خلاصة تاريخ الكرد وكردستان (كتاب)
يرى الباحث والمؤرّخ الكردي محمد أمين زكي (1880 – 1948) في مؤلّفه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" أن أصول الكرد تشكّلت من طبقتين، الأولى سكنت جبال زاگروس طوروس وهي: لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاسي، سوباري، خالدي، هوري، ميتاني. والطبقة الثانية، هي الشعوب الهندو – اوروبيّة التي أتت فيما بعد واستقرّت في المنطقة، كالميديين والكاردوخيين، واندمجت بشعوبها ليتشكّل منها فيما بعد الكرد.
كما أتى المؤرّخون اليونانيون على ذكر الكرد، بخاصة أثناء الحروب اليونانيّة – الفارسيّة وتقهقر جيش اسكندر في جبال زاغروس، ومن ذلك، المؤرّخ اليوناني زينفون (427 – 355) الذي أشار إلى شعب وصفهم “بالمحاربين الأشداء ساكني الجبال”، وسمّاهم بـ”كاردوخ” الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 ق. م. كما اتى هيرودوت (484 – 425) على ذكر الكرد في مؤلفاته. وجاء المسعودي (896 – 975) في كتابه “مروج الذهب” على ذكرهم أيضاً. ما يعني انهم من أقدم شعوب المنطقة وليسوا طارئين او وافدين.2
كلمة كردستان (وطن الكرد) كاصلاح جغرافي – إداري ذي دلالة قوميّة وديموغرافيّة، لم يبتدعها الكرد، بل جاءت على عهد السلطان سنجار السلجوقي (1118 – 1157) حين فصل القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليها اسم كردستان. وشملت هذه الولاية الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان (مناطق سناه، دينور، همدان، كرمنشاه.. في ايران) والمناطق الواقعة غرب جبال زاغروس، كشهرزور وكوي سنجق في كردستان العراق. كما جاء ذكر الكرد وكردستان في الوثائق والمراسلات الرسميّة العثمانيّة ايضاً. ومؤسس الجمهوريّة التركيّة مصطفى كمال اتاتورك نفسه، واثناء خدمته في المناطق الكرديّة، كان يشير إلى انه في كردستان!. بل وكان هذا الاسم متداولاً ومذكوراً في محاضر جلسات البرلمان التركي، في بداية تأسيس الجمهورية. وهذا ما أكّد عليه الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في تصريح سابق له.
كما كان للكرد دور هام في الحضارة الإسلاميّة، وبرز منهم القادة والفقهاء والفلاسفة والمتصوّفة والمؤرّخين، ذكرهم الباحث الكردي د. أحمد محمود خليل في مؤلّفيه “تاريخ الكرد في الحضارة الإسلاميّة” و”صورة الكرد في مصادر التراث الإسلامي” (مخطوطان ينتظران الطبع). وذكر خليل نماذج من أعلام الكرد في التاريخ الإسلامي، منهم: الصحابي جابان الكردي، أبو القاسم القالي، أبو مسلم الخرساني، أبو حنيفة الدينوري، صلاح الدين الأيوبي، شهاب الدين السهروردي، ابن حوقل النصيبي، ابن ابي اليهجاء، ابن خلكان، ابن الازرق الفارقي، محمد بن جهم البرمكي، أبو الفداء الحموي الأيوبي، إبراهيم واسحاق الموصلّي، زرياب، أبو القاسم الجنيد، مولانا خالد النقشبندي، ابن تيميّة…الخ.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .