زغرتا
زغرتا | |
---|---|
الإحداثيات: 34°24′N 35°54′E / 34.400°N 35.900°E | |
البلد | لبنان |
المحافظة | الشمال |
القضاء | زغرتا |
التعداد | |
• الإجمالي | 70٬000 |
منطقة التوقيت | UTC+2 (EET) |
• الصيف (التوقيت الصيفي) | +3 |
زغرتا، هي بلدة كبرى في شمال لبنان، يقدر عدد سكانها بحوالي 70.000 نسمة. تقع زغرتا على ارتفاع 150 متر فوق سطح البحر وتطل على نهري جوعيت رشعين.. تبعد زغرتا 23 كم عن إهدن، 7 كم عن طرابلس، 91 كم عن العاصمة اللبنانية بيروت، 82 كم عن أقرب المدن السورية، طروطوس. ارتبطت زغرتا تاريخياً وسكانياً مع قرية إهدن. معظم مواطني زغرتا يمتلكون مساكن في إهدن حيث يقضون فصل الصيف.
ينتمي لزغرتا إثنان من رؤساء لبنان: سليمان فرنجية ورينيه معوض]، كما أنجبت الكثير من الساسة: حميد فرنجية، يوسف كرم، سيمان الدويهي، سليمان فرنجية الإبن (عضو برلمان)، نائلة معوض، ستفن الدويهي (عضو برلمان)، سليم بك كرم (عضو برلمان ووزير)، توني فرنجية، جواد بولس، ميشيل معوض ويوسف بهاء الدويهي. كما أنجبت إهدن أربعة على الأقل من بطاركة الكنيسة المارونية (گريگوريوس من إهدن، ديڤد من إهدن، جرمياه من أمشيت (1199-1230)، يوحنا مخلوف (1609-1633)، جورج عمرية (1634-1644)، إسطفانوس الدويهي (1670-1704) ) والزعيم الوطني في العصر العثماني يوسف بك كرم الذي تزعم ثورة ضد الحكم العثماني. تهيمن عدد قليل من العائلات على الساحة السياسية في قضاء زغرتا؛ منها عائلة الكرم، فرنجية، الدويهي، معوض ومكاري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
توجد الكثير من التفسيرات لمعنى اسم زغرتا. تتفق أغلبيتها على أن معنى الاسم له صله بالتحصينات، القلاع، المتاريس. واقترح كاتب واحد أن اسم زغرتا مشتق من "زغر" وهي كلمة أرامية تعني الحصن أو من الكلمة السريانية "زغرتاي" وتعني المتاريس.
التاريخ
رسمت حدود زغرتا أكثر من مرة؛ فبعد أن تملكها الاهدنيون العام 1517 (مع بداية العهد العثماني)، رسمت مرة ثانية عندما اجرت السلطات في لبنان عملية مسح شبه كاملة للاراضي العام 1864. إلا أن الاهدنيين أبوا ان يظلوا محصورين في تلك الحدود الضيقة التي رسمتها لهم اعمال المساحة، فأخذوا يوفرون ما كانت تدر عليهم املاكهم الواسعة في اهدن من الخيرات ويشترون به املاكاً جديدة في منطقة زغرتا. وهكذا اتسعت حدود زغرتا اتساعاً سريعاً وكبيراً حتى غدت من اغنى البلدات اللبنانية الساحلية.
كما اشترى الاهدنيون جميع الاملاك الواقعة على ضفتي نهر رشعين ونهر جوعيت وقسماً من الاملاك الواقعة على ضفة نهر ابي علي اليمنى، وجميع المطاحن اللبنانية على ضفاف هذه الانهر والتي كان الطرابلسيون يملكون اكثرها، حتى أصبحت حدود زغرتا متاخمة لحدود طرابلس. العام 1885 كانت قرية عردات القريبة من زغرتا للجهة الشمالية الغربية تابعة لمتصرفية طرابلس، وعندما قررت الدولة العثمانية ان تأخذ شباناً من القرية إلى الخدمة العسكرية، عرض مسيحيو البلدة قضيتهم على أسعد ميخائيل بك كرم (ابن أخ يوسف بك كرم بطل لبنان)، فباعهم املاكاً واسعة في خراج بلدة مجدليا بأسعار بخسة، فبنوا منازل فيها وغادروا عردات، وهكذا انتقلوا من متصرفية طرابلس واستوطنوا متصرفية جبل لبنان، ونجوا من الخدمة العسكرية.
قسّمت زغرتا في أوائل عام 1928 إلى خمسة احياء بموجب قانون صادر في العام نفسه، والذي قضى بأن يكون لكل من هذ الأحياء مختار مستقل ينتخبه سكان الحي ويكون مسؤولاً عن تسيير اعمال الحكومة والاهلين طبقاً لنصوص هذا القانون. والأحياء الخمسة في زغرتا هي: حي السيدة الشرقي، حي السيدة الغربي، حي الصليب الشرقي، حي الصليب الغربي، وحي المعاصر.
قبيل الحرب العالمية الثانية كشفت اعمال التنقيب في موقع «تل الحريري» غرب الفرات («ماري» القديمة عاصمة الأموريين) عن أكثر من عشرين الف لوح مسماري كتب معظمها باللغة الاكادية. وبين الالواح، التي تشكّل مكتبة اثرية ضخمة، تقارير مثيرة جداً كتبها الملوك والموظفون ووثائق اقتصادية وإدارية واجتماعية وتقارير مختلفة لها قيمتها الخاصة.
في بعض التقارير والمراسلات التي لها علاقة بالخارج، ورد اسم زغرتا - المدينة الشمالية اللبنانية، أكثر من مرة بصيغة «Zagarata» والكلمة هذه تُرد إلى جذر سامي مشترك وتفسيرها الاحاطة والتسوير والتحصين. وبالفعل فقد كانت زغرتا في القديم مطوّقة بسور كبير تتخلله المرامي وفي اعلاها يتربع حصن أو قلعة حربية كبيرة.
الجغرافيا
تقوم زغرتا على مجموعة من الهضاب مستطيلة الشكل، تحيط بها من كل جانب بساتين الزيتون والليمون. تعلو عن سطح البحر 150 متراً ويحيط بها من الجهات الاربع نهران: نهر رشعين ونهر جوعيت.
يعتبر مناخ زغرتا ساحلياً معتدلاً بشكل عام، غير أن صيفها حار وكمية الأمطار ودرجات الرطوبة مرتفعة كونها محوطة بالأنهار والأشجار.
أنهار زغرتا
تعتبر زغرتا بلدة غنية بالمياه إضافة إلى أنهار تزخر بينابيع وأنهار كثيرة ومنها:
• نهر رشعين: ينبع من جوار بلدة رشعين في زغرتا الزاوية، من لحف جبل ايزال، ويعلو النبع عن سطح البحر حوالى 130 م ويلقب محلياً بنبع «الزريقة» لزرقة مياهه. اما النهر فهو ساحلي يبلغ طوله حوالى 10 كلم وتنساب مياهه العذبة والباردة بين بساتين الليمون، ويحيط بزغرتا من الشرق والشمال فيسقي اراضيها ويدير طواحينها، ثم يلتقي بنهر جوعيت في ضواحيها الشمالية الغربية فيصب النهران في نهر قاديشا.
• نهر جوعيت: ينبع من ضواحي اهدن الشمالية الشرقية، وطوله حوالى 20 كلم. ينساب بين عدد من قرى الزاوية، حيث يرفده بعض الينابيع الصغيرة، وبوصوله إلى بساتين الزيتون يحيط بزغرتا من ناحيتي الجنوب والغرب إلى ان يلتقي في ضواحي زغرتا بنهر رشعين. ويجدر بالإشارة ان جوعيت هو نهر شتوي بامتياز، ينبع من اعالي الجبال قوياً وينسكب في اودية عديدة، عند وصوله إلى المناطق الساحلية يتسبب في بعض الأحيان بفيضانات محلية. فيردد التقليد المحلي: في سنة كذا حصلت «طوفة جوعيت».
الاقتصاد
في القرون الأربعة الأولى بعد انشائها كمشتى لإهدن، ظلت زغرتا بلدة زراعية بشكل تام، تنتج الزيتون والقمح والحبوب وبعض الخضار والاشجار المثمرة الساحلية. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر عرفت حركة تجارية ناشطة جداً، حتى انها لقبت بـ «البندر» اي المعرض الدائم للحبوب (قمح، شعير، عدس، ذرة الخ...) المعدّ للبيع والشراء والتبادل التجاري القريب البعيد. إلى المدن والبلدات اللبنانية الشمالية وصولاً إلى المدن والبلدات السورية القريبة من شمالي لبنان. غير ان الحرب العالمية الأولى اوقفت هذه الحركة التجارية تماماً، فعكف الزغرتاويون على تعلّم الحرف والمهن. وقد اهتم الاهالي فترة من الزمن، بتربية دودة الحرير. ثم عرفت زغرتا في فترة ليست ببعيدة، تطوراً لافتاً في الحرف والمهن المحلية مثل البناء والحدادة وصناعة الاحذية وصناعة القصب والسلال، والخياطة والنجارة والتي تكاد اليوم تتلاشى. ودخلت زغرتا أخيراً في حركة التجارة الحديثة والخدمات السريعة في داخل المدينة وخارجها.
وتبقى زغرتا دوماً مشهورة بزيتونها وزيتها، من حيث الوفرة والجودة معاً. فشجرة الزيتون قد لازمتها منذ مطلع العهد العثماني، وذلك بشكل قريب ويومي. وهي نفسها كناية عن هضبة تحيط بها من كل جانب تلال وهضاب من الزيتون تمتد فتتصل بأكبر مجموعة متواصلة من شجر الزيتون في لبنان: زيتون الكورة وزيتون الزاوية.
كنائس زغرتا
سيدة زغرتا
تزخر زغرتا بكنائس اثرية وقديمة يفاخر بها الزغرتاويون، أقدمها، كنيسة سيدة زغرتا الشهيرة. فمع وصول الاهالي من اهدن إلى البلدة الجديدة كان أول عمل اهتموا به بناء كنيسة إلى جانب البرج الشاهق القائم وسط زغرتا. فقبل أن يبدأ الزغرتاويون ببناء بيوتهم، بنوا بيتاً للعذراء مريم شفيعتهم. العام 1607 سلخ جزء من قلعة زغرتا موقع البرج القبلي الذي كانت فيه كنيسة السيدة، فاعتنى المطران جرجس بن عميرة مع أبناء البلدة بإعادة بناء الكنيسة. والعام 1651 تم توسيعها بمبادرة من المطران الياس الاهدني.
وعندما كثر عدد السكان في زغرتا اهتم الاهالي ببناء كنيسة كبيرة (دائماً على اسم سيدة زغرتا) تستوعب الشعب والزوار في الاحتفالات الدينية. والعام 1761 قام الاهالي بقيادة الشيخ يوسف فرنسيس كرم (جدّ يوسف بك كرم) ببناء كنيسة جديدة كبيرة وهي الكنيسة التي ما تزال قائمة حتى اليوم.
ولما كان البنّاء المشهور حنا صوطو في البلدة يبني أحد القصور، استدعاه الخوري رزق يمين لبناء كنيسة سيدة زغرتا الجديدة، فبناها مثلما رسم له خطوط هندستها الزغرتاويون بالاتفاق مع اعيانهم ومطرانهم آنذاك يواكيم يمين الكبير. فجاءت الكنيسة آية في الفن المعماري والهندسة الكنسية: كنيسة على الطراز الماروني الصرف، وفي الوقت نفسه قلعة محصّنة سميكة الجدران يعلوها صف دائري من المرامي للحصار والدفاع، وجعل للكنيسة بابين احدهما للجنوب والآخر للغرب، وهما خفيان يحجب كلاً منهما بناء صغير خارجي كالغرفة بارز عن جدار الكنيسة الأساسي. وهذا الشكل من الأبواب المؤدي إلى داخل الكنيسة كان القصد فيه منع فرسان الدولة من الدخول بجيادهم إلى حصن الكنيسة كما حصل مراراً في العهد العثماني.
وكانت كنيسة سيدة زغرتا مزدانة بكنوز ثمينة جداً تحوي ستين مصباحاً كبيراً على شكل ثريات من الذهب والفضة، ومقداراً كبيراً من النذور والهبات والتقادم المتوجة بجواهر وسبائك ذهبية وفضية، بما لم يكن له مثيل في كنائس لبنان قاطبة. كما كانت غنية بكتبها الطقسية النفيسة والمطبوعة والمخطوطة. بيد ان كل هذه الكنوز نهبها الجيش التركي العام 1866 عندما زحف بالآلاف إلى زغرتا لمهاجمة بطل لبنان يوسف بك كرم بأمر من المتصرف داود باشا وحكومة الباب العالي. وقد احتل هذا الجيش الغازي زغرتا وهي خالية من اهاليها فأمعن في السرقة ونهب المنازل ولا سيما كنيسة سيدة زغرتا. العام 1935 رممت الكنيسة بشكل جزئي وسريع، تلاه العام 1974 ترميم شامل بحسب الاصول الهندسية الحديثة، قامت به مديرية الآثار اللبنانية على عهد الرئيس سليمان فرنجية. كما تمّ ترميم صورة سيدة زغرتا الأثرية بشكل فني على يد الراهب اللبناني الاب عبدو بدوي، العـام 1983. يذكر ان قناصل فرنسا في مدينة طرابلس جعلوا من حصن الكنيسة مقاماً لأضرحتهم وذلك بالتوافق مع مطران اهدن وكهنتها وأعيانها وشعبها.
كنيسة القديسة بربارة
تقع هذه الكنيسة في الجهة الغربية من زغرتا، على الضفة اليمنى من نهر جوعيت وقد شيّدت في اواخر القرن الثامن عشر. وموقعها على ضفة النهر في الحقول، وبين اشجار الزيتون والسنديان يضفي عليها طابعاً مميزاً وحميماً. وكثيراً ما يزورها الزغرتاويون واهل الجوار في محنهم وامراضهم لينالوا بشفاعتها الشفاء والنعم. وكانت العادة قديماً ان يزور كنيسة القديسة بربارة من بهم سقم أو مرض، فيعلقون نتفاً صغيرة من ثيابهم فوق اغصان سنديانة ملاصقة للكنيسة، ثم يدخلون فيصلون وينذرون، واذا كان بين الزائرين مَن به وجع وألم في جسده، كان يلجأ إلى حجارة خاصة مباركة قرب باب الكنيسة من الداخل، فيمررها على جسمه عموماً ومكان الوجع خصوصاً على امل الشفاء. لقد شكّلت كنيسة القديسة بربارة منذ أكثر من مائتي سنة لزغرتا والجوار، مزاراً تقوياً شعبياً وريفياً مميزاً، وقد رممت من الخارج والداخل أكثر من مرة. وقد لبست مؤخراً القديسة بربارة الملقّبة بـ «أحسن جارة» حلة جديدة فخمة.
معبد مارت مورا
تكريم القديسة مورا قديم جداً في اهدن، يشهد على ذلك دير مارت مورا الشهير في البلدة الذي تأسس العام 1339. فبعد أن استقر الاهدنيون في زغرتا في بداية العهد العثماني بفترة قصيرة، بنوا معبداً صغيراً على اسم مارت مورا على الجهة الشرقية من زغرتا قرب محلة «معيقل» على ضفة نهر رشعين. وكان يقصده العاملون والمارّون بالبساتين للتبرّك فيضيئون الشموع امام صورة القديسة مورا. وقد هدم هذا المعبد الصغير واعيد بناؤه أكثر من مرة.. ومنذ حوالى عشرين سنة اعيد بناؤه على الطراز الحديث، وعادت الشموع والزيوت تضاء من جديد في داخله طلباً للشفاعة.
كنيسة سيدة الحارة
تقع هذه الكنيسة في الجهة الجنوبية الغربية من زغرتا، حيث كانت عبارة عن غرفة كبيرة هي ملك لوقف زغرتا، ثم تحولت إلى معبد كرّس على اسم «سيدة الحارة» وذلك في اواخر العام 1899. اما لماذا سميت سيدة الحارة، فلأن الاهدنيين كان لهم في اهدن كنيسة قديمة اثرية وعجائبية على اسم سيدة الحارة، فأحبوا ان يكون لهم في مشتاهم «زغرتا» أيضاً كنيسة تحمل الاسم نفسه.
كنيسة الحبل بلا دنس
بناءً على طلب اهالي اهدن - زغرتا وراهبات المحبة اللعازارية في طرابلس والمرسلين اللعازاريين، رحب البطريرك الماروني الياس الحويك بالاتفاق مع وكلاء اوقاف اهدن - زغرتا العام 1903 بإعطاء راهبات المحبة اللعازاريات قطعتي ارض كبيرتين لبناء مدرستين الأولى في اهدن والأخرى في زغرتا. وقد قامت رئاسة راهبات المحبة بطرابلس، بمعونة المرسلين اللعازريين ببناء دير ومدرسة في كل من اهدن وزغرتا، على الطراز الحديث، وداخل اسوار دير زغرتا، شيدت كنيسة على اسم العذراء مريم «سيدة الحبل بلا دنس».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كنيسة مار يوسف القديمة
تقع في محلة العبي في الجهة الجنوبية من زغرتا وعلى الجهة اليسرى من طريق زغرتا - اهدن وهي حديثة العهد نسبياً يعود تاريخها إلى العام 1947. اما الكنائس الجديدة فعديدة ومنها كنيسة مار يوحنا المعمدان، وكنيسة مار يوسف (الجديدة) وكنيسة مار مارون.
مدرسة مار يوسف الرائدة
تشكل مدرسة مار يوسف - زغرتا صفحة مميزة من تاريخ زغرتا الحديث والمعاصر ولعلها تختصر بشكل من الاشكال، قسمات وملامح هذا التاريخ.
فمنذ نشأتها وطوال ثلاثة قرون متواصلة، ما تزال جدران هذه المدرسة تلقي بثقلها على جدران كنيسة سيدة زغرتا الملاصقة لها. وتعتبر أقدم المدارس النظامية في الكنيسة المارونية ولبنان. ومدرسة مار يوسف زغرتا هي ثمرة مبادرة شخصية من قبل مطران اهدني مولع بالعلم هو جرجس بن سركيس عبيد الاهدني الملقب بـ «بنيامين».
كانت المدرسة منذ انشائها رائدة في القرن السابع عشر، وكانت برامجها الدراسية شبه نظامية من حيث تنوع المواد وتدرجها وفقاً للعمر ومستوى الاستيعاب. وكان اساتذتها من ذوي الاختصاص والخبرة، واضطلعت بدور أساسي في نمو الحياة التربوية والثقافية في زغرتا والشمال منذ اواخر القرن السابع عشر حتى اواسط العشرين.
تمّ اولاًَ بناء الاقبية المحاذية للكنيسة التي كانت صفوفاً لأحداث البلدة على ان تكون مجانية. بعدها شيّد المؤسس غرفاً علوية لسكن الاساتذة، الذين كانوا من ذوي الاختصاص وقد بقيت الاقبية القديمة على حالها حتى اليوم. وفتحت الكنيسة أبوابها اواخر العام 1696 واستقبلت المدرسة الطلاب من زغرتا والشمال حيث كانت صفوفها تتدرج صعداً وفقاً لأعمارهم. وكانت مواد التدريس تلقّن تدريجاً بالنسبة إلى مستوى الصفوف والاعمار.
العام 1733 عهد مؤسس المدرسة بإدارة شؤونها إلى الآباء اليسوعيين واشترط عليهم ان يعلّموا احداث زغرتا والقرى المجاورة مجاناً، وان يشرحوا التعليم المسيحي للشعب ايام الآحاد والاعياد كما يتبين من الصك الذي دوّنه الاب فرنسيس رتز رئيس عام الرهبانية اليسوعية بهذا الشأن. وفي السنة 1898 استلم المدرسة المونسنيور بولس الخوري يوسف سليمان معوّض الاهدني وجعل من ازدهارها هدفه الأساسي فكرّس لها كل اوقاته ونشاطه. وبالفعل فقد عرفت في ايامه تقدماً وازدهاراً ما جعل من ذلك العهد عهدها الذهبي. وقد تخرّج فيها طلبة كثيرون ألّفوا نواة النهضة الادبية الحديثة في زغرتا والزاوية. وتقلّبت حال المدرسة بين النجاح والاقفال بعد أن تعاقب على ادارتها عدة مدراء من البلدة ومن خارجها حتى العام 1933 حين تسلمها الاب سمعان عاقلة الاهدني، فاستقدم عدداً كبيراً من الاساتذة والمربين القديرين وجعل الطابق السفلي مدرسة مجانية للأولاد الفقراء، ونال من الحكومة الفرنسية مساعدة مالية سنوية زادت سنة بعد سنة. كل هذا جعله يحوّل المدرسة معهداً مجانياً بالكامل لطلاب زغرتا وجوارها من فقراء وميسورين يتلقنون فيه الدروس المختلفة بالعربية والفرنسية لغاية الصفوف العليا. وظلت المدرسة سائرة في معارج التقدم والنجاح حتى العام 1947 حين استأجرتها الحكومة اللبنانية من وكلاء وقف زغرتا وجعلتها مدرسة حكومية رسمية، كما هي حالها اليوم.
العائلات
- فرنجية
- دحدح
- كرم
- معوّض
- دويهي
- يمّين
- مكاري
- سعادة
- فنيانوس
- الجعيتاني
- أبشي
- الأهل
- مخلوف
- المعرّاوي
- الرهبان
- الحربية
- عاقلة
- الحلبي
- كعوي
- صوطو
- ترازيا
- العريجي
- الصيصة
- بوطنّوس
- الست
- الخوام
- الحايك
- باسيم
- العكاري
- الزعتيني
- أبو زيد
- الخازن
- اندراوس
- اسكندر
- المقسيسي