جمال احمد اغا
جمال احمد حامد داؤود سليمان اغا الحيالي من الشخصيات التاريخية والعشائرية في الموصل (١٩٣١-١٩٩٤)
{{{اسم}}} | |
---|---|
[[صورة:|200px|center]] | |
الميلاد | 1931 الموصل، المملكة العراقية |
الوفاة | 1994 ، 4 ابريل العراق ، الموصل |
الأبناء | احمد جمال اغا راتب جمال اغا حسين جمال اغا حامد جمال اغا |
الجنسية | العراق |
يُعد جمال احمد أغا قامة كبيرة من قامات المجتمع الموصلي و العراقي بصفاته وسماته ومزاياه . فقد كان شخصية جذابة ومؤثرة في محيطه الذي يعيش فيه ، كان يملك من الطاقات الفطرية والشخصية ما تجعله دائماً متميز في الوسط الاجتماعي ، له من القدره على صياغة الحديث و ترتيب الكلام واستحضار المعاني والمواقف والمشاهد بحيث يشد السامعين الى خطابه ويستقطب الانظار الى شخصه فيجعل الناس تدور في فلكه هو لم يتخرج من جامعة اكاديمية ولم يعمل في مؤسسة علمية او فكرية ولم يقرأ الافكار العالمية او المذاهب العصرية ولكن ذهنه العميق وعقليته المعطاء وابداعه الفكري في صياغة المعاني والعبارات واسلوبه الشيق في العرض ربما جعلته يتفوق على الكثير من اصحاب الدراسات والمثقفين والباحثين ولو اكمل مشواره العلمي ربما اصبح من قلائل المفكرين كما كان يحفظ الشعر كثيراً ويستشهد به . نجح في علاقاته مع المجتمع فصنع لنفسه روابط و أواصر مع الكثير من كبار الشخصيات الرسمية والسياسية والعشائرية فكان يألف الناس جميعاً بتواضعه المتوازن وتألفه الناس لمرونة شخصيته وكارزميته المحببة فقد كانت الناس تتردد اليه في استشارتها في امور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعملية فضلاً عن الاستعانة به وطلب شفاعته في حلحلة الكثير من المشاكل والازمات التي تنشب في اوساط المجتمع .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشاته
ولد جمال أغا عام ١٩٣١ م في بيت جده حامد أغا الكائن يوم ذاك في باب البيض عاش صباه وشبابه هناك و تفتقَ ذهنه لبناء شخصيته المعنوية والمادية والاجتماعية فبرزت كشخصية وطنية
مواقفه الوطنية
له مواقف واراء من التيارات السياسية و الأنظمة الحاكمة المناهضة للاعراف والتقاليد الإجتماعية وعليه فقد شارك في ثورة عبد الوهاب الشواف عام ١٩٥٩ م ضد التوجه الشيوعي الذي اطلقت عنانه حكومة عبد الكريم قاسم في العراق وفي خضم فشل الثورة هاجر جمال أغا مع البعض من ابناء اعمامه الى سوريا وبقي هناك كلاجئ سياسي سبعة اشهر ثم عاد الى الوطن بعد ان هدئت الاحداث . وبعد سبعة اشهر من رجوعه الى الموصل قامت سلطة عبد الكريم قاسم باعتقاله وترحيله الى سجن خلف السدة في مدينة الحلة ومكث فيه هناك ثمانية اشهر ثم افرج عنه . تميز جمال أغا بفكره الاجتماعي واتساع علاقاته كما ذكرتُ آنفاً فقد كانت تربطه علاقات مع عشائر وشيوخ الاكراد في شمال العراق مثل الشيخ عثمان الميراني شيخ عشيرة الميران وابناء اعمامه وعائلة الجاف المعروفة ومنهم محمد الجاف و عبد الخالق الجاف وجمعة الجاف كذلك كانت له علاقات حميمة مع شيوخ عشائر الهركية والسورجية والبرزنجية وغيرهم الكثير فقد كان هؤلاء يحبونه جداً ويحترمونه كان البعض من شيوخ الاكراد يستعينون بالسيد جمال أغا على المسؤولين في الدولة مثل مدير امن اربيل اكرم سعيد ومدير امن دهوك الحاج هاشم و مدير مرور دهوك السيد حسين سعيد وبعض ضباط الاستخبارات العسكرية لتخليص ابنائهم واقربائهم او اصدقائهم المعتقلين والمطاردين من قبل الاجهزة الامنية ايام حركة الاكراد المناهضة للدولة وهذا حصل بحكم علاقاته الوثيقة مع المسؤولين الامنيين وهكذا كانت علاقاته مع المجتمع الكردي .
