حلبون
حلبون هي قرية جميلة من قرى جبال القلمون تتبع لمحافظة ريف دمشق / سوريا ، من القرى الجبلية الجميلة الموجودة في سلسلة الجبال السورية شمال دمشق.[1]
تقع حلبون في وسط سلسلة الجبال شمال غرب دمشق يحدها من الشمال بلدة رنكوس ومن الشمال الشرقي بلدة تلفيتا ومدينة صيدنايا ومن الجنوب الشرقي منين ومن الجنوب قرية الدريج ومن الجنوب الغربي بسيمة ومن الغرب أفرة ومن الشمال الغربي قرية هريرة.،تبعد عن مدينة دمشق حوالي 27 كم،مساحتها حوالي 150 كم2.
عدد سكانها حوالي "11000"نسمة. ترتفع حلبون عن سطح البحر حوالي 1450م 0وننميز بجمال طبيعتها وهوائها العليل ومناظرها الخلابة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حلبون في التاريخ
حلبون من اقدم المناطق المأهولة بالسكان منذ فجر التاريخ وقد ذكرت في الكتب المقدسة وفي الكثير من المراجع التاريخية حيث انها تتسم بالصفات التي يحتاجها الانسان في موطن سكناه ،كما تعد حلبون حصنا طبيعيا لرد المعتدين لموقعها بين الجبال الشاهقة المرتفعة.
ورد اسم حلبون في الكتابات القديمة ذكرهااسترابون باسم (شاليبون) وكانت من أسماء الأماكن التي حددها بطليموس في خارطته وقد ذكرت التوراة ان خمورها كانت تحمل إلى صور.
ذكرها بطليموس في كتابة الشهير باسم حلبون ويرى الاستاذ احمد الابش في ترجمته لكتاب "الفارس دارفيو "في دمشق في القرن السايع ان حوبة المذكورة هي حلبون حيث تتحدث الايات ان سيدنا إبراهيم عليه السلام قد تحارب مع خمسة ملوك وتبعهم حتى حلبون شمال دمشق.
أقدم ذكر لحلبون في ورد في سفر التكوين (الفصل 14.الفقرة 15)أثناء ذكر حرب النبي إبراهيم عليه السلام مع الملوك الخمسة الذين سبوا اأهل لوط :"وتفرق عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم واتبعهم حتى حوبة التي عن شمال دمشق " والمقصود بحوبة هنا حلبون ، كما جاء في مخطوطات البحر الميت (الفصل 21.مقطع 23-الفصل 22.مقطع26"وفروا جميعا من امامه حتى وصلوا حلبون التي تقع إلى يسار دمشق "
وكل الكتابات والأسفار القديمة تشير إلى شهرة حلبون بالخمر منذ الماضي السحيق حيث كان يصدر إلى صور وفارس وهو خمر ملكي حصرا للطبقة الحاكمةوهو محرم على العبيد والعامة وقد بلغت حلبون أوج شهرتها في عهد أغريقا الثاني حيث عثر على كتابين يحملان اسمه وقد ورد اسم حلبون فيهما. وتتساقط فيها الثلوج طيلة فصل الشتاء وتصل في بعض الأماكن إلى خمسة أمتار
ويقول الأستاذ الشاعر رفعت الشيخ "حلبون متغلغلة في القلب والوجدان تأسر محبها حتى انك لا تستطيع الفكاك من حبائل حبها ليس لاني حلبوني ولكن لي أسوة بمن ارتبط بها قبلي ووقع في شباكها فهاهو " ماركوس اورليوس " الذي حكم العالم من اواسط أوروبا إلى نهايات اسيا قبيل الميلاد لم يطب له المقام الا بها لقد جعلها مقرا لسكنه ودفن بها على الرغم ممايقوله التاريخ انه دفن بروما وهاهو ذا قبره كان في التابوت الذي كان يصب فيه ماء عين حلبون من تحت جامع حلبون الكبير أنه( جرن العين )الذي كتب عليه" الملك العظيم ماركوس " لقد كان ملكه شاسعا وعظيما ولكن استراحاته ومقره لم يكن إلا في حلبون اليس هذا عشقا لحلبون ؟
ومملكة الأبلينه التي تنسب إلى النبي هابيل علية السلام ابن ادم عليه السلام كان مركزها في سوق وادي بردى بالقرب من مدينة دمشق بينما كانت اقامة حكامها في قرية حلبون وكان هناك نفق يصل مابين وادي حلبون (الحبابير ـــــــ سوق وادي بردى ،التكية )من المناطق المحيطة ب دمشق وهاهو ذا الرحالة الإنكليزي" بورتر"الذي استطاع ان يحفظ لنا الكلمات التي كانت مكتوبة على جرن العين.
هاهو هذا الرحالة العظيم حسب ماورد في كتابه " خمس سنوات في دمشق" والذي كتبه عام 1850 هذا الرحالة كان ذاهبا إلى بلودان عن طريق حلبون ويبدو ان طريق بلودان كان من حلبون استوقفته حلبون ملياً كتب عن حلبون أكثر مما كتب عن التل او منين او بلودان وكل المناطق التي مر بها وعبر عن هذا في كتابه ومما قاله بورتر في كتابه "ان الكشف عن آثار حلبون قد يغير شيئا في التاريخ " وأضاف انه ذاق فاكهة لم يذق اطيب منها طيلة حياته وهي التين.
اما دمشق فلم تسمي حيا من احيائها بمكان ما من العالم, فلا تجد في دمشق الحي الاوربي او الحي الاسيوي ولكنك تجد حي الحلبوني نسبة إلى الشيخ (ديب الحلبوني ) الوافد اليها من حلبون وتكريما له وهو من اعرق الاحياء في سهل دمشق وليس في جبلها)."
وكل من في المنطقة يسمع عن استبسال حلبون في مقاومة الفرنسيين لدى غزوهم لها والكل سمع ايضا عن "" أبو العز "" الذي اسقط بنيران بندقيته البسيطة انذاك طائرة فرنسية كانت تحلق فوق حلبون لرصد الثوار.
حلبون قرية جميلة ذات وادي جميل وكبير ومميز يعطي رونقاً إضافياً للقرية طوله ”7 كم“ يمتد من نبع عين الصاحب حتى نبع الفاخوخ ذو الطبيعة الجبلية الرائعة وهي ذات مناخ معتدل ولطيف صيفاً حيث لا تتجاوز درجة الحرارة ”30 ْ“ مما يجعل الكثير من المصطافين والسواح السوريون والعرب والأجانب يزورونها وفي الشتاء تتساقط الثلوج على حلبون والمناطق المحيطة بها لتغطي الجبال.
السكان والحياة الاقتصادية
هذه القرية الجميلة وسكانها البلغ عددهم بحدود 11000 سمة منعم من يعمل بالزراعة ومنهم من يعمل في مجال الصناعة والتجارة وهناك بعض الصناعات في القرية اضافة للزراعات المنتشرة بشكل كبير وتتميز بجودتها من الخضروات والفواكة والجوز الشهير.
أهم الزراعات
- 1- الجوز: حيث تحتل القرية المرتبة الأولى بإنتاجه بين جميع القرى السورية وهو من النوع المميز بمذاقه حيث أنه يُسقى من الآبار والينابيع العذبة مما يجعله متفوقًا على نظيريه الإيراني والتركي وهو الجوز البلدي السوري.
- 2- التفاح: تعتبر حلبون من المناطق الرائدة بإنتاجه علمًا أنه يُزرع بعلًا (أي يُعتمد في زراعته على مياه الثلوج) مما يكسب الثمار اللون الأصفر والطعم المميز.
- 3- الكرز
- 4- التين (بجودته العالية)
- 5- المشمش
- 6- العنب
- 7- الزيتون
وتنتج القرية الكثير من المزروعات الموسمية من الخضار المروية بمياه الثلوج التي تتساقط بغزارة في فصل الشتاء جبال المنكقة وعلى حلبون.
أهم الينابيع
هناك العديد من الينابيع المشهورة على المستوى المحلي والعربي وهناك أكثر من أربعون نبعاً لعل أشهرها نبع عين الصاحب الذي تروى منه أراضي قرية الدريج وهو متنزه سياحي خلاب ،ونبع الفاخوخ ونبع عين الحمة الذي يشفي بإذن الله من بعض الأمراض كالحصبة والعديد من الامراض الجلدية وفي حالات امراض المفاصل وغيرها.. ونذكر من هذه الينابيع :-
- نبع عين الصاحب
- نبع عين البير
- نبع الشجرات
- نبع عين الحجل
- نبع الهدمة
- نبع عين بلارة
- نبع عين الحمة
- نبع الفاخوخ
- نبع بيسان
الآثار في حلبون
القرية بتاريخها الذى يعود إلى اقدم الازمنة فيها الكثير من الشواهد الأثرية والتي تدل على أن الإنسان القديم سكنها منذ أقدم العصور و جبال حلبون العالية تحتوي على شواهد هامة تتمثل بعدد كبير من المغاور والكهوف المنحوتة باصخر داخل الجبال إضافة إلى بعض الاثار الرومانية مثل القبور الرومانية القديمة وبعض المباني الاثرية.
قرية حلبون بموقعها الرائع فوق ققم الجبال العالية وبجوها الجميل المعتدل واطلالتها من كل جانب وقربها من مصايف هامة في الجبال السورية المحيطة بدمشق تستحق ان تكون من المصايف المميزة وتجتذب عددا من الباحثين عن الطبيعة والجو الجميل.