حمدان خوجة
حمدان بن عثمان خوجة | |
---|---|
وُلِدَ | 1773 |
توفي | 1842 |
الجنسية | جزائري |
المهنة | مؤرخ |
حمدان بن عثمان خوجة (1773 - 1842) كان من كبار الشخصيات والعلماء الجزائريين.[1] كتب كتاب "Le Miroir" الذي استنكر فيه تعديات الجنود الفرنسيين في الجزائر العاصمة، وبذلك أصبح أول كاتب مقالات في هذا الموضوع.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
ولد خوجة في الجزائر، الجزائر، عام 1773 لعائلة من أصل تركي تنتمي إلى الإدارة العليا للوصاية.[3] كان خاله الحاج محمد أمينا سكة قبل الاحتلال الفرنسي، أما والده عثمان فكان فقيها. حفظ القرآن و بعض العلوم الدينية على يد والده، ثم دخل المرحلة الابتدائية ونجح فيها بتفوق.
درس القانون على يد أبيه، ثم قام مقامه، بعد وفاته، وأصبح أستاذا في الحقوق المدنية والقوانين الإسلامية. وفي سنة 1784 صحب خاله في زيارة لأهم مدن البلقان والقسطنطينية وغيرها مثل تونس وليفورنو ومرسيليا ولندن وجبل طارق، وبالتالي منحه الفرصة لتعلم التركية والفرنسية و الإنجليزية.[4]
ثم مارس التجارة مع خاله و نجح فيها، أصبح خوجة معروفاً بأنه أحد أهم التجار وأغنى الرجال في الجزائر العاصمة، حيث كان هناك طلب كبير جدًا من زملائه الراغبين في المشاركة في عملياته التجارية التي امتدت إلى الإمبراطورية العثمانية وكذلك إلى أوروبا.[4] مما ساعده على التفتح وتوسيع معالمه والتعرف على العادات والتقاليد، و الأنظمة السياسية السائدة في تلك البلدان. وأثناء الحملة العسكرية الفرنسية على الجزائر ساهم بكل ما لديه للدفاع عن مدينة الجزائر.
وفي سنة 1820 زار فرنسا وتعلم اللغة الفرنسية. وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وعدم وفاء الفرنسيين بالشروط التي اشترطتها الحكومة التركية عليهم قبل أن تسلم لهم البلاد، اشتغل كعضو في بلدية الجزائر و فيها حاول الحفاظ على ما تبقى للجزائريين من ممتلكات، حيث رفض تسليم عدة مساجد للفرنسيين الذين اتخذوا ذلك حجة لتدميرها وإقامة بدلها مؤسسات و طرق عمومية كما شارك في لجنة التعويضات الفرنسية لتعويض الأشخاص الذين هدمت ممتلكاتهم لفائدة المصلحة العامة كما يقول الاستعمار الفرنسي. وفيها بذل حمدان جهودا لخدمة إخوانه الجزائريين و لكن الاستعمار الفرنسي تفطن لنويا الأعضاء الجزائريين المشاركين في هذه اللجنة فحلها و أغلق باب التعويضات .
نظم الجزائريون بزعامة حمدان أول حزب وطني سياسي عرف بلجنة المغاربة أو حزب المقاومة، فقارع حمدان الاستعمار الفرنسي بقلمه ولسانه، فنفاه الفرنسيون من الجزائر، فكان أول عربي مسلم يطرد من وطنه من قبل دولة أجنبية من أجل قضية وطنية.
بعد ذلك شارك كوسيط بين أحمد باي والفرنسيين و أرسل إلى الجنرال سولت مذكرة يصف فيها التجاوزات التي قام بها الفرنسيون في الجزائر، فكان من نتائج هذه المذكرة إنشاء اللجنة الإفريقية للبحث عن الأوضاع في الجزائر. وفي باريس راسل السلطان العثماني وناشده بالتدخل لإنقاذ الشعب الجزائري.
وبعد أن أقام مدة قصيرة في فرنسا (1833 1863) سافر إلى القسطنطينية حيث اشتغل بالتأليف والترجمة، والتحرير لجريدة «تقويم وقائع» إلى حين وفاته ما بين 1840-1845.[5]
آثاره
لحمدان آثار علمية قيمة تعتبر من المصادر الأساسية، لدراسة الفترة الأخيرة من العهد العثماني في الجزائر والفترة الأولى من الاحتلال الفرنسي، كما تعطينا صورة واظحة عن مستوى الفكر في العالم الإسلامي و معظم آثاره عبارة عن مؤلفات وترجمة ومذكرة ورسائل. ومن أهم مؤلفاته:كتاب المرآة كتبه مؤلفه بالعربية، ثم ترجمه إلى الفرنسية، ليصدر في باريس في أكتوبر 1833، تحت عنوان ”لمحة تاريخية وإحصائية حول إيالة الجزائر”، وبعد ذلك قام علي رضا باشا بن حمدان خوجة بترجمته إلى التركية بعنوان ”مرآة الجزائر”.
يقول حمدان خوجة:
" .... وبهذه المناسبة أذكر الحادثة التالية: لقد اضطر المدعو "محمد بن سفطة" إلى المجيء إلى البليدة ليعيش فيها، وكانت مهنته كإسكافي لا تكفي لتوفير وسائل عيشه، وعيش امرأته وبناته الصغيرات الأربع، وكان يسكن دارا صغيرة دخل إليها أثناء الهجوم وأغلق الباب، إنه لم يكن يملك أي نوع من السلاح، ولم يكن معه سوى الأدوات التي يشتغل بها، وعندما دق الباب خرج إليهم صحبة زوجته، ولكن سرعان ما وجهت إليه طلقات عديدة أردته قتيلا، كما قُتلت طفلة لها من العمر عامان، أما زوجته فقد كسروا ذراعها، ونهبت الدار كلها، ولما بقيت الزوجة المسكينة بدون مورد بعد أن كُسرت ذراعها وأصبح عليها أن تعول ثلاث بنات، توجهت إلى القائد الأعلى، ولكن شفقته لم تزد على أنه أركبها بغلة دون أن يضمد جراحها الذي ظل يدمي طيلة الطريق.
ويتابع حمدان خوجة ويقول: " إن هذه المرأة قد أصبحت تتسول بعد هذا الحادث، وغيرها من السكان كثيرون، ولقد كنا في ما مضى، نستطيع إعانتهم لأننا كنا نملك مؤسسات خيرية، أما الآن فإن تلك المؤسسات كلها أصبحت في أيدي السلطات الفرنسية التي توزع من حين لآخر بعض الصدقات … فيعطى لكل فقير في كل أسبوع (سوردي) أو اثنين في بعض الأحيان".
موقف حمدان خوجة من يهود الجزائر
حمدان خوجة من بين المثقفين الجزائريين الذين عاشوا هذه المرحلة، وهو شاهد عيان على ما وقع خلالها خاصة فيما يتعلق بانحطاط الحكم العثماني، ثم سقوط الجزائر في يد الاستعمار الفرنسي. وقد اعتبر صاحب كتاب المرآة أن دخول بعض اليهود إلى الجيش الإنكشاري كمجندين كان من بين أسباب انحطاط الحكم العثماني في الجزائر، حيث فُتح الباب “أمام المجندين من أزمير، فلم يعد يجند الرجال النزهاء الذين لهم جاه ومكانة، وإنما فتح الباب لأي كان حتى لأناس كانوا قد أدبوا وأدينوا، وكان يوجد من بين المجندين يهود ويونانيون ختنوا أنفسهم” ثم علق على ذلك قائلا: “وكما أن حبة فاسدة تكفي لإفساد كوم كامل من القمح، فإن رجلا فاسد الأخلاق يكفي لجلب الشر على جميع الذين يخالطهم ويحيطون به”
مؤلفاته
- المرآة
كتاب المرآة كتبه بالعربية، ثم ترجمه إلى الفرنسية، ليصدر في باريس في أكتوبر 1833، تحت عنوان ”لمحة تاريخية وإحصائية حول إيالة الجزائر”، وبعد ذلك قام علي رضا باشا بن حمدان خوجة بترجمته إلى التركية بعنوان ”مرآة الجزائر”.
المصادر
- ^ Abi-Mershed 2010, 62.
- ^ Djebar 2000, 143.
- ^ Panzac 2005, 224.
- ^ أ ب Panzac 2005, 222.
- ^ "التعريف بحمدان خوجة".