ثورة الخبز (تونس)
في 3 يناير 1986 مظاهرات وحوادث مؤلمة عرفت بثورةالخبز، التي سقط خلالها الضحايا بالمئات .وشهدت صراعات دموية حادة بين المواطنين ورجال الأمن، بسبب زيادة في سعر الخبز أقرها رئيس الوزراء محمد مزالي، واستخدام وزير الداخلية ادريس قيقة للقوة ضد المتضاهرين ولم تهدأ تلك الثورة الا بعد تراجع الحكومة عن الزيادة بعد يوم واحد فقط من إقرارها، واستدعيّ زين العابدين بن علي من وارسو ليشغل منصب مدير عام الأمن الوطني.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثورة الخبز أم مؤامرة الخبز
- مقالة مفصلة: ثورة الخبز (تونس)
مزالي هو الذي رفع في سعر الخبز في عام 1986، وتسبب في ثورة الشارع التونسي، إلا أنه ينفي هذه التهمة في مذكراته ويـُرجع القرار إلى بورقيبة الذي قرر مضاعفة سعر الخبز. ولقد اعترف بعض المسؤولين بذلك، وقد صرح الباجي قائد السبسي في تلفزيون أبو ظبي بأن قرار مضاعفة سعر الخبز اتخذه بورقيبة. أن مزالي انحصرت مهمته في تطبيق قرارات الرئيس. فقامت مظاهرات عمت البلاد تقول "يا لمزالي يابو صلعة، يلعن بوك في هالطلعة". وينسب المزالي تلك المظاهرات إلى مؤامرة حاكتها ضده زوجة بورقيبة، وسيلة عمار، وابنة اخت بورقيبة سعيدة ساسي[1] ، في مذكراتها الصادرة في 2008 وفي حديث مطول مع جريدة الشرق الأوسط، أن تلك المظاهرات كان مدبرة من جناح داخل الحكم، ملمحة لدوائر قريبة من بن علي. ويقولك عنها مزالي: "من الملفات والأكاذيب التي راجت في وقت من الأوقات قضية «ثورة الخبز» التي اسميها «مؤامرة الخبز»، في المذكرات أبين استنادا إلى الحجج والأحداث أنها مؤامرة حيكت من فوق، ولم تنبثق من القاعدة أي الشعب. وكذلك ما روجه البعض بالاعتماد عن صعوبات اقتصادية لترضية مقولة إن الاقتصاد كان على أبواب الإفلاس في 1986، وأبين ايضا معطيات اخرى من بينها انعكاسات طرد ما لا يقل عن 32 ألف عامل تونسي من ليبيا في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر من سنة 1985 وجرى حجز أموالهم وأرزاقهم وأمتعتهم وتجميد وحجز مكتسبات شركة تونس الجوية وتقدر بعشرة مليارات سنتيم. ثم الانعكاسات التي نتجت عن إقدام إسرائيل على قصف حمام الشط بالقنابل في أول أكتوبر 1985 ثم اقدام الولايات المتحدة على قصف طرابلس وإحجام السياح عن زيارة تونس لقربها الجغرافي، وكذلك انهيار سعر البترول. هناك عوامل تقيم الدليل على طبيعة الصعوبات التي فرضت علينا واعتبر أن أكبر صعوبة، وكان يمكن تجازوها، هي ضعف المدخرات من العملة في البنك المركزي في أوائل 1986 أي قبيل إقالتي، أي انتقاص مخزون العملة الصعبة. ولقد طالبت بعض الدول الشقيقة في الخليج بأن نودع مقابل أجر كمية من الصابة، وبذلك يمكن أن نتخلص من تلك العقبة، ولكن لم يمهلوا، وتمت إقالتي قبل أن تتحقق الوعود التي اتصلت بها من بعض بلدان الخليج الشقيقة. وسأبين في مذكراتي أيضا بأني لم أكن رئيس دولة بل كنت رئيس حكومة، وكان بورقيبة كل شيء، وقد يقول البعض إن بورقيبة شاخ وهرم ولم يعد له أي نفوذ، والحقيقة انه بقدر ما كان يقاسي من الشيخوخة، وتتزايد مضاعفاتها، بقدر ما كان يتشبث بالسلطة، وحتى بأوهام السلطة. كنت في موقف حرج بين مجتمع تونسي ناهض، وشباب طموح، ومثقفين يحرصون على الحرية والكرامة، ومشاكل عمال، من جهة، وبين رئيس شيخ أحببناه وناضلنا معه في الحزب الذي أسسه، وكنا نحمل له الاحترام والتقدير، ولكنه بلغ عمرا متقدما. فأنا عندما تقلدت منصب وزير أول كان عمره ستا وثمانين سنة، مع أمراض جسدية وعقلية أيضا إلى حد ما. ناهيك من أن هناك سبعة أطباء وضعوا امضاءاتهم على أنه لم يعد قادرا على مواصلة رئاسة البلاد. [2]
سعيدة بن ساسي
وقفت سعيدة ساسي إبنة شقيقة الحبيب بورقيبة بقوة ضد ان يتقدم محمد مزالي الذي ظل وزيراً أول (رئيس حكومة)، الى الصف الأول، وعملت ضده حتى اضطر ان يفر من البلاد متخفياً في زي شيخ عجوز. وقبل ذلك تعمدت سعيدة ساسي أن تجرع مزالي المهانات. كانت ترى ان مزالي وقف الى جانب خصميها وسيلة عمار - زوجة الحبيب بورقيبة سابقا - والحبيب بورقيبة الابن. كانت علاقات وسيلة مع بورقيبة الابن سيئة، لكن خلال عهد مزالي تحسنت تلك العلاقات، ولم تنس سعيدة ساسي هذه المبادرات من مزالي، بعد اقالته من منصبه في صيف عام 1986، عندما اتهم بان سياسته كانت وراء ما عرف يومئذ بثورة الخبز، عندما اندلعت مظاهرات عارمة في البلاد احتجاجاً على غلاء المعيشة.
أوغرت ساسي صدر خالها على مزالي، فاقيل من منصبه، وعندما حاول مرة دخول قصر قرطاج بمناسبة عيد ميلاد بورقيبة طرد من الباب، على الرغم من ان دعوة وجهت له، ثم استمرت سعيدة ساسي في الانتقام، من رجل «صالح خصومها»، كما كانت تقول. القي القبض على نجل مزالي الاكبر ويدعى مختار، ولم يبق امام مزالي من مخرج سوى ان يفر من البلاد، ثم اعتقل بعد ذلك ابنه رفيق وهو طبيب واستاذ جراحة وتعرض لتعذيب وحشي لاجبار مزالي على العودة، بعد ان انتقل من الجزائر الى سويسرا، ثم اعتقلت ابنته سارة وزج بها في سجن يضم بائعات الهوى، وحددت إقامة زوجته.[1]
مرئيات
- بورقيبة يتراجع عن زيادة أسعار الخبز والدقيق والمكرونة
المراجع
المصادر
- ^ أ ب "سعيدة ساسي.. تحكمت وكادت تحكم". جريدة الشرق الأوسط. 2010-08-03.
- ^ "وفاة رئيس الوزراء التونسي الأسبق محمد مزالي". ميدل إيست أونلاين. 2010-06-24.