سليمان فياض
محمد سليمان عبد المعطي فياض (1929 - 26 فبراير 2015) كاتب مصري.
توفي اليوم الخميس الكاتب المصري سليمان فياض عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض, وخلف الراحل عشرات المؤلفات التي تتناول القصة والرواية وسير أعلام العرب وعلم اللغة والقواميس وتطور اللغة العربية. ونعى اتحاد الكتاب المصريين الراحل بقوله إنه "برحيل... فياض فقدت الثقافة العربية واحدا من أهم الكتاب العرب، أثرى المكتبة العربية بإبداعاته في القصة والرواية والدراسات اللغوية طيلة خمسين عاما". وأضاف أن فياض "لم يكن كاتبا مهما فقط ولا حكاء أرخ للحياة الثقافية المصرية فحسب, لكنه كان مثقفا رفيعا وأحد الكتاب التنويريين الذين حاولوا تقديم الوجه الصحيح للدين منذ تخرجه في الأزهر حيث أصدر كتبا تتناول قضايا الثقافة الإسلامية.
ولد محمد سليمان عبد المعطي فياض عام 1929 في قرية برهمتوش – مركز السنبلاوين، الدقهلية وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1956 ثم عمل في مجال الإعلام وخبيرا لغويا فى مشروع تعريب الكمبيوتر لبعض برامج اللغة العربية لصالح شركات مصرية وعربية.
ومنذ نهاية الخمسينيات كتب فياض برامج وتمثيليات للإذاعة, وكان أول من شجع السيناريست المصري الراحل أسامة أنور عكاشة -الذي كان يكتب القصة القصيرة في الستينيات- على كتابة الدراما التلفزيونية ليصبح من أبرز أعلامه في العالم العربي.
وبدأ فياض كاتبا للقصة القصيرة وأصدر مجموعات قصصية منها "عطشان يا صبايا" 1961 و"وبعدنا الطوفان" 1968 و"أحزان حزيران" 1969 و"ذات العيون العسلية" 1992, أما روايته "أصوات" التي صدرت عام 1972 فترجمت إلى عدة لغات, وكانت آخر رواياته "أيام مجاور" في العام 2009.
كما كتب فياض عن أعلام العرب على غرار ابن النفيس وابن الهيثم وابن بطوطة والبيروني وجابر بن حيان وابن البيطار وابن سينا والفارابي والخوارزمي والإدريسي والدميري وابن رشد وابن ماجد والقزويني والجاحظ وابن خلدون.
وألف فياض في مجال علم اللغة معجم الأفعال العربية المعاصرة والدليل اللغوي وأنظمة تصريف الأفعال العربية والأفعال العربية الشاذة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الواحد المتعدد - بقلم طلعت رضوان
بعد قراءتى لرواية (أصوات) للأديب الكبير سليمان فياض في طبعتها الأولى عام 1972 ، أسمع صوتًا داخلى يطلب منى قراءتها من جديد ، فقرأتها أكثرمن مرة ، فهى تطرح الاشكالية الأبدية التى شغلت عقل الفلاسفة منذ آلاف السنين عن اختلاف الثقافات بين الشعوب ، وهل يمكن أنْ يسود الحب والاحترام بين شعوب تختلف أنساق قيمها وموروثها وتقاليدها ؟ بلغة أدبية جمعت بين بساطة السرد وعمق الأفكارأدارالمبدع الأحداث وأظهرأعماق الشخصيات .
يعود حامد البحيرى إلى قريته المصرية بعد غياب 30 سنة فى باريس مع زوجته الفرنسية سيمون . وبينما سيمون تمارس حياتها الطبيعية وفق تقاليد شعبها ، نجد الفلاحات المصريات من أسرة حامد يحاولن تقليدها حتى فى طريقة تناول الطعام والمحاولات البائسة للأكل بالشوكة والسكين . وهوالأمرالذى تكررمع أعيان القرية رغم عدم وجود شوكة واحدة فى القرية فلجأوا إلى محل (الفراشة) ليحل لهم هذه المشكلة. وهنا يضع المبدع يده على أحد عيوب الشخصية القومية ، عندما تتنازل عن خصائصها من أجل إرضاء الضيف الأجنبي.