علاقته الاجتماعي
في احدى سنوات الثمانينات من القرن الماضي قام البعض من شيوخ قبيلة شمر وابنائها بمحاولة السيطرة على الاراضي الزراعية العائدة ملكيتها الى المزارعين الموصليين ومحاولة طردهم من منطقة ربيعة بحجة ان ربيعة عائدة لقبيلة شمر استعان اصحاب الاراضي الزراعية بالسيد جمال أغا وشقيقه صلال أغا على استرجاع الحقوق وفض المشكلة وقف جمال أغا موقفاً صلباً من هذا الفعل الذي اقدم عليه شيوخ شمر رغم ما تربطه معهم من علاقة حميمة وقديمة لكن جمال أغا ما جاملهم على فعلهم الباطل هذا واستطاع استرجاع الاراضي الزراعية الى اصحابها الشرعيين كما لا يفوتني ان اسجل دوره في اصلاح ذات البين بين بعض الاشخاص والأسر الموصلية بعد احداث ثورة الشواف عام ١٩٥٩ وما افرزته من عداوات وخصومات بين الاهالي وخاصة في منطقة باب البيض المزدحمة والشائكة بالعشائر والعوائل فقد تبنى البعض من اهلها افكار وتيارات سياسية مختلفة مزقت الاواصر وهدمت الروابط ، كالشيوعية والبعثية والقومية . استطاع جمال أغا ان يقوم بدور ايجابي في الاصلاح بين البعض من هذه الاطراف المختلفة والمتناظرة رغم مواقفهم السلبية تجاه أغوات باب البيض . ومن انجازاته في هذا الميدان ايضاً يروى انه في عام ١٩٧٧ _ ١٩٧٨ حصل خلاف بين زعيم القومية اليزيدية الشيخ تحسين بك والحكومة العراقية ايام الرئيس احمد حسن البكر فهاجر تحسين بك الى الولايات المتحدة الامريكية على اثر موقف الحكومة العراقية منه ، فقام السيد جمال أغا بالتوسط والاصلاح بينه وبين الرئيس البكر ونجح في مسعاه هذا وعندما رجع تحسين بك الى بغداد لهذا الغرض استقبله جمال أغا في مطار بغداد عند باب الطائرة واقامَ حفلة غداء كبيرة لجمع الاطراف في فندق بغداد حضرها وزيران من وزراء الدولة وآمر الانضباط العسكري في بغداد و وليد سيرت آمر الفيلق الخامس وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والعشائرية والاجتماعية وتم الصلح بين الطرفين . لقد تميز جمال أغا بسعة صدره وحلمه وتجاوزه عن سيئات الاخرين تجاهه او تجاه عشيرتهِ و هناك مواقف كثيرة في حياته تعبر عن هذه المعاني في شخصيته ، ومنها فقد كان شقيق الزعيم عبد الكريم قاسم محمد قاسم نائب ضابط في الجيش العراقي تسرح من الجيش في حكومة احمد حسن البكر ولم يصرف له راتب تقاعدي فلما علم جمال أغا بوضعه المادي وحاجته ، تشفع له عند حكومة البكر واسترجع راتبه متناسياً ما فعله اخوه الزعيم عبد الكريم من مواقف مأساوية في اهالي الموصل وفي اسرة الاغوات ايام ثورة الشواف في عام ١٩٥٩ م . لقد كان الكثير من الناس تراجعه وتستعين به في قضايا الصلح بين الخصوم فلم يدخر جهداً او يتردد عن المضي والاقدام الى هذا الفعل المبارك فهو يملك من القدرة والاسلوب والثقة بالنفس بما يؤثر في الاطراف المتنازعة فينصاعوا اليه فكان رحمه الله في كل مره ينجح في تحقيق الاصلاح بين الناس لانه كان مفطور على حب فعل الخير بكل الوانهِ .
أعماله الخيرية والانسانية
قد ساهم في بناء بعض الدور للايتام والارامل في وادي حجر والمنصور وغيرها، فكان في كل مرة له مساهمة في مشروع خيري وانساني وعندما كان يشرف على اعمال المقاولات خارج الموصل في الاقضية والنواحي كان يؤلمه مشاهدة الفقراء ففي يوم من عام ١٩٧٩ م وهو في طريقة الى ناحية كلاك ياسين أغا مر على قرى اكراد هناك فوجد اطفالهم حفاة عراة في جو الشتاء القارص ، هزت مشاعره هذه المظاهر فرجع الى الموصل اشترى ٢ "بكم" ملابس و قماصل واحذيه و جاء بها الى القرى وقام بتوزيعها على اطفالها فبقيت تلك البصمة التي وضعها جمال أغا واضحة في حياة اولئك الناس الفقراء يعترفون بها الى يومنا هذا يذكرها سليمان الكردي من اهل المنطقة الذي اصبح لواء في جيش اقليم كردستان ومن اعماله الانسانية ايضاً في عام ١٩٧١ - ١٩٧٢ م وبينما هو يشرف على تنفيذ أعماله في مقاولات الدولة في سنجار اذ كلما ذهب الى هناك يحمل معه الكثير من الغذاء والكساء يقوم بتوزيعها على فقراء تلك القرى في جبل سنجار مثل قرية لندي حمي و قرية الرنيوسية وقرية حسن سعيد وغيرهم . أعماله الخيرية والانسانية كثيرة لم نتعرف إلا على الجزء اليسير من منها.
