حسن دقو
حسن دقو، هو رجل أعمال لبناني من أصل سوري. اشتهر دقو بملك الكبتاجون، لتورطه في قضايا تهريب المخدرات إلى السعودية واليونان وغيرها. كما يعرف عنه علاقته الوثيقة بحزب الله.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
لا يُعرف تاريخ ميلاده على وجه الدقة، لكن حسب ما تداول من أخبار عام 2021 أنه في الأربعينيات من عمره. دقو من أصل سوري لكنه حصل على الجنسية اللبنانية بموجب حُكم قضائي، يملك أموالاً طائلة وفّرت له شبكة من العلاقات السياسية والأمنية والقضائية.[1] بينما أكد أحد وجهاء بلدة الطفيل أن دقو لبناني أباً عن جد، إلا أنه كان يحمل بطاقة قيد الدرس بسبب تقصير عائلته في تسجيل أبنائها، ويمكن التأكد من ذلك في دائرة الإحصاء، وقد تمكن من الحصول على الهوية قبل سنوات من دون أن نعلم بالتحديد فيما إن كان ذلك بواسطة مرسوم صادر عن مجلس الوزراء أو غير ذلك، نافياً كذلك ما أشيع من أن دقو ترعرع في عائلة فقيرة، حيث قال: "والده كان أكبر مهرب في الطفيل، يهرب الأدوات الكهربائية والخشب والحديد، ومع الحصار على سوريا استغل الوالد الفرصة وفتح محلات لبيع كل ما يخطر على البال، قسم كبير من سكان سوريا كانوا يقصدونه، وكانت زوجته ممسكة بالجانب المالي لعمله، مع العلم ان حسن عمل في نجارة الباطون لفترة، وبعدما توفي والده باعت والدته ارضاً كان يمتلكها في النبك السورية، ففتح ابنها معرضاً للسيارات بين دمشق والنبك أطلق عليه "مكتب الحسن"، ومن بعدها بدأ بالتجارة حيث فتح معمل تنظيفات، ومصنع أمصال في الأردن".
امبراطورية دقو
بنى دقو إمبراطورية واعتمد على أمواله لتيسير تجارته بالمخدرات، وفرض سيطرته بالمال، وكانت له علاقات مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية، وبات معروفاً في لبنان أنه يحظى بتغطية من وزراء ونواب، لا سيما أنه سبق أن تم توقيفه في وقت سابق ثم أفرج عنه لاحقاً. وعن كيفية دخول دقو عالم المخدرات تحدث أحد معارفه للنهار اللبنانية حيث قال: "والد دقو فلاح، عمل في التهريب، وفي فترة من الفترات انتقل حسن الى سوريا حيث سكن في بلدة النبك، تزوج من سورية قبل ان يعود ويتزوج من محامية لبنانية، جيرانه كانوا يعملون في تجارة المخدرات انخرط معهم وانطلق في هذا المجال، وقد سجن في قضايا عدة في سوريا، منها قضية تشليح". وأضاف: "اضطر دقو الى نقل معمل تصنيع المخدرات بعد اندلاع الاحداث السورية، انتقل الى لبنان وفتح معملاً في الطفيل حيث استغل غياب الدولة هناك، الا انه اضطر الى اغلاقه بسبب الضغوطات التي فرضت عليه من قبل احد احزاب المنطقة ".
ولدى دقو، المتزوّج بمحامية معروفة، أسطول من السيارات يضم 12 سيارة مزوّدة بزجاج حاجب للرؤية وعدداً كبير من المرافقين يتنقّلون معه مدجّجين بالأسلحة من دون حسيب أو رقيب، فيما يعتبره عدد من أهالي المنطقة زعيماً لا سيما وأنه يقدم لهم المساعدات بشكل دائم.
اعتمد دقو على أمواله لتيسير تجارته، فرض سيطرته بالمال، وكان له علاقات مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية، ويقال أنه "مغطى من وزراء ونواب". وفي بلدة الطفيل الحدودية مع سوريا التي اشترى جزءاً كبيراً من أراضيها، شيّد دقو قصراً يشبه القلعة وسط أبنية متداعية، كما اشترى 13 مليون متر مربع في البلدة بحجة إقامة مصانع ومعامل أسمنت، ليتبين لاحقاً أنها مشاريع وهمية، وقد اقتلع كامل الأشجار فيها إضافة إلى بقية الأشجار التي تعود لأراض مرهونه لمصرف لبنان، بواسطة آليات اشتراها بما يقارب 300.000 دولار، فحصل نزاع بينه وبين الأهالي بسبب ذلك، ما أدى الى تشكيل لجنة لحله ضمت المفتي السابق بكري الرفاعي وممثلين عن حزب الله وتيار المستقبل، وفي احدى المرات ذبح 20 خاروفاً عندما عقدت اللجنة اجتماعاً حضره حينها النائب إبراهيم الموسوي.[2]
وتعتبر الطفيل بلدة نائية، تقع بعمق السلسلة الشرقية للبنان وتتداخل فيها الأراضي السورية، مساحتها 52 كيلومترًا مربعًا، على بعد 57 كيلومترًا من مدينة دمشق، وقد تحولت منذ الحرب الأهلية السورية إلى منطقة أمنية تحت سيطرة حزب الله الذي ينتشر منذ العام 2014 على جانبي الحدود السورية-اللبنانية في منطقة القلمون الغربي.
علاقاته
علاقته بحزب الله
يقال الكثير عن علاقة دقو بحزب الله لا سيما وأن نشاطه يتركز بين عسال الورد السورية والطفيل اللبنانية، وهي مناطق تحت سيطرة حزب الله، ويتحدث العديد من سكان هذه المناطق عن حماية الحزب لمعامل دقو التي يشتبه بأنها تصنع الكبتاجون. وعبر صفحته الرسمية، يتباهى دقو بصور يرتدي فيها زي حزب الله العسكري، يتواجد فيها بأحد المراكز العسكرية التابعة للحزب، إضافة إلى صور تجمعه مع نائب حزب الله إبراهيم الموسوي. معلومات تشير أيضاً إلى علاقة دقو بنجل المسؤول في حزب الله محمود قماطي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن علاقة مسؤولين بحزب الله بمعامل الكبتاجون في منطقة البقاع حيث تم اكتشاف عام 2012 معمل في منطقة بعلبك ينتج ما يسمى حبة البركة أو حبة السيد، وهي حبوب كبتاجون لاقت رواجاً كبيراً في المنطقة لدى الشبان ليتبين أن صاحبه هاشم الموسوي شقيق أبرز قادة حزب الله النائب السابق حسين الموسوي، في حادثة أحرجت الحزب الذي أعلن أن "تورط أحد المسؤولين وشقيق نائب لا يعني ضلوع الحزب".
كما أعلنت المليشيا حينها إفساح المجال لملاحقة المتورطين قضائيا ليعود بعدها ويتبين أن هاشم سافر لأسباب أخرى وبقي فارا من العدالة. ويضاف إلى كل ما تقدم تقارير إعلامية غربية تتحدث عن قيام حزب الله بتهريب المخدرات وتجارتها في أكثر من دولة، واستثمار عائداتها لتمويل أنشطته الإرهابية.
الإعلام والأمن
لم يقتصر اعتماد دقو على المال لشراء ذمم النافذين في لبنان وسوريا، بل امتد ذلك الى المخاتير والإعلاميين ورؤساء البلديات، وفي أحد الأنشطة دفع لاعلاميين مبلغاً من المال، وفِي إحدى المرات عرض رشوى على مراسل جريدة النهار من أجل الامتناع عن تغطية نشاط لخصومه، لكن المراسل أصرّ على القيام بمهمته رافضاً ما عرض عليه.
كان دقو على علاقة مع تاجر مخدرات كبير يدعى ع. أ، وقد برز اسمه منذ 2020، وما يلفت النظر كما قال أحد العارفين "موكب السيارات الذي كان يرافقه، سواء بلوحاته الموحدة الأرقام أو بزجاجها الداكن، وأحياناً كثيرة كان يتجاوز الحواجز الأمنية من دون أن يتجرأ عناصر الأمن على إيقافه".
اعتقاله وإطلاق سراحه
جدير بالذكر أنه تاريخ 9 أبريل 2021، داهمت قوة من فرع المعلومات منزل المتهم دقو في محلة الرملة البيضاء في العاصمة بيروت، وألقت القبض عليه مع 4 من مساعديه، بينما تمكن الباقون من الفرار، قيل إن وجهتهم كانت تركيا. وأشار المصدر نفسه لـسكاي نيوز عربية إلى أن ملك الكبتاغون يملك أيضا عدة عقارات في لبنان وسوريا بينها شقق في مدينة زحلة البقاعية وشقق سكنية في منطقة الرملة البيضاء الراقية وقصور في الطفيل وسوريا تقدر بملايين الدولارات. وكان "سبب توقيف دقو مصادرة شحنة كبتاجون تم تهريبها إلى ماليزيا تمهيداً لإعادة تهريبها عبر أثاث منزلي إلى السعودية، وبناء على مذكرة توقيف، أرسلها الإنتربول من ماليزيا، تم إلقاء القبض على حسن دقو". يذكر أن دقو لم يكتف بمصانع الكبتاجون بل قام بوضع اليد على أراضي بلدة الطفيل الحدودية بشراء 600 سهم، أي ما يعادل 13 ألف دونم من أراضي بلدته الطفيل. في 28 أبريل 2021، اعتقلتته السلطات اللبنانية حسن دقو، لتورطه في تهريب المخدرات إلى السعودية الذي تسبب بقرار منع الرياض استيراد البضائع اللبنانية. [3]
في 18 أغسطس 2021، كشفت مصادر حقوقية خاصة في لبنان، أنه يتم التحضير لإطلاق سراح "ملك الكبتاجون حسن دقو، الذي تربطه علاقات قوية بحركة حزب الله. وتصدر اسم حسن محمد دقو المشهد اللبناني، مرفقاً بلقب ملك الكبتاجون بشكل مفاجئ، بعد توقيفه في أبريل 2021 على ذمة التحقيق، بتهمة تهريب المخدرات إلى السعودية واليونان وغيرها من الدول. وبعد تقديم طلب إخلاء سبيل من قبل موكليه، يتوقع ألا يلقى الأمر اعتراضاً قضائياً، نتيجة تدخلات سياسية فاعلة، بل سيكتفي القضاء بتحديد قيمة عالية للكفالة المالية. وكشفت المصادر عن "نية جديدة لإخلاء سبيل الموقوف حسن دقو بموجب تسوية قضائية تقضي بإخلاء سبيله مقابل كفالة مالية عالية." وأوضحت المصادر: "هناك تحضير لإخلاء سبيل دقو والوضع يتم متابعته مع الجهات القضائية، وهي ليست المرة الأولى في لبنان التي ينفذ فيها "حزب الله" ما يريد من خلال القضاء اللبناني، وهناك أمثال عديدة مشابهة أبرزها قضية النائب السابق في حزب الله، نواف الموسوي". وتابعت: "ما يجري من ضغوطات سياسية على القضاء هدفها إخلاء سبيل دقو بطريقة قانونية، وبضغوطات سياسية تضمن عدم عرقلة إخلاء سبيله".[4]
مرئيات
من هو حسن دقو؟ |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ^ "حسن دقو.. "ملك الكبتاغون" بلبنان المدعوم من حزب الله". العين الإخبارية. 2021-05-06. Retrieved 2021-08-18.
- ^ "حسن دقو... امبراطور المخدرات والتهريب وشراء الذمم". جريدة النهار اللبنانية. 2021-04-27. Retrieved 2021-08-18.
- ^ "لبنان: اعتقال حسن دقو "امبراطور المخدرات والتهريب وشراء الذمم"". مونت كارلو الدولية. 2021-04-28. Retrieved 2021-08-18.
- ^ ""حزب الله" يحضر لإخراج "ملك الكبتاغون" من قبضة القضاء". سكاي نيوز عربية. 2021-08-18. Retrieved 2021-08-18.