حركة الشباب التونسي
حركة الشباب التونسي هي حركة وطنية تونسية ذات طابع علماني . كانت تريد أن تكون صوت « سكان تونس الأصليين » في وجه المستعمر . تكونت احركة من خرجي المدرسة الصادقية الذين واصلوا تعليمهم بالخارج وفي مقدمتهم علي باش حامبة و بشير صفر و عبد الجليل الزاوش و خير الله بن مصطفي إلى جانب زيتونيين مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي . جاءت حركة الشباب التونسي في سياق حركة الإصلاح التي نشأت مع خير الدين باشا و أحمد بن أبي ضياف و محمد بيرم .
في 7 فيفري 1907 أصدرت جريدة (لو تونزيان Le Tunisien) التونسي و كان علي باش حامبة هو رئيس تحريرها . كانت أول جريدة تونسية تصدؤ باللغة الفرنسية . كان يطبع منها 2500 نسخة و كانت 250 نسخة منها توزع مجانا في عدة دول أوروبية و عربية ك فرنسا و تركيا و مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا و غيره . أصدر آخر عدد منها في 13 مارس 1912 .
حدثت مصادمات مع الجالية الإيطالية إثر حادث قتل تونسي على يد مقيم إيطالي وفي سنة 1912 أضرب التونسيين عن استعمال التراموي الذي كان تسيره شركة إيطالية وكان الأهالي أسندوا لجنة الإشراف على الإضراب إلى علي باش حامبة فواجهت السلطات الاستعمارية بقيامها بنفي زعماء حركة الشباب التونسي إلى الخارج كعلي باش حامبة وشقيقه محمد باش حامبة والشيخ عبد العزيز الثعالبي كما أبعدت آخرين إلى داخل البلاد مثل الصادق الزمرلي الذي نفي إلى تاطاوين بينما تعرض العديد إلى السجن والمحاكمة بعدما أعلنت السلطات الاستعمارية حالة الطوارئ التي رفعت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وتحديدا سنة 1921 .
توفي علي باش حامبة بتركيا كما توفي أخوه محمد في ألمانيا بينما عاد الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليشارك في إحياء الحركة الوطنية التونسية بعد الحرب.
لم تعمر حركة الشبان التونسيين أكثر من خمس أو ستّ سنوات لكنها جمعت نخبة تونسية تحملت مسؤولية النطق باسم الأهالي والتعبير عن مطالبهم الإصلاحية فعبدت بكتاباتها وأنشطتها وتضحياتها الطريق لتأسيس أول حزب سياسي بعد الحرب أخذ منها مشعل التحرر الوطني وهو الحزب الحر الدستوري التونسي بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالي الذي شاركت في تأسيسه ثلة من التونسيين كان جلهم ينتمي إلى حركة الشباب التونسي.