خان الدكة
خان الدكة، هو أحد خانات دمشق الأثرية، والذي في العهد المملوكي، يقع الخان في أول سوق مدحت باشا غرب خان جقمق، لا يعرف من بناه، يعتبر خان الدكة أقدم خان مازال قائماً حتى اليوم، حيث كان يحوي الخان على منصة حجرية تعرض عليها الجواري والأقنان لبيعها، ولذلك أطلق عليه أحياناً اسم خان الجواري.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وصفه
هو أقدم خان ما زال قائماً حتّى اليوم، وتسميته تعود إلى منصّة حجرية فيه، حيث كانت تعرض الجواري والأقنان لبيعها، ولذلك أُطلق عليه أحياناً اسم خان الجواري، ويقع في سوق مدحت باشا.
وهو مؤلف من باحة مكشوفة محاطة بثماني غرف، وثمة قائمة كبرى في الزاوية الشمالية الشرقية، وما زالت أعمدة المنصة أو الدكة قائمة في الباحة التي زالت منها البركة ذات الاثني عشر ضلعاً. وفي الدهليز الذي يعقب بوابة الخان غرفتان من كل جانب، والخان مؤلف من طابق أرضي فقط.[2]
التاريخ
بوابة خان باب الدكة والذي تحول إلى ملكية خاصة، تباع فيه ألبسة، والملاحظ من خلال نوعية الألبسة المعروضة التذكير بتاريخ الخان وماضيه. وبأشراف البترونات كان يتم عرض البضاعة في الباحة وعلى منصة الجواري وغالباً بالمزاد العلني، وتتم المعاينة او التجربة في الغرف المحيطة وربما مع كفالة.
والأهم الثقة لأن الغش لا يجوز في البيع والشراء، ويقال انه كان يحتوي على مصنع بشري او مزرعة لتوليد وانتاج اللقطاء والبداديق لزوم المهمات المستحيلة وتربيتهم ومن ثم اعادة فرزهم وتدويرهم وتأهيلهم من قبل سلطات المماليك، اي تصنيع ما يشبهه اليوم روبوتات ولكن طبيعية وليست صناعية، وتجهيزهم وتدريبهم للتوظيف حسب الحاجة وكلٌ حسب امكاناته والادوار المطلوبة منه او منها ويكلف بالمهمات التي يوزع او تزرع لأجلها.
كان ذلك قبل اختراع كل اجهزة المخابرات العالمية وكل نظريات المؤامرات لا بل وقبل اكتشاف امريكا.
فقد كان سوقاً لتجارة الجواري والغلمان ومصدر للولادات غير الشرعيه، وعندما تلد الجواري كانوا يأخدون المواليد الذكور منهن ويخفوهم ليربونهم على طريقتهم. وتخرّج منهم قادة واصحاب شأن وحظوة.
كانت صاحبة الخان والزعيمة "البترونة" اسمها سلمون اليهوديه، وكانت بالطبع تعرف كل مولود غير شرعي في البلد وماذا يعمل.
وفي يوم قامت بعمل استعراض بالطريق ومشت بموكب ضخم فيه راقصات وجواري وطبول وكثير من الناس محتشدة لتشاهد. بنفس الوقت كان هناك موكب القاضي الشرعي، وأمامه الحرس فصار الموكبان وجهاً لوجه أي متواجهين تماماً، حاول الحرس إبعاد سلمون فلم تبتعد، فأمر القاضي الشرعي بأن يزيحوها بالقوه، فضربوها، وصلت سلمون للقاضي ورفعت بابوجتها (ماتلبسه برجلها وضربت القاضي الشرعي على وجهه وهي تصرخ: "يا إبن الحرام شو نسيان أنك ولدان عندي بباب الدكه وعلى إيدي يا إبن صابرين، وجايه هلق عم تتمنظر عليي". بالطبع تم اعدام سلمون، ليس لأنها ضربت القاضي، بل لأنها باحت بالسر.[3][4]