دينار سويسري
الدينار السويسري هو الاسم الذي أطلق على العملة التي كانت تتداول في المنطقة الكردية شمالي العراق بين حرب الخليج الثانية (1991) والغزو الأمريكي للعراق (2003). ضمن هذه الفترة كانت كردستان العراق شبه مستقلة حينما ضعفت الحكومة المركزية في بغداد وإثر حظر الطيران الذي أفرضه الجيش الأمريكي على شمالي العراق.
انفصل الدينار "السويسري" عن الدينار العراقي عقب رفض أكراد العراق الاعتراف بالأوراق المالية العراقية التي صدرت بموجب قرار الحكومة العراقية بعد حرب الخليج الثانية، ومواصلة التداول بالأوراق القديمة من الطباعة السويسرية في الشمال، رغم إلغائها في باقي العراق. أسفر العزل السياسي للمنطقة الكردية عن تطوير اقتصادين منفصلين ذوي عملتين منفصلتين، حيث اختلفت قيمة "الدينار السويسري" عن الدينار العراقي الرسمي تدريجيا.
لم يكن الدينار السويسري عملة رسمية ولا يدعمه أي مصرف أو حكومة. نبعت صلاحية الأوراق المالية وقيمتها من موافقة اجتماعية بين الأكراد لا غيرها. نادرا ما يتطور نظام مالي دون أي دعم من مؤسسة ما، حيث اجتذبت هذه الحالة اهتمام الاقتصاديين في العالم إذ برهنت أساس الموافقة الاجتماعية في تشكيل نظام مالي.
عندما سقط حكم صدام حسين وأقيمت السلطة المؤقتة برعاية الحلف برئاسة الولايات المتحدة، تم إصدار أوراق مالية عراقية جديدة. قررت السلطة المؤقتة الاعتراف بالدينار السويسري حيث وافقت على تبادل أوراقه بالأوراق الجديدة حسب سعر 150 دينار عراقي مقابل دينار سويسري واحد.