جبل موية
المكان | السودان |
---|---|
الإحداثيات | 13°30′00″N 33°20′00″E / 13.5°N 33.333333°E |
ملاحظات حول الموقع | |
الأثريون | سير هنري ولكم |
جبل موية، هو موقع أثري يقع في جنوب سهل الجزيرة، السودان، على بعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم.[1] ويرجع تاريخه ما بين 5000 ق.م.- 500 م.[2] وتبلغ مساحته قرابة 184.000 م²، ويعد واحداً من أكبر مقابر الرعاة في أفريقيا حيث حُفر أكثر من 3000 مدفن حتى الآن.[3]
تم التنقيب في الموقع لأول مرة بواسطة السير هنري ولكم من عام 1911 حتى 1914. تشير القطع الأثرية التي عُثر عليها في الموقع إلى وجود طرق تجارية بين جبل موية والمناطق المحيطة بها، حتى مصر.[4] وتقع منطقة جبل موية على بعد 250 كم جنوب العاصمة الخرطوم، وتعد موقعاً استراتيجياً تتداخل فيه ثلاث ولايات هي: الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
العصر الحديث
في أكتوبر 2024 أعلن الجيش السوداني تحقيق انتصارات في منطقة جبل موية الاستراتيجية، بعدما كان قد فقد السيطرة عليها لصالح قوات الدعم السريع في أواخر يونيو. كما التحم الجيش مع قواته في ولايتي سنار والنيل الأبيض، منهياً بذلك عزلة هاتين الولايتين التي كانت مفروضة عليهما لنحو 3 أشهر. وقال مؤيدون للجيش ومواطنون إن قوات الجيش استعادت المنطقة، وسيروا مواكب احتفالية لإنهاء الحصار الذي كان مفروضاً عليهم. وسيطرت قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية في 25 يونيو 2024، بعد معارك شرسة دارت بينها وبين الجيش، ما مكنها من قطع الطرق الرابطة بين ثلاث ولايات، وعزل قواعد الجيش هناك.[5]
وتتضمن المنطقة ثلاثة تلال جبلية هي جبل موية، وجبل دود، وجبل بيوت، وتتحكم المنطقة في الطريق البري الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار أكبر مدن ولاية سنار، كما تتحكم في الطريق الذي يربط منطقة المناقل بمدينة سنار. وتحيط بجبل موية عدة مناطق عسكرية تابعة للجيش هي الفرقة 17 سنجة بولاية سنار، والفرقة 18 مشاة بولاية النيل الأبيض، واللواء جوي 265 سنار، وقاعدة كنانة الجوية. وحولت سيطرة قوات الدعم السريع على جبل موية تلك المناطق العسكرية إلى جزر معزولة عن بعضها، وعزلت الولايات الثلاث عن بقية أنحاء البلاد. ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم ولايتي سنار والجزيرة وأجزاء من شمال ولاية النيل الأبيض، التي سيطرت عليها بعد إحكام السيطرة على جبل موية، بالتفاف على قوات الجيش الموجودة في مدينة سنار، وسيطرت على مقر الفرقة في مدينة سنجة بجانب مدينتي الدندر، والسوكي وعدد آخر من البلدات الهامة في الولاية.
وفيما يشبه الاعتراف بفقدان المنطقة الاستراتيجية تساءل مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق، في تغريدة ساخرة على صفحته بمنصة إكس، من جيش عمره أكثر من 100 عام، ويملك مشاة وطيراناً ومهندسين وبحرية ومظلات واستراتيجية وسلاح أسلحة وغيرها، وتسانده في القتال كتائب الإسلاميين الإرهابية، وأكثر من 15 حركة مسلحة مرتزقة... وأصبح حُلمه كله عبور جسر وفتح شارع فقط»، وذلك في إشارة لخسارته لمنطقة جبل موية وفتح الطريق الرابط بين سنار وكوستى، وعبور قوات الجيش جسر الحلفايا في شمال الخرطوم أوائل أكتوبر 2024.
من جانبه، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي الجيش المصري بقصف عناصر الدعم السريع في جبل موية. وزعم حميدتي، أن مصر "تدرب الجيش السوداني وأمدته بطائرات صينية من طراز k8"، وكذلك اتهم 6 إلى 7 دول، لم يسمها، بدعم الجيش بـ"طريقة مباشرة أو غير مباشرة"، حسب قوله. وأضاف أن الجيش "استعان بمرتزقة من أذربيجان وأوكرانيا وإقليم تيغراي وجبهة تحرير إريتريا وإيرانيين".[6]
وفي المقابل، نفت وزارة الخارجية المصرية "اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان". وقالت الوزارة في بيان عبر فيسبوك: "تأتى تلك المزاعم فى خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق". وأضافت أنه "تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميلشيا الدعم السريع".وأكدت مصر "حرصها على أمن واستقرار ووحدة السودان الشقيق أرضاً وشعبا"، وشددت على أنها "لن تألو جهدا لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة". وسبق أن احتجزت قوات الدعم السريع، مع اندلاع حربها ضد الجيش السوداني في 2023 إثر خلاف بين حميدتي وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، عدد من الجنود المصريين كانوا في مطار مروي العسكري للمشاركة في تدريبات عسكرية مع القوات المسلحة السودانية، ونجحت القاهرة في إعادة جنودها.
في 13 أكتوبر 2024، وصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى منطقة جبل موية في ولاية سنار بعد تحريرها من مليشيا الدعم السريع. وظهر البرهان في مقطع ڤيديو مع عدد من الجنود في منطقة مكشوفة ملوحاً بقبضة يده.[7]
البيئة
سهل الجزيرة هو سهل ضخم أنشأه النيل الأزرق. كانت مستويات الفيضانات الحالية موجودة بحلول عام 3500 ق.م، حيث انتقلت المنطقة من الظروف المستنقعية إلى الساڤانا مع تحرك منطقة التقارب بين المدارين جنوباً. اكتمل التحول البيئي من المستنقعات إلى الساڤانا والسهوب شبه الصحراوية بحلول عام 3000 ق.م. بحلول القرون الأولى بعد الميلاد، بقيت ظروف مستنقعية قليلة؛ أحد المواقع الرطبة البارزة التي بقيت هي جبل طمات، وهو موقع رعوي مبكر آخر، شمال شرق جبل موية.
من الناحية البيئية، يمكن تقسيم الجزيرة الجنوبية إلى فئات من نباتات المستنقعات، والغابات النهرية، والأراضي العشبية، ونباتات الجبال. وهذا يضع بيئة جبل موية بالقرب من الأحزمة الانتقالية، سواء في العصر الحديث، أو على الأرجح في العصر الكلاسيكي والمروي.
يشير جبل موية إلى كتلة صخرية تضم مجموعة من التلال الجرانيتية المتصلة ببعضها البعض بواسطة التلال والوديان؛ وقد ارتبط الاسم بالموقع الأثري الواقع في أقصى الشمال الشرقي من هذه الوديان.[8]
كتلة جبل موية هي نتوء جيولوجي من الجرانيت من مجمع القاعدة الموجود أسفل سهل الجزيرة، والذي يخترق تكوين الحجر الرملي أعلاه. يحتوي مجمع القاعدة على طبقة مياه جوفية تحت الأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع المياه العذبة إلى مستوى السطح/الأرض حول النتوءات مثل جبل موية.[4]
وقد أدى هذا إلى ترسيخ جبل موية كمصدر محتمل للمياه العذبة، وهو أمر هام في سهل لا توجد فيه مصادر دائمة للمياه السطحية للحفاظ على قطعان الحيوانات. ويتم تجديد طبقة المياه الجوفية من خلال كل من النيل الأزرق والأبيض.[9] وهذا يثبت أن الظروف البيئية في المنطقة كانت مناسبة للرعي من عام 1000 ق.م. إلى عام 1000 ق.م.[4]
تاريخ التنقيب
بدأت أعمال التنقيب في جبل موية في 29 يناير 1911 واستمرت حتى أبريل 1914 عندما تم التخلي عن الخطط الأخرى بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.[10] خلال تلك المواسم الأربعة، حُفر ما يقرب من خُمس الموقع الذي تبلغ مساحته 10.4 هكتار (25 فداناً). وتم الإبلاغ عن 2883 مقبرة أثناء الحفر، وتم تنظيف 2792 من المقابر، وظل الباقي دون مساس. احتوت بعض القبور الخالية من المدافن على فخار فقط؛ احتوت أخرى على دفنات متعددة. احتوت 25 من القبور على دفنات حيوانية. في المجموع، حُفر 3137 فرداً، مما يجعل جبل موية أكبر مجمع دفن عُثر عليه حتى الآن في أفريقيا جنوب الصحراء.[1]
التأريخات
الاستيطان
المجمع الجنائزي
القطع الأثرية
الزراعة
في دراسات سابقة، أدى الافتقار إلى المعدات الزراعية في جبل موية، إلى جانب أحجار الطحن العديدة في جبل الطماطم وأدلة الذرة الرفيعة، إلى تعزيز فكرة أن السكان في جبل موية كانوا في الأساس رعاة.[2] ومع ذلك، فإن الأبحاث الأحدث دفعت العلماء إلى مراجعة وجهة النظر هذه.[11]
بدأت الحفريات الجديدة عام 2017 من قبل جامعة لندن وجامعة الخرطوم، وتُظهِر احتلالاً مستمراً للموقع أكثر مما كان يُعتقد من قبل. وأُجريت تحليلات أثرية نباتية، وهي توفر دليلاً على الأنواع المستأنسة. تم تأريخ الذرة المدجنة (Sorghum bicolor) بالكربون المشع إلى حوالي 2550-2210 ق.م. كان هذا محصولاً أساسياً في هذا المجتمع، وهناك العديد من الاكتشافات.[11] يُشار إلى تدجين الذرة الرفيعة من خلال التغيرات في شكل القشر والحبوب.
عام 2017، تواردت أنباء عن وجود آثار لقشر الذرة المستأنسة في الفخار والتحف الطينية الأخرى من منطقة نهر عطبرة (شرق السودان). وقد ارتبطت هذه الآثار بفخار مجموعة البطانة، ويرجع تاريخها إلى 3500-3000 ق.م.[12] تقع هذه المنطقة على بعد حوالي 300 كيلومتر (200 ميل) شمال شرق جبل موية. كان العناب، وهي إحدى شجيرات الساڤانا، النبات الغذائي الوحيد المؤكد الذي تم توثيقه في جبل موية.[11]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفخار
شعب جبل موية
تظهر نتائج دراسة الجمجمة ومورفولوجيا الأسنان ودراسة مقارنة الأسنان العامة أن سكان جبل موية كانوا رعاة بطبيعتهم ومتميزين حيوياً وثقافياً، حيث أظهروا أوجه تشابه مع سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كان الأفراد في جبل موية من سكان رعاة ومتجانسين على الرغم من اختلافهم حيوياً.[8]
هجران الموقع
من غير المعروف سبب هجران جبل موية؛ أحد الاحتمالات، وفقًا لما ذكره م. براس، هو تغير شبكات التجارة والاجتماعية في سهل الجزيرة الجنوبي بسبب انتشار المسيحية خلال القرن السابع الميلادي.[2]
معرض الصور
مرئيات
جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم قوات الدعم السريع في جبل موية، أكتوبر 2024. |
المصادر
- ^ أ ب Brass, Michael (2015). Mortuary theory, pottery and social complexity at Jebel Moya cemetery, South-Central Sudan. Muzeum Archeologiczne w Poznaniu. Poznań (PL). ISBN 9788360109434. OCLC 955092924. PMID 27359026.
{{cite book}}
: CS1 maint: location missing publisher (link) - ^ أ ب ت Brass, Michael; Schwenniger, Jean-Luc (2013). "Jebel Moya (Sudan): new dates from a mortuary complex at the southern Meroitic frontier". Azania. 48 (4): 455–472. doi:10.1080/0067270X.2013.843258. PMC 4214402. PMID 25400300.
- ^ Brass M (1 September 2014). "The Southern Frontier of the Meroitic State: The View from Jebel Moya". The African Archaeological Review. 31 (3): 425–445. doi:10.1007/s10437-014-9164-5. PMC 4851119. PMID 27158178.
- ^ أ ب ت Brass, Michael (28 November 2015). "Interactions and Pastoralism Along the Southern and Southeastern Frontiers of the Meroitic State, Sudan". Journal of World Prehistory. 28 (4): 255–288. doi:10.1007/s10963-015-9089-1. ISSN 0892-7537. PMC 4856204. PMID 27158190.
- ^ "الجيش السوداني يحقق انتصاراً في «جبل موية»". جريدة الشرق الأوسط. 2024-10-06. Retrieved 2024-10-13.
- ^ ""حميدتي": مصر قصفت قواتنا وأمدت الجيش السوداني بطائرات صينية.. والقاهرة تنفي". سي إن إن. 2024-10-10. Retrieved 2024-10-13.
- ^ "متفقداً الخطوط الأمامية .. البرهان يصل جبل مويه". النيلين. 2024-10-13. Retrieved 2024-10-13.
- ^ أ ب Irish, J. D.; Konigsberg, L. (2007). "The ancient inhabitants of Jebel Moya redux: measures of population affinity based on dental morphology". International Journal of Osteoarchaeology. 17 (2): 138–156. doi:10.1002/oa.868. ISSN 1047-482X.
- ^ Brass, Michael Jonathan. (2016). Reinterpreting chronology and society at the mortuary complex of Jebel Moya (Sudan). Archaeopress Publishing Limited. ISBN 9781784914318. OCLC 1005919136.
- ^ Mukherjee, Ramkrishna. (1955). The Ancient Inhabitants of Jebel Moya, Sudan. By Ramkrishna Mukherjee, C. Radhakrishna Rao & J.C. Trevor, etc. Cambridge. OCLC 752857376.
- ^ أ ب ت Brass, Michael; Fuller, Dorian Q.; MacDonald, Kevin; Stevens, Chris; Adam, Ahmed; Kozieradzka-Ogunmakin, Iwona; Abdallah, Rayan; Alawad, Osman; Abdalla, Ammar; Gregory, Isabelle Vella; Wellings, Joss; Hassan, Fakri; Abdelrahman, Ali (2 October 2019). "New findings on the significance of Jebel Moya in the eastern Sahel". Azania: Archaeological Research in Africa. Informa UK Limited. 54 (4): 425–444. doi:10.1080/0067270x.2019.1691845. ISSN 0067-270X. PMC 6920046. PMID 31853153.
- ^ Winchell, F., Stevens, C., Murphy, C., Fuller, D.Q., Manzo, A. and Beldados, A. 2017. “Evidence for sorghum domestication in fourth millennium BC eastern Sudan: spikelet morphology from ceramic impressions of the Butana Group.” Current Anthropology 58: 673–683
المراجع
- Brass, Michael; Fuller, Dorian Q.; MacDonald, Kevin; Stevens, Chris; Adam, Ahmed; Kozieradzka-Ogunmakin, Iwona; Abdallah, Rayan; Alawad, Osman; Abdalla, Ammar; Gregory, Isabelle Vella; Wellings, Joss; Hassan, Fakri; Abdelrahman, Ali (2 October 2019). "New findings on the significance of Jebel Moya in the eastern Sahel". Azania: Archaeological Research in Africa. Informa UK Limited. 54 (4): 425–444. doi:10.1080/0067270x.2019.1691845. ISSN 0067-270X. PMC 6920046. PMID 31853153.