رنك
رنك (وجمعها الرنوك) هي كلمة فارسية تنطق في الأصل "رنگ" وتم استبدال "گ" ب "الكاف" عندما عُربت وتعني اللون، والرنوك هي الشارات أو الرموز التي اتخذها السلاطين والأمراء منذ القرن السادس الهجري وحتى اوئل القرن التاسع الهجري لتشير إلى مراكزهم ومراتبهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
استخدم أمراء المماليك وسلاطينهم الرنوك كعلامات أو رموز للإشارة إلى الوظائف التي كانوا يشغلوها في البلاط السلطاني وهي كثيرة ومتنوعة، وأشار إليها عدد من المؤرخين، ثم أصبحت الرنوك تتخذ منذ القرن التاسع الهجري رمزا للفرق العسكرية.
وقع الاختيار لتسميتها بهذا الاسم لأن اللون يلعب دورا أساسيا في رسوم هذه الشارات ويستخدم للتميز بين الرموز المتشابهة من حيث الشكل لاسيما الخاص منها بوظائف الأمراء لذلك فقد اصطلح تسميتها بالرنوك.
الدولة الأيوبية
خلال فترة حكم الدولة الأيوبية استخدم السلاطين الرنك للتعبير عن البسالة والشجاعة وكان من أشهر تلك الرنوك رنك النسر الذي نقش على قلعة صلاح الدين الايوبى.
أتخذ الأمير عز الدين أيبك التركماني رنك الخونجه (والتي تعني المنضدة) رمزًا لوظيفته عندما كان يعمل جاشنكير للملك الصالح نجم الدين أيوب.
دولة المماليك
لعبت الرنوك دورًا هامًا خلال فترة حكم الدولة المملوكية، لكن بما يتناسب مع مظاهر الثراء والرفاهية التي تمتعت بها الدولة، فاستخدمها الأمراء للدلالة على شخصياتهم.
وكانت النروك ترسم فى بداية الأمر دون مناطق تحيط بها كرنك "الببر"الذى ظهر على قناطر أبو المنجى التي شيدت للسلطان الظاهر بيبرس ثم أصبحت الرنوك تحاط بمناطق دائرية او لو زيه مدببه من أسفل أو مناطق مفصصه. ويتألف الرنك من لون واحد او أكثر من درجه اللون الواحد وكانت الاشاره ترسم داخل الرنك مباشره او قد ينقسم الرنك الى قسمين أو ثلاثة أقسام أفقيه يسمى كل منها شطبا وقد وصلنا من الرنوك الخاصة بالسلاطين والأمراء على الآثار الثابتة والمنقولة حتى الآن حوالي خمسين رنكا.[1]
أشكال الرنوك
الرنوك البسيطة: وهي تضم رمزاً أو أكثر على القسم الأوسط من الدائرة ("الشطب") التي يُرسم فيها الرنك، أو على الرنك مباشرة إذا لم يوجد هذا الشطب، وتدل مثل هذه الرنوك على الوظائف الممثلة فيها، وعادة ما تكون هذه الرنوك للمراتب صغيرة يشغلها الخاصكية في البلاط السلطاني، ومن أشهر هذه الرنوك:
1-الكأس: يرمز إلى وظيفة الساقي أو ما عُرف باسم (الشرابدار) وهي كلمة مركبة من مقطعين (شراب)، والثاني (دار) ومعناه مُمسك، أو حامل.
ولم تكن وظيفة الساقي تقتصر على سقاية الشراب بل كانت تتضمن أيضاً مد السماط وتقطيع اللحم، وربما سُمي صاحب هذه الوظيفة بالساقي لأنها كانت تختص في بداية الأمر بسقاية المشروب، ثم أُضيفت إليها بعد ذلك بعض المهم الأخرى وهي من الوظائف الخطيرة والهامة نظراً لأن الساقي كان في إمكانه دسّ السّم للسلطان، وقد عُرف ساقي السلطان باسم ساقي الخاص شريف وكان يّشرف على السقاة ديوان خاص.
ويعتبر هذا الرنك من أكثر الرنوك انتشاراً على التحف والعمائر الباقية حتى الآن، لكثرة عدد السقاة، ومن المُرجّح أيضاً أن ابن الساقي كان يرث أحياناً عند تأميره رنك الكأس عن أبيه، وإن لم يعمل بنفس الوظيفة؟
وقد نقش الكأس بأشكال متنوعة إما مُنفرداً بلا إطار يحيط به أو داخل منطقة مستديرة الشكل يملأ فيها الكأس الدرع كاملاً، أو يشغل ثلثي المنطقة السفلى في حالة تقسيم الرنك إلى منطقيتين أفقيتين، وإذا كان الرنك مقسم إلى ثلاث مناطق أفقية نجد الكأس في المنطقة السفلى أو الوسطى، وقد نجده مضاف إليه رمز آخر.
2-البقجة: ترمز إلى شعار (الجمدار)، وتتكون إما على هيئة مربع ذي أركان مرتفعة أو على شكل معين يرمز إلى قطعة النسيج المربعة التي تطوى أطرافها تجاه الوسط وكان يوضع فيها الملابس المعدة للاستعمال وقد يرسم فوق الوسط أحياناً دائرة صغيرة، وقد نجدها مستخدما كثيراً على التحف والعمائر والنقود المملوكية بشكل منفرد أو مركب مصحوبة مع رموز أخرى كالسيف.
3_ الدواة (المقلمة): شعار الدوادرا (كاتب السلطان)، وقد نُقشت على التحف والعمائر المملوكية بأشكال متعددة في رنوك بسيطة أو مركبة، والدواة هي أم آلات الكتابة وكانت تشتمل على سبع عشرة أهمها المزبر وهو القلم والمقلمة والمدية (السكين) والمقط والمجرة والليقة والمرملة أو المتربة والمنشاة والمنفذ أو المخرز والملزمة و المفرشة والممسحة والمسطرة والمصقلة والمهرق أي القرطاس وأخيراً المسن، وتم حصر إحدى عشرة شكلاً منها.
يتكون أغلبها من أربعة عناصر رئيسية تتمثل في جزئين مستطيلين أو ثلاثة تشير إلى موضع أقلام البوص التي كانت تستعمل في الكتابة، وصندوق صغير يمثل المرملة أو المتربة، ودائرتين صغيرتين تمثلان موضعا الحبر والنشأ، وأخيراً فراغ على شكل نصف دائرة، خصص لوضع الممسحة، وهي قطعة قماش كانت تستخدم غالباً في تنظيف الأقلام.
4-الشطب أو البريدي: هو عبارة عن درع يتألف من ثلاث مناطق أفقية، بدون رموز، وُجد منقوشاً على بعض المباني والتحف والنقود المملوكية، لم تذكر المصادر إذا ما كان الأمراء الذين استخدموا هذا الرمز قد شغلوا وظيفة البريدية أثناء خدمتهم في البلاط المملوكي.
الرنوك المركبة تتكون أكثر من رمز أو شعار، وقد بدأت بعلامتين منذ عهد السلطان الظاهر بيبرس، رغم زعم البعض أن بداية ظهورها يرجع إلى أيام السلطان الظاهر سيف الدين برقوق..[2]
المصادر
- ^ "القول المسبوك في معرفة الرنوك." الإدارة العامة للقاهرة التاريخية. 2018-03-10. Retrieved 2023-02-24.
- ^ "الرنوك الإسلامية {المملوكية}". النجم. 2021-03-06. Retrieved 2023-02-25.