سعد جرفال البلتشي الولي الصالح القيرواني
سعد جرفال البلتشي الولي الصالح القيرواني | |
---|---|
توفي | سنة 1222 هـ / 1807 م |
أسماء أخرى | سيدي سعد |
اللقب | جرفال البلتشي |
المرحوم الأجل المرابط الأصلح الشيخ سعد بن فرج جرفال القيرواني البلتشي الأصل.[1]
الولي الصالح سعد جرفال هو سعد ابن فرج جرفال، المعروف بـسيدي سعد وبـأبي البشرى، ولي صالح تونسي كان من أهل الخطوة. بلتشي أو بلطشي من منطقة بلتش في جهة الساحل بين الجم و جبنيانة، ربما كانت لها صلة بمنطقة بلطش الاسبانية في مقاطعة سرقسطة الواقعة على يمين مدريد في شمال شرق اسبانيا، والله أعلم.
إلا أن أقاربه يقولون أن أصله من جهة القوقاز في النواحي الواقعة في أسفل روسيا ما بين كازاخستان و الشيشان و تركيا، والله أعلم.
و ربما اعتقد أقاربه أنه من جهة القوقاز أو من الشيشان لأن هناك ولي آخر اسمه سعد شوشان أو سعد شوشاني له زاوية في مرناق جد الزنوج. و يقول المؤرخون أن سعد شوشان هو مملوك أسود من نيجيريا جاء من اسطنبول بعد أن اشتراه أحد حاشية الباي التونسي.، قيل كلمة شوشان تعني خادم زنجي، كما قيل هي رتبة عسكرية.
و الحقيقة أن سعد شوشان ليس هو نفسه سعد جرفال فليس هناك أي علاقة بينهما.
توفي بمدينة القيروان سنة 1222 هـ الموافق لـ سنة 1807 م، و دفن فيها حيث زاويته التي بناها له السياسي يوسف صاحب الطابع في عهد الباي حمودة باشا، قرب الربض الأحمر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مولده و وفاته
لم يقف المؤرخون على تاريخ مولده. توفي الولي الصالح سيدي سعد جرفال بالقيروان 1222 هـــ، حسب ما هو مذكور في كتاب تكميل الصلحاء و الأعيان [2] و كذلك كتاب صلحاء القيروان بين الحقيقة و الخيال (تأليف حمدة الماجري) [3] الموافق لسنة 1807 م، و استقر في مسكنه على يمين زاويته التي توجد في حومة سيدي سعد المعروفة قرب المعهد الثانوي ابن رشيق بالقيروان.
كانت الوفاة بالقيروان في سنة 1222 هـ حسب ما هو مذكور في كتاب تكميل الصلحاء و الأعيان، وهو الموافق لـ سنة 1807 م، قبل الولي الصالح سيدي عمر عبادة و ترك ميراثا لا بأس به منها أرض كبيرة تسمى "أرض الجرافلة" أكثر من 30 هكتار لأولاده و أحفاده، تقسيم جرفال في طريق سوسة و طريق حفوز بالقيروان.
نسبه و أصله
هو سعد بن فرج البلتشي نسبة إلى بلتش وهي منطقة كانت في جنوب الجم ( حاليا بلتش عمادة تابعة لجبنيانة من ولاية صفاقس ) حسب كلام الباحث الأسعد الدراجي.
زوجاته و أولاده
لم يقف المؤرخون على ذكر زوجاته و أولاده.
- هناك وثيقة عدول تذكر ابنا من أبنائه يدعى (الشيخ علي جرفال)، يقال : المكرم الأوثق المرابط الشيخ علي بن المرحوم الأجل المرابط الأصلح الشيخ سعد جرفال البلتشي.
- و قال أحد أقاربه أنه كان متزوجا من امرأة لقبها الوحيشي، و من هنا يكون لقب زوجته الوحيشي جرفال. والله أعلم.
هواياته
كان رحمه الله مولع بتربية الحمام، وهو مذكور في كتاب الشاعر محمد بن صالح الكناني، و ذكره أيضا الشاعر (حسين القهواجي، المتوفى سنة 2017) في روايته "سوق الوراقين" حيث تحدث عن حمامة أبي البشرى سعد جرفال.
إحدى كراماته
هذه إحدى كرامات الشيخ سعد جرفال بعد وفاته، إذ كانت تلك الفترة تفتقر بشدة للمطر، و بفضل بركة هذا الولي الصالح أمطرت المطر عند تشييع جنازته... طالع كتاب "تكميل الصلحاء و الأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان" وهو من تأليف الشيخ الشاعر "محمد بن صالح الكناني".
قال الحربي: "كان رحمه اللّه رجلا صالحا، فاضلا، مشهورا بين الناس بالولاية، والصلاح، ذا كرامات ظاهرة، وإشارات باهرة عامة أهل القيروان وخاصتهم شهدت له بذلك". [4].
معنى كلمة "المرابط" عند الصوفية
- المرابط هو اسم يطلق على الشخص الزاهد في الدنيا أي المتصوف وهو أيضا ولي صالح كما يطلق هذا الاسم على القبة التي يسكنها. يسمى المرابط نسبة إلى المرابطة أي ملازمة المكان وهي تسمية تستعمل في البلدان الإسلامية بشمال أفريقيا.
"أهل الخطوة" عند الصوفية
- أهل الخطوة أو أصحاب الخطوة أو طي الأرض: هي صفة أطلقها الناس على كل من يمتلك تلك القدرة الخارقة على قطع مسافة طويلة جداً في خطوة واحدة أو في لمح البصر، فلا يعوقهم بحر ولا جبل. أو أنها تلك القدرة على التواجد في أكثر من مكان في نفس اللحظة.
"الولي" عند الصوفية
إن جمهور الصوفية يطلقون اسم «الولي» على الصوفي الذي حصل في مقام القرب من الله بفضل قداسته وورعه وفنائه في محبة ربه.
"الصالح" عند الصوفية
- الصالح هو أدنى منزلة في مراتب الأولياء عند الصوفية، و القطب هي أعلى مرتبة من مراتب الأولياء عند الصوفية.
- لكن ابن عجيبة جعل الصالحين في مرتبة أدنى من الأولياء، فالصالحون هم الذين ((صلحت أعمالهم الظاهرة واستقامت أحوالهم الباطنة. أما الأولياء فهم أهل العلم بالله)).
بعض مصادر التلقي و الكشف عند الصوفية
- الفراسة : مكاشفة النفس و معرفة خواطرها و معاينة الغيب، وهي من مقامات الإيمان. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله عز وجل " .
- وهناك كلمات أخرى مثل : الرؤيا، الإلهام من الله، الهاتف من الملائكة أو الجن المسلم أو ولي صالح،...الخ...
عرش الجرافلة
يقول الدكتور محمد الأسعد الدراجي في كتابه (دراسات في تاريخ القيروان الاجتماعي) : "كما تشير الوثائق الى استقرار عائلات تنتسب لمنطقة بلتش جنوب الجم بالقيروان ( حاليا بلتش عمادة تابعة لجبنيانة من ولاية صفاقس ) مثل آل بشير و آل جرفال (محمد بن عمر جرفال البلتشي) القاطنين بربض عرف باسمهم « قصر الجرافلة » أو ربض الجرافلة من الربض الاحمر. لكن تجدر الاشارة الى ان آل جرفال بمنزل كامل ينسبون لأهالي القيروان ولعلهم كانوا من محبسي غرس الزيتون الوحيد بمنزل كامل ، الذي يتصرف مسجد ربض الجرافلة (بالقيروان ) بالساحل تجسيما للعلاقة النسبية و الروابط الروحية بين آل جرفال المستقرين بالجهتين... في المقابل ينسب الولي سعد بن فرج جرفال البلتشي (توفي 1222 هـ / 1807 م) ... كما تنتسب عديد العائلات الأخرى (قرداح، زوقار، بشير) لمنطقة بلتش... فكان لها صلحاؤها الذين خلدوا اسمها ووطدوا علاقتها الروحية بالمدينة. فحبست لطيفة شقيقة سيدي ابراهيم بن سالم بن محمد بشير البلتشي و محمد ابن شقيقها قاسم ما ورثاه من دار الولي الصالح المذكور... والتي دفن بها على ضروريات ضريح الشيخ المذكور في 1 محرم 1227 / 16 جانفي 1812. وهو ما سيمثل نواة أهلت هذا الضريح ليتحول إلى زاوية"[5].
ورود أخطاء في اللقب
تم نشر مقالة في السنة الفارطة باسم سعد بن فرج جرفال لكنها تضمنت أخطاء، وهي موجودة أيضا في موقع عريق areq.net مثل الفقرة التالية : "سعد جرفال هو سعد ابن فرج جرفال، المعروف بـسيدي سعد وبـأبي البشرى، ولي صالح تونسي بلقشي من مدينة بالكاش في كازاخستان. توفي بمدينة القيروان (عام 1222 هـ)." و الفقرة : "يقول المحاسب إدريس بن محمد جرفال : "توفي الولي الصالح (أبو البشرى سيدي سعد بن فرج جرفال) بالقيروان 1222 هــــ، يرجع أصله من كازاخستان، و استقر في مسكنه على يمين زاويته التي توجد في حومة سيدي سعد المعروفة قرب المعهد الثانوي ابن رشيق بالقيروان، و أظن أن له جد اسمه الخياط محمد جرفال وهو جد أجدادنا كان يسكن في حومة الجامع ".
- الكلمة الخاطئة : البلقشي [6]، نسبة إلى منطقة بالكاش أو بالخاش في كازاخستان.
- الكلمة الصحيحة : البلتشي، نسبة إلى منطقة بلتش أو بلطش في إسبانيا.
و بالتالي فإن نسبة الولي الصالح إلى كازاخستان هو انتساب خاطئ على الأرجح.
و للعلم فإن كلمة جرفال هي كنية، و اللقب الأصلي هو بلتشي، و الله أعلم.
سيرة الولي الصالح سيدي سعد جرفال
ورد في كتاب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان"، المجلد الخامس الأخير [7]، ما يلي :
"
أبو البشرى سعد بن فرج جرفال :
قال الحربي: كان رحمه اللّه رجلا صالحا، فاضلا، مشهورا بين الناس بالولاية، والصلاح، ذا كرامات ظاهرة، وإشارات باهرة عامة أهل القيروان وخاصتهم شهدت له بذلك.
ذكر كراماته :
فمنها ما أخبرني به من نثق به؛ أن المرابط الشيخ عبد اللطيف الغرياني كانت له مهرة من الخيل، وكان مولعا بها، فبينما هي ذات يوم ببطحاء باب الجلّادين من داخلها، وربّها واقف بقربها، إذ دخل الشيخ سيدي سعد من الباب، وضرب المهرة المذكورة بحجر على إحدى عينيها، فخرجت عينها وسالت على خدّها، ثم أتى ربها المذكور وجعل يقول له: فيه اللّطف اعجل بالمشي إلى دارك، وصار يدفعه إلى الأمام ظهره بيده ويقول له: اعجل، فذهب فوجد صبيا صغيرا له على فم الماجن، يريد أن يسقط، فاختطفه والده المذكور من فم الماجن بعد أن كاد أن يسقط فيه، فنجّاه اللّه وفداه بعين المهرة المذكورة.
و قال: ومما أخبرني به من نثق به أيضا، أن جماعة من أهل القيروان، اجتمعوا يوم وفاته، يريدون أن يشيّعوا جنازته، وكان الوقت إذ ذاك وقت شدة من قلة المطر والزرع في الأكمام، فقال رجل من تلك الجماعة: باللّه يا جماعة احضروا قلوبكم، واقرؤوا الفاتحة ببركة هذا السيد سيدي سعد، وجاهه عند اللّه، أن يغيثنا بنزول المطر، فقرءوا الفاتحة فقاموا لتشييع الجنازة والنهار في غاية الصحو، والشمس حارّة فأقبلت في الحين سحابة أبرقت، وأرعدت، ونزل منها ماء غزير كأفواه القرب، فما بلغوا إلى القبر وهم يخوضون في الماء.
و منها ما أخبرني به شيخنا العلامة أبو عبد اللّه الحاج محمد دحمان الغساني قال: كان إذا عرضني الشيخ سعد يقول: امش إلى السيد اقرأ به الدرس، وخذ راتبك، وهو إذ ذاك ليس عنده درس هنالك، ولا راتب. قال: فما ذهب الليل والنهار حتى ولي مدرسا بالزاوية الصحامة رضي اللّه عن صاحبها، وصار يأخذ منه راتبه في كل شهر كعادة من قبله من المدرسين.
