ألكسندر سكريابين
ألكسندر نيكولايڤتش سكريابين' رسام روسي وموسيقي ومن أشهر أعماله قصيدة النشوة المطلقة،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقدمة
منذ زمن باكر في القرن العشرين، تحوّلت الموسيقى من مجرد أنغام وألحان تسمع ويصغى اليها بكل هدوء وتجرد، حين تقدم بمفردها ومن دون غناء، الى احتفالات واستعراضات صاخبة، يدخل في تركيبها الضوء والحركة والديكورات وضجيج الأصوات البشرية، وحتى ردّ فعل الجمهور احياناً. وقد ادى انتشار الليزر في الآونة الاخيرة والتجديدات التي طرأت على التوزيع الصوتي نفسه الى استشراء الظاهرة وتحوّل الحفل الموسيقي الى نوع من الحدث الشامل. ولعل خير نموذج حديث على ما نقول «العروض» التي يقدمها الفرنسي جان-ميشل جار، ابن الراحل موريس جار، أحد أبرز واضعي موسيقى الأفلام الكبرى في القرن العشرين والذي زار بيروت قبل اسابيع حيث قدّم نماذج لافتة من اعماله.
لكن جان-ميشل جار لم يكن، بالطبع، مخترع النوع، ولم يكن مخترعيه، حتى كل اولئك الموسيقيين الاثني عشريين الذين سعوا دائماً جهدهم ليحوّلوا تقديم القطع الموسيقية الى احتفالات سمعية - بصرية شاملة. بل حتى يمكننا ان نقول ان ربط الموسيقى بالأبعاد البصرية فن قديم جداً (ولنتذكر هنا، مثلاً، موسيقى «الأسهم النارية» الرائعة التي كان هندل من اهم واضعيها لتقدم مع إطلاق الأسهم في احتفالات تخاطب العين والأذن). ومع هذا يمكن التوقف، هنا، عند احلام ومشاريع واحد من كبار موسيقيي القرن التاسع عشر الروس، باعتبارها افتتحت، عبر ما تحقق منها كما عبر ما لم يتحقق، تحويل الموسيقى إلى احتفال شامل في القرن الذي يليه. وهذا الموسيقي كان سكريابين، الذي عرف دائماً بمزيج مدهش من غرابة الأطوار ومن العبقرية. وكان يحلم حتى نهاية حياته بتحقيق واحدة من اكثر الافكار جنوناً في تاريخ الموسيقى: فهو انطلاقاً من رؤاه التي لا حدود لها، كان يتطلع الى يوم يقدّم فيه قطعة موسيقية رائعة كتبها تحت عنوان «غموض» Mysterium، وفحواها ان يمزج في بوتقة واحدة الموسيقى والنحت والديكور والضوء، وأعمدة البخور. وكان يريد لهذا العمل «الكوني» - بحسب وصفه - ان يقدم في الهند، شرط ان يدعى كل سكان الكرة الارضية اليه عبر اجراس صاخبة تعلق في الغيوم!
ونعرف طبعاً ان هذا العمل لم يقدّم أبداً على النحو الذي شاءه له صاحبه، وإن كانت الاختراعات الحديثة في مجال الصوت والضوء باتت تقربنا الى الحلم اكثر وأكثر ووسائل الاتصالات لا تحوج اصحاب المشروع الى تعليق اجراس في الغيوم ولا الى سفر الناس جميعاً الى الهند!