واذا كان الحدث الرئيسى (وليس الرئيس كما يزعم البعض) هواغتصاب واغتيال سيمون بعد عملية ختانها بواسطة بعض فلاحات القرية ، فإن المبدع كان موفقًا عندما مهّد لهذا الاغتيال من خلال النظرة الأحادية التى سيطرت على الفلاحات ، حيث حاكمن سيمون بتقاليد القريــــــــــــة المصرية ، فهن يندهشن (بغضب واستنكار) لأنّ سيمون تخرج من الداركلما أرادت، وتجلس على المقهى مثل الرجال وتشرب الخمرة (كانت تشرب البيرة) وترتدى الملابس التى تكشف ذراعيها وساقيها. كان الانتقام مغلفًا بمظهرأداء الواجب . اقتحمن غرفتها (أى اقتحمن خصوصيتها) لازالة شعرالعانة والتأكد من أنها مختنة من عدمه . انتهى المشهد المأساوى بموت سيمون . والمأمور الذى طلب من طبيب الوحدة الصحية أنْ يذكر في تقريره سببًا للوفاة على غير الحقيقة، سأل نفسه ((ما الذى يجعلنا نحقد على كل ماهو جميل ؟)) فالمبدع هنا- من خلال شخصية المأمور- يصيغ التناقض الحضارى فى ذروة المأساة : إذْ أنّ المأمور- رمزالسلطة- الذى يُصرعلى دفن الحقيقة مع جثة سيمون ، فى محاولة بائسة لتجميل الواقع ، هوذاته الذى يُدرك أنّ رفض الاختلاف يُؤدى إلى الحقد على كل ماهو جميل. وتكون قمة الإبداع عندما سأل المأمورالطبيب عن سبب الموت الحقيقى ، فكانت إجابة الطبيب بسؤال ((موتنا أم موتها ؟)) بهذا التساؤل في آخر سطر من الرواية ، صاغ المبدع- بلغة الفن- فلسفته فى الحياة : إنّ الشعوب الرافضة للاختلاف الثقافى شعوب مدفونة فى قبرالأحادية التى تنتج كل أشكال التعصب ، الذى ينتج المبرر للإعتداء على الآخرالمختلف . ومن هنا كانت دلالة عنوان الرواية (أصوات) فهى ليست أصوات الشخصيات التى جعلها المبدع تحكى الأحداث ، بقدرما هى تعدد الرؤى فى إطار الحدث الواحد .
عندما يتحاور الإنسان مع نفسه
بعد عشرسنوات من صدور (أصوات) كتب سليمان فياض روايته القصيرة (القرين) التى يعالج فيها (قيمة) التعدد من منظورمختلف ، منظورتحاورالذات الإنسانية مع نفسها ، ويكون المدخل لهذا الحوارفكرة وجود (قرين) لكل إنسان ، وهى الفكرة التى تناولها الأدب والأساطير فى الحضارة المصرية . وكتب المؤلف على لسان الراوى أنّ قرينه ((كان أغرب شخص التقيتُ به فى حياتى . واكتشفتُ وجوده هذا الصباح فقط . على الأقل بهذه الصورة . أكثرمن عرفتُ خفاءً وتخفيًا . وجودًا وعدمًا . ولأنّ أجدادى القدماء الذين حدّثتنى عنهم أحجارهم عرفوه وخافوه وتودّدوا إليه بالصورة والرموز، والنقوش والتماثيل ، والأدعية والمواكب والأحجبة والتعاويذ ، والأطعمة فى المقابر في انتظارعودته وحلوله بعد الموت)) وفى موضع آخريتكلم عن ال (كا) أو القرين فى الميثولوجيا التى أبدعها أجدادنا المصريون القدماء (ص 48 ، 66 من طبعة هيئة الكتاب المصرية عام 82) .
تطرح الرواية (من خلال فكرة القرين) الأسئلة التى شغلت عقول المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس حول (ماهية) الإنسان : هل الإنسان ذات واحدة أم أكثرمن ذات ؟ هل ال (أنا) فى اليقظة هى ذاتها أثناء النوم ؟ هل (غرائبية) الأحلام هى التعبيرالصحى عن (غرائبية) الواقع المقموع بفضل ال (أنا) فى يقظتها ؟ هل يصح القول- علميًا- أنّ هذا الإنسان نموذج للخيرالمطلق ، وذاك الإنسان نموذج للشر المطلق ؟ أم أنّ الخيروالشرمتداخلان ومتصارعان داخل كل إنسان ؟ بلغة الفن ترجم الأديب الكبير سليمان فياض هذه الأسئلة ونقلها إلى عالم الأدب الرفيع . ولأنّ الإنسان المدرك أنه (متعدد) وأنه أكثرمن (ذات) هوالإنسان الواعى بأهمية المقولة الفلسفية (إعرف نفسك) لذلك كان المؤلف موفقًا عندما أشارفى الفصل الثانى إلى أنّ بطله عندما نظرفى المرآة تذكر معبد (دلفى) فى اليونان القديمة المنقوش على جدرانه العبارة التى قالها الفيلسوف سقراط (إعرف نفسك) وهى الحكمة التى نقشها أجدادنا المصريون القدماء على جــــــدران معابدهم . وفى شرحه لهذا المبدأ كتب عالم المصريات جورج جيمس ((أنّ معرفة النفس أساس المعرفة الحقة. وقد اشترطت نظم الأسرار المصرية كخطوة أولى التحكم فى الانفعالات ، لأنّ هذا يتيح مجالا لهيمنة القوى غيرالمحدودة ، ومن ثم فإنّ الخطوة التالية مطالبة المريد المبتدىء بالبحث داخل ذاته عن القوى التى كانت مستحوذة عليه . وقد اعتاد المصريون القدماء أنْ يكتبوا على جدران معابدهم عبارة أيها الإنسان إعرف نفسك)) ويؤكد ذلك أنّ اليونانيين القدماء (( كانوا ينظرون إلى معبد (دلفى) بإعتباره مؤسسة أجنبية وعمدوا للسبب نفسه إلى تدميره حرقًا . كما أنّ معبد دلفى كان شعبة تتبع نظام الأسرارالمصرى وأقيمت فى اليونان)) (انظر كتاب التراث المسروق- الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة- ترجمة شوقي جلال- ط 1 المجلس الأعلى للثقافة عام 96 ، ط 2 الهيئة العامة لقصورالثقافة عام 2008 ص 126 ، 202) .
الراوى فى الفصل الثانى بعد أنّ تذكر الحكمة الفلسفية (إعرف نفسك) قال لنفسه ((رحتُ أتعرف على ذلك الآخر. الواقف بمقابلى فى المرآة . صورة مبهمة تحمل أنفًا وفمًا . وعينين وشفتين . وتتدلى من كتفيها ذراعان . ومن حوضها ساقان . يملكها أيضًا القرد فى الغابة ، والنسناس فى القفص ، والغوريلا فى جبلاية القرود . قلتُ لنفسى : ذلك هوالآخر: حيوان . لسبب ما إرتدى بيجامة وغادر لتوه سريرًا ينام عليه . وسوف يذهب ليتبول كمخلوق مهذب ، فى مكان خاص لاتراه فيه أية عين)) (ص13) ولأنّ الراوى يُدرك أهمية التعدد ، فهو ينصت إلى قرينه – أو هو يُنطق قرينه- بما يحاول كثيرون تجاهله حيث قال له ((إننى أعرف ما تفكرفيه . وأوحى إليك بما تفكرفيه . أستخدمك لأحيا فيك)) (16) والرواى نتيجة الصراع الذى يمورداخله بين نوازع الخيروالشر، يحاول التنصل من قرينه فقال أكدتُ لنفسى أنّ ذلك الشعرله هو وليس لى ، ((لذلك الحيوان القرد الذى لم يخرج من غابته بعد . والذى حملناه معنا من الغابة إلى المزرعة . وروّضناه ليكف عن الصيد . وارتداء جلود الحيوانات وانتعال جلود الأفاعى)) وأكثرمن ذلك فإنه يتهم (القرين) بارتكاب كل الجرائم الوحشية فيقول عنه ((أعددنا له آلاف الأقنعة ليظل صامتًا ، متمدنًا ومؤدبًا ، لكنه مازال يذبح الحيوان ، ويُشعل الحرائق ، ويسيل الدم أنهارًا فى الحروب)) (20 ،21) وهكذا- فى لحظة مكاشفة مع الذات- فإنّ المبدع يدخل فى أعماق الإنسان الذى يُبررلنفسه مآسى البشرية ، وأنّ سبب هذه المآسى ذلك القرين الشرير، وأنّ ال (أنا) التى ترتكب هذه الجرائم بريئة من هذه الأفعال . ولكن القرين يفحمه بالقول إنه لايقل وحشية عنه وأنّ العضو الذى يتبول به هونفسه العضو الذى يضاجع به زوجته. يندهش الراوى من هذه الحقيقة فيقول له القرين ((إنكم تعيشون شيئًا وتمارسونه ولكنكم اذا ما جلستم إلى بعضكم تتنكرون له)) ثم يبدأ السباب المتبادل بين الراوى وقرينه الذى ابتسم وقال ((إننا نقترب من بعضنا الآن . لم ؟ إنك بدأت تستخدم لغتى .. إننى أنت . ألم تفكرفى ذلك حقًا . إسمع إنك غبى أيضًا)) (ص 24) . وفى الفصل السادس صورة حية وبديعة ، لا أغالى اذا قلتُ إنها ترجمة- بلغة الفن- لسؤال قلّما ينشغل به البشر: هل يكون عمل الخيرمن أجل الخير(تطبيقًا للمثل المصرى "إعمل الخيروإرميه فى البحر") ؟ أم أنه أحيانًا يكون مجرد أداء واجب وفى أكثرالأحيان مقابل منفعة فى الدنيا أو ثواب فى الآخرة ؟ فالراوى فى هذا الفصل ساعد رجلا كفيفًا فى صعود الأتوبيس فى مدينة لا مكان فيها للشفقة . ولكن قرينه يُؤنبه ويُعاتبه لأنه ساعد الرجل الكفيف لمجرد أداء الواجب وبغير حب . ولكن الراوى يُبررموقفه بأنّ ((الحرشديد . والشمس محرقة . وموعد الأتوبيس التالى بعد نصف ساعة . وكان الأتوبيس قد مشى بالفعل . ووقفتُ من جديد تحت الشمس)) لذلك شعر الراوى أنّ قرينه ((راح من مكانه الظلى تحت قدمى ، يُعزينى بفعل الخير، بكونى صرتُ إنسانًا للحظة . لكنه لم يلبث أنْ تململ وبدّل ساقىْ ظله الملقى على الأرض)) (من 36- 39) .
وفى الفصل السابع يتعاظم الجدل بين الراوى وقرينه حول من منهما الممثل للخيرومن الممثل للشر. يحسم القرين الأمرقائلا ((أنا أعبرعما أنت فيه وعما تخفيه أنت وأظهره لك فى نومك . إنك تنسى أننى أنقذتك من مآزق . جعلتك فى الحلم شجاعًا . وهدمتُ لك الواقع بالحلم ، ثم هدمتُ لك الحلم بالواقع)) ولكن الراوى لايقتنع بحجج قرينه ويتهمه بأنه هوالذى دفعه لارتكاب بعض الآثام ، فالقرين هوالذى حرّضه على خنق القطط عندما كان طفلا . وكسربيض الدجاج قبل الفقس فتموت الأجنة الخ الخ (من 40- 43) وفى الفصل التاسع يقول القرين لصاحبه أنه يأتى له بأصدقائه الحقيقيين وهونائم ، ولكن الراوى يتشكك فى من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء ، فتكون إجابة القرين صادمة إذْ قال ((هل أقول لك من أصدقاؤك الذين هم أعداؤك أوالعكس ؟)) وعندما طلب منه الرواى أنْ يسكت قال القرين ((تحبهم وتكرههم . ترغبهم وتخافهم)) (51- 54) وفى الفصل العاشرتكون قمة البلاغة الأدبية عندما يستيقظ الإنسان من النوم ليجد نفسه مشطورًا نصفين . وأنّ قمة معاناة الروح عندما يشعرالإنسان بعدم الرضا عن أفعاله ، وكأن شخصًا آخر يدفعه إلى مثل هذه الأفعال . لدرجة أنّ الراوى يعتقد أنّ قرينه هوالذى يُملى عليه ما يكتب ، وأنه سيصيرمعه مثل الكفيف الذى يقوده كما يحب (55- 57) وهذا الفصل القصيرالممتع ذكّرنى برواية (الفسكونت المشطور) للروائى الإيطالى إيتالوكالفينو، مع مراعاة الإيجاز فى فصل قصير والتفاصيل التى تشمل كل فصول الرواية . وفى الفصل رقم (13) يعالج سليمان فياض موضوع الانشطارمن خلال تذكرالراوى لما حدث له أثناء طفولته مع الخادمة التى أجلسته على فخذيها العاريتين وعرّت له كل ثيابه . وعندما كبركان السؤال الذى يشغله : هل وعى ما حدث يومها ؟ وما دورالقرين فى ذلك ؟ هل دخل حياته فى ذلك اليوم ؟ ((كشف النقاب عن وجهه ، وشطرنى شطرين ، فيهما الظاهروفيهما الخفى)) (73- 75) .
ورغم أنّ الراوى فى معظم فصول الرواية يتهم قرينه بأنه السبب فى ارتكاب بعض الآثام ، فإنه يعترف فى الفصل رقم (16) بفضل القرين فى حب الموسيقا الكلاسيكية ، لدرجة أنه عندما استيقظ من النوم تذكرالنغم كله ((ومن عجب أننى حين صحوتُ من نومى فى تلك الليلة وجدتنى أحب بحنان جارف وحزن شديد فتاة اسمها (بولا) وخيل إلىّ أنها كانت بطلة القصة . ولأنّ الراوى عند سليمان فياض إنسان مهموم بكشف التناقض داخل ذاته ، بل إنّ هذا الراوى هو سليمان فياض فى الفصل رقم (21) الذى يتذكرشقاوته عندما كان طفلا وينتحل شخصية (العفريت) ليخيف أهل القرية ، لذلك فإنّ الراوى فى لحظة مكاشفة مع الذات يقول لنفسه ((ذلك القرين الذى هو غريب عنى أكثرما تكون الغربة . قريب منى أكثرما يكون القرب . والذى يتضح لى وأنا أكتب الآن ، إنه شيطان الجزيرة الذى يركب فوق كتفى)) (ص 89) وفى موضع آخرقال ((ماذا يكون الجنون سوى أنْ نظن الحلم حقيقة ، والحقيقة حلمًا ، ويختلط علينا الأمر)) (97) وتكون خاتمة هذه الدراما الإنسانية فى الفصل الأخيرحيث يقول ((إنّ قرينى سيصيبنى بالجنون ، إنْ لم أكن قد جننتُ فعلا . أرى أصدقائى وحيدين ومغتربين مثلى . تزحف عليهم الأشياء . تحاصرهم بأكف غيرمنظورة . مليئة بالمغريات والمحاذير. وهم يتكلمون بلا صوت .. فكرتُ أنه حين يرقص زوربا على جثمان ولده الميت . وحين يكون الأصدقاء على حافة الجنون . يتحد القرين بقرينه . ولهذا السبب لم أرقرينى فى المرآة . وربما رأيته الآن لما وجدته آخرغريبًا . يحمل ألف اسم من الأسماء الحسنى . وامتلأ فمى بمرارة لم تفارقنى . ها هو يوم آخرعلىّ أنْ أحمله كالصليب والحجرثم أدعه يسقط وراء الأفق . وأشهد قرينى يرقص عند الحافة فاتحًا ذراعيه ، يدبدب بساقيه عاديًا عاويًا كالذئب الجائع)) وتكون قمة البلاغة إذْ يراه ((كأنه يولد .. كأنه يحتضر)) 112- 114).
