سعود بن ناصر آل ثاني
سقطت صحيفة الحياة في مستنقع الأكاذيب الإعلامية بترويج خرافة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني.. الرجل الذي صنعه إعلام الفتنة ونسج حوله القصص والرويات، ونقل عنه تصريحات باعتباره معارضا قطرياً، ثم تبين أنه مجرد شخصية خيالية من نسخ خيال صحف لا تعرف الفرق بين المعلومات والخزعبلات.
فقد نشرت الحياة في صدر صفحتها الأولى قبل يومين تصريحات للمعارض المزعوم مع صوره بزي خليجي لا يمت للثوب والغترة القطرية بصلة، والتي عرف عنها طريقة لبس القطريين لها، وتفيد التصريحات لعودته للدوحة لبحث ما وصفته الصحيفة بأنه « الأزمة القطرية ومستقبل سياسة البلاد».
وزعم الخبر الملفق الذي يحمل صورة لا تمت بصلة للشخص المقصود أن هناك تنسيقا بين الرجل اللغز وعزمي بشارة الذي وصفته الصحيفة بأنه مستشار بالديوان الأميري، وتضمن الخبر تصريحات على لسان الرجل الخفي يكشف فيها تفاصيل الاجتماع المرتقب وما يجب على قطر اتخاذه من إجراءات وقرارات .!!
تلك التصريحات المفبركة وجدت صدى لدى العديد من الصحف التي تلقفتها مثل طوق نجاه، فتداولتها وبعضها نسبها لنفسه مثل صحيفة الشرق السعودية، والتي أضافت إلى تصريحات المعارض المزعوم مزيدا من «الأكاذيب والفبركات».. بل إن الصحف اختلفت فيما بينها في نشر صورة موحدة للشخص المزعوم، فظهر بأكثر من صورة كما لو كان سوبر مان يجري عشرات الحوارات الصحفية والهاتفية في يوم واحد وبصور لشخصيات قطرية وسعودية (!!) .. قبل أن ينفجر بالون الأكاذيب فجأة، بالكشف عن استعانة إحدى الفضائيات المصرية بشخص مجهول ينتحل صفة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني.. تلك الشخصية التي نسجتها صحيفة الحياة اللندنية وروجتها الصحف السعودية والإماراتية والمصرية.
فقد تساءلت «الحياة» في تقرير لها عمن هو الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني وهل هو شخصية حقيقية أم وهمية مشيرة إلى أنه سؤال تردد بكثافة خلال الساعات الـ24 الماضية، وحملت الإجابة عليه انقسامات عدة، بين فريق يرى أنه شخصية حقيقية، مستنداً إلى ظهوره في تعليقات صوتية عبر قنوات فضائية عربية، وإصداره بيانا صحفيا شهيرا انتقد فيه السياسة القطرية واعتذر خلاله إلى شعوب دول خليجية وعربية، وبين فريق آخر يرى أنه شخصية وهمية، مؤكداً أن الصورة التي يرفقها في حواراته لا تعود إليه!.
المفاجأة الأخرى أن «الحياة» اعترفت بأنها أجرت حديثاً هاتفياً مطولاً ومسجلاً مع الشيخ سعود بن ناصر، امتد إلى نحو ساعة و10 دقائق، إلا أنها ارتأت تأجيل نشره على رغم اكتماله لحين زيارته مكاتب الصحيفة، أو التقائه أحد مراسليها للتأكد من أن الشخصية حقيقية وليست مزيفة.!!. هكذا بكل بساطة تعترف صحيفة الحياة -المفترض أن يكون لديها أدنى مستوى من المهنية والمصداقية- بأنها نشرت تصريحات صحفية لشخصية تتحدث عن أمور حساسة، ثم تبين أنها مجرد شبح .. أو عابر سبيل.. وأن الأمر لا يتعدى بمتصل بالصحيفة يمكن أن يكون أي شخص يعاني من متاعب نفسية، أو يسعى للشهرة، وإحداث بلبلة.. لتصبح الحياة بذلك جزءا من المؤامرة الإعلامية ضد قطر.
فإذا افترضنا حسن النية فإننا أمام صحيفة لا تعرف مبادئ العمل الصحفي بالتأكد من الشخصية التي تتحدث معها، وإذا افترضنا سوء النية فإننا أمام صحيفة تغرق في مستنقع العهر الصحفي باصطناع شخصية وهمية، والهجوم من خلالها على قطر قيادة وحكومة وشعبا ويكون ما نشرته الحياة تحايلا وضيع على الاعتذار لقرائها وللدولة التي أساءت إليها عبر تصريحات صادرة عن شخص مجهول، صنعته أوهام وأحقاد صحيفة فقدت عقلها قبل أن تفقد شرف مهنيتها.
كان على الحياة اللندنية أن تعتذر وتعترف بتلفيق تصريحات منسوبة لشخصية وهمية، إلا أنها تحايلت على الاعتذار والتراجع، واضطرت أن تقول إنها لم يتسن لها الاتصال بذلك الشخص، قبل أن تضطر تنشر رد المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة والذي أكد خلاله أنه لم يقم بالتواصل مع المدعو سعود بن ناصر ولم يدعه إلى زيارة الدوحة، وقال: «إن الخبر الذي نشرته الصحيفة عن تلقي معارض قطري اسمه سعود بن ناصر آل ثاني اتصالاً مني ومن «مسؤولين قطريين» لزيارة الدوحة لبحث أمور شتى متعلقة بسياسات قطر ودول الخليج، غير صحيح وعار من الصحة تماماً».
وأضاف: «لا أعرف شخصاً اسمه سعود بن ناصر آل ثاني، ولم أسمع به من قبل، ولم أتصل به بالتأكيد، كما أنني لست مستشاراً في الديوان الأميري، وليس لي مهمات من هذا النوع».
وتابع: «لا أعرف شيئاً عن الهيئات التي ذُكرت، مثل مكتب تنفيذي، وغيره، وأشك في وجودها»، مضيفاً: «من نافلة القول أنني لا أمتلك طائرة خاصة، فأنا باحث وكاتب ومدير مركز أبحاث، والخبر برمته عار عن الصحة».
تلك هي إحدى سقطات الإعلام السعودي وتلخص ما وصل إليه من أسفاف وانحطاط وانهيار أخلاقي ومهني في حملة الأكاذيب والتلفيق والفبركة التي تستهدف قطر.