قلت: وكان الشيخ يربّي الحمام، وله ولع به كبير، وأخرج له من الدولة ظهير يأخذ به علفة الحمام كل يوم وهي جارية في حياته وبعد مماته، ومهما أحد يصطاد منه شيئا يحل به مكروه إما رزية أو ضرر في بدنه، أو غير ذلك، أخبرني الخير الشيخ محمد بن محمد بالفتح غيلان أخونا في الطريقة القادرية، أن ابن عمه اصطاد منه شيئا وذبحه وطبخه وأوقد عليه حطبا كثيرا فلم يعمل فيه شيئا، فإذا لمسه وجده كالصّخر. وفي يومه تعطّل جناح الضّارب المذكور، وصار يصيح من الألم الشديد، فذهبوا بالضارب إلى ضريحه بوعدة (١) وذبحوا خروفا تضرعوا إلى اللّه بجاهه،
(١) الوعدة: بمعنى يأتي الشخص إلى ضريح ما، ويعده بذبيحة إذا ما قضى حاجته. أو قضيت حاجته، وهذا منهي عنه في الإسلام.
و طلبوا معافاته، فما رجعوا من ضريحه إلا معافى كما أخبرني من ذكر أن جماعة سرقوا له من الحمام ما قدروا عليه، فلما أرادوا الخروج لم يجدوا الباب ووجدوا محله بناء، فبقوا محصورين، فلما تابوا وردوا الحمام لمحله وجدوا الباب كأصله وخرجوا. كما أخبرني أيضا أنّ الأمين الحاج محمد مدر كان كل يوم يأتيه الشيخ فيأخذ له نصف رطل فطائر، فجاءه يوما على عادته والأمين عنده قلق فامتنع من العادة التي يعطيها له فأخذ عمامة بشاشيّتها من فوق رأسه ورماها بأرض وقال له: يا فرطاس (١) وذهب عنه فتغير الأمين المذكور وذهب يشتكي به إلى الشيخ سيدي أبي يوسف يعقوب الدهماني رضي اللّه عنه، ونفعنا به آمين. فلما جلس أمام التابوت، وأراد أن يشكو فإذا الشيخ سيدي سعد بجانبه واقف وقال له: جئت تشكي وأنا ما فعلت معك شيئا من العيب غير أني بتّ أحرسك ليلة البارحة كلها من السموم إلى الآن فاكشف على بطنك فكشف فوجد في سوريته هائشة (٢) خامدة، فقبّل يده وقال له: لا تؤاخذني يا سيدي، ورجع هو وإياه إلى المدينة، كما أخبرني أيضا ونقلت أيضا من غيره؛ أن شيخا من دريد مات وترك ابنه مراهقا فرغب فيه أولاد عرشه وشيخوه ثم أعرضوا عنه واتفقوا على غيره وهم نازلون إذ ذاك بنواحي القيروان، فلما رأت أمه اتفاق جماعته على عزله، استعملت في هدية وقالت: نزور القيروان وفيها الأولياء، لعلّ أن أجد من يكاشفني عن مرادي ويهنيني بمقصودي في بقاء ولدي في وظيفة نعطيه الهدية، فتوجهت، فلما وصلت لباب البلد تلقاها الشيخ وذهب بها وبولدها وبالدواب إلى داره، ثم أخذ بيد الولد ومعه أمه ودخل المدينة ودار في أسواقها وهو كالعبد بيد السمسار وينادي عليه، وآخر الطواف به أتى إلى فندق العجم بالحدادين وقال له: أنا أوليتك على هذا الفندق فسرّت بذلك أمّه، وسلمت الهدية إليه، وذهبت إلى نزلتها فجاء وقت حفلة دريد وساروا إلى تونس، فلما مثلوا بين يدي المنعم المرحوم حمودة باشا ابن المرحوم علي باشا اصفقوا على عزله وتولية من اتفقوا عليه على كلمة واحدة، فنظر الباشا إلى الابن، وأراد عزله فنطق بولايته وإبقائه عليهم، وجاء خارجا الولد فألحّت الجماعة في استعطاف الباشا عليهم في عزله فقال: ردوه فنظر إليه يريد العزل فصرح بالولاية. وهكذا الثالثة وفيها
(١) فرطاس: تطلق عادة على الحروف الذي ليس له قرنان.
(٢) الهائش، أو الهيشة تطلق بالعامية على الحيوان الضخم.
