ثابت ثابت

ثابت أحمد عبد الله ثابت (1953-2000) طبيب أسنان فلسطيني ولد في مدينة طولكرم عام 1953، واستشهد في 31 ديسمبر 2000.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد الشهيد الدكتور ثابت أحمد عبد الله ثابت في مدينة طولكرم بالضفة الغربية عام 1953، أنهى دراسته الابتدائية هناك وعندما اكمل دراسته الثانوية توجه إلى بغداد لدراسة في جامعة بغداد كلية الطب، التحق بصفوف حركة فتح عام 1968 أثناء دراسته وبدا نشاطه التنظيمي من خلال اتحاد الطلبة في بغداد حيث عمل مسؤولآ للمكتب الحركي الطلابي ورئيسا للإتحاد العام لطلبة فلسطين.


اعتقاله

وعند إنهاء الدراسة وحصوله على شهادة الطب عاد الشهيد إلى ارض الوطن ليخدم أهله ووطنه واثناء عودته اعتقل على جسر أريحا إداريا ولمدة 6 أشهر ، حيث قام المحتلون بفرض الإقامة الجبرية عليه لمدة 3 سنوات.

نشاطه

بعد ذلك قام والده بفتح عيادة له في مدينة طولكرم والتي كانت مركزا للعمل التنظيمي والوطني واستمر في عمله التنظيمي والنقابي حيث انتخب نقيب اطباء الأسنان في الضفة فكان حلمه منذ الصغر بأن يكون مسؤول تنظيم ينظم في أحضانه كخطوة على طريق الحلم الفلسطيني الأكبر في تحقيق الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس فتحقق حلمه وهو من مؤسسي تنظيم فتح في محافظة طولكرم فدائما كان يسعى على تقوية التنظيم حيث تتلمذ على يده الكثير من الكوادر التي تلقى عليهم المسؤولية ليخرجوا كالمارد في وجه المحتلين فكانت عزيمته لن تلين أبدا في وجه المحتل وكان مثال الرجل المعطاء المجاهد فلم يتوانا لحظة في أن يكون دائما في المقدمة ولم يتأخر قط على تلبية النداء فكان جنديا وفيا لزملائه ووطنه وفيا لكل من يستنجد به لأي عمل كان وصدر عنه عدة كلمات تدل على وطنيته منها .

. أن الأوان لننطلق إلى الأمام نستمد من الماضي الإرادة والتصميم ومن الحاضر القوة والصلابة نشق طريقنا إلى المستقبل بالعمل المشترك المتواصل هذا هو الشهيد البطل ثابت هذا هو ثابت الذي ذاع في الدنيا وعلى في التاريخ صوته وطال في ميادين البطولة شوطه واقترن اسمه بالثبات على مبادئه الوطنية والقومية والثبات حتى التحرير والنصر ومن القدرة الإلهية أن اسمه انطلق مع فعله هذا هو ثابت ثابت الذي أشاع في نفوس الإعداء الفزع والقهر والذعر حتى اصبح ذاك المارد الذي يشكل خطر المعركة . وفي الآونة الأخيرة زاد غضب الإسرائيليين على مناضلنا إلى أن قاموا بكل الوسائل بإغتياله .

إغتياله

ففي صبيحة يوم الأحد وبتاريخ 31/12/2000 سمع شهيدنا دوي طائرة تحلق فوق منزله القريب من المصانع الكيماوية بالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي والقريب من منطقة الخضوري فغادر المنزل خشية من أن الطائرة ستضرب المنزل متوجها إلى مكتبه مكتب تنظيم فتح, وعند ركوبه سيارته تفاجئ بان حشد كبير من القوات الخاصة الإسرائيلية بالقرب من سيارته بادئة بإطلاق النار عليه من أسلحة مختلفة ومن عيارات مختلفة لتخترق جسده بالكامل حيث تعرض شهيدنا البطل لسبع رصاصات أربعة في منطقة الصدر من عيار 300ملم وثلاثة أخرى في منطقة الظهر (العمود الفقري ) ورصاصة أخرى في اسفل الظهر حيث كان إطلاق النار على مسافة 300 متر وعندما سمع الأهالي إطلاق النار هرعوا لمعرفة ما يحدث من إطلاق النار في الحي فهب أحد الأطباء المجاورين لمنزل الشهيد طالبا سيارة إسعاف لنقل الشهيد إلى المستشفى بناء على طلب الشهيد الذي يرد( لا أحد ينجدني بل اطلبوا لي سيارة إسعاف) حيث حضرت سيارة الإسعاف بعد عشرة دقائق من وقوع الحادث وتم نقل الشهيد إلى المستشفى حيث ادخل إلى غرفة الطوارئ إلا انه فارق الحياة وفي لحظة استشهاده لم يكن يحمل السلاح ولم يكن برفقته أي أحد يذكر من حراسه وهذا يتنافس مع ما ذكرته وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية بأن كان لحظة وقوع الحادث اشتباك مسلح بين أفراد من تنظيم فتح وقوات الاحتلال , وليست صدفة فقد كان في طليعة مناضلي شعبنا وقيادة انتفاضته العظيمة ولم يدخر جهدا في سبيل ودعم المقاومة الباسلة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين ..

بعد إغتياله: وقد أراد جيش العدو من إغتياله ترويع مقاتلي شعبنا وردعهم عن المقاومة ولكنهم خسؤوا فدماه الزكية الطاهرة التي روى بها ثرى الوطن المقدس لن تذهب هدرا وان اغتياله لن يرهب شعبنا بل سيزيدنا إصرارا على التمسك باستمرار الانتفاضة والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال حتى يندحر عن أرضنا إلى الأبد .

ويقول شقيق الشهيد الأستاذ المناضل عيسى ثابت بان ما أصابنا هي لحظات حزينة والتي أودع فيها شقيقي الدكتور ثابت ولكنني سأسير في النضال على نهج آخي وإذا نعيت لا انعي أخي فحسب بل انعي كل مواطن استشهد دفاعا عن وطنه ومقدساته فأقول : بكل إجلال وإكبار تحية لكل الشهداء اللذين هم اكرم منا جميعا وأنني اجدد العهد له ولرفاق دربه ولكل شهداء شعبنا بأن نكون أوفياء لدمائهم عاقدين العزم على المضي قدما على درب ثابت حتى يحقق شعبنا أهدافه الكاملة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس مؤكدين للجميع على عهد أخينا ثابت سائرون فان فكروا ذات يوم بأنهم اغتالوا ثابت فكلنا والله ثابتون

حاولت القيادة السياسية لفتح في المدينة احتواء الكرمي وجماعته وحسب ادعاء جهاز "الشاباك" اتصل طبيب اسنان والدكتور ثابت ثابت بمسلحي كتائب شهداء الاقصى، وفي كانون أول/ ديسمبر طلب ثابت من الكرمي تنفيذ عملية اطلاق نار، حيث طلب منه تنفيذ الهجوم في الشارع بين مستوطنات "شافي شومرون" و"حومش" القريبيتين من نابلس.

معارف واصدقاء ثابت في الضفة واسرائيل يدعون انه رجل سلام، وانه اقام علاقات جادة مع نشطاء سلام من اليسار الإسرائيلي، لكن "الشاباك" يقول ان ثابت غير من توجهاته مع بدء المواجهات، والهجوم ذاته اسفر عن اصابة مواطنة إسرائيلية وجنديان، واحد الجنود كانت اصابته خطيرة للغاية، ولم تنقذ حياة ذلك الجندي الا بعد اسعافه مباشرة في المكان.

ثم حدث شيء غير مجرى المواجهات في طولكرم. وفي اليوم الاخير من عام 2000 قتل ثابت برصاص قناصين من وحدة يمام التابعة لحرس الحدود خلال خروجه من منزله، حيث قال قادة الشاباك ان اغتيال الدكتور ثابت ثابت سيردع مسؤولين آخرين في السلطة يقومون بدعم كتائب شهداء الأقصى.

رد على إغتياله

بعد الاغتيال اصبح الشهيد رائد الكرمي قائد شهداء الاقصى في طولكرم ومساعده ابن شقيق الدكتور ثابت مسلمة ثابت يبحثون عن الثار لدم الشهيد ثابت . والفرصة جاءت في 23/1، عندما قام إسرائيليان من اصحاب المطاعم في شارع شينكين بتل ابيب بعد ان تجاهلا الوضع الامني من دخول طولكرم لشراء حاجيات برفقة صديق لهما وهو عربي إسرائيلي. وفي نهاية جولتهما توقفا لأكل الحمص في مطعم بالمدينة. وقد اذيع خبر وجود إسرائيليان في المدينة، ووصل إلى المطعم لاحقا الكرمي ومسلمة ومجموعة من المسلحين، وأقدموا على خطفهما، وفي ساحة معزولة على اطراف المدينة قتل اتجار زيتوني وموتي ديان بعد اطلاق النار على رأسيهما، فيما اطلقت المجموعة سراح المواطن العربي وتوالت بعدها ردود الفعل على استشهاد الدكتور ثابت ثابت من معظم مدن الضفة الغربية للثار للشهيد وشهداء الوطن .