الواقعية السحرية المصرية
انبهر كثيرون بالواقعية السحرية فى أدب أمريكا اللاتينية (ومعهم الحق فى ذلك) ولكن أغلبهم تجاهل أنّ الموروث الشعبى المصرى زاخر بكل مفردات تلك الواقعية السحرية، وأنّ بعض الكتاب المصريين عبّروا عنها فى إبداعهم مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس وجميل عطية إبراهيم. وكان سليمان فياض فى رواية (القرين) واعيًا بهذا الموروث الشعبى ، ففى الفصل الرابع معالجة أدبية للموروث الشعبى القائل أنّ لكل إنسان قرينًا يعيش تحت الأرض ، وقالت الجدة لحفيدها ((أختك التى تحت الأرض)) فيسألها ((ولم لاتكون أخًا ، ولدًا مثلى لابنتًا)) وفى الفصل رقم (22) معالجة أدبية لموروث شعبى آخر وهو ظاهرة خروج الميت من قبره وعليه كفنه والتوجه إلى بيته ومضاجعة زوجته كما لم يضاجعها من قبل . وهنا اختلف أهل القرية ، البعض يرى أنّ الذى خرج من القبر هو قرين الميت، والبعض قال إنه الميت نفسه ولكن القرين تلبسه . وأنه ينام النهارثم ينطلق فى جوف الليل كحيوان فقد وليفه. وقال البعض إنه عاد إلى القبر. وقال البعض الآخر إنه انطلق فى البرارى باحثًا عن وليفته وأنه مايزال يبحث عن كفنه وعن قبره . كما تناول نفس الموضوع فى قصة النداهة وفى قصة (عطشان يا صبايا) فى المجموعة القصصية الصادرة بالاسم الأخير(مختارات فصول- هيئة الكتاب المصرية 1985).
ظلمات الأحادية وأنوارالتعددية
في روايته القصيرة (لا أحد) فإنّ سليمان فياض يقتحم (التابو) الذى يتجاهله كثيرون : الفرق بين المحتمع النهرى الزراعى والمجتمع الصحراوى البدوى . الرواى مدرس مصرى يعمل فى المملكة السعودية . يستيقظ من النوم فى أول أيام عيد الفطر. يخرج من البيت ليشترى الطعام . لا أحد . ينتقل من شارع إلى شارع . لا أحد . يدق على أبواب بيوت الأصدقاء وزملاء العمل . لا أحد . أين ذهب الناس ؟ هل هجروا القرية ؟ هل إنقضّ عليهم وباء سخطهم حجارة أو حوّلهم إلى رمال ؟ فى حيرته يلجأ الرواى إلى التأمل ، يربط بين الاختفاء المفاجىء وحقيقة أنّ أهل البلد الذى يعمل فيه ((امتلأت قلوبهم حقدًا مكبوتًا .. الحياة قبلية والمظهر عصرى)) (ص 119 من طبعة هيئة الكتاب المصرية عام 82) ذكّرنى هذا التشبيه ((الحياة قبلية والمظهرعصرى)) بالتشبيه الذى قاله أحد المحللين السياسيين بعد غزوالعراق للكويت حيث قال عن الدول العربية ((قبائل لها أعلام)) (نقلا عن د. علي مبروك- الحداثة بين الباشا والجنرال- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان- عام 2003 ص 205) ويستمرالراوى فى تأملاته وفى ذكرياته عن علاقاته وتجاربه مع السعوديين ، فيراهم ((الأحياء الموتى . أهل الكهف هم . يسبقهم الزمان ويبقون فى أماكنهم . فى جلودهم)) ولكى يُسلى نفسه تذكرنكته شائعة أبدعها شعب متحضرتقول أنّ آدم اشتاق لرؤية أولاده . استجاب الرب الرحيم لطلبه . أنزله من السماء إلى الأرض . فى أمريكا قالوا له : نحن أبناؤك . قال لهم لا. لستم أبنائى . فى السويد . فى فرنسا . فى مصر. كانت الإجابة واحدة : لستم أبنائى . فى الجزيرة العربية قال : هؤلاء أبنائى . أنزلونى هنا. سألوه كيف عرفتهم ؟ قال : كما تركتهم وجدتهم (120 ،121) حتى المواطن الفلسطينى الذى يعمل معه فى السعودية وشى به لأنه لايصوم رمضان رغم أنه مدرس دين ولغة ، ولكن كراهية الراوى المصرى للفلسطينى تفاقمت عندما علم أنّ هذا المواطن الفلسطينى كان يبيع البيض للإسرائيليين أثناء عدوان السويس (123) وتزداد تعاسته عندما يوقن أنّ هذا البلد لايعرف معنى (الدولة) أومعنى (الوطن) أومعنى (الشعب) إذْ عندما ألقى خطبة بمناسبة قدوم شهررمضان بدأها قائلا ((باسم الله . باسم الشعب)) فقاطعه قاضى المنطقة ((باسم الله فقط .. هذا شرك)) وكان تعليق الراوى : إننى متواجد فى مكان بلا زمان .. وأنّ أهل الشريعة يعلمون عن الآخرة أكثرمما يعلمون عن الدنيا .. وأنهم مايزالون يتساءلون عن الحكم الشرعى فيمن حمل قربة فساء على ظهره ، هل تجوز صلاته ؟)) (125- 128) أما أقسى ما تعرض له من مواقف ، فهو عندما اقتحم بيته- دون استئذان- رجل سعودى ظلّ يناديه ب ((يا ولد .. يا ولد)) ويجلس دون تحية . ويسأله عن راتبه . ثم يقول ((تأتون إلى هنا وتأخذون نقودنا)) فردّ عليه الراوى : إننى أعلم أبناءكم)) فتكون إجابة الرجل السعودى : تعلمونهم الكفروعلوم الدنيا . فقال المصرى : الرسول كان معلمًا . فقال السعودى : للآخرة يا ولد . ثم أضاف : لولا أنكم لاتجدون فى بلدكم طعامًا لما جئتم هنا . وذهب كما جاء دون تحية. عند هذه اللحظة يتأكد المصرى من أكذوبة القومية العربية والوحدة العربية فيقول ((على غربتى لا أنال سوى نصف ما يناله الموظف مثلى من مواطنيه . فأنا أجنبى . وشرعتهم أنه لاينبغى لأجنبى أنْ يأخذ أكثرمن نصف ما يأخذه الوطنى)) ثم يأخذه التأمل إلى الفرق بين مجتمعه النهرى الزراعى الذى عشق واحترم قيمة (العمل) وقدّسها فى أمثاله الشعبية ((العمل عبادة)) وبين المجتمع السعودى ، فأهل هذه البلاد يأنفون ، كأجدادهم الجاهليين الأقدمين ، من العمل اليدوى ، ومن الحرف ، مهما كان فقرهم وحاجتهم (128- 136).
كاد أنْ يصل إلى درجة الجنون فى هذا الخواء . فى هذه الصحراء الخالية من البشر. فى السر الغامض وراء اختفائهم . لذلك بدأ يُراجع نفسه : لماذا جاء إلى هذا البلد أحادى الفكروالوجدان ؟ ((أحاول أنْ أبدأ من جديد . أراجع نفسى فى كل ما حدث . إننى لم أحقق شيئًا . سوى بضع عشرات نقدية ، دفعتُ ثمنها جوعًا وكيلوجرامات من لحمى وشحمى . وخواء روح . إننى أزداد قهرًا وتخلفًا هنا . أنسحق كالوجوه الضامرة هنا . والعيون المنطفئة هنا)) (140) .
وإذْ يتذكرأنّ اليوم هوأول أيام عيد الفطر، وخلو الشوارع من الأولاد ، يذهب عقله ووجدانه وروحه إلى قرى ومدن وطنه مصر((فى بلادى ، فى يوم العيد ، يملأ الناس الشوارع بثيابهم الجديدة . والأولاد يلعبون بالبالونات والمراجيح . وتخرج البنات الفقيرات فى ثياب ملونة بحثًا عن البهجة والمسرة . أم ترى العيد هنا- فى هذه القرية (السعودية) أيام حداد وبكاء)) (142) .
ظلّ ينتقل من شارع إلى شارع علّه يجد إنسانًا يأتنس إليه أوشجرة يستظل بأوراقها . لا أحد . مرّبأرض مقبرة . تذكرأنه هنا- فى هذا المكان- وسط حفرة ، وجدوا زوجة طبيب من وطنه مصر، ملقاة كميتة ، فى إغماءة طويلة ، والدم ينزف من بين فخذيها لم يزل . فى الليل دعا الطبيب بعضهم لزيارة مريض . خرج من هنا واقتحم البيت آخرون وحملوها معهم إلى الصحراء . عانقوها مرات . واحدًا بعد الآخر. ترك الآخرون الطبيب حبيسًا فى بيت مهجور. ينتظرمريضه . عثروا عليه يئن وسط قيوده . بحثوا عن الزوجة نهارًا بأكمله . حمل الطبيب زوجته وحقيبته وغادرالقرية والبلاد كلها إلى غيرعودة (148- 149) بعد أنْ تذكرالراوى المصرى ما حدث للزوجة المصرية من إغتصاب بشع مارسه أكثرمن رجل سعودى فى وقت واحد ، كان من الطبيعى أنْ يقول المصرى لنفسه ((الليل يحمل معه المخاوف والبدو والعقارب)).
فى هذا اليوم العجيب تتراكم عليه الذكريات المرة ، فيتذكرأنه كان فى الفصل يشرح آيات من القرآن العظيم عن الزنا ، فإذا بتلميذين سعوديين يجلسان تحت المقاعد عاريين من أسفل ويد كل منهما بين ساقىْ الآخر. طلب منهما الوقوف فرفضا . ضحك كل التلاميذ السعوديين . كانوا يعرفون ما يحدث . طلب خروجهما من الفصل فرفضا . كتب مذكرة إلى مديرالمدرسة فقال له ((لاتؤذ نفسك . يعيشون فى كبت . والزوجات غاليات المهور)) فكان تعقيبه بعد هذا التهديد المغلف بالمبررات ((أنا الآن عار. فى قلب تجربة فريدة وقذرة)) خاصة بعد أنْ تذكرحاثة الشيخ الذى ضبطوه متلبسًا باللواط فى ساحة المسجد ، قرب المحراب وهو يعتلى أحد الأطفال ، ومع ذلك ظلّ يصلى بالناس ، وفى الجمعة التالية كان يخطب أيضًا (151- 152) واذا كانت الخمور ممنوعة رسميًا فإنّ وجهاء السعوديين لايعجزون عن تدبيرالحيلة . فزجاجات الخمورفى هذه القرية النجدية تأتى فى صناديق . الصناديق محكمة الاغلاق بالمساميروشرائط الصفيح . وعلى الصناديق مكتوب فى ناحية (قرآن كريم) وعلى الناحية الأخرى اسم الأمير(118) وفى أثناء تجوله مرّبالسوق التى يباع فيها كل شىء من الملابس والأحذية إلى الغنم والجمال وفيها تتم الصفقات الخفية عن الجوارى والعبيد . وفى حوارمع رجل سعودى قال له الأخير((كل شىء يأتينا فى علب . حتى المدرسين نستوردهم معلبين)) وسأل السعودى المصرى ((هل تصدق حقًا أنّ الأرض كروية . والصواريخ تخترق الفضاء إلى القمر؟)) وعندما أجاب المصرى ((أجل)) قال السعودى ((خرافة . تصدقون كلام الدعاية والتهريج)) (158 ، 159).
