زيدية
هذه المقالة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومُناسبات
|
جزء من سلسلة عن |
تاريخ اليمن |
---|
التاريخ القديم |
مملكة سبأ |
مملكة معين |
مملكة حضرموت |
مملكة قتبان |
مملكة حمير |
التاريخ الإسلامي |
العصر الأموي |
العصر العباسي |
الدولة الصليحية |
الدولة الطاهرية |
بنو يعفر |
العصر الأيوبي |
الدولة الرسولية |
العهد العثماني |
التاريخ الحديث |
المملكة المتوكلية |
الإستعمار البريطاني لعدن |
ثورة الدستور 48 |
إنقلاب 55 |
اتحاد إمارات الجنوب العربي |
ثورة 26 سبتمبر |
اتحاد الجنوب العربي |
ثورة 14 أكتوبر |
اليمن الجنوبي |
الجمهورية العربية اليمنية |
حرب 1986 |
الوحدة اليمنية |
حرب صيف 1994 |
ثورة الشباب 2011 |
خطأ لوا في وحدة:Portal-inline على السطر 80: attempt to call upvalue 'processPortalArgs' (a nil value). |
فرقة إسلامية سميت بالزيدية نسبة إلى الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين. و هي أحد الفرق الاسلامية الشيعية ويختلفون عن الشيعة الاثنا عشرية بانهم لم يقصروا الإمامة في عدد محدود من آل البيت ، فاعتقدوا بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل عالم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وفكرهم يقوم على أسس تتفق مع أسس المعتزلة نظرا لكون المعتزلة أخذوا علومهم من نفس المصدر وهو الإمام علي بن أبي طالب ويعد المعتزلة الإمام زيد بن علي وملامح هذا الاتفاق النابع من مصدر واحد هو ما يعرف ب الأصول الخمسة وهي :- التوحيد والعدل والوعد بالوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بجانب ما تميز به الزيدية من وجود فقه متكامل بينما كان المعتزلة إما أحناف أو شافعية أو زيدية . كماتتميز الزيدية بنظرية سياسية، حيث تعتبر الزيدية الامامة رئاسة عامة وتعد من أوجب الفرائض ويكون إختيار الإمام بالترشيح ومعناه ان يختار من أهل البيت من تتوفر فيه شروط الامامة من أولاد الحسن والحسين على السواء ويعتقدون بجواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل ، و جوزوا مبايعة امامين في اقليمين مختلفين بحيث يكون كل واحد كل واحد منهما إماما في اقليمه ما دام جامعاً لأوصاف الامامة وهي العدالة والعلم والتقوى وعدم الاستبداد ومساواة الرعية بنفسه ولذلك فإن جميع من تولوا منصب الإمامة عند الزيدية كانوا من العلماء وإن اختلفوا في درجة علمهم وفي مستوى تطبيقهم للجانب النظري من الفكر السياسي عند الزيدية.
تشعبت الفرقة الزيدية إلى عدة فرق، وقد اختلف المؤرخون في عددها، فعدهم الاشعري ست فرق وهي الجارودية والسليمانية والبترية والنعيمية وفرقة يتبرأون من ابي بكر وعمر ولا ينكرون رجعة الاموات قبل يوم القيامة واخرى تولوا ابا بكر وعمر ولا يتبرأون ممن برئ منهما وينكرون رجعة الاموات ويتبرأون ممن دان بها وهم اليعقوبية، وحصرهم المسعودي بثماني فرق وهي الجارودية والمرئية والابرقية واليعقوبية والعقبية والابترية والجريرية واليمانية. وهذا الفرق لم يعد لها اعتبار حاليا ولم يكن لها أي تأثير كبير سابقا ، وإنما تعود لأشخاص كانوا على علاقة بالإمام زيد بن علي أو بأحد من أتباعه ، وما يروى عن هذه الفرق في كتب الفرق والمذاهب يحتاج لتدقيق . على أن مصادر الفكر الزيدي قديمة وقد توفر الكثير منها مع حركة تحقيق نشطة سادت الأوساط الزيدية مؤخرا وإن بقي الكثير من تراثهم مخطوطا وجميع هذه المصادر تعبر عن أصالة أفكارهم وتميزها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
باليمن
نشأت الزيدية نشأة عسكرية وقبلية وسياسية معًا، وهي التي ظلت تهيمن على الطابع الفقهي والاجتماعي للزيود طيلة 10 قرون، وتمكن الزيدية من تأسيس دولة لهم في اليمن إلى أن سقطت دولة الإمام في ثورة اليمن الجمهورية عام 1962، ولا يعني أنها نشأت عسكرية سياسية أنها لم تكن مهتمة بالعلم والفقه؛ بل اختص الزيود لأنفسهم بطابع علمي فقهي وسط بين الشيعة الإمامية والإسماعيلية وبين والسنة لعدة أسباب:
- لموقعهم الجغرافي الذي يتوسط مجتمع نجران ذي الحضور الإسماعيلي الشيعي، ومجتمع وسط وغرب وجنوب اليمن ذي الحضور الشافعي السني؛ فكانوا حلقة وصل بين المجتمعين، وساهم في تبني فقهاء المذهب الزيدي رأيًا مقبولاً يفهم ثقافة ومعارف السنة والإسماعيلية معًا، ويتخذ موقفًا دبلوماسيًا ذا طابع فقهي لحل الخلافات، والذي كان من بينها مبدؤهم الشهير بجواز خلافة المفضول على الأفضل الذي يقصدون بهم جواز خلافة أبي بكر – المفضول – على الأفضل – عليّ – لصالح استقرار دولة المسلمين، وهو المبدأ الذي خفف من النعرات الطائفية بمجتمع الزيود، وظلت دولتهم عدة قرون يحميها هذا التوسط الفكري والجغرافي المميز.
