ذهني فراج
ذهني فراج (1944) جراح قلب مصري بريطاني.
أول من ابتكر وسادة طبية تحمل اسمه وتستخدم لتبريد عضلة القلب أثناء الجراحة، وهو من أدخل الموسيقي الكلاسيكية إلي حجرة العمليات وأجري الجراحة علي أنغامها، كما أنه استطاع أن يقلل من الزمن الذي تستغرقه عمليات نقل الصمامات وترقيعها. إنه الدكتور ذهني فراج، الجراح المصري الأشهر لعمليات القلب، وواحد من الطيور المهاجرة التي تركت الوطن لتصل إلي أعلي المراتب خارجه، لاسيما بعد أن أكدت جميع الصحف الإنجليزية والمراجع الطبية أنه الأفضل في مجال إجراء عمليات الشريان التاجي. يؤكد فراج أنه ينسي كل شيء حين يمسك بقلب الإنسان في يده ويستشعر قدرة الخالق، حيث إنه العضلة الوحيدة التي تعمل لمدة ٢٤ ساعة في اليوم و٣٠ يوماً في الشهر أي أنها لا تتوقف عن العمل طيلة حياة الإنسان. ويرجع ذهني نجاحه إلي أنه يلتزم بما يجب أن يكون طبيب القلب عليه، وهو أن يكون متفرغاً بشكل تام للمهنة ويفكر فيها ٢٤ ساعة في اليوم، مشيراً إلي أن علي أسرة الجراح أن تراعي ذلك. ويؤكد رغم ذلك أن جراحة القلب لا تحتاج إلي الجراح فقط، ولكن إلي فريق محترف عاشق للمهنة، لأن المجموعة القائمة بالجراحة أشبه بـ«فريق الكرة». اتجه فراج -المولود بمدينة إيتاي البارود عام ١٩٤٤- إلي دراسة الطب لسببين: الأول أنه طالما كان يتمني أن يعمل بيديه، ولذا أراد أن يصبح مهندساً، ثم غير اتجاهه بسبب أمنية أبيه، الذي تمناه طبيباً، لكن جدته رأت مشهداً لطبيب يشرح ميتاً والناس تدعو عليه، فمنعته من دخول كلية الطب، فرأي والده أن أحد أبنائه يجب أن يكون طبيباً، وبالفعل تخرج الأول طبيباً لكنه مات بعد تخرجه مباشرة. وبعد ذلك لم يكن أمام ذهني في مواجهة رغبة أبيه وحزنه علي ابنه إلا أن يصبح طبيباً، وعلي الرغم من تلك الطريقة التي أصبح بها طبيباً، فإنه يؤكد أنه يشعر بسعادة حقيقية ولذة فائقة عندما يمسك بالقلب بين يديه ويشعر أن هذا ما أراده طيلة حياته وما كان يحلم به في عقله الباطن. وتخرج ذهني في كلية الطب جامعة عين شمس عام ١٩٦٦ واستمر فيها ٣ سنوات قبل أن يقرر المخاطرة بالسفر إلي الخارج لاستكمال الدراسات العليا.
ولم يكن طريق ذهني مفروشاً بالورود في الخارج، حيث وصل إلي لندن، ولم يكن بحوزته سوي ٣٠ جنيهاً إسترلينياً فقط لاغير، وكان عليه أن يجد عملاً بشكل سريع ولم يكن هذا سهلاً في ظل المنافسة مع أبناء البلد الأصليين، غير أنه تمكن من التغلب علي تلك الظروف، لاسيما أنه يؤكد أنه إذا أردت أن تحصل علي وظيفة ممتازة في بلد أجنبي فعليك أن تكون أكفأ من أبنائه ١٠ مرات.
وحصل فراج علي شهادة الزمالة قبل أن يدخل عامه الـ٣٠ وكان أصغر طبيب يحصل عليها، وبعد ١٠ سنوات أصبح استشاري جراحة القلب في مستشفي جامعة لندن، ثم أصبح رئيس القسم بعدها، وافتتح عيادة في شارع هارلي ستريت في لندن، وهو الشارع الأشهر لكبار الأطباء، وأصبحت له بعدها شهرة عالمية، ويفد مرضاه إليه من كل بلاد العالم، ولم ينس فراج مصر بعد نجاحه وكثيراً ما يعود إليها لإجراء العمليات الجراحية المجانية.
وأكثر ما يؤثر في ذهني هو جراحة قلب الأطفال، حيث إن العيوب الخلقية التي توجد في قلوبهم، لا تتكرر ولا يوجد عيب مثل الآخر، ولا يتأخر أبداً عن إجراء العمليات للأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب تؤدي لمولدهم بوجه «مزرق» وهو ما يستدعي إجراء جراحة عاجلة لهم.
وكثيراً ما دعا فراج رجال الأعمال والمؤسسات المصرية الاقتصادية إلي التمثل بنظرائهم في الغرب، وذلك من خلال التبرع لمستشفيات ومراكز القلب، لأن تكلفة تلك العمليات باهظة للغاية ولا يمكن للدولة تحملها وحدها. ويري ذهني أن الجراح فنان وأن كلمة فنان تنطبق علي كل من يخلص لمهنته ويتفنن فيها، وهو يلعب الاسكواش ويمارس رياضة المشي ويستمتع بمشاهدة كرة القدم وهو من مشجعي النادي الأهلي ويتوتر أثناء مبارياته.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .