جون وسلي
جون وسلي John Wesley | |
---|---|
وُلِدَ | 28 يونيو [ن.ق. 17 يونيو] 1703 |
توفي | 2 مارس 1791 لندن، إنگلترة |
الجنسية | بريطاني |
المدرسة الأم | كنيسة المسيح، أكسفورد |
المهنة | رجل دين، مؤلف، وعالم لاهوت |
الزوج |
ماري ڤازيل
(m. 1751; sep. 1758) |
الوالدان | صمويل وسوزانا وسلي |
الأقارب |
|
الديانة | مسيحي (أنگليكاني وميثودي) |
الكنيسة | كنيسة إنگلترة |
رُسـِّم | 1725 |
المناصب | رئيس المؤتمر الميثودي |
التوقيع | |
جزء من سلسلة مقالات عن الميثودية | |||
---|---|---|---|
جون وزلي | |||
| |||
| |||
| |||
| |||
| |||
| |||
| |||
بوابة الميثودية |
جون وسلي (John Wesley ؛ /ˈwɛsli/;[1] ؛ و. 28 يونيو 1703 - ت. 2 مارس 1791)، هو رجل دين ولاهوتي مسيحي أنگليكاني. ويعود الفضل إليه حد كبير جنبًا إلى جنب شقيقه تشارلز وسلي، في تأسيس الحركة الميثودية. وكان قد بدأ عندما تولى الوعظ في الهواء الطلق بطريقة مماثلة لجورج وايتفيلد. وعلى النقيض من الكالڤني جورج وايتفيلد، إعتنق وزلي اللاهوت الأرميني الذي يتعلق بمسألة الخلاص على اللاهوت الأرميني (نسبة إلى جاكوب أرمينيوس) والقائل بإمكانية خلاص كل إنسان، مناقضة بذلك عقيدة الاختيار المسبق للكالڤنية. وأصبح ويسلي أبرز أعلام الصحوة الإنجيلية في بريطانيا في القرن ال18. وشاركت أسرة ويسلي وسلالته في نشر المذهب الميثودي.
ساعد وزلي في تنظيم وتكوين جمعيات من المسيحيين في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، أمريكا الشمالية وأيرلندا في جماعات صغيرة التي وضعت بشكل مكثف المساءلة الشخصية، والتلمذة والتعليم الديني بين الأعضاء. وكان له مساهمة كبيرة في تعيين الدعاة المتجولين الذين سافروا على نطاق واسع إلى التبشير ورعاية الناس في المجتمعات.
في إطار توجيهات وزلي أصبح الميثوديون قادة في العديد من القضايا الاجتماعية بما في ذلك إصلاح السجون وحركات إبطال العبودية. وكانت مساهمة ويسلي في كونه عالمًا دينيًا سبب في إلى اقتراح نظام لمعارضة مواقف لاهوتية. كان له أعظم إنجاز لاهوتية وهو ما سماه "الكمال المسيحي"، أو قداسة القلب والحياة. دعا إلى مساعدة الآخرين والكنيسة تطلق على هذه المساعدات اسم أعمال الرحمة.
طوال حياته وزلي بقي داخل الكنيسة التي أنشئت وأصر على أن حركته كان جيدة في حدود التقاليد الانجليكانية وكان يحظى باحترام على نطاق واسع وأشير إلي باسم "أفضل رجل أحب في إنجلترا".[2] واشتهر بعظاته وموسيقاه.
يُذكر أنّ ويسلي عُرف في تأكيده على النظافة والصحة والعيش البسيط. كما وأعتبر بوصفه رائدًا للطب الوقائي.[3] وقد وصفة كتاب أميزينگ جون وزلي «المحارب الأعظم من أجل النظافة، والمرّبي الصحيّ الأكبر في بريطانيا القرن الثامن عشر.[4]» و«من الشخصيات الأبرز في العالم المسيحي التي شاركت في نشر مبدأ وممارسة النظافة الشخصية والطب الحديث والصحة الجسديّة والعقليّة.[5]»
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
إذا أردنا أن نفهم مكانه في التاريخ وجب أن نذكر أنفسنا ثانية بأنه حين أسس هو وأخوه تشارلز الحركة المثودية في أكسفورد عام 1729، كان الدين في إنگلترة أحط منزلة مما كان في أي فترة من فترات التاريخ الحديث. فلم يكن يختلف إلى الكنيسة من أعضاء مجلس العموم أكثر من خمسة أو ستة.[6] وكان رجال الأكليروس الأنجليكاني قد غالوا في قبولهم العقلانية غلوا جعلهم يبنون كل كتاباتهم تقريباً على الجدل العقلي. وندر أن ذكروا الجنة أو النار، وكانوا يؤكدون على الفضائل الاجتماعية دون الغيبيات. والعظة الإنجليزية كما وصفها فولتير كانت "رسالة جدية ولكنها جافة أحياناً، يقرؤها رجل على الشعب دون إيماءة ودون أن يرفع صوته رفعاً ملحوظاً". ولم يكن الدين نشيطاً حاراً إلا في المذاهب المنشقة التي تتبعها الطبقة الوسطى. وكان عمال المدن مهملين إهمالاً كلياً تقريباً من الأكليروس الأنجليكاني، "كان هناك فرقة ضخمة تتألف من أدنى الطبقات، أفرادها بعيدون عن متناول التعليم أو الدين، لا دين لهم، ولم يعلموا ديناً على الإطلاق"، وقد أسلموا إلى فقر لا يضيئه نور الأمل الديني إلا قليلاً. في هذه الخلفية أحيا جون وسلي وجورج هوايتفيلد العقائد والآداب البيورتانية أحياء قوياً وأسساً الكنيسة المثودية.
كان اللاهوت والثورة يجريان في عروق آباء وسلي. فجده الأكبر برتلميو وسلي طرد من وظائف القسوسية في دورست لأنه واصل العبادة المنشقة بعد أن رُدّ الاحتكار الكنسي في إنجلترا للكنيسة الأنجليكانية. وأصبح جد جون، جون وستلي، قسيساً في دوريست، وسجن لرفضه أن يستعمل كتاب الصلاة العامة، وطرد من القسوسية، وأصبح راعياً منشقاً في بول. وأسقط والد جون، واسمه صموئيل وسلي، حرف التاء من اسمه، وشق طريقه إلى أكسفورد، وهجر المنشقين، ورسم قسيساً أنجليكانياً، وتزوج سوزانا آنزلي (وكانت بنت واعظ) وأصبح قسيس إپورث، لنكونشاير، ومات من أبنائه التسعة عشرة ثمانية في طفولتهم-وفي هذا بيان لشقاء النساء، وفحولة القساوسة المستهترة، ونوعية الطب في إنجلترا القرن الثامن عشر. وكان الأب مؤدّباً صارماً في البيت وعلى المنبر، نشّأ أبناءه على الخوف من إله منتقم، وأدان إحدى رعايا أبرشيته بالزنا، وأجبرها على السير في الشارع في مسوح التوبة(45). وكانت زوجته ضريباً له في الصرامة والتقوى. فلما بلغ ابنها الأشهر التاسعة والعشرين شرحت له فلسفتها في التربية الخلقية فقالت:
وأصبح أكبر أبنائها، صموئيل وسلي الثاني، شاعراً وعالماً وقسيساً أنجليكانياً أنكر على أخويه مذهبهما المثودي. وكان الطفل الثامن عشر هو تشارلز وسلي، الذي دعم مواعظ أخيه جون دعماً قوياً بترانيم بلغ عددها 6.500. أما جون فكان الخامس عشر، وهو مولود في إپورث في 1703. فلما بلغ السادسة احترق بيت القسيس، وتركته الأسرة وسط النيران ظناً منها أنها قضت عليه، ولكنه أطل من شبك في الطابق الثاني، فأنقذه جار وقف على كتفي آخر، وسمى نفسه بعد ذلك "جمرة اختطفت من بين المحترقين" ولم يتغلب قط على خوفه الشديد من الجحيم. وفي بيت أبيه كانت أي ضوضاء غير واضحة السبب، تفسر على أنها وجود خارق للطبيعة، شيطاني أو إلهي.
وحين بلغ جون الحادية عشرة أرسل إلى مدرسة تشارتر هاوس الحرة، وفي السابعة عشرة إلى كرايست تشيرش بأكسفورد. وقد تغلب على ضعف صحته بإدمان المشي والركوب والسباحة، فعمرّ حتى بلغ الثامنة والثمانين. وقرأ كثيراً، واحتفظ بمذكرات ومقتطفات من قراءته توخى فيها التدقيق والعناية. وكان أحب الكتب إليه كتاب جيرمي تيلر "الحياة المقدسة والموت المقدس"، وكتاب توماس أكمبس "محاكاة المسيح". وبدأ-حتى في أيام دراسته بالكلية-تلك اليومية التي هي إحدى آيات الأدب الإنجليزي والتقوى البروتستنتية. وقد كتب بعضها بالشفرة والاختزال. وفي 1726 عين زميلاً بكلية لنكولن، وفي 1728 رسم قسيساً أنجليكانياً.
وأخوه تشارلز هو الذي بدأ بجمع في أكسفورد جماعة صغيرة من نحو خمسة عشر طالباً ومعلماً اعتزموا ممارسة المسيحية بدقة منهجية. وأعداؤهم هم الذين خلعوا عليهم تهكماً وازدراء اسمى "النادي المقدس" و "المثوديين". وكانوا يقرءون معاً العهد الجديد اليوناني والآداب القديمة، ويصومون كل أربعاء وجمعة، ويتناولون العشاء الرباني كل أسبوع، ويتفقدون المسجونين والمرضى ليقدموا لهم العزاء والأمل الديني، ويرافقون المحكوم بإعدامهم إلى المشنقة. ووصل جون وسلي إلى تزعم الجماعة بفضل شدة حماسته وتقواه، فكان يستيقظ كل يوم في الرابعة-وهي عادة احتفظ بها حتى وهو طاعن في السن، ويخطط منهجياً في كل صباح الأعمال التي تؤدى في كل ساعة من ساعات اليوم. وكان يعيش على ثمانية وعشرين جنيهاً في العام، ويوزع باقي دخله على أعمال البر. وقد أكثر من الصوم حتى بدا مرة أنه قد دمر صحته تدميراً لا برء منه. وكان يحج راجلاً إلى وليم لو يلتمس منه النصيحة، وأصبح كتاب لو "دعوة جادة إلى حياة تقية مقدسة" مرشده الروحي. تقول يومياته أنه من هذا الكتاب "فاض النور على نفسي بقوة حتى ظهر كل شيء في صورة جديدة".
أكسفورد، وساڤانا، جورجيا
وفي 1735 دعا الجنرال أوگثلورپ جون وتشارلز ليرافقاه مبعوثين دينيين إلى جورجيا. وإذ كان أبوهما قد مات فإنهما التمسا مشورة أمهما. فقال لهما "لو كان لي عشرون ولداً لأبهجني أن إلى يُدعَوا إلى مثل هذا، حتى ولو لم أرهم بعد ذلك أبداً". فليت شعري أني لنا نحن المجردين من التقوى أي نفهم هذه التقوى؟ وأرجئت جلسات "النادي المقدس" إلى أجل غير مسمى، وفي 14 أكتوبر أبحر جون وتشارلز و "مثوديان" آخران على السفينة سيموندز" قاصدين سافانا. وفي السفينة أثرت فيهم التقوى المرحة التي آنسوها في بعض "الأخوة الموراڤيين" الذين قدموا من ألمانيا ليستوطنوا أمريكا، فلما هاجمت عاصفة هوجاء المركب الصغير لم يبد على الموراڤيين أثر لخوف، وقارعوا رياح العاصفة بترانيمهم القوية، وأحس الوسليان أن هذا إيمان يفوق إيمانهما قوة.
جورجيا ووعظ العامة
فلما بلغا جورجيا (5 فبراير 1736) اتخذا منصبين مختلفين، فأصبح تشارلز سكرتيراً للحاكم أوجثلورب، وجون راعياً للجالية الجديدة، ومرسلاً بين الحين والحين للهنود الحمر المجاورين. وأثنى أول الأمر على الهنود لشوقهم إلى تقبل الإنجيل، ولكنه وصفهم بعد عامين بأنهم "شرهون، لصوص، مراءون، كذابون، قتلة لآبائهم، قتلة لأمهاتهم، قتلة لأبنائهم"، وقيل إنه "لم يوفق مع الهنود". أما السكان البيض، الذين كانوا يضمون مئات من المجرمين المنفيين، فقد أنكروا لهجته الأكسفوردية وروحه الآمرة الناهية وإصراره على أدق قواعد الطقوس والنظام. ففي العماد اشترط التغطيس الكامل ثلاث مرات، فإذا اعترض والد رفض أن يعمد الطفل. وإذ كان لا يزال "كنسياً طقسياً من النوع الشديد التزمت". فإنه أقصي عن تناول القربان رجلاً كريماً اعترف بأنه من المنشقين، وأبى أن يقرأ صلاة الجنازة على مستعمر لم ينكر مذهبه المنشق قبل موته، وحرم على النساء من رعيته أن يلبسن الملابس الغالية أو الحلي الذهبية، وأقنع الحاكم أن يحرم صيد السمك وقنص الحيوان في يوم الأحد-وهو اليوم الوحيد الذي كان يتاح فيه لرعيته فراغ من الوقت للصيد أو القنص. وقد افتتن بصوفيا هوبكي، ابنة أخت كبير قضاة سافانا البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعاً. ولكن أصحابه المورافيين لم يرضوا عنها. فلما سئمت تردده تزوجت رجلاً يدعى ولكنسون. وحين تقدمت لتناول القربان أبى أن يناولها السر بحجة أنها لم تتناول سوى ثلاث مرات في الشهور الثلاثة الأخيرة، وأنها أهملت أن تطلب إلى راعيها إذاعة إعلان زواجها. فرفع زوجها عليه الدعوى لتشهيره بخلق زوجته، وأدانت المحكمة سلوك وسلي خطيباً وخدماته كاهناً، فرفض الاعتراف بحقها في محاكمته، وتفاقم عداء الشعب له، ففر إلى تشارلستن واستقل سفينة إلى إنجلترا (22 ديسمبر 1737).
وفي لندن استأنف تقشفاته أملاً في أن ترد إليه ثقته بنفسه، ولكن بيتر بولر، وكان واعظاً مورافياً في طريقه إلى أمريكا، أكد له أن إيمانه ما زال ناقصاً، وأنه مهما كانت فضائله كاملة وتقواه وطقسيته حارتين، فسيظل في حالة الهلاك الأبدي، حتى يدرك-بومضة إلهية من الإشراق واليقين، مختلفة كل الاختلاف عن أي عملية استدلال عقلي-أن المسيح قد مات لأجله هو، وأنه كفر عن خطاياه هو؛ فبعد هذا التغير دون سواه يكون الإنسان في مأمن من ارتكاب الخطايا وعلى ثقة من الخلاص. وقد خلد وسلي في يوميته ذلك "اليهود المشهود" 24 مايو 1738 الذي وافته فيه هدايته النهائية، قال:
"ذهبت في المساء على مضض شديد إلى جمعية في شارع أولدرزجيت، حيث كان أحدهم يقرأ مقدمة لوثر لرسالة بولس إلى أهل رومية. وفي نحو التاسعة إلا ربعاً، بينما كان يصف التغيير الذي يحدثه الله في القلب بالإيمان بالمسيح، شعرت بقلبي يدفأ على نحو عجيب. شعرت بأنني فعلاً أثق بالمسيح، والمسيح وحده، للخلاص، وأعطيت تأكيداً بأنه نزع خطاياي، خطاياي أنا، وخلصني من ناموس الخطية والموت. وبدأت أصلي بكل ما أوتيت من قوة لأجل أولئك الذين أساءوا إليَّ واضطهدوني أشد من غيرهم. ثم شهدت علانية لجميع الحاضرين بما شعرت به الآن في قلبي لأول مرة".
ويمكن القول بإيجاز أنه لخص تطور المسيحية من الخلاص بالإيمان والأعمال، إلى الخلاص بالإيمان وحده (لوثر)، إلى الخلاص بإشراق شخصي وإلهي (الكويكرز). وعبر وسلي البحر إلى ألمانيا في صيف 1738 وهو عارف بصنيع بولر، وأنفق عدة أسابيع في هرنوت، القرية السكسونية التي أنشئت فيها مستعمرة للاخوة المورافيين على ضياع كونت زنزندورف.
الاضطهاد وتوقف الوعظ
وكان تشارلز وسلي خلال ذلك قد جاز بتغيير مماثل عند عودته إلى إنجلترا، وبدأ بطريقته الأكثر رقة في وعظ المسجونين في نيوجيت والوعظ من كل منبر يسمح له بارتقائه، وأهم حتى من هذا أن شخصية لا يبزها قوة غير شخصية جون وسلي كانت في طريقها إلى الصدارة في الحركة المثودية، وهي شخصية جورج هوايتفيلد. وقد ولد لصاحب نزل بجلوستر في 1714. وعمل سنة أو أكثر ساقي خمر لضيوف أبيه. ثم شق طريقه إلى كلية بومبروك بأكسفورد، وكان من الرعيل الأول في "النادي المقدس". وتبع الوسليين إلى جورجيا في 1738 ولكنه عاد إلى إنجلترا في خريف ذلك العام ليرسم قسيساً أنجليكانياً. وإذ كان غير قانع بالفرصة المتاحة له في المنابر، تواقاً لأن يبث الهام إيمانه في جماهير الشعب، فقد بدأ في فبراير 1739، في الخلاء قرب برستل، وعظ عمال مناجم الفحم الذين ندر أن جرءوا على دخول كنيسة أو اهتموا بدخولها. وكان في صوته من الوضوح والقوة ما مكنه من الوصول إلى أسماع عشرين ألف مستمع، وأثرت مقدرته الخطابية المشبوبة في هؤلاء الرجال المتحجرين، المرهقين، تأثيراً جعله يرى (كما قال) "المسارب البيضاء التي أحدثتها دموعهم التي هطلت بغزارة على خدودهم السوداء" وأثارت خيال إنجلترا سمعة الواعظ الجديد، وأخبار عظاته في الهواء الطلق. فكانت الحشود الهائلة تتجمع أينما ذهب لتستمع إليه.
ولم يكن وعظه بالشيء الذي ينسي. فهو لم يدع لنفسه تبحراً في العلم، ولكنه ادعى أنه يتكلم كلاماً حميماً مع الله. ويقول وسلي أن لغته كانت تميل إلى "الحلاوة والحب" وأنه يستعمل فيها بعض الأخيلة المذهلة؛ من ذلك أنه كان يقول عن المسيح أنه "كالمشوي بغضب الأب، ومن ثم يوصف بحق بأنه حمل الله". وكما فعل بت في البرلمان كذلك فعل هوايتفيلد في الحقول، إذ استعان في خطبه بفنون التمثيل، فكان في قدرته أن يبكي في التو والساعة بكاء من الواضح أنه اقترن بعاطفة صادقة؛ وكان في قدرته أن يشعر سامعيه بالإحساس بالخطيئة، ورهبة الجحيم، ومحبة المسيح، إحساساً قوياً فورياً. وقد اعترف بقوته الخطباء أمثال بولنبروك وتشسترفيلد، والشكاكون أمثال فرانكلن وهيوم، والممثلون أمثال گاريك. وإذ كان يلقى الترحيب أينما حل، فإنه جعل إنجلترا، وويلز، وإسكتلندة، وإيرلندة، وأمريكا، أبرشيته. فعبر المحيط إلى أمريكا ثلاث عشرة مرة، واخترق إسكتلندة اثنتي عشرة مرة. ولم يكن غريباً عليه أن يعظ أربعين ساعة في الأسبوع. فما بلغ الخمسين حتى حل به الإرهاق، وخفض برنامجه بعد فوات الوقت إلى "الحد الدقيق المسموح به"-أي أنه اكتفى بالوعظ مرة واحدة كل يوم من أيام الأسبوع، وثلاث مرات فقط يوم الأحد. وفي 1769 قام بزيارته السابعة للمستعمرات، ومات في نيوبريپورت، مساتشوستس في العام التالي.
الكنائس والتنظيمات
وحين عاد جون وسلي من هيرنوت، لم يستطع أن يوافق تماماً على طريقة هوايتفيلد الخطابية، وتردد في الاقتداء به في الخطابة في الخلاء. قال: "إذ كنت طوال حياتي (إلى عهد قريب جداً) شديد التمسك بكل قواعد اللياقة والنظام،... فقد كان المفروض أن أرى في تخليص النفوس شيئاً يكاد يبلغ مبلغ الخطيئة إذا لم يتم في الكنيسة". على أنه تغلب على نفوره هذا، وحمل رسالته إلى الحقول والشوارع، "وسلمت بأن أكون أكثر نزولاً إلى العامة في الخلاء" (أبريل 1739). وكانت خطابته أقل حرارة من خطابة هوايتفيلد، ولغته لغة العالم والجنتلمان، ولكنه هو أيضاً خاطب عواطف سامعيه، وجعل الحياة اليومية لبسطاء الناس تبدو كأنها جزء من مسرحية هائلة، نبيلة، نفوسهم فيها ساحة معركة بين الشيطان والمسيح، فتحركوا في عالم من العجائب والمعجزات، وسمعوا فيه (أي في وسلي)-كما زعم-صوت الله. وبينما ألف هوايتفيلد أن يعظ الجميع ثم ينصرف عنه، راح وسلي ينظم أتباعه في "جماعات صغيرة" في المدينة تلو المدينة، ويرشدهم إلى الثبات والاستمرار. وكانت اجتماعاتهم أحياء للقاءات المحبة التي استنها المسيحيون الأولون-أعياد من الفرحة الدينية ومحبة الجماعة، يعترف بعضهم لبعض بخطاياهم، ويخضعون لفحص حياتهم الخلقية، ويشتركون في الصلاة وترتيل التراتيل الورعة. وكان جون قد ألف أو ترجم بعض الترانيم المؤثرة، وكان تشارلز قد بدأ مجموعة تراتيله الضخمة. وفي 1740 كتب تشارلز أشهر ترانيمه الرائعة الكثيرة "يسوع يا حبيب روحي".
ترسيم القساوسة
في هذه الجماعات المتحمسة درب جون وسلي وعاظاً علمانيين حملوا البشارة الجديدة إلى حيث لا يستطيع القادة البقاء. فقد انتشر هؤلاء "المساعدون"-دون رسامة، ودون أي أبرشيات محددة، بمنبر أو بغير منبر-في أرجاء إنجلترا، وإسكتلندة، وويلز، وأوصلوا مخاوف وآمال اللاهوت البروتستنتي للطبقات العاملة، وحضروا لزيارات الإنعاشية التي سيقوم بها وسلي وهوايتفيلد. وكان وسلي نفسه يسافر-إلى أقصى أركان إنجلترا راكباً جواداً أو مركبة أو رجلاً-وكثيراً ما كان يقطع ستين ميلاً في اليوم، وبلغ متوسط ما قطعه أربعة آلاف ميل في السنة على مدى أربعين عاماً. وكان يعظ في كل فرصة. في السجون للمسجونين، وفي المركبات لرفاقه الركاب، وفي الفنادق للمسافرين، وفي السفن العابرة البحر إلى إيرلندة أو من ثغر إلى ثغر. وفي ايبويرت، حين منع من الوقوف على منبر أبيه، وعظ في فناء الكنيسة واقفاً فوق قبر أبيه.
المذاهب وعلم اللاهوت
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الدعوة للأرمنيوسية
فماذا كان يعظ؟ العقيدة البيورتانية أساساً، تلك التي خيل إلى الناس أن الفوضى الخلقية التي صاحبت عودة الملكة الاستيوارتية عصفت بها عصفاً مميتاً. لقد رفض الجبرية (التي قبلها هوايتفليد)، وأصر على ما دان به الجناح الأرمنيوسي من الكنيسة الرسمية، وهو أن للإنسان من حرية الإرادة ما يكفيه لتقرير ما يختاره أو يرفضه من النعمة الإلهية. ورفض كل لجوء إلى العقل، وأحس أن الدين يصل إلى أبعد مما يصل إليه المنطق الذي صنعه الإنسان، وأنه يعتمد على الوحي الإلهي والاقتناع الباطن، ولكنه ابتعد عن الصوفية بحجة أنها تترك كل شيء لله ولا تحفز الإنسان إلى التقوى النشيطة. وشارك طبقته وزمانه معظم خرافاتهما: فكان يؤمن بالأشباح، وبالأصل الشيطاني للأصوات الغريبة، وبحقيقة السحر وإجرامه؛ وقال إن التخلي عن الإيمان بوجود السحر معناه التخلي عن الإيمان بالكتاب المقدس. ولم يساوره شك في المعجزات، وذهب إلى أنها تحدث كل يوم بين أتباعه. فكان الصداع، أو الورم المؤلم، أو الفتق الشديد، أو الساق المكسورة، تشفى بصلواته أو صلوات الجماعة المثودية؛ وحكى عن فتاة كاثوليكية كانت تفقد بصرها كلما قرأت كتاب القداس الكاثوليكي، ولكنها تستعيده دائماً حين تقرأ العهد الجديد. وقد قبل روايات النساء اللاتي زعمن أنهن رأين الملائكة أو المسيح أو الجنة أو النار، وسجل في يوميته عدداً من الحالات التي عوقب فيها خصوم المثودية بعقوبات خارقة.
وقد بلغ وعظه من الحيوية مبلغاً أفضى بالكثيرين من جمهوره إلى الهستريا والتشنجات. وتنبئنا اليومية عن خطاة غلبهم الألم البدني بعد سماعه فراحوا يتقلبون على الأرض من فرط العذاب، بينما ركع مؤمنون آخرون إلى جوارهم وصلوا لخلاصهم من مس الشيطان. ويصف وزلي اجتماعاً في شارع بلدوين بلندن في 1739 فنقول:
"لم يكد صوتي يسمع وسط أنين البعض وصراخ الآخرين.. وساء كويكريا واقفاً يتفرج... أن يسقط هو نفسه على الأرض كأنه المصعوق. وكان الكرب الذي يعانيه رهيباً حتى لمن يشهده. وقد تضرعنا إلى الله ألا يؤاخذه بالحماقة والجهل، وسرعان ما رفع رأسه وصاح "الآن أعرف أنك نبي من أنبياء الرب".
ويصف شاهد عيان نقل عنه وسلي اجتماعاً للمثوديين بفارتن في 1759 كما يلي:
"كان بعضهم يصرخون، وبعضهم يجأرون... وأكثر ما سمع كان شهيقاً عالياً كذلك الذي يصدر عن قوم نصف مخنوقين يلهثون طلباً للحياة؛ أن الصيحات كلها تقريباً كانت كصيحات مخلوقات آدمية تعالج سكرات الموت الأليم. وكان الكثيرون يبكون دون ضجيج، وغيرهم سقطوا كالأموات... ووقفت على مقعد كما فعل شاب في المقعد المقابل، وكان ريفياً قوياً نضراً صحيح البدن، ولكن حين بدا أنه لم يخطر له شيء آخر خر على الأرض في عنف لا يتصوره الإنسان.. وسمعت خبط أقدامه يكاد يحطم الألواح الخشبية وهو راقد يتشنج تشنجات شديدة في أسفل المقعد... وأكثر الذين وضع الله عليهم يده احمرت وجوههم احمراراً شديداً أو كادت تسود.. وسقط وراءه على الجدار رجل غريب حسن الهندام كان يقف أمامي، ثم خر على ركبتيه وهو يعصر يديه ويهدر كالثور.. ثم قام وراح يخبط الحائط حتى أمسك به مستر كبلنج ورجل آخر. وصرخ قائلاً "أواه ماذا أصنع، ماذا أصنع؟ أواه، ليت لي قطرة واحدة من دم المسيح! "وبينما كان يتكلم حرر الله روحه، فعلم أن خطاياه مُحيت، وبدا أن نشوة الفرح التي غمرته أعظم من أن تحتملها الطبيعة البشرية".
ولعل هذه التفجرات الهستيرية سببتها أحوال أثرت في الضحايا قبل الاجتماع المثودي، فجاءت كعظة عن نار الجحيم وكانت مجرد تتويج لذروة لا يمكن السيطرة عليها. أما وسلي فقد فسر هذه التشنجات بأنها مس شيطاني أعقبه شفاء إلهي. وذهب إلى أنها أحياناً لم تأت بإصلاح دائم للسلوك أو الخلق، ولكنه أحس بأنها في كثير من الحالات طهرت النفس من الخطيئة وافتتحت حياة جديدة.
دعم التحرر من العبودية
وقد حققت المثودية أعظم نجاح لها بين الفقراء. فقد كان الوعاظ أنفسهم رجالاً ذوي ثقافة متواضعة، بسطاء في مشاعرهم وحديثهم، ولم يقم حاجز طبقي أو ثقافي بينهم وبين جمهورهم. وقد حملوا رسالتهم، رسالة الخطيئة والتوبة، إلى الفلاحين وعمال المناجم والمجرمين؛ ومع أنهم بشروا بإيمان قام على الخوف أكثر مما قام على المحبة، فإنهم أعطوا غير المتعلمين ناموساً أخلاقياً شارك بنصيب في رد اعتبار الأخلاق إلى إنجلترا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. هذه الأخلاق البيورتانية هي التي انتقض عليها عصرنا انتقاضاً متطرفاً. لقد كان وسلي عدواً لكل ألوان الترفيه تقريباً. صحيح أنه سمع بلعب الورق، ولكنه رأى إن من الإثم الذهاب إلى المهرجانات، ولبس الحلي أو الملابس الغالية، والاختلاف إلى المسرح أو المرقص. ولم يخصص أي وقت للعب في المدرسة التي أنشأها في كنجزوود، لأن "من يلعب وهو طفل سوف يلعب وهو رجل". ولكن الأخلاق البيورتانية انسجمت مع الخلق الإنجليزي، واستطاع أن يتحملها الرجال الأشداء والنساء الصبورات، وقد منحت الطبقات العامة الإنجليزية إحساساً فخوراً بالاختيار سندها في الفقر وجعلها عدواً لأي ثورة تتشكك في المسيحية. وأحس المحافظون بعد حين بعرفان الجميل لوسلي لأنه أنقذ الفقراء البريطانيين من الربوبية والإلحاد، وحوّل تطلعاتهم من الثورة الاجتماعية إلى الخلاص الفردي، ومن عالم مثالي على هذه الأرض إلى فردوس بعد الممات.
وكان وسلي نفسه يميل إلى المحافظة في السياسة. وقد تقدم طبقته في المطالعة ببعض الإصلاحات التي طال تأخرها: فندد بنظام "الدوائر العفنة"، وبتفاوت التمثيل النيابي في البرلمان، وبفساد السياسة الإنجليزية الصارخ، وبوحشية الرق، وبأهوال السجون البريطانية. ولكنه تقبل الهيكل الطبقي للمجتمع باعتباره طبيعياً وعادلاً، وعارض أي انفراج في القوانين الموجهة ضد الكاثوليك، وكانت ميوله كلها مع جورج الثالث في ثورة المستعمرات الأمريكية.
وقد ظل أنجليكانياً بالعقيدة، ولكنه رفض الرأي الأنجليكاني القائل بأن رسامة القسيس لا تكون قانونية إلا على يد أسقف في سلسلة الأساقفة الرسوليين؛ ورسم هو بنفسه قساوسة لإسكتلندة وأمريكا. وحين قال "إن العالم أبرشيتي" كان يقصد أنه سيعظ حيثما شاء، دون إذن أو تعيين أسقفي، وإلى هذا الحد كان انشقاقه على الكنيسة الرسمية. ولكنه حض أتباعه على حضور الخدمات الأنجليكانية، وتجنب الاجتماعات والعقائد المنشقة على هذه الكنيسة، والامتناع عن مخاصمة الأكليروس الأنجليكاني. وفتحت أول الأمر بعض المنابر الأنجليكانية للقساوسة المثوديين، ولكن اتخذ وعاظ وسلي العلمانيون لأنفسهم حق منازلة القربان، وارتدت العقيدة المثودية إلى توكيد العصر الوسيط على الجحيم والانشغال البيورتاني بالخطيئة، سحب الكهنة الأنجليكانيون تأييدهم، تماماً كما انسحب ارزم مع لوثر، وآنروا تطوراً منظماً، وأقصوا المثوديين عن المنابر الأنجليكانية.
وكان الاضطهاد الذي ابتلى به المذهب الجديد على يد الكنيسة الرسمية أقل كثيراً من ذلك الذي جاءه من العامة البسطاء الذين لم يطيقوا الطرق الجديدة في التبشير بالأفكار القديمة. ففي المدينة بعد المدينة هوجم وعاظ الهواء الطلق-كما سيهاجم نظراؤهم اللاحقون الذين سيبشرون بإنجيل اجتماعي جديد-من غوغاء أسعدهم أن يكونوا قساة دون خوف ولا لوم. ففي مونموت ضُرب واعظ علماني على رأسه بصخرة فمات من الضربة. وفي ودنزبري حطم جَمْع بيوت المثوديين، وآذى نساءهم، وضرب رجالهم. فلما ظهر وسلي طالب الجميع بدمه، وصفق للذين ضربوه بالهراوات، وصلى هو بصوت عال، فأطلق الجمع سراحه. وفي بولتن أغار جمع غاضب على البيت الذي كان يعظ فيه، وواصل هو عظته إلى النهاية وسط وابل من الحجارة والبلاط الأبيض. وفي ديفيزيه صوبت طلمبة مائية على مسكن تشارلز وسلي، وأطلقت الكلاب البولدوج على أتباعه. وفي اكستر رُجم هوايتفيلد حتى كاد يلقى حتفه. وفي هوكستن دُفع ثور بمهماز إلى محفل مثودي، وفي بنسفورد سِيق عجل هاجه تحريش الكلاب به إلى المائدة التي كان جون وسلي يعظ عندها. وراقت شجاعة الوعاظ الخلق الإنجليزي، وأكسبتهم التسامح والتأييد.
السما والأنشطة
كان وسلي رجلاً قصير القامة، طوله خمسة أقدام وثلاث بوصات، ووزنه 128 رطلاً. وكان في شيخوخته يقع من نفوس ناظريه وقعاً طيباً بشعره الأبيض، ولكنه كان من قبل في كهولته يسترعي الاهتمام بقسماته الدقيقة المتقشفة وعينيه المسيطرتين. وكان من القضايا المسلمة عنده أنه خلق ليَحكُم؛ ووضعه نشاطه العصبي وقوته الذهنية في مكان الزعامة بحكم الطبيعة، واشتطت به أحياناً ثقته بنفسه ثقة لا يتشكك فيها إلى اعتداء بالنفس، رأى فيه أسقف مثودي "غطرسة" شديدة. ولم يكن بالرجل الذي يسهل الانسجام معه، لأنه كان يفكر ويتحرك بسرعة لا يستطيع الآخرون أن يجاروه فيها. وتزوج في 1751، بعد أن أحب كما نحب كلنا الممرضة التي اعتنت به في مرضه. وسافرت معه زوجته في جولاته المحمومة طوال عامين، ثم انهارت صحتها وأعصابها فتركته كما يقفز إنسان من فوق ظهر حصان جموح. وكان يعزو الفضل في صحته وحيويته لرحلاته المتصلة راكباً أو راجلاً، وقد نضيف أن الخطابة رياضة تُهوّي الرئتين. وفي 1735 أصبح نباتياً، وبعد عام قرر هو صديق له أن يعيشا على الخبز القفار دون غيره، وأن "يجربا إمكان الحياة بلون واحد من الطعام كما هي ممكنة بمختلف ألوانه... ولم نكن أشد قوة وعافية منا حين لم نذق طعاماً آخر"، ولكنهما سرعان ما انتكسا إلى التنويع في الطعام.
ماذا كانت نتائج الوعظ المثودي؟ في جيل واحد أصبح الدين، الذي لاح من قبل أنه يموت من أثر الوقار الأنجليكاني والشكوك الربوبية عنصراً مدّوياً في الحياة الإنجليزية، لا يعلو عليه إلا السياسة والحرب. فلما مات وسلي (1791) كان أتباعه يعدون 79.000 في إنجلترا، 40.000 في أمريكا الشمالية، وفي 1957 كان هناك 2.250.0000 مثودي في بريطانيا العظمى، و12.000.000 في الولايات المتحدة و40.000.000 في العالم. وفضلاً عن تكاثر أتباع المذهب كان له تأثير في المذاهب الأخرى؛ مثال ذلك ما حدث في الكنيسة الأنجليكانية التي رفضت المثودية، إذ بعثت المثل المثودية العليا الحركة "الإنجيلية" في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ولعلها دخلت في حركة أكسفورد في القرن التاسع عشر. أما من الناحية السياسية فإن النتائج كانت استسلاماً محافظاً بين الطبقات العاملة حتى 1848. وأما من الناحية الخلقية فإن المثودية حسنت السلوك الشخصي والحياة العائلية بين الفقراء وشاركت في تقليل الفساد الانتخابي والرسمي، وأخزت الكثيرين من طبقة السادة فأقلعوا عن الطيش والرذيلة، وهيأت لنفور الإنجليز من تجارة الرقيق. وأما من الناحية الثقافية فإن الحركة كانت سلبية. لقد أعطت الشعب ترانيم مقدسة، ولكنها واصلت العداء البيورتاني للفن. وأما من الناحية الفكرية فإنها كانت خطوة إلى الوراء فقد أرست عقيدتها على الخوف، وشعائرها على العاطفة، وأدانت العقل بوصفه فخاً للإنسان. وفي الصراع الكبير بين الإيمان والعقل علقت كل آمالها على الإيمان، ولم تضع أي ثقة في تقدم المعرفة والعلم، وتجاهلت أو احتقرت "التنوير" الذي أخذ يشعل النار في فرنسا. وشعرت أن هدف الحياة ومعناها الوحيد هو الهروب من الهلاك الأبدي، وأن الشيء الوحيد المطلوب لهذه الغاية هو الإيمان بالموت الفادي الذي ماته المسيح.
وفي يناير 1790، حين بلغ وسلي السادسة والثمانين، كتب في يوميته يقول "بتّ الآن شيخاً متهدماً من رأسي إلى قدمي. عيناي معتمتان، ويمناي تهتز بشدة، وفمي ساخن جاف كل صباح، وتنتابني حمى طويلة كل يوم تقريباً. ولكني بفضل الله لا أخفف من جهدي. ففي استطاعتي أن أعظ وأكتب إلى الآن". وبعد شهرين بدأ جولة خطابية اتصلت خمسة أشهر وجابت به أرجاء إنجلترا وإسكتلندة. وقضى نحبه في العام التالي (2 مارس 1791). ولو حكمنا على عظمة الأفراد بمدى تأثيرهم لقلنا أنه-باستثناء بت-كان أعظم الإنجليز في زمانه.
أعمال أدبية
ذكراه
- مقالة مفصلة: وزليانية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في السينما
أعماله
- Primitive Physic, Or, An Easy and Natural Method of Curing Most Diseases, London: 1744
- The Desideratum, or, Electricity Made Plain and Useful, London: Bailliere, Tindall, and Cox 1771
- Notes on the New Testament (1755)
- Works (32 vols., Bristol, 1771–74, frequently reprinted in editions varying greatly in the number of volumes)
- The Poetical Works of John and Charles, ed. G. Osborn, 13 vols., London, 1868–72
- Journals (originally published in 20 parts, London, 1740–89; new ed. by N. Curnock containing notes from unpublished diaries, 6 vols., vols. i.-ii., London and New York, 1909–11)
- The Doctrine of Original Sin (Bristol, 1757; in reply to Dr. John Taylor of Norwich)
- An Earnest Appeal to Men of Reason and Religion (originally published in three parts; 2d ed., Bristol, 1743)
- A Plain Account of Christian Perfection (1766)
انظر أيضاً
المراجع
- ^ Wells, JC (2008), "Wesley", Longman Pronunciation Dictionary (3rd ed.), Harlow, UK: Pearson, "The founder of Methodism was actually /ˈwɛsli/, though often pronounced as /ˈwɛzli/".
- ^ Lectionary – John and Charles Wesley
- ^ جون ويزلي (بالانكليزية)
- ^ The Amazing John Wesley: An Unusual Look at an Uncommon Life, p.63
- ^ The Amazing John Wesley: An Unusual Look at an Uncommon Life, p.64
- ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
وصلات خارجية
- John Wesley at the Christian Classics Ethereal Library
- Selected text from the Journal of John Wesley on A Vision of Britain through Time, with links to the places named.
- Sermons by John Wesley
- John Wesley as a British abolitionist
- John Wesley info from the United Methodist Church
- John Wesley and the Anglo-Catholic Revival, by G.W. Taylor 1905 article.
- John Wesley in the Georgia Encyclopedia
- Wesley's Explanatory Notes on the Whole Bible produced between 1754 and 1765
- BBC Humber article on Wesley's life
- "Wesley Center Online". Wesley Center for Applied Theology. Northwest Nazarene University.
- Epworth Bells newspaper, History of the Wesleys
- John Wesley (1703–1791): Life, Legend and Legacy, an online exhibition at the John Rylands Library, retrieved 7 June 2009.
- جون وسلي at Find a Grave
- Carey, Brycchan. "John Wesley (1703–1791)." The British Abolitionists. Visited 25 November 2009.
- Wesley John, "Thoughts Upon Slavery," John Wesley: Holiness of Heart and Life. Charles Yrigoyen, 1996. Visited 5 October 2009.
- Official web site for feature film Wesley: http://www.wesleythemovie.com
- John Wesley : Doing All The Good He Could
- Llanelli Community Heritage John Wesley Blue Plaque :http://www.llanellich.org.uk/Blue-Plaques/john-wesley.html
- Biography with signature
- Pages with empty portal template
- مواليد 1703
- وفيات 1791
- قساوسة أنگليكان من القرن 18
- إنگليز القرن 18
- خريجو جامعة أكسفورد
- إرساليون أنگليكان
- قديسون إنگليكان
- Apocalypticists
- الأرمينية
- بريطانيون مغتربون في الولايات المتحدة
- مدفونون في مصلى وزلي
- Christian hymnwriters
- إرساليون مسيحيون في انگلترة
- إرساليون مسيحيون في اسكتلندة
- إرساليون مسيحيون في الولايات المتحدة
- راديكاليون مسيحيون
- إحيائيون مسيحيون
- علماء لاهوت مسيحيون
- المسيحية في لندن
- المسيحية في أكسفورد
- رجال دين كنيسة إنگلترة
- وفيات في لندن
- قساوسة أنگليكان إنگليز
- إرساليون مسيحيون إنگليز
- كتاب يوميات إنگليز
- English hymnwriters
- كتاب رسائل إنگليز
- English pamphlet writers
- كتاب عظات إنگليز
- علماء لاهوت إنگليز
- Evangelical Anglicans
- زملاء جامعة أكسفورد
- مؤسسو ديانات
- الكنيسة الميثودية الحرة
- أشخاص من جورجيا (ولاية أمريكية) الاستعمارية
- مترجمون من الألمانية إلى الإنگليزية
- الميثودية
- Methodist hymnwriters
- علماء لاهوت ميثوديون
- أشخاص مشاهير في التقويم الديني اللوثري
- أشخاص تعلموا في مدرسة تشارترهاوس
- أشخاص من إپورث، لنكنشاير
- رؤساء المؤتمر الميثودي
- مجددو الكنيسة
- عائلة وزلي
- لاهوتيون مسيحيون
- مصلحون دينيون مسيحيون
- قديسون أنگليكان