- لتاريخ الإمام زيد نفسه الذي شهد تحالفًا وتعاونًا وعلاقة طيبة مع أئمة السنة؛ كالإمام أبي حنيفة النعمان وكثير من علماء الحديث، كابن شهاب الزهري والأعمش وغيرهم، إضافة لتاريخ الإمام زيد الثوري ضد الأمويين واستشهاده على أيديهم مثلما حدث لجده الإمام الحسين بن علي.
- لقوة الأعراف والتقاليد اليمنية الموروثة والتي لها سلطة عليا فوق زعماء القبائل يحترمها ويخضع لها شعب اليمن بالكامل، ولأن الزيود والشوافع يشكلان النسبة الكبرى من مجتمع اليمن؛ فطبيعي أن يكون هناك خضوع متوازٍ للعُرف جعل هناك روابط نفسية وعقائدية مشتركة يصعب عن طريقها التمييز بين الزيدي والشافعي في سلوكه العام اجتماعيًا ودينيًا، ولعل هذه الجزئية تفسر قول البعض بأن الزيود سنة ولكن بشكل آخر، أو شافعية اليمن شيعة ولكن بشكل آخر؛ فالحاصل أن هناك تدينًا خاصًا لليمن يحترمون فيه آل البيت والصحابة، ويُجلون أئمتهم ورموزهم، لا فرق هناك بين سني وشيعي، ويفسر أيضًا غياب الصراعات الطائفية الدينية عن هذا البلد لصالح نوع آخر من الصراع (القبلي السياسي) مقارنة مثلاً بالعراق، التي كانت ولا زالت تعاني من الصراع الطائفي نظرًا لاتساع الهوة بين ثقافة الإمامية والسنة الذيْن يشكلان النسبة الكبرى من شعب العراق.
- لقُرب موقع الزيدية في شمال اليمن من الحجاز والحرمين الشريفين؛ فلو صار بهذا الموقع الحساس شعب ومجتمع غير مسلم أو معادٍ للسلطة السنية والشعب السني في الحجاز؛ فسوف يؤدي ذلك لغضب وانتفاضة كل العرب تقريبًا، وسيرسلون استغاثات لبقية المسلمين. وقد شهدنا من أمارات ذلك أن عقد إمام اليمن الزيدي سنة 1926 اتفاقًا مع إيطاليا يقضي باعتراف موسوليني باستقلال اليمن وعدم مهاجمته مثلما فعل في ليبيا؛ فاليمن في هذا التوقيت لم تكن بالقوة العسكرية التي يمكنها صد الهجوم الإيطالي، فاختار الزيود عقد تلك الاتفاقية كي لا تطأ أقدام الطليان أرض اليمن، وهو فعل لو حدث سوف يشعل انتفاضة دينية كبرى بالعالم الإسلامي دفاعًا عن الحرمين الشريفين ضد الغازي الأوروبي، وفي تقديري أن السلطة الإيطالية فهمت تلك المعضلة واختارت الحل السياسي منعا للتصعيد الديني.
واستمر الوجود القوي للزيدية باليمن وجنوب غرب المملكة العربية السعودية، فيما تعرضوا لاضطهاد من قبل الحكومة اليمنية كغيرهم من بقية الحركات الإسلامية حيث يتم استعداء فرقة على أخرى لمصلحة النظام الحكام.
المغرب العربي
كما أقاموا دولة بطبرستان ودولة الأدارسة بالمغرب التي أسسها المولى إدريس والذي فر إلى المغرب الأقصى و هو الجد الأعلى للأشراف الأدارسة. كما كان منهم أشراف الحجاز ذرية الأمير قتادة بن إدريس الحسني، و في مصر يوجد الأشراف الحسنية من عدة فروع، فمنهم القتاديون و بخاصة العنقاوية، ومنهم الأدارسة، ومنهم الداوديون نسل داود بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض.
مصر
كما كان للزيدية وجود قوي في صعيد مصر و ظل هذا التواجد خلال العصر المملوكي، و قد قاموا بثورة عظيمة بقيادة الشريف الجعفري الطالبي الزينبي (من نسل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و زينب بنت علي) الأمير حصن الدين ثعلب ضد الحكم المملوكي ونظروا للمماليك على إنهم عبيد وخوارج مثل سادتهم الأيوبيين، وقد عبر عن ذلك بقوله: نحن أصحاب البلاد ونحن أحق بالملك من المماليك وكفى اننا خدمنا بني أيوب وهم خوارج خرجوا على البلاد. وقد تحالفت تحت قيادة حصن الدين ثعلب قبائل آل البيت من الجعافرة الطالبيين والجعافرة الصادقيين والحسنية، وشاركت في الثورة قبائل عربية أخرى مثل السنابسة من طيء في بحري مصر المستوطنة المنطقة المعروفة اليوم بمحافظة الغربية ومحافظة كفر الشيخ ومحافظة المنوفية وقبائل لواتة الأمازيغية الليبية الأصل المستوطنة أيضا بحري مصر بمحافظة المنوفية و محافظة الغربية وغيرهما. بالإضافة لقبائل مدلج من كنانة ببحري مصر خاصة بمحافظة البحيرة وحوالي الأسكندرية، و عرف ذلك التحالف بالحلف القرشي الذي وحد القبائل اليمانية والعدنانية (القيسية) وانتهى من مصر منذ ذلك الوقت الصراع اليماني - القيسي. و قد أخمد السلطان المملوكي أيبك الثورة و أسر الشريف حصن الدين ثعلب و قتل صبرا, وتلك الثورة هي أخر ثورة عربية كبرى في مصر بعدها إستقر الأمر للمماليك، ثم العثمانيين من بعدهم مع بعض التمردات الصغيرة الشأن التي لا تطلب الحكم بل لدوافع إقتصادية و لم يكن لها أدنى علاقة بالتشيع بصفة عامة و الزيدية بصفة خاصة فيما عدا بعض الأحداث في عصر الظاهر بيبرس الذي إتخذ أقصى الإجراءات للقضاء على التشيع بإلزام جميع رعيته بإعتناق واحد من المذاهب السنية الأربعة في عام 659 للهجرة. و قد خف التشيع الزيدي بعد ذلك و إن كان من غير المعروف إلى أي مدى قد إضمحل, حيث يذكر أبو المحاسن ( و هو مؤرخ مملوكي و إبن لأحد المماليك ) في النجوم الزاهرة بأن أحد أهالي الصعيد حكى له: (( أن غالب مزارعي بلدتنا أشرافا علوية )). و في موضع أخر من النجوم الزاهرة يقول أبو المحاسن عنهم, أي عن الأشراف العلوية بصعيد مصر : (( كان معظمهم شيعة زيدية و يتجاهرون بذلك )). و بقايا الزيدية بمصر تتمثل في بني الحسن بن علي المعروفين باسم الحسنية و الحساسنة, لإنتسابها للإمام الحسن بن علي (ع), و يتواجدون في محافظات أسيوط و سوهاج و قنا و أسوان و أيضا في قبائل الجعافرة الطيارين، و لهذه القبائل و العائلات فروع في محافظات أخري بمصر، بالإضافة للقاهرة و الأسكندرية بحكم عامل الهجرة الإقتصادية و نتيجة أيضا لعادة الثأر التي كانت تنتشر في موطن قبائل آل البيت الأول بصعيد مصر من الأشمونين بمحافظة المنيا إلى أسوان. على أنه يلاحظ أن بعضا - و ليس كل بدليل ما سبق و أن ذكر نقلا عن ابو المحاسن - من قبائل آل البيت تحولت في مصر في العصر الفاطمي الإسماعيلي من التشيع الزيدي بالنسبة للحسنية و الجعافرة الطيارين، و من الاثنا عشرية للحسينيين و ايضا بعض الجعافرة الطيارين, إلى التشيع الإسماعيلي الفاطمي، و هو الأمر الذي يلقي بظلال من الشكوك حول ثورة حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي, هل هي ثورة زيدية أم ثورة إسماعيلية فاطمية. الأراء التي تميل إلى الرأي القائل بأنها ثورة إسماعيلية تعتمد على وصف الأمير حصن الدين ثعلب المماليك و الأيوبيين بالعبيد الخوارج و هو أمر يعني إيمانه و إيمان المشاركين في الثورة بعدم شرعية عمل صلاح الدين الأيوبي حين أنهى حكم الفاطميين, على أن الرأي الأخر القائل بأنها ثورة زيدية يدعمه قول حصن الدين ثعلب: نحن أحق بالملك من المماليك, حيث أن المعتقد الزيدي يشترط في الإمام أن يكون من ولد فاطمة (ع) و أن يخرج مطالبا بالإمامة دون شرط الوراثة أو الوصية و لا إمامه لمن جلس في بيته و أرخى عليه ستره. و لمن يريد الرجوع لتلك الثورة فعليه بكتاب البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي الذي عاش في العصر المملوكي، في كل الأحوال إستمر الوجود الزيدي في مصر قويا في العصر المملوكي كما أسلفنا إعتمادا على أبي المحاسن بن تغري بردي المؤرخ المملوكي الذي عاش في العصر المملوكي في كتابه المعروف النجوم الزاهرة، مثله في ذلك مثل باقي الطوائف الشيعية حيث يذكر شمس الدين الدمشقي في كتابة نخبة الدهر في عجائب البر و البحر عن بلدة أصفون- القريبة من الأقصر - وجد بها (( طائفة من الاسماعيلية و الرافضة و الإمامية و طائفة من الدرزية و الحاكمية )). و يقول ابن حجر في كتابه الدرر الكامنة في ترجمته لعلي بن المظفر الأسكندراني إنه (( شديد في مذهب التشيع من غير سب و لا رفض ))، و هو نفس الحال مع الزيدية الذين يقبلون بالشيخين أبو بكر و عمر. و يذكر العيني في عقد الجمان عن أحداث عام 659 للهجرة و كذلك المقريزي في السلوك ثورات جماعات من السودان و الركبدارية و الغلمان و شقهم طرقات القاهرة صائحين (( يا آل علي )). و قول الأدفوي في الطالع السعيد عن بلدة إسنا بمحافظة قنا بصعيد مصر اليوم إن (( التشيع كان في إسنا فاشيا و الرفض ماشيا فجف حتى خف ))، و قوله أيضا عن بلدة أصفون إنها كانت معروفة (( بالتشيع البشع لكنه خف و قل ))، أخيرا من غير المعلوم إلى أي درجة ينتشر التشيع بين الأشراف و القبائل العربية بصعيد مصر و قبائل الكنوز المنحدرة من ربيعة في النوبة، سواء أكان تشيع زيدي أو جعفري أو إسماعيلي، و إن كان من المؤكد من وجود أتباع للمذاهب الثلاثة المذكورة بين قبائل صعيد مصر، و حاليا فإن أغلب قبائل آل البيت بمختلف فروعها بمصر، سنية في مذهبها، و تتنوع بين حنفية و شافعية في بحري، و مالكية في صعيد مصر، و ذلك جنبا إلى جنب مع التصوف و من الطرق الصوفية المنتشرة بينهم الطريقة الأحمدية المعروفة بالبدوية، و الشاذلية، و القادرية، و الرفاعية، و البرهامية المعروفة أيضا بالدسوقية، و الطريقة النقشبندية، و الخلوتية، و غيرهم، و اليوم فإن هناك نهضة ملحوظة بين قبائل آل البيت من نسل الحسنية و الحسينية و الجعافرة الطيارين للعودة للجذور الأولى، لهذا أصبح ملحوظا إنتشار التشيع الاثنا عشري بين الحسينيين و الجعافرة الطيارين و بعض الحسنية، و التشيع الزيدي بين الحسنية.
من أسباب نمــو المذهب الزيدي
- فتح باب الإختيار من المذاهب الأخرى.
- وجــود المذهب في عــدة أماكن مختلفة متنائية الأطراف متباعدة، وكل أقليم له بيئة تخالف بيئة الأقليم الأخــر.
- وجود أئمة مجتهـدين مشهــورين في كل عصــر من العصور الأولى حتى القرن الثامن الهجــري.
- إننا نجـد في كل مذهب تعصباً من معتنقيه خصوصا في القرنين الرابع والخامس، إلا المذهب الزيدي، فأنك تجد من معتنقيه قبولا لكل ما يكون له مستند من الشــرع.
- الزيدية تضفي الشرعية على خلافة جميع الذي تقدموا علي بن أبي طالب وربما يكون هذا تأكيد على أن الأفضل هــو أولى بالإمامة.
- إنه مذهب عملي ثوري، لا يعترف بالسلبية و الإستكانة، فيرفض الظلم و يطلب العمل الإيجابي الفعال لرفع المظالم.
من معتقدات الزيدية
- حمكت الزيدية على قاتل علي بأنه كافر خالد في نار جهنم.
- ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد مندوحة لحصرها بأولاد الحسين، ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية.
- لا ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب سوى النص الخفي وأنكرت البترية (الزيدية) مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة.
- لا ترى الزيدية العصمة شرط لصحة الإمامة.
- كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهــو مسلم وإن كان فاسقاً بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً.
- قصــرت الزيدية الشفاعة على الرسول (ص) وحــده
- ترى الزيدية بأن الله لا يوصف بالقـدرة على أن يظلم ويجــور ولا يقال لا يقــدر.
- الزيدية لا تفرق بين إيمان المرء وإسلامه.
- تقول الزيدية بنفى الكبائر عن الأنبياء وتجوز عليهم الصغائر بعد "أن لا تكون مستخفية مزذولة".
الأئمة الزيديون
الترتيب | الإمام | فترة الحكم | حياته | ملاحظات |
---|---|---|---|---|
1 | علي بن أبي طالب | 656-661 | 600- 661 | قتل |
2 | الحسن بن علي | 661 - 662 | 625 - 662 | سقي سماً |
الحسين بن علي | ||||
الحسن بن الحسن | ||||
3 | زيد بن علي بن الحسين بن علي | 740 | 698 - 740 | مؤسس المذهب الزيدي |
4 | يحي بن زيد | 743 | 726 - 743 | |
5 | النفس الزكية محمد بن عبد الله | 743 - 763 | 719 -763 | قتله المنصور العباسي |
6 | إبراهيم بن عبد الله الكامل | 763-763 | 722- 763 | أخو السابق |
7 | الحسين بن علي الفخي | 786 | 786 | قتله موسى الهادي بفخ |
8 | يحي بن عبد الله بن الحسن | |||
9 | إدريس بن عبد الله بن الحسن | جد الأدارسة في المغرب | ||
10 | محمد بن جعفر الصادق | |||
11 | محمد بن إبراهيم طباطبا | 790 - 815 | بالكوفة، جاء في قاموس تاج العروس أن اسم طباطبا أضيف إلى إبراهيم والد القاسم لأن إبراهيم كان يبدل القاف طاء للثغة في لسانه، [1]وقد أراد أبوه أن يقطع له ثوبا وهو طفل فخيره بين قميص وقباء، فقال: طبا طبا، أي (قباء قباء) | |
12 | القاسم الرسي بن إبراهيم | نسب إلى الرس بأرمينية | ||
13 | محمد بن محمد بن زيد | 798 - 818 | قتله المأمون بالسم | |
14 | محمد بن القاسم | |||
15 | يحي بن عمر | |||
16 | الحسن بن زيد | |||
17 | محمد بن زيد | |||
18 | الحسن بن زيد | |||
19 | الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسّي | 897 - 911 | 911 | أول من قام بالدعوة باليمن |
20 | الناصر الأطروش الحسن بن علي | 900-917 | 845 -917 | قام بالدعوة بالديلم |
21 | المرتضى محمد بن الهادي | 911 - 913 | 923 | تنازل عن الإمامة لأخيه |
22 | الناصر أحمد بن الهادي | 913 - 934 | 937 | محاولة القرامطة الدخول إلى اليمن |
23 | الثائر لدين الله جعفر بن محمد | 957 | 957 | قام بالدعوة بطبرستان |
24 | المهدي محمد بن الحسن | 971 | 971 | |
المنصور يحيى بن الناصر | 934 | 976 | باليمن؟؟ | |
الدعى يوسف بن المنصور | 977 | 1012 | ||
25 | المنصور القاسم بن علي العياني | 999-1003 | 1003 | قام بالدعوة بالشام |
26 | الحسين بن القاسم | 1014 | 1014 | قام بالدعوة بصنعاء |
المهدي بن الحسين بن القاسم | 1003 | 1012 | ||
27 | المؤيد أحمد بن الحسين بن هارون | 1021 | 1021 | |
28 | أبو طالب يحي بن الحسين | 1033 | 1033 | قام بالدعوة بآمل |
29 | أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن | 1035 | 1040 | قام بالدعوة بناعط |
30 | الناصر أبو الفتح الديلمي | 1046 - 1053 | 1055 | قام بالدعوة في بلاد الديلم ثم خرج إلى اليمن، ثم قتل عندما دخل الصليحيون صنعاء |
31 | الناصر الصغير الحسين بن الحسن | 1084 | 1084 | |
32 | الهادي الحقيني علي بن جعفر | 1094 | قام بالدعوة بالديلم | |
33 | أبو الرضي الكيسمي | |||
34 | أبو طالب الصغير يحي بن محمد | 1126 | قام بالدعوة بالديلم | |
35 | المتوكل أحمد بن سليمان | 1138 - 1171 | 1171 | إستعاد اليمن |
36 | المنصور عبد الله بن حمزة | 1185 - 1217 | 1217 | قام بالدعوة بكوكبان |
37 | المعتضد يحيى بن المحسن | 1217- 1239 | 1239 | |
38 | المهدي أحمد بن الحسين | 1249 -1258 | 1258 | |
يحيى بن محمد بن السراجى | 1261 - 1262 | راجع 44 | ||
39 | المنصور الحسن بن بدر الدين | 1262-1272 | 1272 | |
40 | الحسين بن بدر الدين | 1264 | ||
41 | المهدي إبراهيم بن تاج الدين | 1272 - 1276 | 1276 | قام بالدعوة بتعز |
42 | المتوكل المطهر بن يحيى | 1278 - 1298 | 1300 | قام بالدعوة بصنعاء |
43 | المهدي محمد بن المطهر | 1298 - 1327 | 1363 | قام بالدعوة بصنعاء |
44 | يحيى بن محمد بن السراجى | 1394 | قام بالدعوة بصنعاء | |
45 | علي بن صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين | |||
46 | المؤيد يحيى بن حمزة | 1328- 1349 | 1346 | ؟؟؟ |
47 | الواثق المطهر بن محمد بن المطهر | 1330 | 1330 | |
48 | الداعى أحمد بن على الفتحي | 1330 | 1350 | |
49 | المهدي علي بن محمد | 1350- 1374 | 1306 - 1374 | |
50 | الناصر صلاح الدين بن المهدي | 1374 - 1391 | 1391 | |
51 | المهدي أحمد بن يحي | 1391 | 1437 | سجن |
52 | الهادي علي بن المؤيد | 1438 | 1433 | |
53 | المتوكل المطهر بن محمد | 1438 | 1481 | |
54 | المنصور الناصر بن أحمد | 1475 | ||
55 | الهادي عز الدين بن الحسن | 1475 | 1488 | |
56 | الناصر الحسن بن عز الدين | 1562 | ||
57 | المنصور محمد بن علي | 1553 | ||
58 | المتوكل يحي شرف الدين بن شمس الدين | 1506 - 1558 | 1558 | دخول الأتراك |
الهادي الحسن بن عز الدين | 1551- 1558 | 1579 | بويع له بالإمامة بإشارة من الاِمام شرف الدين بعد ذهاب بصره | |
59 | المطهر بن يحي شرف الدين | 1558 | 1576 | |
60 | الناصر الحسن بن علي | 1576- 1585 | 1615 | توفي بالقسطنطينية بعد أسره |
61 | المنصور القاسم بن محمد | 1592 - 1620 | 1620 | |
62 | المؤيد محمد بن القاسم | 1620 - 1635 | 1635 | خروج الأتراك |
63 | أحمد بن القاسم | 1635- 1635 | 1656 | |
64 | المتوكل إسماعيل بن القاسم | 1635-1676 | 1676 | |
المنصور القاسم بن المؤيد | 1676- 1681 | 1715 | ||
65 | علي بن أحمد بن القاسم | 1676-1676 | 1709 | بصعده |
66 | المهدي أحمد بن الحسن | 1676- 1681 | 1681 | |
67 | المؤيد محمد بن المتوكل | 1681 - 1683 | 1683 | |
الهادي محمد بن إسماعيل | 1681 - 1686 | 1686 | بصنعاء | |
68 | المهدي محمد بن أحمد | 1686 - 1716 | 1686 | |
المنصور يوسف بن المتوكل | 1727 | |||
الواثق الحسين بن الحسن | 1709 | |||
الحسين بن محمد بن أحمد | 1602 | |||
الحسين بن عبد القادر | 1700 | |||
69 | المنصور الحسين بن القاسم | 1716 - 1716 | 1719 | |
70 | المتوكل القاسم بن الحسين | 1716 -1726 | 1726 | |
71 | الناصر محمد بن إسحاق | 1726- 1726 | 1754 | |
72 | المنصور الحسين بن المتوكل | 1726 - 1726 | 1727 | |
الهادي المجيد بن محمد | 1726 | 1747 | ||
73 | المهدي العباس بن المنصور الحسين | 1747 | 1776 | |
المؤيد أحمد بن أحمد | 1775 | |||
74 | المنصور علي بن العباس | 1776 - 1806 | 1809 | |
75 | المتوكل أحمد بن علي | 1806- 1816 | 1816 | |
المتوكل إسماعيل بن عبد الله | 1806 | 1832 | ||
المهدي أحمد بن الحسين | 1806- 1816 | |||
76 | المهدي عبد الله بن المتوكل | 1816 -1835 | 1851 | |
بدر الدين أحمد بن علي السراجي | 1834 | |||
77 | المنصور علي بن المهدي | 1835 -1837 | خلع | |
الحسين بن علي | ||||
78 | الناصر عبد الله بن الحسن | 1837 - 1840 | 1840 | |
المهدي القاسم | 1841- 1845 | |||
79 | الهادي محمد بن المتوكل | 1840 - 1843 | 1843 | |
80 | المنصور علي بن المهدي | 1843 -1845 | 1857 | مرة ثانية |
محمد بن يحي | 1845 | 1872 | ||
81 | المتوكل أحمد بن علي | |||
82 | المنصور أحمد بن هاشم | 1848 - 1853 | 1853 | |
83 | المنصور محمد بن عبد الله الوزير | 1854-1855 | 1889 | |
84 | المتوكل المحسن بن أحمد الحوثي | 1855 | 1878 | |
85 | المهدي محمد بن القاسم الحسيني | 1853 - 1875 | 1901 | دخول الأتراك إلى اليمن |
86 | الهادي شرف الدين بن محمد الحسيني | 1875 - 1889 | 1889 | |
87 | المنصور محمد بن يحيى حميد الدين | 1890 - 1904 | 1904 | |
89 | المتوكل يحي بن محمد المنصور | 1904 - 1948 | 1948 | قتل |
90 | الناصر أحمد بن يحيى | 1948 - 1962 | 1962 | |
91 | المنصور محمد البدر بن أحمد | 1962 | 1962 | حكم أسبوعاً ثم أُزيل عن الحكم بعد قيام الثورة وإعلان الجمهورية اليمنية |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
علاقة الزيدة بالشيعة الإمامية
برغم أن الزيدية والإمامية يتبعان مذهبًا شيعيًا واحدًا، لكن الخلاف بينهما كبير، أوجزه في كلمات الشيخ "جعفر السبحاني" حيث قال: “إن الإمام زيد الثائر لم يكن صاحب منهج كلامي ولا فقهيّ؛ فلو كان يقول بالعدل والتوحيد، ويكافح الجبر والتشبيه، فلأجل أنّه ورثهما عن أبيه وجده عن علي – عليهم السلام -، وإن كان يفتي في مورد أو موارد فقد كان يصدر عن الحديث الذي يرويه عن الرسول الاَعظم عن طريق آبائه الطاهرين، وهذا المقدار من المؤهلات لا يصيّر الاِنسان من أصحاب المناهج في علمي الكلام والفقه، نعم جاء بعد زيد مفكرون وعاة، وهم بين دعاة للمذهب، أو بناة للدولة في اليمن وطبرستان، فساهموا في إرساء مذهب باسم المذهب الزيديّ، متفتحين في الأصول والعقائد مع المعتزلة، وفي الفقه وكيفية الاستنباط مع الحنفية، ولكن الصلة بين ما كان عليه زيد الشهيد في الأصول والفروع، وما أرسوه في مجالي العقيدة والشريعة منقطعة إلاّ في القليل منهما.”