قرّرالراوى العودة إلى وطنه مصر، وقرّرأنْ يحتفل بقراره بطريقته الخاصة . خلع ملابسه وسارفى شوارع القرية عاريًا كما ولدته أمه . وفلسف موقفه قائلا لنفسه ((حانت لحظة الوداع للديار. لا أحد . سأودع عقائدى وأفكارى . سأبدأ من جديد عاريًا . هكذا بدأ آدم . وهكذا بدأتْ حواء . وكل ليلية يُكررآدم وحواء نفس البداية ، لكنهما مع النهاريُخفيا عريهما)) دخل بيته يجمع أشياءه استعدادًا للرحيل . سمع صوت امرأة ينادى ((أستاذ)) تكررالنداء أكثرمن مرة . فتح لها الباب . دخلت تحمل صينية طعام تفوح منه روائح فرن شهية . قالت وهى تدخل ((رأيتك وحدك . فجئت لأسليك)) وأضافت ((ظللتُ أتبعك طوال النهار. ورأيتك وأنت ..)) أحمرّوجهه خجلا ثم سألها : أين ذهب الناس ؟ قالت : يقضون أيام العيد فى جبيلة . هكذا انكشف سرغياب أهل القرية. يقضون أيام العيد فى الصحراء ومتعتهم الوحيدة تناول الطعام . كان هذا هوالعيد الأول للرواى فى جزيرة العرب . سألها لماذا لم تذهب معهم . قالت أنا وحيدة وحكت له قصة حياتها . لم يهتم بتصديقها أو تكذيبها . قال لنفسه هى وحيدة وظامئة مثلى . اقترب منها واقتربت منه . سألها عن اسمها قالت : حواء وقبل أنْ يقول اسمه قالت ضاحكة : وأنت ؟ هه .. آدم . ويختتم المبدع الرواية بهذا المشهد على لسان بطله ((وسددنا ثقوب النافذة والباب ، فليس هناك أحد . لا أحد )) عنوان الرواية (لا أحد) دال على كل شىء . ويمكن تفكيكه إلى أكثرمن مستوى . المستوى المادى من خلال الحدث (اختفاء أهل القرية) وشعورالراوى بالوحدة القاتلة والحيرة لمعرفة أسباب الاختفاء. وكذلك المستوى الأعمق ، أى المستوى الحضارى . إذْ أنّ الملاحظات التى رصدها الراوى عن أهل هذه الجزيرة العربية تؤكد أنّ وجودهم مثل عدم وجودهم ، ومن هنا كان العنوان الدال (لا أحد) فعندما تسود الأحادية ، ويتم إشهارسيف الاقصاء لكل مختلف ، وعدم الاعتراف بالتنوع الثقافى واختلاف ثقافات الشعوب ، يسود التعصب وتنتصرقيم البداوة والتخلف . وبينما تتقدم الشعوب المؤمنة بالتعددية ، تتراجع الشعوب المتشبثة بالثبات . وكما صدق سليمان فياض فى دفاعه عن قيم التعدد ضد الأحادية ، صدقت المبدعة الكبيرة إيزابيل اللندى وهى تخاطب ابنتها (باولا) التى مكثت فى غيبوبة الموت أكثرمن مائة يوم إذْ قالت لها ((الدماء التى تجرى فى عروقى هى دماء قشتالية / باسكية . وربع فرنسية ، مع جرعة من الدم الأراوكانى أو المابوتشى مثل جميع أبناء بلدى . وبالرغم من مجيئى إلى الدنيا فى ليما إلاّ أننى تشيلية ، أنحدرمن " بتلة زهرة متطاولة من بحرونبيذ وثلج " مثلما وصف بابلو نيرودا بلادى ، ومن هناك تنحدرين أنت أيضًا يا باولا)) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
طغت شهرة الإبداع الروائى والقصة القصيرة على الجانب الآخرمن إبداع سليمان فياض ، أى إبداعه فى مجال الدراسات حول التاريخ العربى والإسلامى ، إذْ له كتاب غاية فى الأهمية بعنوان (الوجه الآخر للخلافة الإسلامية) صادر عن دار ميريت للنشر عام 99 أثبت فيه- من خلال المصادرالأصلية في كتب المؤرخين العرب أنفسهم- بشاعة الحكم العربى وفق منظومة الخلافة الإسلامية . وله كتاب غاية فى الأهمية أيضًا عن سيرة حياة المفكر الكبير الفارسى ابن المقفع والذى تم إغتياله فى خلافة الخليفة العباسى المنصور، حيث تم تقطيع أعضاء جسده عضوًا عضوًا ورميها فى النار وهو حى ينظر إلى أعضائه بعينيه قبل فقئهما. والكتاب صادر عن هيئة الكتاب المصرية عام 85 ضمن سلسلة تاريخية مبسطة للناشئين . ولأنّ سليمان فياض- الإنسان والمبدع- مؤمن بالتعددية الثقافية لكل الشعوب ، لذلك كان إبداعه فى الرواية والقصة القصيرة والبحث التاريخى انتصارًا لهذه التعددية التى هى الوجه الحقيقى لمعنى التحضر .
