ثورة 21 أكتوبر 1964 السودانية
بعد الاستقلال وإنزال العلمين المصري والبريطاني تولى مشكلات السودان إسماعيل الأزهري ثم ورث التركة منافسه من حزب الأمة عبد الله خليل، ثلاث سنوات أدرك فيها سياسيو السودان أن مشكلاتهم بحجم بلدهم، وفي نوفمبر عام 1958 انقلب عبد الله خليل على نفسه وسلم الحكم تسليماً للعسكر، ألغى قائد الجيش الفريق إبراهيم عبود الأحزاب وعلق الدستور وتحول الي دكتاتور وكان التأييد الذي ناله من زعيمي الأنصار والختمية سحابة صيف، وبقيت الأحزاب جمراً تحت الرماد ومن وراءهم الشعب السوداني العظيم وجاءة مشكلة الجنوب الذي لم يعجبه توجه التعريب والأسلمة لحكومة عبود. ثار الجنوب فشكل الفريق عبود لجنة الخمسة والعشرين لمناقشة القضية ودُعي طلبة جامعة الخرطوم للمشاركة في النقاش، لكن الطلبة ناقشوا كل شيء واحتجوا على الحكومة واخفاقاتها في مظاهرات صاخبة سرعان ما انتشرت في المديريات الأخرى، وأضرب الموظفون وعمال المواصلات فألغت الحكومة العسكرية النقاش وقمعت الاحتجاجات.
لم يطلق الجيش الرصاص الكثيف ولا العشوائي ولكن هي رصاصة واحده قتلت الطالب أحمد القرشي عندما اقتحمت الشرطة ندوة جامعية أقيمت في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1964 كانت نقطة االبداية وعود الثقاب .
اندلعت المظاهرات في كل أنحاء السودان بعد تشييع القرشي، وردد المتظاهرون الشعار الشهير" إلى القصر حتى النصر"، بعد مقتل القرشي بأربعة أيام جاء خطاب عبود الأول فألمح إلى بقائه في السلطة حتى تشكيل حكومة لكن الجماهير لم ترض وواصلت ثورتها، وبعد أربعة أيام أخرى احتشدت الجماهير عند القصر الجمهوري فأطلقت الشرطة النار على المتظاهرين وسقط عدد من القتلى فيما عُرف بحادثة القصر فكان التنازل الثاني، وبعد أسبوعين جاءت الثالثة وأعلن الفريق عبود تنحيه وشكلت حكومة برئاسة سر الختم الخليفة سميت بحكومة جبهة الهيئات.
نجحت الثورة على الحكم العسكري الأول في السودان ورسخت في البلاد وجود الأحزاب وظلت منارة لكل حكم عسكري أو مدني لاحق لأن السودان يملك الإرادة ويستطيع.
- لما الليل الداجي الطوّل
- فجر النور من عينا إتحول
- كنا نعيد الماضي الأول
- ماضي جدودنا الهزمو الباغي
- وهدوا قلاع الظلم الطاغي
- وفي ليلة وكنا حشود بتصارع
- عهد الظلم الشبّ حواجز شبّ موانع
- وجانا هتاف من عند الشارع
- قسماً قسماً لن ننهار
- طريق الثورة هـُدي الأحرار
- والشارع ثار وغضب الأمة إتمدد نار
- والكل ياوطني حشود ثوار
- وهزمنا الليل والنور في الآخر طل الدار والعزة إخضرت للأحرار
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .