تيريز ديكيرو (فيلم 2012)
تيريز ديكيرو Thérèse Desqueyroux | |
---|---|
اخراج | Claude Miller |
انتاج | Yves Marmion |
كتابة | فرنسوا مورياك |
بطولة | Audrey Tautou |
سينماتوگرافيا | Gérard de Battista |
شركــة الانتاج | |
توزيع | UGC (France) TF1 International |
تواريخ العرض | 27 مايو 2012(Cannes) |
طول الفيلم | 110 دقيقة |
البلد | فرنسا |
اللغة | الفرنسية |
تيريز ديكيرو Thérèse Desqueyroux، فيلم دراما فرنسي، من إخراج كلود ميلر Claude Miller عام 2012، وتأليف الكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك،وكان فيلم الختام لمهرجان كان السينمائي 2012.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
طاقم التمثيل
- Audrey Tautou as Thérèse Desqueyroux
- Gilles Lellouche as Bernard Desqueyroux
- Anaïs Demoustier as Anne de la Trave
- Catherine Arditi as Madame de la Trave
- Isabelle Sadoyan as Aunt Clara
- Stanley Weber as Jean Azevedo
- Francis Perrin as Monsieur Larroque
- Yves Jacques as Lawyer
عن الرواية
كان فرنسوا مورياك، طوال عقود طويلة من القرن العشرين، واحداً من أولئك الكتّاب الفرنسيين الكبار الذين تحلقوا من حول الجنرال ديغول، باسم الصداقة والحب المشترك للثقافة، لا باسم المنفعة. وكان معروفاً أن الزعيم السياسي الفرنسي الكبير لا يشعر بالراحة والرضا الحقيقيين إلا وهو في رفقتهم حتى وإن كان يعرف تضارب أهوائهم والتناقضات العميقة بين البعض والآخرين منهم. فمثلاً، ما كان يمكن أن يجمع كاتباً علمانياً مناضلاً وباحثاً في الفن يساري الهوى في شبابه مثل اندريه مالروا، مع فرانسوا مورياك، الباحث عن الشؤون الروحية وعن القيم الدينية المثالية سوى ارتباط الاثنين معاً بالجنرال ديغول. أما هذا الأخير فإنه أبداً ما كان ليرضى بأن يفاضل بينهما. ونادراً ما كان يأتي على ذكر أي مؤلف من مؤلفاتهما مميزاً إياه عن مؤلفات الآخر. ومع هذا كان معروفاً أن ديغول يكنُّ حباً خاصاً لرواية فرانسوا مورياك «تيريز ديكيرو» على رغم أنه – كما يقال – تجادل في شأنها طويلاً مع مورياك، حين قرأها للمرة الأولى، في نسخة من طبعة ثالثة له أهداها له مورياك نفسه راجياً إياه أن يقرأها بتمعن. طبعاً ليس سهلاً أن نعرف موضوع الجدل بين ديغول ومورياك بصدد هذه الرواية، لكننا نعرف في المقابل أن ملايين القراء الفرنسيين لم ينتظروا معرفة رأي زعيمهم العسكري والسياسي الكبير حتى يقبلوا على قراءة هذه الرواية التي صدرت للمرة الأولى سنة 1927 ولم تكف عن إثارة الإعجاب منذ ذلك الحين. «تيريز ديكيرو» تكاد تكون أقوى روايات مورياك وأشهرها. بل ان كثراً ينظرون إليها على انها من درر الأدب الفرنسي خلال النصف الأول من القرن العشرين وربما كذلك: حاملة لواء الأدب الروحي الكلاسيكي في زمن كانت الحداثة الروائية فيه تكاد تطغى على كل كتابة.[1]
في اختصار يمكن القول إن «تيريز ديكيرو» تبدو أبعد ما يكون عن القرن العشرين وآدابه. بل انها حتى في بعدها الروحي الخالص. وأيضاً في بعدها النفساني، تقف تماماً خارج عصر الحداثة هذا. ومع هذا أحبها القراء كثيراً… من دون أن يفوتنا هنا أن نذكر أن واحداً من الأسباب العميقة والمباشرة التي أدت الى ذلك الشغف الشعبي بالرواية، هو أنها إنما تروي أحداثاً استقاها الكاتب من حادثة وقعت فعلاً. حادثة بطلها سيدة حاولت أن تقتل زوجها بالسم، لكنها أخفقت في ذلك، وحين حوكمت وقد بدت التهمة ثابتة عليها تماماً، كان زوجها هو الذي سارع الى تبرئتها ما أدى الى إطلاق سراحها… وكانت هي أول المندهشين لذلك التدخل الغريب.
كانت هذه هي، إذاً، الحادثة التي تحدثت عنها الصحف كثيراً في ذلك الحين وأدهشت الناس. وكان فرانسوا مورياك واحداً من أولئك الناس. لكنه اختلف عنهم في كونه رأى البعد الروحي والذاتي العميق في بعدين على الأقل من أبعاد ما حدث: بعد التسامح الذي أبداه الزوج، وبعد الضغط النفسي والاجتماعي الذي كان قد أملى على الزوجة فعلتها، من دون أن تكون – أصلاً – واثقة من أنها تريد أن تقتل زوجها حقاً.
من هنا، ولأن فرانسوا مورياك شاء أن يجعل من نصه عملاً تحليلياً لا يعبأ كثيراً بالحدث نفسه أو بأي أبعاد تشويقية تمت إليه بصلة، نراه يبدأ الرواية من نهايتها، أي من مشهد المحاكمة، حيث منذ الصفحات الأولى في الكتاب تطالعنا هذه المحكمة وقد ردت الدعوى المقامة على تيريز ديكيرو من الحق العام، بعد أن أسقط الزوج نهائياً أي رغبة في الادعاء. وهكذا إذ تنتهي المحاكمة بإطلاق سراح المتهمة، تبدأ الرواية الحقيقية، من خلال الراوي الذي يعود بنا الى الوراء، في نص يكاد يكون استعادة كاملة ليس فقط للجريمة وإخفاق المجرمة في تنفيذ خطتها ومحاكمتها، بل لسيرة تيريز نفسها. وهذا هو الجزء الأهم في هذه الرواية.
قصة الفيلم
إن ما يبدأ به الراوي هو طفولة تيريزا التي كانت تحمل اسم تيريز لاروك. لقد نشأت تيريز منذ ولادتها يتيمة الأم ورباها أبوها الراديكالي العلماني، الذي لم يضف الى شخصيتها الطفلة أي بعد ديني أو حتى أي قيم تربوية أخلاقية تجعلها لاحقاً تشعر بالندم أو بالخطيئة. فأبوها علمها منذ البداية أن ضميرها الخاص متضافراً مع وعيها، هو محكمتها الحقيقية وهو الضابط لكل ما تفعل وتقول… وهو – أي أبوها – عزز لديها دائماً، انطلاقاً من هنا، الشعور بأنها تنتمي الى نخبوية انسانية هي التي تملي عليها سلوكها. وهذا الشعور ستتبناه تيريز دائماً لا سيما خلال علاقتها مع صديقتها المراهقة المؤمنة آن دي لافارف التي ربيت على قواعد السلوك الدينية. والحال أن مورياك يقدم لنا صورة تيريز الحية من خلال حثنا الدائم على المقاربة بين الفتاتين، حيث إن آن تستقي مشاعرها ومسراتها من إيمانها والقيم التي ربيت عليها، فيما تستقي تيريز مسراتها من قدرتها على الحكم ومن ضميرها الداخلي الخاص المرتبط لديها مع وعي تنميه يوماً بيوم. وعند الصبا تتزوج تيريز من أخ لآن يملك أراضي شاسعة. إنها تتزوجه من دون حب أو وله خاص، وحتى من دون أن تكون مهتمة بثروته: تتزوجه هكذا بصورة ميكانيكية وكأن الأمر يبدو بديهياً بعد أن عرفا بعضهما طويلاً وصار هو جزءاً من حياتها اليومية. غير ان اليتيمة السابقة والراديكالية في تفكيرها، سرعان ما تكتشف انها إذا كانت قادرة على العيش مع برنار – الزوج – والتفاهم معه، فإن ما لا تحبه فيه إنما هو الوسط الذي ينتمي إليه. هذا الوسط هو الذي يكشف لها، خواء الحياة التي بدأت تغوص فيها… ومع هذا، قررت في البداية أن تلعب اللعبة: زوجة مطيعة وكنّة مسالمة. ولسوف يظل هذا وضعها، حتى تتعرف صديقتها آن بجار شاب ثري يعيش في معزل عن المجتمع يدعى جان. وهنا يتبدل كل شيء، ذلك أنها تشعر فجأة بالفارق الكبير بين نمط حياة جان ونمط حياة زوجها. مع جان تصبح الحياة حياة مُثل وثقافة، حياة وعي، خصوصاً أن هذا، خلال الجلسات العائلية يكتشف في تيريز «جمهوراً» جيداً له، يصغي اليه بجوارحه ويبدو مهتماً بكل كلمة يقولها، هو المثقف الراديكالي. وهكذا تنشأ بين الاثنين علاقة تفاهم عقلي - روحي لا يدرك الآخرون هويتها. وذات لحظة تشعر تيريز ان العلاقة تتبدل وتحس أن زوجها صار سداً في وجه نشوتها العقلية. وإذ يتطور هذا الشعور وتصبح الأمور على حافة الخطر، تجد تيريز أمامها سلاحاً يمكنها اللجوء إليه: ان زوجها مصاب بداء في قلبه ويتناول دواء مسكناً… فماذا لو زيفت بعض الشيء وجعلته يتناول سماً بدلاً من دوائه؟ ماذا لو يرحل عن هذا العالم وتبدأ هي حياة جديدة، حياة عقلية مزدهرة؟ وهكذا ترسم خطتها بكل صبر وهدوء. ويتناول زوجها السمّ لكنه لا يموت، لكنه هو الذي يهرع لنجدتها حين تحاكم ويبرئها… لكن حريتها لا تعني راحة ضميرها… إذ ها هي تعيش بعد ذلك في وحدة مرعبة حتى يحررها برنارد منه بعد أن كان حررها من المحكمة… فهل أنهى هذا مأساتها؟
أبداً… لأن مأساتها في داخلها كما يقول لنا فرانسوا مورياك في الصفحات الأخيرة من «تيريز ديكيرو»، ولكن كذلك في جزء ثان للرواية أصدره بعدها بسنوات تحت عنوان «آخر الليل»… لكنه لم يكن موفقاً كالجزء الأول، إذ هنا تكون قد مرت سنوات عدة تمتعت خلالها تيريز بحريتها والوحدة التي كانت تصبو إليها دائماً… لكنها لم تحصل أبداً على ما هو أساسي: أي صفائها الداخلي ومصالحتها مع ذاتها… وذلك لأن مأساة تيريز ديكيرو، كما يريد مورياك أن يقول، هي مأساة داخلية وجودية ولا علاقة لها بالأحداث أو بالآخرين.
المصادر
- ^ "تيريز ديكيرو". منتديات رحمة. Retrieved 2012-07-22.