دار الأرقم
دار الأرقم
هي الدار اللتي كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يجتمع فيها مع اوائل المسلين في مكه المكرمه في بداية دعوته , وكانو يتعلمون اسس الاسلام وكانو يقرئون ماينزل الله عز وجل من القرآن الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكانت الدعوة في ذلك الوقت سريه
دار الأرقم هي الدار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فيها ليعلم أصحابه تعاليم الدين في بداية الدعوة، وكانت عند الصفا، وكانت للصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر المخزومي وأمه أميمة بنت الحارث. ودُعِيَت دارُ الأرقم بعد ذلك بدار الإسلام، ولهذه الدار قصة طويلة ذكرتها كتب التاريخ ملخصها: أن الأرقم رضي الله عنه تصدق بها قبل وفاته على ولده، وجاء في نسخة الصدقة. بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا، إنها محرمة بمكانها من الحرم، لا تباع ولا تورث، شهد هشام بن العاص، وفلان مولى هشام بن العاص. ا.هـ فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون فيها ويؤاجرون حتى كان زمن أبي جعفر المنصور فإنه حج في إحدى السنوات، وبينما هو يسعى رأى تلك الدار فوقعت في نفسه، ثم بعد زمن ساوم أحد أحفاد الأرقم على بيعها وهو عبد الله بن عثمان بن الأرقم وكان مسجوناً عنده في قصة يطول ذكرها، فساومه على بيعها مقابل أن يخلي سبيله، فتنازل له عن حقه وكتب عليه كتاب شِرىً على حساب سبعة عشر ألف دينار وتتبع إخوته -وكانوا له شركاء في الدار- ففتنتهم كثرة المال فباعوها له، فصارت لأبي جعفر ولمن أقطعها. ثم صَيَّرَهَا المهدي للخيزران أم موسى وهارون فبنتها وَعُرِفَتِ الدار بها فصارت تسمى دار الخيزران، ثم صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين، ثم سكنها أصحاب الشَّطْوِي والعَدَني، ثم اشتراها غسان بن عباد من ولد موسى بن جعفر وهكذا. وهي الآن خبر بعد عين دخلت في حدود المسعى. ولقد مرت الدعوة النبوية بمرحلتين أساسيتين: مرحلة الدعوة السرية، وكانت ثلاث سنين بمكة المكرمة، ومرحلة الدعوة الجهرية وهي ما بعد ذلك.
وكانت طبيعة المرحلة الأولى تتطلب سرية العمل الدعوي، ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للجهر بها، وكانت دار الأرقم، هي المكان المناسب لمثل هذه الظروف من أيام الدعوة.
كانت هذه الدار - دار الأرقم - على جبل الصفا ، ذلك الجبل المنعزل عما يدور حوله ، فهي إذن بمعزل عن أعين الأعداء والمتربصين، وكانت - فضلاً عن ذلك - للأرقم بن أبى الأرقم بن أسد بن عبد الله المخزومي وكان اسمه عبد مناف ، وهو من السابقين الأولين الذين استجابوا لله والرسول، وباعوا عَرَض الدنيا لأجل الآخرة، وآثروا تحمل الأذى والعذاب على حياة الشرك والكفر، فقد توافرت - لهذه الدار - صفات عدة جعلت منها منطلقاً ومناراً لهذه الدعوة الناشئة.
والذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيار هذه الدار عدة أسباب، منها :
1- أن صاحب هذه الدار وهو الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، فلم يكن يخطر ببال أحد من المشركين أن يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في هذه الدار.
2- أن الأرقم بن أبي الأرقم كان فتى عند إسلامه، ولم تفكر قريش أن هناك تجمع إسلامي عند أحد الفتيان، بل إن نظرها كان يتجه في الغالب إلى بيوت كبار الصحابة.
3-أن هذه الدار كانت قريبة من الكعبة المشرفة .
وفي هذه الدار المباركة، التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم، وتلقوا عنه تعاليم الإسلام وتوجيهاته الكريمة، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم ما ينزل عليه من القرآن الكريم، ويعلمهم أمور دينهم ويباحثهم في شأن الدعوة، وما وصلت إليه ، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها.
كان يسمع شكوى أصحابه وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، يتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والمصابرة، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع المؤمنين ، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لقد كانت رعاية الله وعنايته بالعصبة المؤمنة واضحة جلية لا تفارقهم بحال، على الرغم مما كان ينالهم من أذى المشركين، وكان من الحكمة البالغة في بداية أمر الدعوة الابتعاد بهذه العصبة المؤمنة عن كل ما يضر بها - قدر المستطاع -، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن تبقى دعوة الإسلام ضمن مجالها السري إلى أن هيأ الله لها من الأسباب ما مكنها من إشهار أمرها وإعلان رسالتها، { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف:21).