ويبدو من كلام السبحاني الاستخفاف بفقه وثقافة الزيدية بدعوى أن الصلة منقطعة بين فقه وثقافة آل البيت وبين الزيود، بدعوى أن زيدًا لم يكن عالمًا بالحديث أو الفقه أو الكلام، وأنه يدين المذهب الزيدي الذي انفتح على عقائد وأصول المعتزلة، وعلى فقه وأدلة الحنفية أكثر من انفتاحه على فقه وعقائد وأصول الإمامية.
وحين نُحصي مثلاً عدد اتفاقات الزيدية مع الفقه السني التي جمعها “عبد القادر عودة” (1906- 1954م) في كتابه “التشريع الجنائي الإسلامي”، والتي بلغت 107 اتفاقات في مسائل العقوبات، و 46 اتفاقًا في مسائل الزواج والأحوال الشخصية في كتاب ” انحلال الزواج” لعبدالله عزام، وحوالي 33 اتفاقًا في مسائل الزكاة في كتاب “فقه الزكاة” ليوسف القرضاوي، وهي أرقام كبيرة تدل على أن الاتفاقات في الفروع بهذا الحجم دالة على اتفاقات في الأصول بين السنة والزيدية، فلو فهمنا الأربعة أسباب المذكورة عاليه التي دفعت الزيدية للتوسط بين السنة من جانب وبين الإمامية والإسماعيلية من جانب؛ ندرك كيف ظهرت تلك الاتفاقات التي تفاخر بها أئمة السنة من باب تكثير العدد ورجاحة أقوالهم الفقهية على أنها حصلت على ثقة أئمة الزيود الشيعة أيضًا.
لكن الذي يظهر لي أن الزيدية الأولى لم تكن حصلت بعد على تلك الثقة؛ فكثير من الزيود الأوائل الذين دانوا بالفضل والإمامة لزيد بن علي، اتهموا في دينهم من الإمامية والسنة على حد سواء، واحتقروا تحت مسمى “البترية”، وأمثال هؤلاء “سالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة وسلمة وكثير بن النوا، وأبو المقدام والتمار. وغيرهم”، ومجمل ما قالته تلك المصادر بأن الإمام الصادق حكم بكفر هؤلاء الذين انتسبوا إلى البترية لأسباب اعتقادية خاصة، لقول البترية بإمامة أبي بكر وعمر كإمامة آل البيت الاثني عشر، ونفس الشيء للفرقة الجارودية المنتسبة “لزياد بن المنذر الهمذاني”، حيث قيل إن جعفر الصادق حكم بكفر أبي الجارود أيضًا لأسباب تتعلق بموقف هؤلاء من أبي بكر وعمر وتوصيفهما بشكل مختلف لإمامة علي بن أبي طالب.
لكن البعض من هؤلاء الزيدية انحاز نوعًا ما لرؤية أحد الفريقين – إمامية وسنة –؛ فحصلوا على ثقتهم ضد الآخر، مثلما قيل على نصر بن مزاحم والشاعر أبي العتاهية أنهم من رؤساء الزيدية، ومعروف موقف أبي العتاهية ضد المعتزلة، ونصر بن مزاحم الذي كان أقرب للإمامية في تصورهم لخلافة أبي بكر وعمر. وتلك مسألة لم تُحرر بشكل كافٍ في الفكر الإسلامي على أهميتها، وأزعم أن الحديث بشأنها يلزمه صفحات وددت الإشارة إليها هنا بنفس القدر من الأهمية على أمل مناقشتها في موضع آخر. فأتصور أن الزيدية لم تتشكل عقائديًا وفقهيًا بشكل متجرد في هذا الزمن، إنما جرى تشكلها بعد أن بسط الإمام “يحيى بن الحسين الهادي” سلطته السياسية على اليمن نهاية القرن الثالث الهجري.