قال له الباشا: يا ولد هل زرتم أحدا من الأولياء قبل قدومكم إلى هنا؟ فقال: نعم زرنا القيروان. وحكى له القصة فقال الباشا للجماعة: أي شيء نفعله لكم إذا كان الشيخ جرفال رده عليكم؟ وكان الباشا المذكور يعتقده هو ووزيره الأكبر يوسف صاحب الطابع ويوسف هو الذي بنى زاويته.
و منها ما أخبرني به من صغري رجال ثقات، أن الأمحال لما توجهت لافتكاك طرابلس من يد غاصبها، وردّها لباشتها يوسف باشا جاء طريقها على القيروان، وفي الأمحال من الكبراء على اللوح الكريري باش حانبه فأتى الشيخ زائرا يأخذ في الفال منه على ما يكاشفه به، فقال له: ما اسمك؟ فقال: علي اللوح، فقال له: يا علي اللوح، وتجيء على اللوح، فزعم علي اللوح بفهمه أنه بشّره بسلامته، فكان من قدر اللّه أن مات في سفره هذا وأتوا به في صندوق لوحا من هنالك لتونس، فكانت تورية من الشيخ ومقصوده موته، وفهم علي اللوح تكراره في اسمه ولقبه سلامته، وحجب عن فهم ما سيقع به من الموت، وبلغني أنه كان ملازما للشيخ أبي عبد اللّه محمد الطوير كبير أهل الشورى بالمدينة، وأمره أن يأخذ امرأة وزوج الشيخ تصغى فيه من وراء الحجاب وهي من ذرية الشيخ سيدي سعيد الوحيشي، فلما سمعت مقالته اشتكت به لجدها المذكور فهرب الشيخ جرفال عن الشيخ فأرسل له مرارا وهو يمتنع، فلما أكثر من الإرسال إليه جاءه فقال له الشيخ الطوير: ما هذا الجفاء منك؟ فقال له: أخاف على نفسي من سعيد الوحيشي الأمر صار بالشكوى.
و أخبرني من نثق به أن زوجة ابن أخ الشيخ كانت لا تلد وما ولدت إلا ولدا معلولا، فقال لها: ما عليك تشبع من الأولاد حتى يصيروا يتراموا عليك وأنت تطردهم، فكان كذلك لما أن تصلي يترامى عليها الأولاد وهي تطردهم لأنها ولدت ذكورا متعددين، كما أخبرني الثقة المذكور أنه أتى زائرا لضريحه مع ابن أخي الشيخ فلما حلّ بالمحل قال ابن الشيخ المذكور: اتركني من الشيخ معاتبا له من ضيق ترابه. فجاءت حجرة وصدعت في جدار من القبة داخلها، ثم صدعت بعد ذلك في الجدار المقابل له، والحال أن بابيها ليسا مفتوحين. ومناقبه كثيرة لا تستقصى وفي هذا القدر كفاية نفعنا اللّه ببركاته.
قال الحربي: وتوفي رحمه اللّه تعالى في عام اثنين وعشرين ومائتين وألف.
قلت: هو الصحيح. كما أني وقفت على خط يد الكاتب أبي الحسن الحاج علي القلعي القيرواني، يؤرخ موته بالتاريخ المذكور.
قلت: وفي هذه السنة كان مولدي، ثم إن هذا الشيخ دفن تجاه باب داره بالربض الأحمر أحد أرباض مدينة القيروان، وعلى قبره قبة كبرى ذات بابين شرقي فجوفي وهو مزار رحمه اللّه. "
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مراجع
- ^ يقال بلتشي أو بلطشي أيضا
- ^ كتاب "تكميل الصلحاء و الأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان" (تأليف الشاعر الصوفي محمد بن صالح الكناني) وهو المجلد الخامس المتمثل في تكملة لكتاب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان" (للمؤلفين عبد الرحمان الدباغ و ابن ناجي)
- ^ كتاب "صلحاء القيروان بين الحقيقة و الخيال" (تأليف حمدة الماجري)، وهو تلخيص لكتاب "تكميل الصلحاء و الأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان"
- ^ كتاب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان"، الجزء الخامس (الجزء الأخير) و موقع كتاب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان "، الجزء الخامس
- ^ كتاب "دراسات في تاريخ القيروان الاجتماعي" تأليف المؤرخ الدكتور محمد الأسعد الدراجي
- ^ بلقشي هو تصحيف لكلمة بلتشي
- ^ وهو نفسه كتاب "تكميل الصلحاء و الأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان".