الشعور العام كان ضد المحتل .. فلماذا يقتل الملك و حكومته شباب البلد لصالح الانجليز و يبقى المحتل الغاشم بعيداً بريئا من كل اتهام ؟؟ لم تمنع فداحة الحادث الملك فاروق من منح نيشان محمد علي لرئيس الوزراء النقراشي باشا .. الامر الذى ادى الى زيادة تأجيج الشعور العام الرافض للملك و هبوط اسهمه الى ادنى مستوياتها منذ توليه الحكم .. و لا ادل على ذلك من الفارق بين حفاوة استقبال الشعب لمليكه يوم ان عاد من انجلترا سنة 1936م لتولى العرش و بين تظاهر الشعب ضده فى احتفالات عيد مولده فى نفس الشهر "فبراير 1942" هذا رجل مستهتر بشعور شعبه لا جدال .. لم يدرك تغير المزاج العام بسبب التقارير المزيفه المرفوعه اليه من بطانة السوء .. لا يعلم عن مظاهرات الطلبه الا ما يخبره به رجاله أمنه الغير اوفياء .. فيكون رد فعله ضد كل هذا الغليان فى الشارع فقط تغيير وزارة النقراشى و تكليف اسماعيل صدقى "خائن آخر" بالوزاره الجديده. ماذا كان يفعل هذا الأحمق فى تلك البلد المسكين ؟؟
اغتياله
4 ديسمبر عام 1948 عندما كان على رأس قوة تتابع أحداث مظاهرة طلابية حاشدة أمام مبنى كلية الطب حيث تم إلقاء قنبلة عليه من سطح مبنى الكلية و قد ألقى الإخوان التهمة على الجناح الثاني الأقل عددا من المظاهرة و هم الماركسيون بقيادة طالب الطب فؤاد محيى الدين ( رئيس الوزراء لاحقا في عهد السادات ! ) بينما تؤكد تقارير الداخلية أن الجاني الذي لم يتم القبض عليه كان كالعادة من الإخوان