تونكو عبد الرحمن (مقالة مميزة)
مؤسس ماليزيا وُلـِد تحت كذبة
تونكو عبد الرحمن پوترا الحاج بن المرحوم سلطان عبد الحميد حليم شاه وكذلك يـُدعى باپا كـِمـِردِكآن (أبو الإستقلال) أو باپا ماليزيا (أبو ماليزيا), كان كبير الوزراء لاتحاد ماليزيا من 1955, وأول رئيس وزراء للبلاد منذ الإستقلال في 1957. وقد ظل رئيساً للوزراء بعد انضمام كل من صباح وسرواك وسنغافورة في 1963 ليشكلوا ماليزيا.
وُلِد عام 1903 في إستانا پلامين, ألور ستار, قدح, عبد الرحمن كان الابن الرابع عشر والطفل العشرين للسلطان عبد الحميد حليم شاه, سلطان قدح الرابع وعشرين. أمه, چيك منجالارا, كانت الزوجة السادسة للسلطان وابنة النبيل السيامي, لوانگ نارابوريراك (كـْلـِب), وهو ضابط إقليمي أثناء حكم الملك راما الخامس من تايلاند.
ومن كل رؤساء الوزراء, يتميز تونكو بقصة ولادة هي الأكثر إثارة. ففي عام 1902, تم الكشف عن أن حامل الختم السلطاني أساء استخدام الثقة التي انيطت به وباع أراضي الدولة لمصلحته الشخصية. لذا كان على السلطان أن يفكر في العقاب الملائم، فقرر إعدامه، كما قرر أن يـُبتر إبهام كل من زوجة المختلس وكل طفل من أطفاله، حتى يـُنبذوا بقية حياتهم.
أسرعت زوجة حامل الختم إلى منجالارا, الزوجة المحظية للسلطان وتوسلت لها أن تشفع لها. منجالارا, متبعة غريزة الأمومة, وافقت على التدخل. فطلبت لقاءً مع زوجها السلطان وأخبرته أنها حامل مرة أخرى, إلا أنها تخاف أن يلحق بوليدها سوءاً إذا ما نفذ السلطان العقوبة بحامل الختم وأسرته.
منجالارا كانت امرأة ذكية ماهرة. وهناك تطير لدى الملايو من قيام الزوج بأي شرور أثناء حمل الزوجة, خوفاً من أن تحل روح شريرة جسد الجنين في رحم أمه.
السلطان عبد الحميد غمرته السعادة بأن زوجته ستهديه طفلاً آخر، وكان مهتماً بألا يحيق بالوليد أي ضرر أو سوء طالع، لذا فقد أمر بحبس حامل الختم بدلاً من إعدامه وألغى عقوبة الأسرة.
إلا أن الحقيقة, كانت أن منجالارا لم تكن حاملاً في ذلك الوقت. ولكنها حملت بعد ذلك بفترة قصيرة, والوليد كان هو عبد الرحمن الذي كان يحب أن يقول طيلة حياته أنه “وُلـِد بكذبة”.