مهما يكن من أمر، فإنه اذا كانت أحلام سكريابين الصاخبة قد عجزت عن ان تؤخذ على محمل الجدية في زمنه، فإن موسيقاه اعتبرت من فاتحات الحداثة الموسيقية في العالم، ولا تزال حتى يومنا هذا تقدم بصفتها موسيقى معاصرة عنيفة، عصبية وصاخبة. ثم، كيف لا تكون موسيقى سكريابين على هذا النحو، وهي - بحسب التأكيد القاطع لمؤلفها - كتبت في معظم الاحيان انطلاقاً من انضواء سكريابين نفسه تحت لواء أفكار الفيلسوف الألماني نيتشه، الذي نعرف ايمانه بموسيقى فاغنر (وهو منبع استقى منه سكريابين جذور موسيقاه) كما انه، اي نيتشه كان حدد اواخر القرن العشرين، أسس الموسيقى المستقبلية حين ابدى اعجاباً هائلاً بالعنف والتصعيد الذي حملته اوبرا «كارمن» لجورج بيزيه، مقارناً بينها وبين ميوعة «موسيقى الرقص والأرجل الخفيفة» التي تسيطر عليها العقلية المتوسطية؟
صحيح ان نيتشه لم يعش ليشهد بنفسه كيف صاغ معجبه الأكبر سكريابين، نظرياته التصعيدية هذه في واحدة من اجمل ما كتب من قطع موسيقية، لكن كثراً ربطوا بين هذه القطعة وبين اختيارات نيتشه وأكدوا ان هذا الاخير كان من شأنه ان يضع في سلّم تفضيلاته في مكان مميّز يعلو مكان موسيقى ڤاگنر و «كارمن» لديه. والقطعة التي نعنيها هنا هي تلك المعنونة «قصيدة النشوة المطلقة»، ولحنها سكريابين في عام 1908، واضعاً فيها، كما سيُجمع النقاد، كل ضروب عبقريته وأحلامه الموسيقية «المجنونة».
السيرة الذاتية
الطفولة والتعليم (1871-1893)
بدأ اهتمامه بالموسيقى باكراً جداً، لكنه في الوقت نفسه راح يعبّر عن غرابة اطوار كانت تصل أحياناً الى حد الجنون، وهي طبعت كل حياته لاحقاً، تماماً كما انطبعت تلك الحياة برغبة هائلة في التعبير الموسيقي. وعملياً بدأ سكريابين حياته، وهو بعد في سن المراهقة، بالعزف الرائع على البيانو، ما جعله يفوز بميدالية ذهبية من كونسرفاتوار موسكو، الذي انتمى اليه. وإثر ذلك النجاح رعاه ناشر موسيقى مكّنه من ان يقوم بجولة عزف في اوروبا، حيث راح يقدم ايضاً اعمالاً من تأليفه، لم يجد فيها النقاد اي عنصر روسي اصيل، بل مجرد محاكاة لقطع فرانز ليست وشوبان. وبعد عودته الى موسكو صار استاذاً في الكونسرفاتوار في مرحلة طرأ فيها تحوّل كبير على مؤلفاته اذ راحت تبرز فيها عناصر اصالة واضحة. وتجلى ذلك خصوصاً في كونشرتو للبيانو وضعه في ذلك الحين، وإن كانت القطعة الكبيرة التالية التي وضعها (السوناتة الثالثة) قد عجزت اول الامر عن فرض حضورها. ذلك انها كانت شديدة التجريبية تواكب تلحينها لديه مع بدء اهتمامه بـ «الروح» كما عبر عنها نيتشه الذي راح يقرأه بوفرة. ومنذ ذلك الحين بدأ سكريابين يفكر بأن الوقت قد حان لكي تجتمع كل الفنون والأفكار من الآن وصاعداً في بوتقة واحدة. وهكذا بالتواكب مع كتابته التالية لبعض اروع اعماله (مثل «بروميثيوس: قصيدة النار» و «الغموض» و «قصيدة النشوة المطلقة») راحت تنمو لديه تلك الافكار «الغريبة» و «الجنونية» حول تحويل العرض الموسيقي الى ما يشبه «الهابننغ». وهو مات مسموماً، إذ لسعت حشرة شفته في عام 1915، من دون ان يعرف ان جزءاً اساسياً من موسيقى القرن العشرين سيتابع أفكاره، حتى وإن جحد ذلك أحياناً.
الموسيقى
منذ سمعت «قصيدة النشوة المطلقة» للمرة الاولى في ذلك العام، اجمع الناس، اذاً، على انه «نادراً ما عوملت الموسيقى بمثل هذا العنف لإجبارها على التعبير عما لا يمكن عادة التعبير عنه»، مشيرين الى ان هذا هو «النموذج النمطي للموسيقى التي ينبغي سماعها من الآن وصاعداً». ومنذ البداية ايضاً ربطت القطعة بأفكار نيتشه، ذلك ان الذين أصغوا اليها جيداً وجدوا فيها ترجمة تكاد تكون حرفية لأسطورة السوبرمان (الانسان الاسمى) كما صاغها صاحب «هكذا تكلم زرادشت»، كما انهم لامسوا فيها تعبيرات تولستوي التنبؤية في الوقت نفسه، حيث رأوا ان القطعة التي تمزج بين نيتشه وتولستوي على هذا النحو، انما اتت معبّرة تماماً عن تطلعات، كما عن ضروب قلق، البورجوازية الروسية الواعية على ابواب الحرب العالمية الاولى. وما هذا إلا لأن موسيقى هذه القصيدة السمفونية اتت حافلة بـ «الحساسية العاطفية» و «القيم التعبيرية التي تعبر عن تطلع عقلاني للوصول الى سمو لا يمكن الوصول اليه». وقد لاحظ المهتمون بسرعة كيف ان سكريابين عرف هنا كيف ينهل، في تعبيره الموسيقي الصرف، مما كان فاغنر قد اوصله الى ذرواته التعبيرية المادية من طريق المبالغة في استخدام الوتريات، التي - على شاكلة ما نجد في اوبرا «تريستان» - تسير طوال العمل في هبوط متواصل بحيث ان التوزيع الاوركسترالي يظل محققاً تراكم تلك الحركة الهابطة، حتى يندلع فجأة في «فورتيسيمو» مباغت تبزغ فيه اصوات الأبواق من قلب ركام الآلات الوترية. ومن البديهي ان هذا الأداء الصاخب والعنيف، والذي اذ يهبط وئيداً وبطيئاً يعود ويعلو في حركة قاطعة، كان يتطلب قيادة اوركسترالية استثنائية، وهذا ما جعل سكريابين، وحتى رحيله بعد تقديم هذه القطعة للمرة الاولى، بسبع سنوات، يصرّ على ان يدير بنفسه كل شاردة وواردة في تقديمها، ذلك انه كان يعرف ان المطلوب من هذه القطعة الاستثنائية (والتي ستحمل الرقم 54 بين اعماله) ان تقدم في شكل سحري خفي، يحاول ألا يفضي بكل اسراره منذ الاستماع الاول. والحال ان سترافنسكي كان واحداً من اوائل الذين تنبهوا الى هذا البعد في قصيدة سلفه السيمفونية هذه، فجعل منه فعل ايمان له في اعمال تالية ينقصها على اي حال شيء من جنون سكريابين.
النمط والتأثيرات الموسيقية
التأثيرات الفلسفية
تأثير اللون
الأداء وتراث
الإعلام
- Scriabin's own recordings for the Welte-Mignon have been re-played in modern times and transferred to audio.
هل لديك مشكلة في تشغيل هذه الملفات؟ انظر مساعدة الوسائط.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Eponym
المصادر
- ابراهيم العريس (2010-11-16). "«قصيدة النشوة المطلقة» لسكريابين: شيء من نيتشه وقطرات من تولستوي". جريدة الحياة اللبنانية.
وصلات خارجية
- Rachmaninoff and Scriabin: Creativity and Suffering in Talent and Genius by Emanuel E. Garcia
- Scriabin Society of America
- The mythical time in Scriabin by Lia Tomás
- Was Scriabin a Synaesthete? by B. Galeyev & I. Vanechkina
- Scriabin in Aspen No.2 on UBUWEB (A short biography by Faubion Bowers; four preludes and the tenth sonata available for download)
- قالب:Musicbrainz artist
- Aleksandr Scriabin – MIDI files (subscription needed)
- Works by or about ألكسندر سكريابين in libraries (WorldCat catalog)
- Scriabin Liner Notes Russian-born pianist Yevgeny Sudbin discusses Scriabin's work and life.
Scores
- Free scores by ألكسندر سكريابين at the International Music Score Library Project
- Scriabin's Sheet Music by Mutopia Project
- قالب:IckingArchive
- قالب:KSM
تسجيلات
- Scriabin's own recording of the 3rd and 4th Movements from his Piano Sonata, no. 3, Op. 23 (The Pianola Institute)*
- Piano Rolls (The Reproducing Piano Roll Foundation)
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Articles with hAudio microformats
- مواليد 1872
- وفيات 1915
- أشخاص من موسكو
- وفيات بتسمم الدم
- مؤلفون موسيقيون معاصرون
- مؤلفون موسيقيون رومانسيون
- عازفو پيانو روس معاصرون
- مؤلفون موسيقيون روس
- مخترعون روس
- People with synesthesia
- مؤلفو موسيقى كلاسيكية من القرن 21
- Russian Theosophists
- نباتيون روس
- Western mystics
- وفيات بأمراض معدية في روسيا