علاقاته الإجتماعية والعشائرية
في عام ١٩٩١ _ ١٩٩٢ كان له مجلس يعقد في بيته في مساء الخميس من كل اسبوع يحضره بعض القيادات الرسمية في الدولة مثل عضو القيادة عبد الرحمن الدوري وغيرهم من الشخصيات الرسمية والعلمية والاجتماعية ، تطرح مواضيع مختلفة وكان جمال أغا ينتهز فرصة حضور هؤلاء المسؤولين في مجلسه فينقل اليهم معانات الناس والشارع الموصلي لم تقتصر علاقات جمال أغا مع عشائر الموصل والشمال بل كانت له صلة وثيقة مع عشائر وشيوخ الجنوب ايضاً وذلك قبل ظهور النفس الطائفي في المجتمع العراقي ك آل الحكيم وخاصة مع الشيخ محسن الحكيم والجريان جنوب الحلة مثل حاتم الجريان من كبار شيوخ الحلة الذي كان معه نزيل في سجن خلف السدة عام ١٩٦٠ وله علاقة مع امير ربيعة في الكوت هو الشيخ ربيعة (ابو متعب) وعلاقته مع الشيخ غسان الخيزران من كبار شيوخ ديالى وصلته مع شيوخ العنزة و غيرهم الكثير كما كانت له علاقات واتصالات حميمة مع شخصيات عربية مثل رجل الاعمال الشهير غانم الغانم في الكويت و سعيد العقيلي سفير السعودية في العراق وهو من اهل الطائف و ماجد بن عقاب العجل من الشخصيات السياسية السعودية ورجل الاعمال راتب غوشه في الاردن الذي سمى اسم ولده راتب تيمناً به ، له علاقة مع عائلة الحراونة في لبنان ايضاً وخاصة في مع محسن الحراونة وآل الزعبي في الاردن وآل الميسوري في لبنان ايضاً والسخاونة في سوريا وغيرهم . كان جمال أغا صاحب ذوق اجتماعي واصولي ، كان حريصاً على تادية الواجبات الاجتماعية وادامة العلاقات مع الاصحاب والاصدقاء في مناسبات الافراح والاتراح مع الناس كافة وخاصة التعازي لذوي الاموات وكان يسافر الى المحافظات الاخرى ويتحمل عناء مشقة السفر لغرض تأدية واجبات التعازي عرف جمال اغا بكرمه وسخائه وعطائه واقامة الدعوات و اكرام الضيوف في عام ١٩٦٧ اقام دعوى لآمر الكلية العسكرية في الموصل ومن رافقه من الضباط والمدرسين والاركان و الطلبة الدارسين ودعى على شرفه الكثير من الاصدقاء والاقرباء والشخصيات الإجتماعية وكانت دعوة كبيرة تقدر بمئتين شخص يوم ذاك اقامها في موقع الكلية العسكرية في البوسيف جنوب الموصل كان جمال أغا متواضعاً وهذا الخُلق واضحاً في سلوكه اذ كان له شعبية واسعة في المجتمع والناس كافة .
صفاته
كان ذو هيبة ومظهر جذاب ، طويل القامة اسمر اللون ، انيق الثياب اذا دخل الى مجلس تتجه الانظار اليه و يفرض احترامه على الجميع وتقف له الناس احتراماً .
مهنته
اشتغل جمال أغا في مطلع شبابه بالقجغ وهي التجارة غير الرسمية بين الموصل وحلب ثم بعد ذلك اتجه الى مهنة الزراعة ثم بعد الزراعة مارس مهنة المقاولات مع الدولة ابتداءً من عام ١٩٦٥ م فنفذ الكثير من المشاريع مع بعض شركائه منها مدرسة مشاة الموصل ولواء ٢٩ في سنجار ومعسكر طريق أربيل عام ١٩٧٥ _ ١٩٧٦ م و تبليط شوارع سنجار ١٩٧١_ ١٩٧٣ م ومخازن عتاد في بادوش عام ١٩٧٦ _ ١٩٧٧ م و فندق جوار دهوك و اعدادية زراعة الدور والسلامية و ميدان الرمي في الموصل وقلعة درمان في كركوك و معمل البان تكريت وغيرهم.
وفاته
توفي جمال اغا في يوم ٢٤ / ٤ / ١٩٩٤ م ، أقيم له مجلس عزاء في داره الكائن في موصل الجديدة وكان عزاءً كبيراً حضره جمهور كبير من الشخصيات السياسية والرسمية والعشائرية . عقبَ جمال أغا ابنتين واربعة من الابناء هم : احمد ، راتب ، حامد ، حسين .