النشاط الثقافي
يمارس الكتابة للإذاعات والتلفزيونات العربية منذ عام 1955. عضو نقابات : اتحاد الكتاب الصحفيين، المهن السينمائية (شعبة السيناريو). عضو جمعيات : دار الأدباء – نادي القصة- الجمعية الأدبية المصرية – أتيلية القاهرة – لجنة الدفاع عن الثقافة القومية الرابطة المصرية لاتحاد آسيا وأفريقيا .. حقوق الإنسان. عمل مدرساً للغة العربية وآدابها . عمل أمينا لمكتبة دار المعلمين بالجيزة عامي 1978-1979. عمل وكيلاً لدار المعلمين بالجيزة عام 1979-1984 ثم أحال نفسه للمعاش التيسيري وتفرغ للتأليف.
نشاطات أخرى
عمل محرر مكتب وكاتباً بالقاهرة بمجلات (الإذاعة والتلفزيون، البوليس، الشهر). عمل محرراً وكاتباً لصحيفة الجمهورية 1960. نائب رئيس تحرير مجلة "إبداع" بالقاهرة بين أعوام : 1983-1985، 1992-1993. عضو لجنة تحكيم بالقاهرة في مسابقة قصصية : للثقافة الجماهيرية عام 1969، ولمجلة الهلال بالقاهرة 1989.
- أشرف على إصدار عددين للقصة القصيرة في مجلة الهلال في عام 1968-1969.
- خبير لغوي في مشروع تعريب الحاسوب لبعض البرامج العربية بشركتي العالمية (صخر) بالكويت، والقاهرة (1988-1989) و (IBM) بالقاهرة 1989.
- مراسل مجلة الآداب البيروتية بالقاهرة (1972-1973).
الجوائــز التي حصل عليها
جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 من المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية عن مجموعته القصصية الثانية : "وبعدنا الطوفان". قرار لجنة التحكيم :
استطاعت أعمال سليمان فياض المتعددة أن تشق لها مساراً ذا تميز في واقع القصة القصيرة العربية من حيث نصاعة اللغة، وعمق التناول وجدية التجربة وطرائق التعبير السردي، ويظهر ذلك منذ أعماله الأولى حيث انتهج أسلوب التناول الواضح الحاد الذي ينأى عن الترهل اللغوي والانفعالي.
كما أنه واحد من الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة، وتمكن من أن يشيد به عالماً فنياً وإنسانياً متكاملاً، أثرى به طاقة هذا الفن على التعبير عن قضايا الواقع وهموم الإنسان العربي، ما جعله من المبرزين بين كتاب هذا الفن من حيث تشخيص قيم الحداثة المتجلية في تقنية الكتابة القصصية واستخدام تعدد الأصوات وتنوع اللغات، ما يعد مساهمة جادة في إثراء هذا الفن وتحديثه.
أهم المؤلفـــات
عطشان يا صبايا (قصص قصيرة). وبعدنا الطوفان (قصص قصيرة). أحزان حزيران ( قصص قصيرة). العيون (قصص قصيرة). زمن الصمت والضباب (قصص قصيرة). وفاة عامل مطبعة (قصص قصيرة). الذئبة (قصص قصيرة) ذات العيون العسلية (قصص قصيرة). القرين ولا أحد (روايتان قصيرتان). الصورة والظل والفلاح الفصيح (روايتان قصيرتان). أصوات (1972) بغداد ، (1978) القاهرة ، (1990) باريس (بالفرنسية)، (1992) ميونخ (بالألمانية) دار كناور، (1993) لندن (بالإنجليزية) دار ماريون بايورز) ، (1993) نيويورك (بالإنجليزية) دار (ماريون بايورز).
السيرة الأدبية والتاريخية العلمية
أبن النفيس. ابن الهيثم. البيروني. جابر بن حيان. ابن البيطار. ابن بطوطة. ابن سينا. الفارابي. الخوارزمي. الإدريسي. الدميري. ابن رشد. ابن ماجد. القزويني. أبن يونس. الخازن. الجاحظ. أبن خلدون. الزهراوي. الانطاكي. أبن العوام.
معاجم وقضايا لغوية
- معجم الأفعال العربية المعاصرة .
- الدليل اللغوي .
- أنظمة تصريف الأفعال العربية.
- الأفعال العربية الشاذة.
- جموع التكسير.