علاقة الزيدية بالمذهب السني
أما علماء السنة – أشهرهم ابن تيمية – يقولون إن تسمية "الرافضة" للإمامية يعود لرفضهم الترحم على أبي بكر وعمر بعد أن ترحم عليهما الإمام “زيد بن عليّ”؛ بينما الإمامية والزيدية يقولون إن هذا الوصف أقدم من ثورة الإمام زيد، وعند التحقيق نجد أن كلام الإمامية والزيدية أصوب من الناحية التاريخية، لأن مصطلح الرفض (سياسيًا) ضارب في الثقافة العربية للممتنعين عن بيعة الإمام؛ فالبدو ذوو ثقافة أبوية، ترى أن رفض البيعة جريمة وخروجًا عن تقاليد العشيرة، وتهديدًا لوحدة القبيلة من الداخل إذا اختلفت على تولية زعيمها؛ فكان انعقاد مجلس البيعة يعني (قرارًا مقدسًا) على الجميع سمعًا وطاعة. ولا زال هذا التقليد معمولاً به إلى اليوم.
فمفهوم الرافضة المتداول في التراثين السني والشيعي كان يُطلق إذًا على رافضي ولاية “أبي بكر” في البداية، وطال عددًا من الصحابة ثم من رفض ولاية عثمان، ثم استقر على رافضي ولاية “معاوية بن أبي سفيان”، وحاربوا أولاده من الهاشميين؛ أي أنه أطلق على جيش الحُسين بن عليّ وجماعة التوّابين والمختار الثقفي، لكنه لم يُطلَق على العباسيين رغم تشيعهم، والسبب أنهم كانوا ملوكًا. إنما أطلقوه على خصومهم من العلويين الذين رفضوا ولاية “أبي جعفر المنصور” مما يعني أن الرفض هنا ليس عقائديًا بل سياسيًا، تطور ليصبح عقائديًا في العصر العباسي الثاني بعد اشتعال الحروب المذهبية بين الأسر الشيعية (بني حمدان وبني بويه والفاطميين)، وبين الأسر السنية (العباسيين والسلاجقة والأيوبيين). وفي هذا العصر وضعت كافة أحاديث قتل الرافضة منسوبة إلى الرسول؛ منها ” يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة، يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون”. والزيدية – وفقًا لهذا السرد – لم يسلموا من وصفهم بالرافضة؛ فنرى اتهامات الرفض لهم حين خرجوا على السلطة الأموية والعباسية، فوصفهم عبد القاهر البغدادي في كتابه “الفرق بين الفرق” بالرافضة، وحين خرجوا على العثمانية أيضًا والآن حين يحاربون المملكة العربية السعودية؛ فالأصل أنه مصطلح سياسي مصدره الثقافة السنية السلطوية التي ترى أن رفض إمامهم جريمة تستوجب الاحتقار والذم. وواضح من رواية ابن حنبل أنها قيلت في زمن ترسخ فيه مفهوم الرفض بشكل عقائدي، علمًا بأن كتب ابن حنبل كتبها أولاده في بدايات العصر العباسي الثاني المشهور ب (موالي الأتراك)، وهؤلاء مختلفون عن الفرس الأقرب للتشيع الهاشمي في العصر العباسي الأول، وهذا سر غياب الأمر بقتل الرافضة في عصر الأئمة الأربعة – الأموي والعباسي الأول – وظهور إشارات تتهم بعضهم بالرفض، كالإمام الشافعي الذي كان يحب آل البيت فاتهموه بالرفض واشتهر عنه بيت شعر يقول:
لو كان حب آل البيت رفضاً | فليشهد الثقلان أني رافضي |
من الثابت أن أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، مؤسس المذهب الحنفي، كان تلميذا للإمام زيد الشهيد بن علي زين العابدين بن الحسين. ولهذا يعد المذهب الحنفي أقرب المذاهب السنية للزيدية، لأن مصدر علم أبو حنفية كان الإمام زيد الشهيد. و لم تقف العلاقة عند هذا الحد بين أبو حنيفة النعمان وآل البيت، فقد بايع أبو حنيفة الإمام محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى السبط بن الإمام علي، و تبعا لهذه البيعة، ولرفضه شرعية خلافة بني العباس، رفض أن يلي القضاء للخليفة العباسي الثاني، أبو جعفر المنصور، المعروف بالدوانيقي، و تعرض لذلك للحبس و التعذيب، و أخيرا سم و أخرج من محبسه ليموت بالسم في بيته حتى يبعد الدوانيقي التهمة عنه.
الزيدية والمعتزلة
والشيء المهم في مذهب الزيدية هو اتصالهم الوثيق بالمعتزلة؛ إذ بدأ هذا الاتصال بلقاء الإمام “زيد بن علي” بواصل بن عطاء في البصرة، وجلس معه مجالس العلم مما أوجد اتصالاً وجدانيًا وروحيًا وعقليًا بين الاثنين، وهو ما ظهر على مذهب الزيود لاحقًا في تقديم العقل على النقل في كثيرٍ من أحواله، وليس أدل على ذلك بأن انتساب الزيدية لزيد ليس عن تقليد ووجوب اتباع، ولكن بعزة وشرف مثلما يفتخرون بذلك في كتبهم، ويصدق على ذلك واحد من أكبر علماء الزيدية وهو “علي عبدالكريم الفضيل” بقوله: “إن نسبة الزيدية إلى الإمام زيد رضي الله عنه ليست نسبة مذهبية كنسبة الشافعية إلى الشافعي والحنفية إلى أبي حنيفة، وإنها نسبة انتماء واعتزاز؛ ولم تكن نسبه مذهبية على النحو المعروف، وأن تسميتهم بالزيدية هي تسمية سياسية في الأصل، ولا دخل لها فيما تعارف عليه الناس بالنسبة للمذهبية”
فالدين لدى الزيدية مفتوح إذًا للاجتهاد، في المقابل يُحرّمون التقليد ويوجبون اتباع كل مجتهد متمكن، وبرغم مطاطية هذا التعريف الذي قد يُفضي إلى القول بتسمية المجتهدين وفقًا لقربهم من السلطة السياسية والإمامة إلى أن غلبة العقل على النقل في تراث وفقه الزيدية ملحوظ في اشتراط قدرة الإمام على الاجتهاد وليس التقليد، نزولاً على قوله تعالى: ” أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون” [يونس : 35] والورع الأخلاقي مصداقًا لقوله تعالى: “لا ينال عهدي الظالمين” [البقرة : 124]، وكذلك في عدم اعتبار الإمام معصومًا؛ بل بشرًا يخطئ ويصيب، مما أوجد مرونة في هذا المذهب نجح بها الزيود في البقاء والصمود لعدة قرون وسط مجتمع سني وإسماعيلي مختلف وقوي.
