توحيد المصطلحات العلمية

حول توحيد المصطلحات العلمية,من اعداد الأستاذ / أحمـد شفيـق الخطيـب

[1]

في تأريخ تطوُّر اللغات يقولون إنّه عندما ينشأُ المفهومُ، تدريجيّاً أو فُجاءة،سرعان ما يتنشأله اسم يعرف به أو يستدل به عليه. وقد يحمل هذا المفهوم اسمه معه،أو يلتمس له مقابل من اللغة حسبما توحي به علائق الاشتقاق أو القياس أو المجاز. وفي هذه الحال تنقل له اللفظة الاسم من معناها اللغوي إلى معناها الجديد وتسمّى مصطلحا. ومتى ترسّخ هذا المصطلح عن طريق الاستخدام ووسائل الاتصال والإعلام يدخل كتب الدّراسة والبحث ويثبت في المعاجم. وهذه المقولة كما تنطبق على لفظ "سيّارة" كما ورد في سورتي المائدة ويوسف من القرآن الكريم(1) وصار إلى مصطلح "سيّارة" المستحدث، تنطبق أيضاً على كلمة "مصطلح" نفسها. فلفظ "مصطلح"، من صلح أو صلُح صلاحاً وصلوحاً وصلاحةً، بمفهومه الحاليّ،لم يدخل المعاجم إلاّ أواسط هذا القرن -فلا ذكر له في المعاجم التُّراثية ولا حتى في الطبعات الثلاث من المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، إلاّ إذا اعتبرناه كاسم مفعول من "اصطلح" وارداً ضمنا من جملة مئات ألوف الاشتقاقات الممكنة التي لا توردها المعاجم. فالمعاجم العربية تضمّن مفهوم المصطلح لفظة "اصطلاح". صاحب محيط المحيط يقول في "اصطلاح": "إنّه العرف الخاصُّ، وهو عبارة عن اتفاق القوم على وضع الشيء؛ وقيل هو إخراج الشيء عن المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد منه، وذلك لمناسبة بينهما كالعموم والخصوص، أو لمشاركتهما في أمر أو مشابهتهما في وصف إلى غير ذلك، ج.اصطلاحات". والوسيط يعرّف « اصطلاح » بالمفهوم نفسه مطوراً نوعاً حيث يقول: « الاصطلاح مصدر اصطلح، و ~ اتفاق طائفة على شيء مخصوص، ولكل علم اصطلاحاته". لكنّ لفظ "مصطلح" فرض نفسه، بالانتخاب الطبيعي والاستعمال، كمدخل مستقل. أليس اللغة كائناً حيّاً ينمو ويتطور ويتأثّر بالبيئة،كما كل الكائنات الحية؟،فنجد المعجم الوجيز،لمجمع اللغة العربية،وليد المعجم الوسيط يتجاوز عرابه، فيضيف في تعريف "اصطلاح" تحديد "أنه اتفاق في العلوم والفنون على لفظ أو رمز معيَّن لأداء مدلول خاص". ثم يورد لفظ "مصطلح" كمدخل مستقل، تاليا، بالمعنى الذي أضافه في "اصطلاح".

قيل "المصطلحات هي لغة التفاهم بين العلماء، ولكل علم اصطلاحاته" - هذا صحيح؛ لكن قسماً وافراً من المصطلحات في مختلف المجالات غزانا في المنزل والشارع والحقل والهواء والفضاء من حولنا - نرى آثار ذلك في ملبسنا ومأكلنا ومشربنا وتسلياتنا، شيباً وشبّاناً، وفي ألعاب أطفالنا وسائر محتويات بيوتنا، كما في متاجرنا ومدارسنا وجامعاتنا وشتّى مناحي حياتنا. إنّ الغمر الحضاريّ الذي اجتاح الوطن العربيّ، ولو سطحياً أُفُقيّاً في معظمه، خلال بضعة العقود الماضية أغرقنا بمستوردات الحضارة الحديثة - حاجيات وتقانيات وأفكارا ومخترعات وأساليب عيش في مختلف المجالات الحياتية والاقتصادية والعلمية والصحية والاجتماعية. وكان لا بدّ لأم اللغات من تسميات لهذه المستجدات. فكان أن انبرى المترجمون واللغويون والأدباء والصحافيون والمعجميون، ثم المجامع والمؤسسات والاتحادات المهنية، لوضع مقابلات تعرف بها هذه المستجدات وتتداول كمصطلحات. لقد غدت المصطلحات جزءاً مهمّا من اللغة العربية، كما من كلّ اللغات المعاصرة - باعتبارها مفاتيح للمعرفة الإنسانية في شتّى فروعها، ووسيلة التفاهم والتواصل بين الناس في مختلف المجالات العملية والعلمية. وكان من الطبيعي والوطن العربي في الأوضاع التي كان عليها، والتي لا يزال الكثير منها قائما فعلا - ولو مرفوضاً قولاً؛ كان من الطبيعي أن تتباين هذه التسميات في أرجاء العالم العربي، أو حتى في القطر الواحد نفسه منه قليلاً أو كثيراً. هذا التباين كانت له خلفياته ومسبباته - أستعرض بعض أهمِّها في ما يلي: المعروف أن العالم العربي، منذ بدأ يفيق من غفوة عهد الظلمة الذي دمس عليه قرابة خمسة قرون، تنازعته قوى سياسية طبعته إجمالاً بثقافتين مختلفتين - انكليزية في بعض أقطاره، وفرنسية في بعضها الآخر - معاملات إجرائية بدءاً، ثم درساً وثقافة وبعض علم، ثم مصدراً يترجم عنه كل ما يمت بصلة إلى العلم والثقافة ومختلف أسباب الحضارة. وبالطبع، انعكس اختلاف لغات المصدر تباينا في مصطلحات المفاهيم العلمية والتقانية وغيرها، للمفاهيم نفسها. فصار عندنا مثلا آزوت azote ونتروجين nitrogen، فحم charbon وكربون carbon، أمينت amiant وأسبست asbestos، علبة السرعة boite de vitesse وعلبة التروس (أو المسننات) gearbox؛ مخروط الانصباب cone de déjection ومروحة غرينيّة alluvial fan، ثم نظّامة (أو رتّابة) ordinateur وحاسوب (أو حاسب الكتروني) computer، الخ. ومن التباين ما جاءنا عن لغتين أخريين، كما في طماطم tomato (عن الانكليزية)، وبندورة (عن الإيطالية) pomma dora(2). أو كأن تقول في تسمية العناصر الجديدة مما وراء اليورانيوم، كورشتوقيوم للعنصر 104 (عن الروسية)، وروثرفورديوم (عن الانكليزية)، أو نيلزبوريوم للعنصر 105 (عن الروسية) وهاهنيوم (عن الانكليزية)(3). وقد يأتي التباين عن مرادفات للمفهوم الواحد في اللغة الأجنبية نفسها فنقول : في muffler مخمد الصوت، وفي silencer كاتم الصوت. كما صمام في valveوأنبوبة في tube. حين كلاهما لمسمّى واحد في الانكليزية - بريطانيّا أو أمريكيا. ونقول في bascule bridge جسر قلاّب، وفي مرادفه balance bridge جسر أو قنطرة موازنة، وفي ثالث ترادفه counterpoise bridge قنطرة الثقل الموازن أو نقول فيها جميعا جسر قبّان.، وفي condenser، في سياق كهربائي، نقول مكثّف (كهربائي)، وفي مرادفه capacitorالأوسع انتشاراً حديثاً(4) نقول مواسع، وغالباً اليوم مكثّف. وقد تزيد مرادفات المصطلح الأجنبي، فتتزايد مصطلحاتنا العربية المترجمة تبعاً لذلك -كما في المصطلح الجغرافي: watershed ومرادفاته gathering ground أو catchment (area) أوcatch basin أو drainage area (or basin) بين مستجمع أمطار أو أرض تجميع أو منطقة تجميع أو حوض تجميع أو حوض الصرف أو منطقة الصرف أو مستجمع فقط فيها جميعاً. كذلك تعدّدت المصطلحات حتى ضمن القطر الواحد نفسه نتيجة صدورها عن مصادر متعددة - أفراد متخصصين أو أساتذة أو حرفيين أو صحافيين أو مترجمين أو مؤلفين أو معجميين، يعملون بأذواق مختلفة ومنهجيّات مختلفة -قياساً واشتقاقاً ومجازاً ونحتاً وتركيباً مزجيّاً وترجمة حرفيّة أو تصرفية أو تعريباً لفظيا؛ ومع ثراء العربية الواسع في المفردات والمرادفات يصبح عدم تباين المصطلحات هو المستغرب. حتى المصطلحات التي صدرت عن الاتحادات العلمية وهيئات التوحيد والتنسيق والمجامع لم تخل من هذا التباين، وهي التي تعمل في شتى أقطار الوطن العربي بمنهجية موحدة شاركت كل المراجع والهيئات المصطلحية العربية في إقرارها في "ندوة توحيد منهجية وضع المصطلحات الجديدة » التي عقدت في الرباط عام 1981 بدعوة من مكتب تنسيق التعريب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(5)، حتى قيل إن مشكلتنا مع المصطلح العلمي الأجنبي لم تعد في تعريبه بقدر ما هي في توحيده. إنّ بعض العلماء والطلاب العرب مثلا ما زالوا يستخدمون المصطلح معدن مقابل metal -التي يقول فيها آخرون فلِزّ، ويصطلحون على معدن لمصطلح mineral. والذين يمعدنون metal يصطلحون على فلِزّ مقابل ore. وقسم كبير من طلاّبنا في سوريا لايزال يفهم لفظة molecule بمعنى ذرّة (وليس فيهم طبعاً من لم يسمع بالقنبلة الذريّة atomic bomb). حتى طلاّب السنة الخامسة في كلية الطب يتحدّث كتاب لهم في أمراض الدم عن ذرّة الهيموسدرين (وهو بروتين غنيٌّ بالحديد يحوي جزيئه آلاف الذرات) -رغم أن مجمع اللغة العربية في دمشق عدّل هذا التباين مؤخراً، ليوافق ما هو متعارف في الأقطار العربية الأخرى. ولعلّ ذلك هو من قبيل قوّة الاستمرار inertia التي يطلق عليها أيضا مرادفا "القصور الذاتي" و "العطالة". وفي التقسيم النباتي يحتار المرء في الإشارة إلى طائفة Algae - - هل هي الطُّحلبيات، كما هو المصطلح القاهري؛ أو الأشنات، كما هو المصطلح الدِّمشقي؛ وكذلك إلى النباتات Mosses - هل هي الحزاز، كما هو المصطلح القاهري؛ أم الطحالب، كما المصطلح في دمشق؛ ومثلها النباتات Lichens -هل هي الأشنات، حسب المصطلح القاهري، أم الحزاز، كما المصطلح الدمشقي - رغم أن الأمير مصطفى الشهابي العريق في رئاسة مجمع اللغة العربية في دمشق وعضوية مجمع اللغة في القاهرة يقول « وأظهرت دراساتي أن الاستخدام المصري أقرب إلى الصواب »(6). وكنت منذ حوالي عشرين عاما قد قابلت مصطلحات مشتركة من حرف A في الجغرافية والجيولوجية في معجمين متخصِّصين صدرا عن مجمع اللغة العربية، في سياق مقدمة كتبتها لمعجم المصطلحات العلمية والفنية والهندسية لاحظت فيها بعض التباين. وقد خطر لي إعادة المقابلة على الطبعتين المجدّدتين من المعجمين(7) بعد توحيد المنهجيات، فكان الجدول التالي(8):

المصطلح الأجنبي المرادف العربي في المرادف العربي في

المعجم الجغرافـــي معجم الجيولوجية

ablation تذرية، تلاشٍ تذرية، تلاشٍ

................. ....................


وأمثال هذه المجموعات كثير. وفي حال تعذّر تأليف هذه الهيئات المشتركة، وحتى قبله، يمكن أن نبدأ بما لدينا فتقوم لجان متخصصة من بين أعضاء كل المجامع العربية - كل موضوع اختصاصها -في نطاق اتحاد المجامع العربية وإشرافه، مصطلحات الموضوع المعين التي كان أقرها كل مجمع مستقلا عن المجامع الأخرى، فتنسقها في ما بينها أو تقر ما أصدره أحدها فيها (كما سبق لمجمع اللغة الأردني إقرار كل المصطلحات التي أقرها مجمع اللغة العربية)- وتصدرها، لعله حينئذ بالتعاون مع مكتب تنسيق التعريب، باسمها مجتمعة وبمباركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وأتصور أن يكون لمثل هذا الإصدار دعم من الجهات الرسمية، وتقبل بلا تحفظ من جميع الأوساط المصطلحية والمعجمية في كل بلد عربي. وينبغي أن تترافق عمليات التوحيد هذه، على المصطلحات تحديدا وضبطاً واستكمالا، مع الرفد المتواصل بكل جديد من المصطلحات المستحدثة عن طريق رصدها في مصادرها في حينه -من الدّوريات والمنشورات والكتب في لغات العالم المتقدم. والمرشح للقيام بمهمة كهذه هم طلاب وأساتذة وخريجو جامعة المصطلحات التي سمعنا وقرأنا مشروعا بها، كان عرضه سيادة الزميل رئيسنا في مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور عبد الكريم خليفة. وهذا المشروع هو قوام القسم الآجل من مخطط التوحيد العتيد الذي أتصوره- آجلا نترقت نتائجه، وعاجلا في ضرورة التحضير له. إنّ قرابة عشرين جامعة في العالم الغربي اليوم تُدرِّس علم المصطلح والمعجمية؛ وفي العديد منها تقدم المعاجم المعدة في موضوع الاختصاص أطروحة تؤهل صاحبها لدرجة الدكتوراه(24). والعالم العربي في حاجة أشد من سواه إلى جامعة من هذا القبيل يتخرج لنا فيها جيل، بل أجيال، من العاملين في اختصاصاتهم- كيماويون وفيزيائيون وأطباء وصحافيون بخاصة. ولا يستغربن أحد تشديدي على صحافيين، فليس أفعل من وسائل الإعلام في مجال المصطلحات وضعا وتوحيدا، إن تُطَعَّمْ بصحفيين مصطلحيين علماء -ولا مثل أفضل من المقتطف، أيام ضم فريق العمل فيها أمثال يعقوب صَرُّوف وفارس نمر وأنستاس الكرملي وشِبْلي الشميِّل. وينبغي أن يدعم مخطط التوحيد هذا في قسميه العاجل والآجل بوسائل نشر على شكل دوريات أو معاجم متخصصة وعامة، توصل هذه المصطلحات إلى مستعمليها فتقطع الطريق على استمرارية تجدد مشاكل المصطلحات وتباينها. وقد لحظنا بالفعل أن المعجم الجيد، في موضوع معين، الذي يصدر مزامنا لانتشار الموضوع المعين، يكون ذا مفعول توحيدي ظاهر في مصطلحات ذلك الموضوع. وأمثل على ذلك بالمعجم العربي الموحد لمصطلحات الحاسبات الإلكترونية الذي صدر عن المنظمة العربية للعلوم الإدارية عام 1981، فكان مرجعا موحدا لكثير من المؤلفات والمعاجم التي صدرت تاليا في العالم العربي(25). لكن كل ما ذكرناه أو تخططونه، حتى لو تحقق، لن يكون فاعلا حقا ما لم توضع هذه المصطلحات موضع التطبيق العملي العلمي اليومي في مداولات العلماء والمدرسين والدارسين ومناقشاتهم ومختبراتهم وتنتشر في أوساطهم وبيئاتهم. وأني لنا ذلك وجامعاتها السبعون في العالم العربي إلا أقل القليل منها، تدرّس العلوم -لاسيما التقانيات والطب والهندسات باللغات الأجنبية، حتى ليجد الكثير من المعاهد الثانوية والمتوسطة وأحيانا الابتدائية وأهل الطلبة أنفسهم منطقا في تدريس مواد العلوم والرياضيات باللغة الأجنبية. فيتخرج الجيل الطالع غريبا عن المصطلحات بلغته القومية -حتى ليأنف من استخدامها عاملا، أو يتهرب من التدريس بها أستاذا في ما بعد. اللغة العربية نالت اعتراف العالم منذ 1973 وأصبحت لغة رسمية مع اللغات الخمس الكبرى في مؤسسات هيئة الأمم المتحدة كافة عام 1982(26). لكن العالم العربي، للأسف، يتنكر للغته. وأنهي كلمتي بهذه التذكرة العبرة لنا جميعا - في أي موقع كنا: أوائل العشرينيات من هذا القرن افتتحتْ الجمعيةُ اليهودية الألمانية "معهد التخنكو" -التكنولوجية- في حيفا، الذي أنشأته بأموالها وجهد خبرائها؛ وارتأت الجمعية جعل الألمانية لغة التدريس فيه، على اعتبار أن العبرية ليست متطورة بالقدر الذي يسمح باستعمالها في حقل العلوم والتكنولوجية، فقامت الدنيا بموجات الاحتجاج وإضراب المعلمين والتلاميذ، تلاها استقالة الكثيرين من العاملين في المدارس الألمانية -معتبرين ذلك إهانة قومية، فهدّدوا، بل وأنشأوا فعلا، مدارس عبرية بدلاً منها. فتراجعت الجمعية وتمّ للمعتزين بلغتهم الواهنة ما أرادوا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

توصيات

لقد وجهتم التوصيات مرارا وتكرارا في مؤتمرات عديدة سابقا إلى الحكومات لدعم استخدام العربية كلغة التدريس العلمي والمهني في مراحل التعليم كافة - والاستجابة حَنجرية! هلاّ وجّهتُم التوصيات آنيا وتاليا إلى الرأي العام العربي من مشرقه إلى مغربه، إلى الجسم الطلابي عامة وأولي أمرهم، إلى الصحافيين ومسؤولي الإعلام والكتّاب والأدباء، إلى الجامعيين -شباباً وأساتذة- جيل المستقبل وقادته- علّهم يتحركون لتصحيح هذا الوضع الشاذ. فلعَلَّ الخلل ليس في القمة بقدر ما هو في القاعدة - وإلاّ ما كانوا على هذه الإهانة القومية!


مصادر

وصلات خارجية

اللغة والفكر