حكمت أبو زيد
حكمت أبو زيد محمدين أو حكمت أبو زيد، أستاذة جامعية سابقة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في الستينيات. كما شغلت منصبا وزاريا في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واختلفت مع الرئيس السادات.
وغادرت مصر مع زوجها الدكتور محمد الصياد إلى ليبيا وعملا أستاذين في جامعة الفاتح بطرابلس وألصقت بها السلطة اتهامات بأنها وراء ما حدث للسفارة المصرية في ليبيا وأنها خرجت في مظاهرة تشفيا بمقتل الرئيس السادات، وكانت القمة العربية منعقدة في بيروت (أكتوبر، 1981)وعاشت في المنفى مدة (19) عاما وكان اسمها مدرجا في قائمة المطلوبين للأمن المصري بتهمة الخيانة، إلا أن المحكمة الدستورية برأتها مع آخرين وصدر حكمها في فبراير 1991م وتم إلغاء الحراسة على ممتلكاتها وسمح لها بحمل جواز السفر المصري في مارس 1992م. 2[1].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
نشأت الدكتورة حكمت أبو زيد بقرية الشيخ داود التابعة للوحدة المحلية بصنبو بمركز القوصية، وتشربت أعماقها منذ نعومة أظافرها المشاعر الوطنية من خلال تنشئتها الأسرية فكانت والدتها تصوم العذراء وتتناول طعام المسيحيون بدون دهون إيماناً منها بأن الأديان كلها من عند الله. رسالة التحدي والدها كان ناظراً بالسكك الحديدية إهتم بإبنته ووفر لها إمكانية السفر يومياً من قريتها لبندر ديروط لتتلقي التعليم بالمدارس الإبتدائية والإعدادية حتي جاءت المرحلة الثانوية فتغربت الدكتورة حكمت أبو زيد عن أسرتها لتكمل مسيرتها التعليمية بمدرسة حلوان الثانوية بالثلاثينيات من القرن الماضي ،ولم يكن بحلوان حينذاك مدن جامعية فأقامت بجمعية "بنات الأشراف" التي أسستها الراحلة الزعيمة نبوية موسى.
المناضلة الصغيرة وفي خلال دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر مما آثار غضب السلطة ففصلت من المدرسة واضطرت لإستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية. رسالة ورؤية واضحة وفي عام 1940م إلتحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول التي أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين والذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية ورغم محاولته إقناعها بالإلتحاق بقسم اللغة الفرنسية لتفوقها في هذا المجال وكونها خريجة مدارس أجنبية بالإسكندرية إلا أنها فضلت العلوم الإجتماعية لاهتمامها الوطني بالمجتمع الإنساني ومعرفتها منذ الصغر بأهمية أن يكون لها رؤية ورسالة واضحة بالحياة. دراساتها العليا ولم تكتفي حكمت أبو زيد بهذا القدر الهائل من التعليم قياساً بالظروف آنذاك بل حصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة عام 1944م ثم حصلت على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950م حتي حصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلتزا عام 1955م. 2[2].
رحلة الكفاح الوطني
وفي عام 1955م عادت لمصر فور حصولها على الدكتورة وتم تعيينها فوراً في كلية البنات بجامعة عين شمس وفي نفس العام إنضمت الدكتورة حكمت أبو زيد إلي فرق المقاومة الشعبية حتي حدثت حرب 1956م فبدأت تتدرب عسكرياً مع الطالبات وسافرت إلي بورسعيد مع سيزا نبراوي وإنجي أفلاطون وكن يشاركن في كل شئ من الإسعافات الأولية حتي الإشتراك بالمعارك العسكرية وعمليات القتال العسكري. الخلاف مع الرئيس وفي عام 1962م أختيرت الدكتورة حكمت أبو زيد عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي 1962م ومن خلال ذلك دارت مناقشاتها حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكانت تميل إلي الخلاف في الرأي مع الزعيم الراحل حول مفهوم المراهقة الفكرية ودعم العمل الثوري مما آثار الإعجاب الشديد من قبل الزعيم عبد الناصر بها. ثاني وزيرة عربية حيث أول وزيرة في العالم العربي نزيهة الدليمي.
وفي أوائل الستينات أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيين الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة للدولة للشئون الإجتماعية لتصبح بذلك ثاني سيدة في العالم العربي تتولي منصب وزير وأثبتت من خلاله كفأة منقطعة النظير لتفتح المجال للمرأة العربية بتولي المناصب القيادية. فمن خلال منصبها حولت الوزارة إلي وزارة مجتمع وأسرة كما نقلت نشاطها لكافة القري والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع لها. مشروعات لها تاريخ وأقامت للمرة الأولي في التاريخ عدة مشروعات رائعة مازالت مستمرة حتي يومنا هذا منها مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية. تطوير الجمعيات الأهلية وفي عام 1964م ساهمت بوضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم الجمعيات الأهلية ،فلها يعود الفضل في تطوير العمل الإجتماعي والرعاية الأسرية من خلال توليها منصب الوزارة ما جعلت للمرة الأولي من مهام وزارتها ضم رعاية مؤسسة الأحداث بكل مشاكلها مما يعد خطوة حاسمة وفعالة في العناية بهؤلاء الأحداث. مقدرة فريدة وعندما حدثت هزيمة 1967م ونظراً للثقة الكبيرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ديناميتها ووطنيتها ومقدرتها على رفع الروح المعنوية للأفراد فقد كلفها بالاهتمام الكامل بالرعاية الإجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية وبالفعل حققت نجاح منقطع النظير في هذا المجال. قلب الثورة الرحيم وفي عام 1969 قامت الدكتورة حكمت أبو زيد بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق عدة مرات ولم تنسى حكمت أبو زيد عبارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حينما قال لأهل النوبة "سيكون لكم وطن وسنكون لكم مثل الأنصار للمهاجرين" وإنطلقت الدكتورة حكمت أبو زيد تترجم هذه العبارة إلي مشروع كامل في القري النوبية الجديدة ما بين كوم أمبو وأسوان وحرصت على نقل النسيج والبنيان النوبي كما كان قبل الغرق وتفاعلت إنسانياً مع أهالي النوبة مما جعل الزعيم جمال عبد الناصر يطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم" العودة للجامعة وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970م عادت الدكتورة حكمت أبو زيد إلي الحرم الجامعي لتدريس الإجتماع الريفي والحضري وتنقل حصيلة تجربتها الميدانية إلي طلابها وطالباتها في جامعة القاهرة ولم تفقد يوماً ذاتها القومية والثورية إلي يومنا هذا.
الخلاف الحاسم
وفي السبعينيات إختلفت بشدة مع قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمبادرة السلام مع إسرائيل وشككت في النوايا الصهيونية للأمة العربية مما جعلها تتلقي أبشع التهم والإتهامات حتي أطلق عليها ألفاظ الإرهابية والجاسوسة وإتهامها بالخيانة وبأنها المصرية غير المنتمية وذلك لمجرد أنها أفصحت عن رأيها بصراحة تجاه السلطة الحاكمة. النضال الوطني بل وتم وضع الحراسة على جميع ممتلكاتها ومصادرة جميع أملاكها بمصر وإسقاط الجنسية المصرية عنها ومنعها من تجديد جواز السفر ومصادرته ،حتي إضطرت للتغريب عن أحضان الوطن الذي عاشت لأجله وأصبحت لاجئة سياسية هاربة لمدة عشرين عاماً بعيداً عن التراب الذي عشقته والوطن الذي ضحت من سبيله بكل ما تستطيع وتملك وضربت أروع أمثله النضال الوطني المعاصر. وفي فبراير عام 1991م أصدرت المحكمة العليا قرارها بالغاء الحراسة على ممتلكاتها وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسية المصرية وفور علمها بذلك قررت العودة لأحضان الوطن الذي عاشت لأجله. نوط الفاتح العظيم وقبل عودتها وجهت لها دعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي فأقيم لها ولزوجها إحتفالاً مهيباً وتاريخياً ومنحت خلاله أنواط الفاتح العظيم من الدرجة الأولي من قبل الأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح مع العلم بأن هذا النوط تم منحها إياه كاستثناء تاريخي لم يحدث من قبل حيث أنه لا يمنح إلا لرؤساء الدول ولكن لمكانتها القومية جعلت منها إضافة للوسام أكثر من كونها إضافة لتاريخها المشرف. السيف الذهبي ووجهت لها دعوة أخرى من ملك المغرب الملك الحسن لحضور إحتفالاً عظيماً هو الأول من نوعه الذي يتم فيه منح السيف الذهبي من الذهب الخالص للدكتورة حكمت أبو زيد علماً بأنه لا يملك هذا السيف ولا يوجد له نظير في العالم بإستثناء ملك المغرب مما يعد تكريماً أسطوري تستحقه الدكتورة حكمت بجدارة وإستحقاق. الأصالة والحنين وفور رجوعها لأرض مصر في 2 مارس عام 1992م فتحت لها صالة كبار الزوار بمطار القاهرة وخرجت من المطار فوراً للتوجه إلي ضريح الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليكون أول مكان تراه ومازالت تعيش الدكتورة بالقاهرة إلي يومنا هذا مفاضلة العيش مع ذكرياتها التاريخية.
المؤهلات العلمية
- ليسانس الآداب من جامعة فؤاد الأول ، عام 1940.
- دبلوم في التربية ، معهد التربية العالى ، وزارة التربية والتعليم، القاهرة ، عام 1942.
- دبلوم في التربية الخاصة من جامعة أدنبرة بأسكتلندا ، عام 1949.
- ماجستير في التربية جامعة سانت اندروز اسكتلندا ، عام 1950.
- دكتوراه الفلسفة من معهد التربية ، جامعة لندن ، إنجلترا، عام 1955. 2[3].
التدرج الوظيفى
- مدرسة ثانوى بمدرسة حلوان الثانوية بنات ( 1942 – 1947).
- مدرسة بكلية البنات بجامعة عين شمس ، القاهرة ( 1955 – 1961).
- أستاذة مساعدة بكلية البنات ، جامعة عين شمس ( 1961 – 1962).
- أستاذة قسم الاجتماع ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة (1965 – 1975).
- أستاذة غير متفرغة بكلية الهندسة العليا ، علم التخطيط المدنى ( 1969 – 1973).
- رئيسة قسم الاجتماع بكلية الآداب ، جامعة القاهرة في الفترة (1970 – 1975).
- أستاذة غير متفرغة بكلية البنات الإسلامية ، جامعة الأزهر ( 1965- 1973).
- أستاذة بمعهد البحوث والدراسات العربية ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم القاهرة "جامعة الدول العربية" في الفترة ( 1969-1975).
- أستاذة غير متفرغة بكلية البنات ، جامعة عين شمس ( 1963 – 1965).
- أستاذة غير متفرغة بكلية التمريض العالى ، منظمة الصحة العالمية بالإسكندرية ( 1960 –1961).
- أستاذة علم الاجتماع بجامعة الفاتح بالجماهيرية العربية الليبية ، طرابلس ( 1975 – 1992).
الهيئات التى تنتمى إليها
عضوة بارزة في العديد من المحافل والهيئات الدولية منها:
- عضوة مجلس إدارة جمعية الأمم المتحدة، القاهرة (1972 – 1975).
- عضوة المجالس القومية المتخصصة للخدمات والشئون الاجتماعية ( 1974 – 1975).
- رئيسة الجمعية المصرية للتكافل الثقافى بالقاهرة منذ عام 1967 .
- عضوة المجلس التنفيذى للاتحاد العالمى للمشتغلين بالمهن العلمية وعدده تسعة عشر عضوًا على مستوى العالم بباريس منذ عام1973وحتى الآن.
- عضوة لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة .
المؤتمرات التى شاركت فيها
حضرت وشاركت في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية.
المؤلفات العلمية
لها العديد من المؤلفات:
- التكيف الاجتماعى في الريف المصرى الجديد ، القاهرة ، عام 1960.
- التاريخ : تعليمه وتعلمه حتى نهاية القرن التاسع عشر ، القاهرة ، عام 1962.
- دور المرأة العربية في معركة البناء ، وزارة الشئون الاجتماعية ، عام 1964.
- ملامح شخصية المرأة البدوية : محكمة ـ مجلة الدراسات الفلسفية والاجتماعية ، العدد الأول ، أكتوبر عام 1972.
- بحث مقدم الاتحاد العالمى للمشتغلين بالمهن العلمية في مؤتمر منعقد في فارنا بلغاريا ، عام 1973.
- Evaluation of Methodological and Social Scientific Research for the Study of Rural & Bedouin Women In the Arab Region 1975.
- ظاهرة البداوة وخصائصها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية وما تلقيه من مطالب على برامج تعليم الكبار : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالجزائر، عام 1979.
مرئيات