تبين من ذلك أن جزئية التقليد وفقًا لمنظور الزيدية ليست في العلم بل في الأخلاق والتربية؛ فهم يفتخرون بتراث الإمام زيد الأخلاقي في السموّ الروحاني والوجداني والتواضع، مثلما حمله على التنازل عن إرث أولاد الحسين لأولاد الحسن حين شعر بأن والي المدينة الأموي يريد إيقاع الفتنة بين أبناء العم، وهي قيمة تضحية يتوارثها الزيود من الناحية الدينية؛ فلو اجتمع ذلك مع قيم وأعراف العرب القبلية في الإيثار والتنازل للمصلحة العامة تبين أن مجتمع الزيود قائم على فكرة التضحية أساسًا؛ فالقيام هنا في جوهره جمع بين شرائط الدين والعُرف معا، واجتماع هذين الأمرين يجعلان من قوة العمل ضميرًا راسخًا عند الأجيال لا يلحظه الآخرون.[2]
ولن أستفيض في طرح عناوين وكتب الزيدية، لأن المذهب لا يقوم على التقليد الآبائي مثل أغلب المذاهب المشهورة؛ بل اكتفيت في هذه الدراسة بعرض الملامح والخطوط العربية للمذهب، وأحيل القارئ الكريم لكتاب “تراث الزيدية” للسيد علي الموسوي نجاد، للتعرف على قائمة كتب الزيود ومصادرهم التاريخية المعتمدة، علمًا بأن المصنف شهد للزيود إيمانهم بأصول المعتزلة كحرية الاختيار والإرادة والوعد والوعيد وغيرها، إنما الذي يبقى مميزًا للزيود في باب التقليد أنهم موالون سياسيًا وعاطفيًا لآل البيت، ويُجلون تراثهم الفكري والأخلاقي، ولهذا السبب انتسبوا ظاهريا إلى الشيعة، إنما ضمنيًا فهم يجمعون بين أصول عدة مذاهب في نفس الباب نظرا للنشأة السياسية العسكرية في البداية، والتي جعلت مصالح الزيود فوق الأيدلوجيا.
الوهابية والزيدية
- منذ سقوط الإمامة في شمال اليمن، والوهابية السلفية تقود حملة منظمة ضد المذهب الزيدي، وذلك من خلال نشر الأفكار الوهابية عن طريق شيوخ القبائل المأجورين وعلى رأسهم الشيخ الأحمــر وعلماء الدين الزيود الذين تحولوا إلى الوهابية بفضل الأموال السعودية التى توزيع تحت مسميات مختلفة ومن هؤلاء العلماء الشيخ عبد المجيد الزنداني (والشيخ مقبل الوادعي والذي كان ينظم معسكرات شبابية حتى قبل وفاته من أجل نشر الوهابية تحت مسميات مختلفة).
الأنتشار
قديماً
كان قديماً من بعض الأشراف في الحجاز من يعتنق المذهب الزيدي وأيضاً كان ل الزيدية دوله في ايران وكان لهم وجود في شمال أفريقيا وصعيد مصر ونجد لكن جميع هاذيه الفروع انقرضت
حالياً
يتواجد الزيدية في اليمن الشمالي فقط ويشكلون نسبه 40٪ من سكان اليمن الشمالي وعددهم حوالي 7مليون، واليمن هي آخر معاقل الزيدية حول العالم.
المراجع
1) نصرة مذاهب الزيدية – للصاحب بن عباد (326 – 385 هـ)، تحقيق الدكتور ناجي حسن، الدار المتحدة للنشر، 1981، الطبعة الأولى.
2) الإمام زيـــد: حياته وعصــره ـ آراؤه وفقهه - محمــد أبو زهـرة، 1959، دار الفكــر العربي.
3) الملل و النحل للشهرستاني.
4) البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي.
5) السلوك للمقريزي.
6) النجوم الزاهرة للمؤرخ المملوكي أبي المحاسن بن تغري بردي.
6) نخبة الدهر في عجائب البر و البحر لشمس الدين الدمشقي.
7) الدرر الكامنة لابن حجر.
8) عقد الجمان للعيني.
9) الطالع السعيد للأدفوي.
10) تاريخ ابن خلدون.
11) المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك للأستاذ الجامعي دكتور سعيد عبد الفتاح - عاشور.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مواقع زيدية
- مجالس آل محمد http://www.al-majalis.com
- شبكة حليف القرآن(موقع يديره جهاز أمني) http://www.imamzaid.com
- موقع العلامة مجد الدين المؤيدي أكبر علماء الزيدية المعاصرين http://www.azzaidiah.com
- ^ تاريخ الحكام والسلالات
- ^ سامح عسكر. "أضواء على الزيدية". مواطن.
- ابن خلدون
- صلاح الدين الأيوبي
- أبو بكر
- علي بن أبي طالب
- محمد حسني مبارك
- محمد أنور السادات
- جمال عبد الناصر
- أسوان
- أبو حنيفة النعمان
- إدريس
- محافظة الغربية
- محافظة كفر الشيخ
- محافظة المنوفية
- محافظة البحيرة
- أيبك (توضيح)
- عبد المجيد الزنداني
- ابن حجر
- مقبل بن هادي الوادعي
- علي محسن الأحمر
- أبو يوسف
- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب